ابوظبي في 3 يناير/ وام/ واصلت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" دورها الرائد في نشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة تماشياً مع توجهات القيادة الرشيدة وتطلعاتها المستقبلية الساعية إلى ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة عالمياً في مجالات الطاقة المتجددة والعمل المناخي وتحقيق استراتيجيتها للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وقد كان عام 2022 استثنائياً بالنسبة لشركة "مصدر"، إذ شهد العديد من الإنجازات البارزة وفي مقدمتها الإعلان عن إنجاز الاتفاقية الاستراتيجية لاستحواذ شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على حصص في شركة “مصدر”.
وتهدف هذه الاتفاقية التي أعلن عنها في ديسمبر الماضي
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، للمرة الأولى تزامناً مع اليوم الوطني الـ 50، إلى تضافر جهود ثلاثة من أبرز شركات الطاقة في أبوظبي لتوسيع نطاق عمليات "مصدر" والارتقاء بها إلى مصاف الشركات العالمية، بما يشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة.
وعملاً بالشراكة الجديدة، تطمح "مصدر" لتصبح شركة وطنية رائدة في مجال الطاقة النظيفة في الدولة، وتسعى إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 جيجاواط من الطاقة المتجدّدة بحلول العام 2030، علماً بأنّ النسبة الأكبر ستُعزى إلى التقنيات الحديثة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وبالإضافة إلى أهدافها الأولية المحدّدة، تطمح "مصدر" إلى إنتاج ما يزيد عن 200 جيجاواط من الطاقة المتجدّدة، بما يسهم في ترسيخ مكانتها كشركة عالمية رائدة في هذا القطاع.
كما تطمح "مصدر" إلى توسيع نطاق أعمالها الناشئة في مجال الهيدروجين الأخضر بوتيرة سريعة لتبلغ قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى مليون طنٍ من الهيدروجين بحلول العام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من ستة ملايين طنٍ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ "مصدر" في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" : "ترسّخ مصدر عاماً بعد الآخر مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة وتمضي نحو آفاق أوسع في رحلتها المتواصلة لنشر التقنيات النظيفة حول العالم والمساهمة في الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي".
وأضاف: " بفضل دعم قيادتنا الرشيدة، استطاعت "مصدر" تحقيق إنجازات غير مسبوقة هذا العام لعل أبرزها الإعلان رسمياً عن الهيكلة الجديدة للشركة وتوسيع نطاق أعمالها سواء في مجال الطاقة النظيفة أو الهيدروجين الأخضر، حيث تعطي هذه الخطوة دافعاً كبيراً للشركة لتحقيق طموحاتها وتسريع وتيرة تطورها وتعزيز ريادتها العالمية في هذا القطاع. ونتطلع إلى المساهمة بدور رئيسي في مسيرة التنمية بالدولة ودعم أهدافها المناخية في ظل الاستعدادات لاستضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي سيسهم بدور حيوي في ضمان المحافظة على زخم الاهتمام والجهود وصولاً إلى انعقاد مؤتمر (كوب 28) في الدولة خلال العام الجاري".
- مشاريع واتفاقيات.
وتعد "مصدر" اليوم واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، حيث تنتشر محفظة مشاريعها في أكثر من 40 دولة حول العالم، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار.
وقد وسعت "مصدر" محفظة مشاريعها للطاقة النظيفة لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 20 جيجاواط، فضلاً عن مساهمة هذه المشاريع في تفادي إطلاق قرابة 20 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وشهد عام 2022 تدشين "مصدر" لعدد من مشاريع الطاقة المتجددة وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع مستقبلية في العديد منالدول كمصر وتركمانستان والأردن وأذربيجان وكازاخستانوإندونيسيا وسيشل وقيرغستان وغيرها.
فقد دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،خلال شهر مايو الماضي، محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، أول محطة تجارية من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، والتي طورتها "شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة"، وهي شركة مشتركة بين "بيئة" و"مصدر".
وستساهم المحطة، التي أعلن عنها عام 2018، في تحويل ما يصل إلى 300 ألف طن من النفايات عن المكبات سنوياً، ما يدعم تحقيق أهداف الإمارات الخاصة بتحويل النفايات وإدارتها.
كما ستمكن المحطة الشارقة من رفع نسبة تحويل النفايات من 76% إلى 100%، لتكون أول مدينة تحول جميع النفايات بعيدا عن المكبات في منطقة الشرق الأوسط.
