مسر شميدت القصة الكاملة

الحاج سليمان 

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,555
التفاعل
17,550 195 32
الدولة
Algeria
نعم . . . يمكن فعل ذلك!! (ميسرشميت Me-163) (01)

سنة 1909في زار الأخوان رايت ألمانيا و قاما بعروض قرب برلين حيث حضرها بذهول شاب يدعي الكسندر ليبيش Lippish الذي كان في 15 من عمره حينها، الكسندر كان يحب الفنون كوالده لكن حربا عالمية أوقفت الشغف و ألحقته بالجبهات.
هناك أتيحت له فرصة التحليق كمصور جوي ما زاد ميله لعالم الطيران ثم سرعان ما وضعت الحرب أوزارها ليتحق الشاب العشريني بصانع المناطيد Zeppeline حيث اهتم اكثر بالطيران و خصوصا الشراعي منه ثم توجه نحو ايجاد تصاميم جديدة تغني الطائرة عن الذيل. فشرع في تصميم طائرة انجزها مع مهووس آخر بالطيران الشراعي يدعى Espenlaub .
.
في الحين ذاته و في سنه 1924 تم انشاء Rhön-Rossitten Gesellschaft و هي منظمة (جمعية) للطيران الشراعي. حملت اسم مكانين كانا مركزين للتحليق الشراعي و بهما مدارس لهذا الفن، الأمر أشبه حاليا بنوادي الطيران، المنظمة كانت السباقة عالميا للتخصص في هذا المجال و ضبط قواعده و اصدار الرخص و تنظيم المسابقات.
سنة 1925 عين ليبيش مديرا لهذه المنظمة لما يحمل من معرفة و تصاميم ناجحة انجزها بين 1918 و 1924. و كانت البداية الفعلية له.
.
ليبيش طور مع المنظمة عائلتين من الطائرات الشراعية Delta و Storch و كانت منهجيته في العمل بسيطة . . .تصميم ثم نموذج مصغر فطائرة بالحجم الحقيقي دون محرك فطائرة بمحرك ثم يشرع في تغيير المحركات و تطوير الكل.

في مكان آخر كان Fritz von Opel الإبن الوحيد لAdam Opel مؤسس شركة Opel للسيارات المعروفة يعمل على اقناع الناس بجدوى المحركات الصاروخية في دفع الآلات ضمن برنامج اسماه OPEL-RAK بالتعاون مع خبراء عدة منهم صانع محركات صارويخية يدعي Wilhelm Sander كان قد استحوذ سابقا على مصنع بارود .
.
أوبيل و في خلال برنامجه ثبت محركات ساندر على السيارات ليجرب سرعات فاقت ال230 كلم / سا ثم القطارات ثم حين أراد تثبيتها على الطائرات لم يجد أفضل من طائرات Lippish حيث اشترى طائرة Ente من عائلة Storch و ثبت عليها محركا صاروخيا من انتاج Sander. الطائرة انفجر محركها في ثالث تحليق لكنها كانت أول طائرة صاروخية في التاريخ.
.
في الصور Lippish مع Espenlaub و طائرتهما E1 سنة 1921
و Opel مع Sander

الموضوع للعضو ش @شيراد الجزائر
 
IMG_7025.jpeg
 
اللي انا مش فاهمة ، في الفترة بين ١٩١٨ ل ١٩٣٩ المانيا امتلكت تكنولوجيا متقدمة بدون اي مقدمات، الموضوع غريب و محير
 
اللي انا مش فاهمة ، في الفترة بين ١٩١٨ ل ١٩٣٩ المانيا امتلكت تكنولوجيا متقدمة بدون اي مقدمات، الموضوع غريب و محير

هي بالفعل قفزة مهوله في تاريخ البشرية وأثرت على وجه العالم للأبد
وأسباب تلك الحقبة وأسرارها تضل لغز غريب بالرغم من وجود تقدم لدى الأمريكان والبريطانيون بشكل طفيف في مجالات محدوده وقتها .

أعتقد أن اجراءات التفوق العرقي وقتل المرضى وذوي الأعاقات كان له دور في شحذ همم الألمان حتى لايواجهون نفس المصير 🤭
 
اللي انا مش فاهمة ، في الفترة بين ١٩١٨ ل ١٩٣٩ المانيا امتلكت تكنولوجيا متقدمة بدون اي مقدمات، الموضوع غريب و محير
الالمان هم سبب تطور الحاصل في العالم ولحد الساعة ..........لو لم تسقط لوصلنا لأبعد ما وصلنا اليه الان والله اعلم.
 
نعم . . . يمكن فعل ذلك!! (ميسرشميت Me-163) (02)

الحلفاء حاولوا تصفيد ألمانيا ببنود معاهدة فارساي فحظروا الطيران بطائرات ذات محرك ما جعل من التحليق الشراعي ملاذا آمنا لمحبي الطيران و ممتهنيه من مصممين و طيارين.
يقول خبير الأيروديناميك و الدفع النفاث المجري-الأمريكي Theodore von Kármán الذي كان ممن يشارك في السباقات التي تنظمها منظمة (جمعية) الطيران الشراعي Rhön-Rossitten Gesellschaft أن معاهدة فارساي أعانت الألمان من حيث أرادت تقييدهم بحيث اهتموا بالطيران الشراعي و طوروا فيه كثيرا و كانت الجمعية المذكورة التي كان يرأسها Lippish تطور هذا الفن بشكل منقطع النظير إذ سار المصممون بعيدا عن الطائرات متعددة الأجنحة المألوفة Biplan /triplan و طوروا اشكال مقاطع الأجنحة airfoils و نسب تطاول الجناح Aspect Ratio و توزيع الأوزان على الهياكل و تخفيفها.
.
ثم سرعان ما اعتلى النازيون الحكم في ألمانيا و سنة 1933 حلوا منظمة Rhön-Rossitten و أعادوا ترتيبها بأن ضموا فرع النشاطات الجوية إلى Hitlerjugend "شباب هــــتــــلـــر" أما فرع البحث و التطوير فأعيد ترتيبه تحت اسم Deutsche Forschungsanstalt für Segelflug (DFS) "المعهد الألماني لأبحاث الطيران الشراعي" و أبقوا على Lippish مديرا له.
.
سنة 1932 طور مصمم ألماني آخر يدعي Gerhard Fieseler (صاحب درونات V1 لاحقا) طائرة عديمة الذيل سماها Wespe و كانت ثورية في حينها لكنه لم يستطع تطويرها كثيرا بعد إخفاق في التجارب بسبب مشاكل في الثبات، "ليبيش" اهتم بالتصميم و تمكن عبر وساطات من تحصيل غلاف مالي من زارة الطيران في الرايخ Reichsluftfahrtministerium (RLM) مكنه من شراء التصميم من "فيسلر" و سماه DFS-39 و ادرجه ضمن عائلة Delta و طوره كثيرا إلى سنة 1937.
.
و في نفس الفترة كان ألماني آخر يطور حلولا أقوى للمحركات الصاروخية ذات الوقود السائل و المحركات المعززة للإقلاع JATO بل و نظم دفع الغواصات اللاهوائية Air-independent propulsion.
RLM طلبت من والتر محركا صاروخيا يعمل بالوقود السائل مع تحكم في الدفع عبر دواسة وقود Throttle/ Manette des gaz. ثم توجهت نفس الوزارة إلى DFS و رئيسه Lippish لتطوير طائرة تحمل ذات المحرك.
.
ليبيش استند على مشروع DFS-149 ليكون اساسا للطائرة المرجوة و لكنه واجه مشكلة تقنية عويصة. . . معهد DFS ليس به سوى معامل تحويل الخشب و المشروع المطلوب سيحمل محركا صاروخيا بمواد شديدة الاشتعال ما يعني لزوم تصنيع اجزاء منه من المعدن. فتوجه إلى مصنع Heinkel لعلهم يصنعون له البدن المعدني. . لكن "هينكل" كان له مشروعه الخاص ولا يريد إيجاد حلول لمنافسه. حينها غادر "ليبيش" المعهد و انظم الى الصانع الكبير willy Messerchmitt (على فكرة أحب أعماله كثيرا).
.
ميسرشميت كان يزدري الدفع الصاروخي و الطائرات الشراعية لكنه قبل ان يعطي مساحة لـ"ليبيش" و فريقه.

الصورة الأولى لFieseler Waspe
و الثانية للأجيال التي طورت عنها في معهد DFS
 
نعم . . . يمكن فعل ذلك!! (ميسرشميت Me-163) (03)

فريق ليبيش الذي انتقل الى ميسرشميت مع بداية الحرب العالمية الثانية قرر تزويد طائرة DFS-194 بمحرك مكبسي للتأكد منها أولا قبل تزويدها بمحرك صاروخي... ثم الخطة تبدلت... محرك صاروخي على بدن خشبي مباشرة!
.
قبل هذا يشار الى ان معهد DFS و قبله منظمة Rhön-Rossitten Gesellschaft قد خرّجوا خيرة طياري الطائرات الشراعية الذين حققوا عديد الالقاب و سجلوا بأسمائهم ارقاما قياسية حينها في العلو و المدى ابرزهم Heini Dittmar.
ديتمار كان ابن العشرين حين حقق سنة 1932 بطائرة kondor التي صممها بنفسه و صنعتها له Alexander Schleicher GmbH & Co التي لا تزال تنشط للآن و معروفة بسلسلة طائراتها الشراعية ASW,، أقول، حقق اول ألقابه العالمية.
ثم انتقل الى الأرجنتين ضمن بعثة ليحقق اعلى طيران دون محرك حينها.
بعدها و هو ابن ال 24 حقق اطول طيران دون محرك عبر خلاله جبال الآلي بطائرة تدعى Fafnir II من تطوير منظمة Rhön-Rossitten و تواصلت الانجازات الى ان قرعت طبول الحرب.
عند اندلاع الحرب اصبح ديتمار طيار اختبار و اشتغل بالتصميم ليشارك في الجهد الحربي.
.
بالعودة الى صاحبنا ليبيش Lippish ففي مطلع 1941 نقل الطائرة DFS-194 الخشبية إلى منشأة قرب مدرج التجارب في بينيموند Peenemünde حيث زودت بمحرك صاروخي RI-203 من انتاج وولتر بقوة دفع 300 كلغ.
.
بعدها اجرى طيار الاختبار الشاب المذكور آنفا Dittmar تحليقات دون اشعال المحرك و بخزان وقود فارغ، ثم بخزان مليء بالماء ثم و في جوان1941 اعتلى ديتمار الطائرة التي سحبت من قبل طائرة Messerchmitt BF-110 و حررت في الجو على علو 4000 متر . شغل ديتمار المحرك ليبلغ سرعة 545 كلم/سا في حين أن هيكل الطائرة مصمم للتحليق بسرعة 300 كلم/سا فقط و لم يتوقع احد ان اجتاز هذه العتبة... مضى للتحليق بسلام و اكد الطيار سلاسة التحكم بالطائرة و جودة طيرانها.
.
حطت الطائرة و أيقن الجميع ان هذا الخليط من التقنيات قد يفيد في صد قاذفات العدو.
.
في الصورة تركيب مجموعة الدفع (المحرك و الخزان) على طائرة DFS-194.
 
نعم . . . يمكن فعل ذلك!! (ميسرشميت Me-163) (04)

نجاح طائرة DFS-194 حكم على المشاريع المنافسة بالانتهاء و تقرر صنع طائرة جديدة كليا معتمدة على تصميم الطائرة المذكورة. سميت Messerchmitt Me-163, Komet و تزويدها بمحرك أقوى باكثر من الضعف Walter R II-203 بقوة 750 كلغ و بنظام تسليح و انظمة اتصال و الكترونيات محترمة، كما تم تحسين تصميمها الأيرودينامي عبر تغيير شكل غطاء قمرة القيادة الى قطعة واحدة مصبوبة من البليكسي plexiglas.
الطائرة كانت ذات بدن معدني و جناحين و ذيل من الخشب الرقائقي contreplaqué/plywood المغلف بصفائح خشبية بسمك 8 مم و مغطى بالقماش.
.
مارس 1941 ديتمار دائما من داخل قمرة قيادة الكوميت في نسختها الأولى دون محرك يؤكد جودة التصميم الجديد و يشتكي من صعوبة حط الطائرة على المدرج بفعل التأثير الارضي l'effet de sol/ground effect غالبا. إذ اجتاز في احد الاختبارات المدرج بطوله دون امكانية الحط و التف بين المباني على علو منخفض ليحط في مكان بعيد خارج المنشأة، لكن التجارب تواصلت.
.
بعدها و في اوت من نفس السنة قام باول طيران بمحرك حقق سرعة 885 كلم/سا فى سابقا تاريخية.
ثم و بعد اشهر قليلة و في تحليق اختباري آخر فقد السيطرة على الطائرة خلال انزلاق حاد بمحرك موقد و سجل المراقب الارضي سرعة الطائرة 1003.67 كلم/سا في أول اجتياز لعتبة الألف كلم/سا و في اقتراب شديد من جدار الصوت، تمكن ديتمار في الختام من انقاذ الطائرة و الحط بها بسلام.
.
تكريما لهذا الانجاز الذي ظل دون نظير لسنوات طويلة، تقلد ليبيش و ديتمار بعض الاوسمة و حملوا بعض الالقاب ثم سرعان ما واصلوا تطوير النسخة الافضل من الطائرة دخلت الإنتاج الكمي...
.
الطائرة لم يصنع منها الكثير و لم يكن هناك وقت كاف لتعديل العيوب التصميمية خصوصا تلك المتعلقة بنظام الهبوط الخطر الذي أودى ب80% مما صنع من كوميت خلال مرحلة الأقلاع، محاولات تعديل التصميم و إصدار نسخ افضل وأدتها نهاية الرايخ.
البقية كانت ضحية ميدان السرعات العالية الذي لم يكن مفهوما حينها، و 5 في المئة فقط من اصل قرابة 350 تمكن من القتال.
و أنى لها ان تقاتل غارات قوامها 600 قاذفة B-17 كما حصل في جويلية 1944 او أكثر من 1090 كما حصل في أوت من نفس السنة!
.
هذه التي في الصورة كانت ضمن 48 طائرة استحوذ عليها البريطانيون على قاعدة Husum أقصى شمال ألمانيا.
حول 29 منها إلى الملكة المتحدة ،شحن بعضها للأمريكان جربت احداها في تحليق دون تشغيل المحرك. و سلم بعضها المتاحف. منها هذه القطعة المعروضة في متحف الطيران و الفضاء في أوتاوا الكندية
IMG_7188.jpeg
 
عودة
أعلى