تجربة القتالي الحضري في معركة الفلوجة الأولى.

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
12,601
التفاعل
56,211 1,113 47
تجربــة القتالـــي الحضـــري فـــي معركـــة الفلوجـــة الأولـــى

1683309861505.png

الفلوجة Fallujah مدينة عراقية تقع على نهر الفرات وتبعد مسافة 69 كلم شمال غرب العاصمة بغداد وهي جزء من محافظة الأنبار Anbar Province. المدينة تأوي العديد من أفراد وزعامات العشائر العربية السنية الكبيرة، حيث قدر عدد سكانها بنحو 275 ألف نسمة وفق احصاء عام 2003. مباشرة بعد سقوط بغداد بيد القوات الأمريكية العام 2003، الفلوجة كانت إحدى المدن الهادئة مقارنة بغيرها من المدن، حيث لم تقع فيها أعمال سلب ونهب كتلك التي انتشرت في بعض مناطق العراق وخاصة العاصمة بغداد، ووحدات الجيش العراقي التي تمركزت في المدينة غادرت مواقعها واختفت بين السكان المحليين بعد تركت الكثير من معداتها العسكرية بشكل فوضوي وغير مؤمن. وعندما قامت القوات الأمريكية بدخول الفلوجة في 28 أبريل 2003، هي عملت على تأمين مقرات لها في المدارس وبعض مباني الدوائر الحكومية السابقة لحزب البعث.

هذا الأمر وغيره أثار حنق السكان المحليين، كما كان لقرار حظر التجوال curfew الذي صدر لاحقاً أن أفضى لخروج تظاهرة سلمية لعدة مئات من سكان المدينة احتجاجاً على استفزازات الجنود الأمريكان، لتنتهي هذه بصورة مأساوية بعد إطلاق نار عشوائي indiscriminate firing من قبل جنود الاحتلال، نتج عنه مقتل 17 عنصر من المشاركين فيها وجرح 90 آخرين تقريباً وذلك أمام إحدى المدراس الابتدائية التي استخدمتها القوات الأمريكية كمقر عسكري.

بعدها بيومين وتحديداً في 30 أبريل، القوات الأمريكية قامت من جديد بإطلاق النار على بعض المدنيين وقتلت 3 منهم لأسباب غير واضحة مع جرح 14 آخرين، ليأتي رد سكان المدينة بشكل فوري في تلك الليلة immediate response ويقع هجوم بالقنابل تسبب بجرح سبعة جنود أمريكان. في الواقع، بعض المراقبين يعتبر هذه الحوادث بمثابة الشرارة الأولى first spark التي أدت لقيام المسلحين بتوسيع عملياتهم ومهاجمة بعض مقرات وأهداف القوات الأمريكية.


1683309945779.png

في 4 يونيو 2003 تعرض أفراد من سرية تابعة للجيش الأمريكي لهجوم بقذائف RPG لحظة صعودهم عربتهم المدرعة للعودة إلى قاعدتهم، ليقتل في الهجوم جندي واحد ويجرح 6 آخرون (مع أكثر من 200 مسجد، الفلوجة كانت مركزاً مهماً لما يمكن وصفه بالإسلام السني المتشدد في المنطقة). جاء هذا الهجوم كردة فعل على ما اقترفته القوات الأمريكية من قتل المدنيين لتشتعل بعدها الفلوجة بعمليات المقاومة.

مباشرة بعد هذا الهجوم، طلبت القوات الأمريكية 1500 جندي إضافي لمواجهة المقاومة المتزايدة في الفلوجة، كما أصدرت أمراً بمصادرة الدراجات النارية motorcycles من السكان المحليين، وادعت حينها بأن هذه الدراجات تستخدم في الهجمات الدورية على القوات الأمريكية. في 30 يونيو 2003، انفجار ضخم huge explosion حدث في أحد مساجد المدينة وثمانية أشخاص قتلوا. الأهالي ذكروا أن القوات الأمريكية أطلقت قذيفة باتجاه المسجد، في حين صرح أحد قادة الجيش الأمريكي بأن الانفجار حدث في مبنى مجاور للمسجد أثناء إعداد المقاومة لقنبلة محلية الصنع.