وتم الإعلان مؤخراً عن تدشين محطة "إل دي رومانفيل" للطاقة الشمسية في جمهورية سيشل بقدرة إنتاجية تبلغ 5 ميجاواط، وطورت "مصدر" هذه المحطة بالتعاون مع مؤسسة المرافق العامة في سيشل، والمشروع من تمويل صندوق أبوظبي للتنمية، كما تم توقيع اتفاقية مع وزارة الطاقة في جمهورية قيرغيزستان لتطوير سلسلة من مشاريع الطاقة المتجددة في قيرغيزستان.
وتم خلال عام 2022 الإعلان عن التدشين الرسمي لبدء أعمال إنشاء وإتمام عملية الإغلاق المالي لمحطة كاراداغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 230 ميجاواط في أذربيجان، وهو أول مشروع طاقة شمسية مستقل قائم على الاستثمار الأجنبي في الدولة.
وأعلنت "مصدر" خلال العام الماضي استحواذها على شركة "أرلينغتون إنرجي" المتخصصة في تطوير نظم لتخزين الطاقة ومقرها المملكة المتحدة.
ومن شأن هذه الخطوة المساهمة في توسيع نطاق تواجد "مصدر" ضمن سوق الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة، إلى جانب دعم جهود المملكة لتحقيق أهدافها الخاصة بالحياد المناخي.
كما أتمت "مصدر" خلال عام 2022 عملية الإغلاق المالي لمشروع محطة زارافشان لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاواط، والتي تعد أول محطة طاقة رياح تقام على مستوى المرافق الخدمية في أوزبكستان.
وتم الإعلان عن توقيع اتفاقية تطوير مشتركة مع شركة الطاقة الحكومية "تركمان انيرجو" التابعة لوزارة الطاقة التركمانية، وذلك لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 100 ميجاواط، ليكون أول مشروع لشركة "مصدر" في تركمانستان ، بجانب توقيع اتفاقية تطوير مشترك مع شركة برتامينا باور إندونيسيا "برتامينا ان آر اي"، التابعة لشركة الطاقة الوطنية (برتامينا)، لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية على مستوى المرافق في منطقة روكان بجزيرة سومطرة الإندونيسية، وأخرى مع شركة برتامينا باور إندونيسيا "برتامينا ان آر اي"، التابعة لشركة الطاقة الوطنية (برتامينا) وهيئة الاستثمار الإندونيسية التي تعد الصندوق السيادي في البلاد، وذلك لبحث آفاق التطوير المشترك لمشاريع الطاقة المتجددة في الدولة.
كما وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة "آر دبليو اي رينوبلز" الألمانية، بهدف استكشاف فرص التعاون لتطوير محطات طاقة رياح بحرية في عدد من الأسواق الرئيسية، وكذلك البحث عن مزيد من الفرص لتطوير مشاريع أخرى.
وتم توقيع اتفاقية مع شركة كهرباء تنزانيا المحدودة "تانيسكو" لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 2 جيجاواط ، إضافة إلى توقيع اتفاقية مع "كوزمو انرجي هولدينجز كو"، إحدى كبرى شركات الطاقة في اليابان، وذلك لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة تشمل مشاريع في مجال طاقة الرياح البحرية باليابان.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، الرائدة في مجالات الهندسة والمشتريات والإنشاءات ومقرها أبوظبي والتابعة للشركة الوطنية للجرافات البحرية، وذلك بهدف استكشاف فرص التعاون في مجالات طاقة الرياح البحرية، والهيدروجين الأخضر، وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة.
وبهدف تعزيز مساهمتها في تحقيق أهداف المملكة العربية السعودية الخاصة بالطاقة المتجددة، افتتحت "مصدر" خلال 2022 مكتب أعمال خاص بها في المملكة.
كما تشارك "مصدر" في المناقصة التي أعلنت عنها الشركة السعودية لشراء الطاقة (المشتري الرئيس)، وتشمل تطوير مشاريع طاقة شمس ورياح بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 3.3 جيجاواط وذلك في إطار المرحلة الرابعة من مشروعات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة.
- مشاركة مثمرة.
من جهة أخرى سجّلت "مصدر"، مشاركة مثمرة في فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية خلال شهر نوفمبر الماضي.
وشهد مؤتمر المناخ الأخير التوقيع على اتفاقية مهمة بين كل من"انفينتي باور"، الشركة المشتركة بين "مصدر"، و"انفينتي انرجي"من جهة، وشركة "حسن علّام للمرافق"، والحكومة المصرية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر، ويعد المشروع واحداً من أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم. وستنتج محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاواط عند اكتمالها 47790 جيجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً.
وتضمن مؤتمر COP27 أيضاً توقيع "مصدر" وائتلاف شركائها "انفنيتي باور القابضة"، وشركة "حسن علام للمرافق"، اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 جيجاواط ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ويخطط الائتلاف خلال المرحلة الأولى من المشروع لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على أن تبدأ عمليات التشغيل بحلول عام 2026، بهدف تموين سفن النقل البحري في القناة.
وسيتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى 4 جيجاواط بحلول عام 2030 لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء المعدة للتصدير إلى جانب تزويد الصناعات المحلية بالهيدورجين الأخضر.
من جهة أخرى فقد أسهمت شركة "مصدر" في توفير طاقة نظيفة ومتجددة لموقع انعقاد مؤتمر (COP27)، وذلك عبر محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي قامت بتطويرها في مدينة شرم الشيخ والتي دخلت حيز التشغيل تزامناً مع انطلاق فعاليات المؤتمر.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 6 ميجاواط عند الذروة، حيث تنتج 11.723 ميجاواط/ساعة من الكهرباء سنوياً، ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 5000 منزل من الكهرباء.
كما وقعت "مصدر" خلال COP27 مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 2 جيجاواط.
-أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وكانت "مصدر" قد استهلت العام 2022 بعقد دورة جديدة من أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه الشركة سنوياً في إمارة أبوظبي، حيث أقيم حفل افتتاح الأسبوع وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي.
وشهدت فعاليات الأسبوع مشاركة مجموعة من القادة والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار وقادة الأعمال وخبراء التكنولوجيا والجيل القادم من قادة الاستدامة.
وشملت قائمة المتحدثين المشاركين في أسبوع أبوظبي للاستدامة أكثر من 600 متحدث من القادة رواد القطاع، وضمت قائمة الفعاليات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، ومركز شباب من أجل الاستدامة، ومبادرة "ابتكر" بالإضافة إلى منتديات ومعارض القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وتستعد "مصدر" لاستضافة دورة جديدة من أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال الفترة من 14 إلى 19 يناير الجاري ، ومن المنتظر أن يضم الأسبوع سلسلة من الجلسات رفيعة المستوى التي تركز على الأولويات الرئيسية للتنمية المستدامة قبل انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرالمناخ (COP28)، الذي يقام في الدولة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.
وسيعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 تحت شعار "معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28"، وتوفر الدورة المقبلة منصة جديدة لقطاع الطاقة العالمي من خلال إطلاق قمة الهيدروجين الأخضر الافتتاحية، التي يستضيفها قطاع أعمال الهيدروجين الأخضر في شركة "مصدر"، وتسلّط القمة الضوء على إمكانات الهيدروجين الأخضر ودوره في عملية إزالة الكربون من القطاعات الرئيسية ودعم جهود الدول في تحقيق أهدافها في مجال الحياد المناخي.
-جائزة زايد للاستدامة.
بدورها أعلنت جائزة زايد للاستدامة الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها الإمارات لتكريم حلول الاستدامة المبتكرة، تلقيها أكثر من 4500 طلب مشاركة ضمن فئاتها الخمس (الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية)، وذلك عقب إغلاق باب المشاركة في دورتها لعام 2023، وشملت المشاركات هذا العام 152 دولة والذي يعد رقماً قياسياً في أعداد الدول المشاركة.
كما عقدت لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة اجتماعها السنوي لاختيار الفائزينبدورة عام 2023، والذين سيتم الإعلان عنهم خلال حفل توزيع الجوائز الذي يقام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 خلال شهر يناير المقبل.
وقد تم اختيار قائمة من 30 مرشحاً سيتنافسون لنيل عشر جوائز ضمن فئات الجائزة الخمس. وقد كرمت الجائزة حتى الآن 96 فائزاً في فئات الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية، كما ساهمت الجائزة في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم حيث شملت قائمة الدول المستفيدة من مشاريع الجائزة كل من فيتنام ونيبال والسودان وإثيوبيا وجزر المالديف وتوفالو.
وقد ساهمت الجائزة منذ تأسيسها في تحسين المستوى المعيشي ضمن العديد من المجتمعات في مختلف دول العالم من خلال توفير سبل التعليم الجيد، والغذاء والمياه النظيفة، والرعاية الصحية الجيدة، ومصادر الطاقة، وفرص العمل، ورفع مستويات الأمن والسلامة.