الحرب في صعدة اليمنية حرب ضارية لم يلتفت اليها الإعلام إالتفاتة صادقة وظلت الكثير من التقارير مغيبة عن الشارع العربي والعالمي فهناك ضحايا كثيرين وهناك حرب ضروس قد تمتد الى اراضي ابعد من حدود اليمن فبعد ان انهار الاتفاق الحكومي بينهم وبين جماعة الحوثي اندلعت المواجهات مرة اخرى وهنا نضع بين يدي الاعضاء الكرام بعض الصور والمعلومات عن هذه الحرب الشرسة .
الحرب انتقلت من الجبال الى المدن وكان ضحاياها من الاطفال والشيوخ في صور مرعبة جدا توضح عن مدى بشاعة هذه الحرب والتي ازهقت فيها الارواح بشكل كبير ومفجع حيث كانت الخسائر من الجانبين كبيرة جدا وعدد كبير من الجنود والافراد قتلو في هذه الحرب واصبحت صعدة منطقة منكوبة .
التصعيد العسكري المأساوي في منطقة صعدة و تجدد الحرب مع الحوثيين و إنهيار إتفاق الدوحة بعد عام من إقراره إضافة للنار المخبوءة تحت الرماد التي يعانيها الشعب العربي في جنوب اليمن بعد تعثر دولة الوحدة و شيوع الحلول الدموية على حساب المباديء و القيم و الشعارات التي تهاوت مع الرياح من ألأمور التي تؤكد و بما لا يدع مجالا لأي شك بإن إدارة الصراع الوطني في اليمن قد وصلت لطريق مسدود و إن الفشل التام على مختلف المستويات قد أدى في النهاية للجوء السلطة لخيار الدم و الحديد و النار في حسم الصراعات وهي خيار الخائبين على طول الخط، لقد لجأت السلطة عام 1994 في جنوب اليمن بعد تفاقم مشاكل و معوقات دولة الوحدة الإندماجية المستعجلة و فشل مؤتمر العهد و الإتفاق للخيار الدموي الصاعق في معارك معسكر العند و في كسر إرادة التصحيحيين الذين أرادوا تصحيح سلبيات الوحدة القاتلة.
فهناك من ينادي بحتميه هذه الحرب وهناك من ينادي بايقاف الخارجين عن الحكومة وهناك من ينادي باستقالة الحكومة ومن هنا وهناك يأتي الدعم للمزيد من القتل ونصر جهه على اخرى .. كان اليمن ومن زمن قديم مثل لبنان ترمي فيه الاوراق ويتم تصفيه الخلافات على ارضه فمن حرب السلال الى الاتقلابات القبيلة وقتل الزعماء الى حرب توحيد اليمنين الشمالي والجنوبي الى حرب الحيثيين والى متى .. ومتى سيستقر اليمن .. عودة القتال بين جماعة الحوثى والقوات الحكومية بشكل اقوى هذه المرة .
لندن- عبدالعزيز المطيري - صدى عدن - متابعات / 09-08-2009
مشاعر الهزيمة التي تنتاب صنعاء منذ الاسبوع الماضي، بعد أن خسرت لواء كاملا باسلحته ومعداته وجنوده في مديرية شدا في صعدة، تدفعها الى فعل الشيء الوحيد المتوقع من سلطة تراهن على القوة: المزيد من القوة.
فحتى وان بدا أن هذه القوة فشلت خمس مرات في السابق، إلا أن صنعاء التي تبدو بلا حول، تريد أن تقول انها ليست بلا قوة.
على هذا الأساس تستعد المؤسسة العسكرية لخوض حرب بجميع الأسلحة، وبكل الإمكانيات لقمع التمرد المسلح في صعدة. إنما ليس من دون تقديم إشارات قاطعة لـ"الحراك الجنوبي" بان قوة مماثلة سوف تستخدم إذا ما تعرض الجيش (وهو في غالبيته شمالي) في الجنوب الى تحديات كتلك التي وقعت في صعدة.
وتظهر بعض الاشارات إن أسلحة الطيران والمدفعية والصواريخ والمدرعات والمشاة تستعد لتوجيه سلسلة هجمات في صعدة، بمساندة اقليمية، لاسيما بعد ان فشلت الوساطات في اطلاق سراح أفراد وقادة اللواء 82 الذي وقع أسيرا بين أيدجي المتمردين الحوثيين.
ويسود الانطباع في صعدة بان حربا على جميع الجبهات سوف تندلع بين لحظة واخرى، ومن المتوقع أن يكون الكثير من الابرياء طعاما لها.
وهناك من يعتقد أن الهجمات الجوية المنتظرة قد لا تعدو كونها مسعى للانتقام، ولاظهار ان السلطة في صنعاء ملا تزال متماسكة وان مؤسستها العسكرية لم تسقط بعد.
ويدعم هذا الافتراض أن وحدات كثيرة من الجيش اليمني قررت الانسحاب لتحاشي ضغط الحوثيين عليها، وكذلك لتحاشي هزيمة ثانية قد تؤدي الى سقوط وحدات أخرى، مما يهدد بانقلاب المؤسسة العسكرية ضد النظام.
فهذه المؤسسة التي تخرج منها العقيد علي عبدالله صالح لا يروقها أن تُتهم بالفشل والهزيمة. وإذا ما تعرضت لانكسار آخر فان رأس النظام سيكون هو الثمن الطبيعي، وهو الشماعة التي يتعلق عليها ذلك الفشل.