هكذا، أصبحت المدينة مصدر للاضطرابات العنيفة ومظاهر التمرد، حتى أن عمليات الاستهداف والتفجيرات أصبحت حدث يومي والتي كانت تستهدف بالأساس القوات المحلية والعراقيين المتعاونين مع الحكومة المؤقتة أو قوات التحالف (بعد سقوط صدام حسين وتفكك الجيش العراقي، كان هناك آلاف الرجال العاطلين عن العمل في الشوارع وبمستقبل مجهول، الكثير من هؤلاء أنظموا للمقاومة النشطة ضد الاحتلال الأمريكي).


1683309969022.png

وفي أوائل شهر مارس 2004، بدأت المدينة بالسقوط النهائي تحت التأثير المتزايد لعمليات المقاومة العراقية. العنف المتصاعد ضد الحضور الأمريكي أدى إلى انسحاب كامل لقوات الاحتلال من المدينة، باستثناء بعض الهجمات الطارئة أو العابرة occasional incursions التي مارستها القوات الأمريكية بقصد كسب وتعزيز موطئ قدم في أطراف المدينة. مثل هذه الهجمات اقترنت بمحاولة تسيير دورية أو اثنتان حول حدود معسكر "بحريا" Baharia الأمريكي، بضعة أميال خارج حدود مدينة الفلوجة (المعسكر عبارة عن قاعدة تشغيل أمامية جرى تأهيلها العام 2003 من قبل الجيش الأمريكي، لتصبح بعدها بسنة تحت سيطرة قوات البحرية الأمريكية).

في صباح 31 مارس، فريق من مهندسي الكتيبة الأولى وكتيبة المشاة الأولى أرسلوا في مهمة خاصة لتأمين الطريق الذي ستمر منه قوات الفرقة 82 المحمولة جواً وأفراد شركة بلاك ووتر. وبينما هم في الطريق من مدينة الحبانية إلى الفلوجة، هم ضربوا بقنبلة طريق متفجرة مما أدى إلى مقتل خمسة جنود من سرية Bravo الأمريكية.

في ذلك اليوم، المقاومة العراقية كمنت لقافلة تضم أربعة مقاولين عسكريين أمريكان خاصين يتبعون شركة "بلاك ووتر" Blackwater الأمريكية، الذين دخلوا مدينة الفلوجة في عربتي خدمات رياضية ولم يبلغوا بشكل مسبق المقر البحري المحلي بشأن تواجدهم أو عملهم (على الرغم من أوامر منع السفر غير المخول للمدينة).

المقاولون الأربعة تعرضوا لكمين مسلح وقتلوا على يد مهاجميهم وجثثهم المتفحمة جرى سحلها في الشوارع قبل أن تعلق على جسر الملك فيصل فوق نهر الفرات في الجزء الغربي من المدينة. صور الحدث عرضت في وكالات الأنباء العالمية، مما تسبب بحالة غضب في الولايات المتحدة، التي قررت عن حملة عسكرية military campaign لإعادة السيطرة على المدينة.


1683309992195.png

محاولة السيطرة الأمريكية على مدينة الفلوجة والتي نفذت بدعم ومساعدة الجيش العراقي، سميت "معركة الفلوجة الأولى" First Battle of Fallujah، أو الاسم الأمريكي الرمزي "العزيمة اليقظة" Vigilant Resolve. العمليات بوشرت في وقت متأخر من ليلة 4 أبريل 2004 الذي وافق يوم الأحد، واستهدفت ابتداء تطويق الفلوجة بثلاثة كتائب من مشاة البحرية.

ومع صباح 5 أبريل، أكملت وحدات البحرية الأمريكية عملهما بإحاطة الفلوجة وأغلقت الطرق المؤدية للمدينة بالعربات المدرعة والأسلاك الشائكة concertina wire. الدعم العراقي للعملية تمثل بإرسال كتيبة المغاوير السادسة والثلاثون للتعويض عن القوات العراقية التي هربت وتركت مواقعها.

خلال المعركة، أسلحة الإسناد supporting arms أثبتت فائدتها وأهميتها لجنود البحرية، حتى عندما اشتبك هؤلاء مع عدوهم ضمن أماكن ضيقة ومحصورة نسبياً. ففي أكثر من مناسبة اضطرت قوات البحرية لطلب الدعم من طائرات الإسناد الجوي القريب، من أمثال: F-16C وAC-130 وAH-1W وUH-1N. أضف لذلك، سرايا الدبابات التابعين لكتيبة الدبابات الأولى جرى إلحاقهم بكتائب المشاة من أجل تقديم الدعم الناري المباشر direct support.

مراراً وتكراراً، هذه الدبابات كانت تحت نيران أسلحة RPG الكتفية وغيرها من الأسلحة الآلية الخفيفة. مع ذلك، دبابات M1A1 كانت تتقدم بثبات نحو أهدافها المحددة وتطلق قذائفها المدمرة لإخماد النيران العدائية.


1683310032903.png

وفي ظهر يوم 9 أبريل 2004 وتحت ضغط من مجلس الحكم العراقي الذي استقال ثلاثة من أعضائه كنوع من الاحتجاج على الاستخدام الأمريكي المفرط للقوة وسياسة العقاب الجماعي للمدينة collective punishment وتهديد خمسة آخرين باتخاذ ذات الموقف، أعلن "بول بريمر" Paul Bremer وهو المسؤول الأمريكي عن إدارة شؤون العراق بعد احتلاله العام 2003، بأن القوات الأمريكية ستوقف إطلاق النار من طرف واحد من أجل تسهيل إجراء المفاوضات بين السلطات العراقية وعناصر المقاومة، وكذلك السماح بوصول التجهيزات الغذائية والطبية الحكومية إلى السكان المحاصرين وكذلك إعادة فتح مستشفى الفلوجة العام الذي كان مغلقاً نتيجة الحصار الأمريكي. بالنتيجة، انسحبت القوات الأمريكية إلى أطراف المدينة، واستمر المقاتلين في فرض سيطرتهم على المدينة بشكل كامل.
 
رفيقي وزميل الدراسة استشهد في هاذي المعركة رحمة الله عليك ياحاتم
 
كما ذكرت الدراسة طويلة ومفصلة بعد ترجمة عشرات المصادر الأمريكية والروسية، لكنني هنا أكتفي بفقرات منها للتوضيح !! بالطبع يوجد دراسة مماثلة لمعركة الفلوجة الثانية.

1683310767625.png
 
كالعادة تحفة من تحفك الفنية الجميلة لو كنت أعلم ان تلك المناقشة ستكون وراء هذا الموضوع لاستعجلتك بها ⁦^⁠_⁠^⁩
 
كيف اثر Combined arms في المعركة ؟
وكيف واجهه المدافعون عن المدينة ؟
 

استغلت المقاومة العراقية في المدينة الطبيعة المميزة للأرض التي يقاتلون عليها ويدركون تفاصيلها ونفذوا الكثير من الكمائن الناجحة successful ambushes. واحدة منها ما تعرض له فصيل استطلاع بحري بقيادة النقيب "برنت موريل" Brent L. Morel أثناء مرافقة رتل عسكري كان متجهاً لمحافظة الأنبار وفي طريقه إلى موقع جيد التحصين في المنطقة الجنوبية الغربية من الفلوجة (الحادث وقع بتاريخ 7 أبريل 2004).

إذ وعلى نحو مفاجئ، عربة الفصيل الأولى ضربت بمقذوف RPG مضاد للدروع والذي تسبب في إعطابها. طلب موريل من عرباته الأخرى محاصرة المهاجمين الذين كانوا في مواقع محصنة وقدر عددهم بنحو 30-40 مقاتل، لكن نيران قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة التي أطلقها هؤلاء كانت في تزايد.

ترجل موريل من عربته وحاول مع رجاله التقدم عبر الحقل المكشوف وتوجيه نيرانهم نحو مواضع المهاجمين الذين كانوا يطلقون نيرانهم من خلف تل رملي على ارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً. هكذا وأثناء الرد على مصادر النيران، تلقى النقيب موريل انفجار قاتل fatal burst من أسلحة العدو، وتحولت القيادة إلى العريف "ويلي كوبلاند" Willie L. Copeland الذي واصل مع جنود البحرية الرد على مصادر الهجوم. وتحت غطاء من القنابل اليدوية، انسحبت قوات الفصيل بأمان وهي تحمل جسد قائدها موريل.
 
كيف اثر Combined arms في المعركة ؟
وكيف واجهه المدافعون عن المدينة ؟

جنود البحرية قاتلوا في المعركة الحضرية بشكل مستمر وعنيف لنحو ستة أيام وذلك للمرة الأولى منذ عملية غزو العراق 2003 وكانوا يعانون من بعض النواقص ومستلزمات المعركة. على سبيل المثال، كانت فقط ربع أسلحتهم الفردية مجهزة بمناظير تسديد بصرية متقدمة optical gun-sights. أيضاً قدرة جنود البحرية على استخدام أنظمة التعيين وتحديد المدى الليزري كانت مقننة ومقيدة وذلك لكون هذه التجهيزات لا توفر عادة للوحدات بحجم الفصيل وما دون ذلك. الخرائط لم تكن موحدة أو قياسية لجميع المستويات، خصوصا المتعلقة بشبكة الطرق، وكان هناك قلق ثابت من كون وحدات البحرية كانت تعمل بخرائط مختلفة.

1683312297879.png

مقابل ذلك، عناصر المقاومة العراقية أثبتوا في كونهم قوة متكيفة adaptive force، بحيث هم كانوا يستخدمون فرق صغيرة متكونة من ثلاثة إلى خمسة رجال، طبقت تكتيكات أضرب واهرب ببراعة shoot-and-run tactics. هم أيضاً اعتمدوا على مهارات أفراد القناصة لديهم والذين استطاعوا زرع الرعب في قلوب الجنود الأمريكان. المقاومة استخدمت نيران قذائف الهاون والمدفعية الصاروخية والأسلحة الكتفية الصاروخية الأخرى على نحو عشوائي، ومن مسافة إطلاق آمنة غالباً safe distance عن مواضع تمركز جنود البحرية.

في الحقيقة، مقاتلو المقاومة في الفلوجة كانوا مختلفين عن أي قوة عسكرية صادفها الجيش الأمريكي منذ حرب فيتنام. فهم لم يرتدوا أي أزياء رسمية أو مميزة، لذلك هم استطاعوا الامتزاج والاختلاط بشكل مثالي مع السكان المحليين. العمليات كانت تنطلق من بيوتهم الخاصة، فلم يكن هناك بناء تحتي تقليدي للاستهداف مثل معسكرات التدريب أو القواعد.

لإدارة المعركة، كانت لديهم منظومة قيادة وسيطرة مبسطة لكنها فاعلة، التي استعملت الهواتف الخلوية والإشارات البصرية visual signals وكل ما هو متاح وآمن للتواصل بين مجاميعهم. المخزون الاحتياطي الضخم للأسلحة والمواد المتفجرة المتبقي من الحرب، كان متوفر بسهولة لتسليح المجندين الجدد وفي صناعة قنابل الطرق المرتجلة IED. الأسلحة والذخيرة والمعدات المخبئة لدى مواقع مختلفة ومتفرقة في أنحاء المدينة سمحت لعناصر المقاومة بحرية المناورة.


1683312360517.png
 
القتال في الكثير من الأحيان كان من مديات قريبة نسبياً close range. وفي حالات موثقة، عمليات الاشتباك كانت تتم من مسافة لم تتجاوز 25 م. رغم ذلك وبعد ثلاثة أيام من القتال العنيف وهروب ثلث السكان تقريباً من المدينة، قدرت القيادة العسكرية الأمريكية أنها سيطرت فقط على نحو 25% من المدينة، كما ذكرت حينها بأن جنود البحرية لا يسعون للسيطرة على مركز المدينة !!

1683312873298.png
 
في 1 مايو 2004، أعلنت القوات الأمريكية انسحابها الكامل من مدينة الفلوجة، وقررت القيادة الأمريكية تسليم مهام حفظ الأمن إلى لواء الفلوجة المشيد حديثاً. لواء الفلوجة عبارة عن تشكيل عسكري خفيف من 1000 رجل، يتضمن الجنود العراقيين السابقين من أهالي السنة وتحت أمرة اللواء "جاسم محمد صالح" Jassim Mohammed Saleh وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري العراقي (تولت وكالة المخابرات المركزية CIA تدريب وتسليح هذا الفوج بالأسلحة الأمريكية).

عموماً، عناصر هذا اللواء وبدلاً من أن يرتدوا أزياء التمويه الصحراوية desert camouflage الرسمية الخاصة بجنود البحرية الأمريكية التي جرى توفيرها لهم، هم ارتدوا الملابس العسكرية العراقية القديمة. كما أعلن الكثير منهم لاحقاً ولائه للمقاومة العراقية وسلموا جميع أسلحتهم وعرباتهم لها بحلول شهر سبتمبر. أيضاً بعضهم شارك في الهجمات على جنود البحرية الذين كانوا في محيط المدينة.

خسارة لواء الفلوجة عجلت وسرعت معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر 2004. أثناء فترة الإعداد المؤقتة بين المعركتين، القوات أمريكية أكدت حضورها في معسكر "بحريا" Baharia، بضعة أميال خارج حدود مدينة الفلوجة، كما حرص جنود البحرية على صنع طوق محكم حول المدينة لشهور عدة قادمة في محاولة منهم لاحتوائها.


1683313161161.png
 
في 1 مايو 2004، أعلنت القوات الأمريكية انسحابها الكامل من مدينة الفلوجة، وقررت القيادة الأمريكية تسليم مهام حفظ الأمن إلى لواء الفلوجة المشيد حديثاً. لواء الفلوجة عبارة عن تشكيل عسكري خفيف من 1000 رجل، يتضمن الجنود العراقيين السابقين من أهالي السنة وتحت أمرة اللواء "جاسم محمد صالح" Jassim Mohammed Saleh وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري العراقي (تولت وكالة المخابرات المركزية CIA تدريب وتسليح هذا الفوج بالأسلحة الأمريكية).

عموماً، عناصر هذا اللواء وبدلاً من أن يرتدوا أزياء التمويه الصحراوية desert camouflage الرسمية الخاصة بجنود البحرية الأمريكية التي جرى توفيرها لهم، هم ارتدوا الملابس العسكرية العراقية القديمة. كما أعلن الكثير منهم لاحقاً ولائه للمقاومة العراقية وسلموا جميع أسلحتهم وعرباتهم لها بحلول شهر سبتمبر. أيضاً بعضهم شارك في الهجمات على جنود البحرية الذين كانوا في محيط المدينة.

خسارة لواء الفلوجة عجلت وسرعت معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر 2004. أثناء فترة الإعداد المؤقتة بين المعركتين، القوات أمريكية أكدت حضورها في معسكر "بحريا" Baharia، بضعة أميال خارج حدود مدينة الفلوجة، كما حرص جنود البحرية على صنع طوق محكم حول المدينة لشهور عدة قادمة في محاولة منهم لاحتوائها.


لو سمحت بدي منك تعمل دراسة لمعارك مدينة حمص الحضرية الي يمكن تتفوق على معارك الفلوجة الحضرية
 
لو سمحت بدي منك تعمل دراسة لمعارك مدينة حمص الحضرية الي يمكن تتفوق على معارك الفلوجة الحضرية

رغم أني عملت دراسات عن القتال الحضري urban warfare في أكثر من مكان حول العالم (حروب لبنان، حروب قطاع غزة، حروب الشيشان، حروب العراق... وغيرها) لكن في المجمل أخي، تفاصيل المعارك الحضرية متماثلة !!! في الحقيقة، القواميس العسكرية والكراسات الميدانية تعرف مصطلح "الحرب الحضرية" على أنه فن أو سلوك إدارة العمليات العسكرية في المدن والمواقع ذات التراكيب الإنشائية.

الحرب الحضرية الحديثة ومن نواح عديدة، ليست مختلفة عن الحروب الحضرية التي مورست على مدى تاريخ الحرب الطويل. مع ذلك، يعتقد العديد من المخططين العسكريين أن هذا النوع من المعارك تطور كثيراً خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، وهم يجزمون أن ساحة المعركة الحضرية المعقدة بكافة تفاصيلها، ستكون هي البيئة الدارجة لمعارك القرن الحادي والعشرين. وكمعلومات عامة، فإن حوالي 70 بالمائة من معارك الحرب العالمية الثانية حدثت في المناطق الحضرية، وحوالي 40 بالمائة منها جرت على الجبهة الشرقية تحديداً.

مناطق أوربية مثل: الرور الألمانية Ruhr، سيليزيا البولندية Silesia، الأورال الروسية Ural، ساحل كاليفورنيا California coast، شمال فرنسا North of France، جميعها تعد مناطق ذات انتشار حضري، حيث يتراوح امتدادها ما بين 20 إلى 100 ميل في الطول، مع كثافة سكانية لما بين 500 إلى 10000 شخص لكل ميل مربع (في أوروبا، هناك معدل كثافة للمدن يبلغ 50000 ساكن لكل 40 ميل). وإذا اندلعت الحرب مرة أخرى في المسرح الأوروبي (كما في الحرب الروسية الأوكرانية الآن) فإن هناك فرضية مؤكدة بأن أغلب العمليات القتالية ستحدث في التضاريس الحضرية حيث الوحدات المدرعة ستتزعم من جديد هذه المعارك.
 
القتال في الكثير من الأحيان كان من مديات قريبة نسبياً close range. وفي حالات موثقة، عمليات الاشتباك كانت تتم من مسافة لم تتجاوز 25 م. رغم ذلك وبعد ثلاثة أيام من القتال العنيف وهروب ثلث السكان تقريباً من المدينة، قدرت القيادة العسكرية الأمريكية أنها سيطرت فقط على نحو 25% من المدينة، كما ذكرت حينها بأن جنود البحرية لا يسعون للسيطرة على مركز المدينة !!


صراحة الفلوجة تعتبر مدرسة في حرب الشوارع , خصوصا مع ظهور وضع جديد حينها بتشكيل مليشيات " عسكرية نظامية " نفذت ببراعة حرب العصابات .

مثل تلك الاوضاع تعطيك فكرة عن طريقة تفكير القيادة العسكرية الامريكية , و رد الفعل الامريكي الغير متناسب بتاتا , تغليب مفهوم القوة الغاشمة في صناعة القرار الاستراتيجي . يعطيك فكرة عن التوجه الامريكي , مشكل = قوة غاشمة , اذا لم ينفع الحل تقييم الوضع للأستمرار أو الانسحاب .

هو نفس السيناريو أعتقد حتى عندما اجتاحت داعش الموصل , شخصيا أعتقد السر في كلتا الحالتين كان هو عناصر الجيش العراقي السابق التي انضمت للتشكيلات . طبعا + الايدولوجيات الفكرية المصاحبة للفكر الديني أو حتى القومي .
 
احد الجنود تحدث عما حدث له في المعركة كان هنالك مقاوم يطلق النار بشكل كثيف وعشوائي "بسبب سوء التدريب وعدم خلفيتهم العسكرية وهذا امر لا لوم عليهم فيه " اطلق عليه رصاصة في صدره 5.56 الا انه استمر بالاطلاق مما تطلب من الجندي تصويب عليه مجددا حتى سقط على الارض لكنه لم يمت وسمعه الجندي وهو يلفظ انفاسه
------
حاولت البحث عن المقطع لكنه في قائمة ال محفوظات لدي من بين 500 مقطع اذا وجدته سارفقه هنا
 
احد الجنود تحدث عما حدث له في المعركة كان هنالك مقاوم يطلق النار بشكل كثيف وعشوائي "بسبب سوء التدريب وعدم خلفيتهم العسكرية وهذا امر لا لوم عليهم فيه " اطلق عليه رصاصة في صدره 5.56 الا انه استمر بالاطلاق مما تطلب من الجندي تصويب عليه مجددا حتى سقط على الارض لكنه لم يمت وسمعه الجندي وهو يلفظ انفاسه

هذه المعلومة غير دقيقة إستاذي، فبعد سقوط صدام حسين وتفكك الجيش العراقي، كان هناك آلاف الرجال العاطلين عن العمل في الشوارع وبمستقبل مجهول. الكثير من هؤلاء الذين كانوا من العسكريين السابقين أنظموا للمقاومة النشطة ضد الاحتلال الأمريكي. في الحقيقة، التمرد المعادي للأمريكان الذي تفجر في صيف العام 2003، شن من قبل تشكيلة مجاميع، التي تراوحت ما بين الموالين للنظام السابق إلى المنظمات الإسلامية الجهادية مثل "القاعدة" Al-Qaeda.

هذه المجاميع وعلى الرغم من حملها أجندات وانتماءات مذهبية مختلفة، إلا أنها جميعاً كانت متفقة على طرد القوات الأمريكية من العراق واقصاء الحكومة العراقية المدعومة من قوات الاحتلال. الفلوجة كانت مركز نشاط التمرد insurgent activity السني في محافظة الأنبار والمدينة عملياً كانت تحت سيطرة شيوخ العشائر ومثلت مصدر قلق كبير للقيادة الأمريكية التي كانت تدرك صعوبة السيطرة عليها.
 
هذه المعلومة غير دقيقة إستاذي، فبعد سقوط صدام حسين وتفكك الجيش العراقي، كان هناك آلاف الرجال العاطلين عن العمل في الشوارع وبمستقبل مجهول. الكثير من هؤلاء الذين كانوا من العسكريين السابقين أنظموا للمقاومة النشطة ضد الاحتلال الأمريكي. في الحقيقة، التمرد المعادي للأمريكان الذي تفجر في صيف العام 2003، شن من قبل تشكيلة مجاميع، التي تراوحت ما بين الموالين للنظام السابق إلى المنظمات الإسلامية الجهادية مثل "القاعدة" Al-Qaeda.

هذه المجاميع وعلى الرغم من حملها أجندات وانتماءات مذهبية مختلفة، إلا أنها جميعاً كانت متفقة على طرد القوات الأمريكية من العراق واقصاء الحكومة العراقية المدعومة من قوات الاحتلال. الفلوجة كانت مركز نشاط التمرد insurgent activity السني في محافظة الأنبار والمدينة عملياً كانت تحت سيطرة شيوخ العشائر ومثلت مصدر قلق كبير للقيادة الأمريكية التي كانت تدرك صعوبة السيطرة عليها.
صحيح ، لكن كتبت ما ذكره الجندي لانه لمح ان المقاوم لم يكن يعلم اين يطلق النار واستخف به ، اذا وجدت الفيديو سارفقه هنا إن شاء الله اذا لم يرتكب صاحب المقطع اي حماقة تحذف قناته
 
الامريكان تم جلدهم جلد مبرح في الفلوجة

في المقابل، فاتورة خسائر المدينة وأهلها كانت باهضة جدا !!! عموما الكثير من تفاصيل القتال في معركة الفلوجة ذكرت في كتاب "من بيت إلى بيت.. سيرة ملحمة في الحرب" House to House.. An Epic Memoir of War الذي طبع بداية العام 2006 وتحدث مؤلفه الرقيب أول "ديفيد بيلافيا" David Bellavia وهو أحد المشاركين في العمليات عن التكتيكات المستخدمة في اقتحام المدينة والقتال وجهاً لوجه مع عناصر المقاومة العراقية وقوات القاعدة.. الكتاب بالطبع قمت بترجمته بالكامل من أجل إكتساب الخبرات والدروس الخاصة بالقتال الحضري.

1683317451398.png
 
عودة
أعلى