وقد تمثل الانسحابات من مواقع لا تدور فيها أعمال القتال، مثل موقع خنفعر وجبل غنيم، مجرد محاولة لإعادة ترتيب القوات بانتظار هجوم كاسح.
وما يحاول الجيش القيام به هو نقل المعدات والأعتدة المكدسة في المعسكرات الى مواقع آمنة، لكي لا تقع بأيدي الحوثيين.
ولكن هذا قد يعني في الوقت نفسه إن الجيش يمكن أن يطبق على صنعاء إذا ما بدت هزيمته حتمية في أي مواجهة جديدة.
وكان المستشار السياسي للرئيس اليمني الدكتور عبد الكريم الإرياني حذر من مغبة استمرار التجاذبات السياسية والاضطرابات في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد واتساع تمرد الحوثيين في الشمال، على أمن واستقرار اليمن.
واعتبر الارياني، وهو رئيس وزراء سابق في تصريح نشر الجمعة أن "خروج اليمن من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها سينهي حراك الجنوب وتمرد الحوثيين".
وكانت تقارير ذكرت في 30 يوليو/تموز الماضي ان الحوثيين استولوا على لواء المشاة 82 بكامل عدته وعتاده بعد ان قائده الى السعودية وقتل احد ضباطه الكبار.
ويضم اللواء عشرات الأطقم ومدفعية وصواريخ ودبابات ومصفحات وأكثر من مليوني طلقة منوعة، بمديرية شدا" بمحافظة صعدة.
ولقي رئيس عمليات اللواء 82 العقيد علي الردفاني مصرعه في مواجهات شرسة بين من تبقى من أفراد اللواء والحوثيين الذين احكموا السيطرة على اللواء، في حين كان قائد اللواء العميد شائف القديمي قد فرّ وعدد من الضباط والجنود الى داخل الأراضي السعودية عند بدء المواجهات.
وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، لكن لم يتم الحصول على إحصائيات دقيقة لعدد الضحايا من الجانبين لاستمرار المعارك بينهما وعدم إفصاح أي منهما عن عدد ضحاياه.
وانطلقت شرارة الحرب الاولى بين السلطات في صنعاء وبين الحوثيين في 28 يونيو/ حزيران 2004. وأسفرت خمسة حروب متتالية بين الجانبين عن مقتل نحو ستة آلاف شخص وجرح ضعفهم واعتقال المئات.
وما يزال التمرد الحوثي يبدو قويا، بل لعله اليوم أقوى مما كان في أي وقت، وعناصره يملكون من الذخائر والمعدات ما لم يكونوا يملكوه في أي وقت.
ويوحي الوضع في صعدة ان الرئيس صالح يخوض مغامرته الأخيرة. فهو إذا صمت على هزيمة قواته في الشمال، فان هزيمة أخرى ستلحق به في الجنوب. وهو إذا خاض الحرب ضد الحوثيين وفشل فيها، فانه سيكون بذلك قد كتب نهايته بنفسه، لأن الجيش سينقلب عليه ليحمله مسؤولية الفشل.
والحرب، ليست من دون تكلفة أيضا. فالفراغ الذي قد تتركه في الجنوب قد يؤدي على تسريع التحرك الجنوبي نحو الإنفصال. كما انها في الظرف الاقتصادي الراهن تعني دفع الدولة الى حافة الإفلاس. وما لم يتقدم المعنيون بالاستقرار في اليمن بمعونات عاجلة، تُشعر الجيش بانه يملك ما يكفي لخوض حرب ناجحة، فان الرئيس صالح سيجد نفسه في وضع لا يُحسد عليه.
هل من حوار، لتحاشي هذا كله؟
المؤشرات المتاحة تفيد ان السؤال المتداول، في الجنوب خاصة، هو: إذا كان النظام لم يلتفت الى الحوار عندما كان قويا، فلماذا يجب تلتفت اليه المعارضة عندما يضعف؟
وكان من الطبيعي في أجواء التردد السائدة، ان تحمل السلطة أحزاب المعارضة الرئيسية المنضوية في إطار تكتل أحزاب "اللقاء المشترك" مسؤولية تعثر الحوار مع الحزب الحاكم.
ووصف الإرياني مطالب المعارضة الجنوبية لاستئناف الحوار بأنها أوامر لا يقبلها إلا "مغفل".
وكانت اطراف المعارضة طالبت باطلاق سراح المعتقلين والتعهد بعدم استخدام السلاح ضد الأبرياء، واعادة الحقوق المهدورة لأبناء الجنوب، ومنها عودة الضباط الى الجيش والموظفين المفصولين الى وظائفهم.
وهاجم الإرياني الداعين لتطبيق الفيدرالية للحفاظ على وحدة اليمن قائلا "إن الفيدرالية هي طريق للانفصال"، كما هاجم نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، ودعوته إلى فك الارتباط، محذراً من تدخل دولي إذا ما استمرت الدعوة للانفصال.
وقال إن هذه النار ستحرق الطرفين في الداخل والخارج.
ولكن يبدو ان الجنوبيين ينتظرون ماذا ستفعل النار المندلعة في صعدة بحكومة صنعاء، ليقرروا ما إذا كانت ستبقي نظاما يمكن التحاور معه على ما قد تفعل النار التي ستندلع في الجنوب.
التعديل الأخير: