دلائل قدرة الله في سورة النازعات

إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
19,341
التفاعل
66,472 782 0
الدولة
Saudi Arabia
دلائل قدرة الله في سورة النازعات
56.png



نزلت سورة النازعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة
قبل الهجرة لذا فهي سورة مكية، عدد آياتها 46 آية
وتوجد في جزء عّم الجزء الأخير من القرآن الكريم الجزء الثلاثون
تتناول السُّورة أهوال يوم القيامة ومصير الكافرين والمؤمنين
وعن البعث وتأكيد حدوثة بالدلائل والقرائن الكثيرة

وبيّن لنا الله فيها كيفية الحساب وأكد لنا وجوده
وتشمل السورة آيات تدل على قدرة الله عز وجل وعظمته
وعن مَصير المؤمنين الموحدين بالله تعالي
وعن مصير المكذبين والمنافقين

أقسم الله عز وجل علي كل ما سبق في سورة النازعات
بدأت سورة النازعات بقسم من الله عز وجل حيث قال
(والنازعات غرقا)

وبعد القسم تناولت السورة كيفية قبض الملائكة لأرواح الناس
(المؤمنين والكفار)
حيث أن كيفية قبض أرواح المؤمنين تختلف عن كيفية قبض أرواح الكافرين
وكل فئة منهم لها حساب مختلف عن حساب الفئة الأخرى كالآتي:

كيفية قبض الملائكة لأرواح الكفار
بدأت السورة بقوله سبحانه تعالي (والنازعات غرقا)
والمراد بالنازعات هنا الملائكة المختصة بقبض ونزع أرواح الكافرين والمنافقين
ويتم نزع روحهم بشكل عنيف وقوي جزاء لكفرهم ونفاقهم في الدنيا
وعدم إيمانهم بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله ويوم الحساب

بداية السورة بقسم في مشهد عظيم وقوي مخيف للكافرين والمنافقين
يحذرهم ويدعوهم للإيمان بالله عز وجل والخضوع والامتثال لأوامره وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.



كيفية قبض الملائكة لأرواح المؤمنين
ثم أقسم الله سبحانه وتعالى وقال (والناشطات نشطا)

والمراد بالناشطات هنا الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين والموحدين بالله عز وجل
حيث تقوم الملائكة بقبض أرواح المؤمنين برفق شديد وبسرعة لكي لا يشعر أحد منهم بأي شيء يؤلمهم

فهذا كله دليل على رحمة الله عز وجل بعبادة المؤمنين وقدرته على فعل كل شيء.

عدم رؤية الملائكة وهي تنزع الروح رحمة من الله عز وجل
أنعم الله تبارك وتعالى علينا بشيء نغفل أحيانًا عنه ولا نتداركه ولا نتدارك رحمة الله بنا من خلاله
هذا الشيء هو عدم استطاعتنا على رؤية كيفية نزع الملائكة للروح
فهذا المشهد مشهد مهيب وعظيم ومليء بالرعب فلو شاهدنا أي مشهد من هذه المشاهد لتملك الرعب من قلوبنا
ولن نتمكن بعد ذلك من العيش طبيعيًا بدون خوف ورهبة.



ما تناولته سورة النازعات من مشاهد يوم القيامة
قال الله عز وجل
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَة)
وذلك عند حدوث أول نفخة، وبعد حدوث الرجفة الأولى تحدث النفخة الثانية التي تهتز بسببها القلوب ويحدث رجفةٌ أخرى
وفي هذه اللحظات تكون أبصار الناس خاشعة وراضخة لله عز وجل
حيث حينها تمتلئ القلوب بالخوف والرعب
وكانت مشاهد يوم القيامة من أهم المواضيع التي تناولتها سورة النازعات


طغيان فرعون وعقاب الله عز وجل له
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أمس الحاجة إلى معرفة بعض حكايات وقصص القوم السابقين
وذلك من أجل تقوية فؤاده صلى عليه وسلم بنصر الله عز وجل له
علي طغيان كفار قريش وعقاب الله سبحانه وتعالى لمن استمر في كفره منهم

حيث قال الله تعالى :
(ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ) ( فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّى ) (وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ )

( فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ) فَكَذَّبَ وَعَصَى ) (ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ ) ( فَحَشَرَ فَنَادَىٰ )
( فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ ) ( فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَي ) ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰٓ)

تشير الآيات السابقة في سورة النازعات على أن الكفار والطغاة
مهما حاول الرسول عليهم السلام تقديم الآيات والأدلة والمعجزات
لن يؤمنوا ولن يردعوا ويستمروا في طغيانهم وكفرهم بالله سبحانه وتعالى.

حيث ظل سيدنا موسى عليه السلام في دعوة فرعون للإيمان والتوحيد بالله تعالي
ولكنه رفض وظل في طغيانهم ولم يخضع لأوامر الله عز وجل ونبيه عليه السلام
ولكن في نهاية الأمر
كانت نهاية فرعون والقوم الظالمين مأساوية وذلك عقاباً لطغيانهم.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون

ذكرت سورة النازعات ما لم تذكره بقية سور القرآن الكريم
فلقد أخبرنا الله عز وجل فيها بقول فرعون
(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴿٢٤﴾
( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى ﴿٢٥﴾
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴿٢٦﴾
فلقد طغى فرعون لدرجة انه قال للناس أنا ربكم الأعلى ولم يؤمن برب موسى

وأخبرنا الله بما قاله فرعون
لأن الله عندما يتحدث عن يوم القيامة يتحدث عما يوجد في هذا اليوم من أهوال ورعب يملئ قلوب الطاغيين

وعن ما يوجد فيه نعيم وفضل للمؤمنين بالله تعالي
وعند حديث الله عن عذاب المنافقين والقوم الطاغيين
ذكر فرعون وقصته مع سيدنا موسى عليه السلام.

حيث قال الله تعالى لجميع عباده مهما طغيتم في الأرض ومهما وصل الطغيان بكم
هل طغيانكم سيكون مثل طغيان فرعون؟
الشخص الذي ادّعى أنه رب الناس الأعلى
فيحذر الله الناس من كفرهم وطغيانهم لأن مصيرهم في النهاية سيكون كمصير فرعون.



من مقاصد سورة النازعات
من مقاصد سورة النازعات تفسير دلائل قدرة الله عز وجل في خلق الكون وأبدعه في صنعه عز وجل
وجميع ما في الكون من علامات تدل على عظمة خلق الله، قال تعالى:
( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا )
( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا )
( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )
( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا)

وتتحدث الآيات الكريمة عن مجيء يوم القيامة وما سوف يلقيه كل إنسان
من حساب حسب عمله في الدنيا في قول الله تعالى:
( فَأَمَّا مَن طَغَىٰ )

( وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )
( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ )
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ )


ونهاية الآيات توضح السور موعد يوم القيامة الذي كان المشركون يلحون في السؤال عليه لمعرفته
وجاء ذلك في قول الله عز وجل قال تعالى:
( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا )
حيثُ أكد الله أنّ علم يوم القيامة عنده وحده، وأنّه سوف يذهل الكافرين بهذا اليوم دون علم



ومن مقاصد سورة النازعات العظة والعبرة من جزاء وعقاب الكافرين الذين عصوا الله

كما ورد في آيات سورة النازعات عبارات عظيمة ودقيقة
توضح بالأدلة العقلية والعلمية والمنطقة وكافة البراهين والحجج
على كل من يُنكر وجود الله سبحانه وتعالى
وقدرته العظيمة في خلق الكون

وأنّ الله قادر على خلق الإنسان مرة أخرى كما خلقه أول مرة
رداً على كل من يُنكر وجود الله من الذين يجادلون في خلق الله بدون حجة ولا برهان
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

مما لا شك فيه أنّ كتاب الله هو عقيدة ومنهج الأمة الإسلامية

ومن اتبعه نجا وفاز الفوز العظيم في الدنيا والآخرة
ومن خالف كتاب الله فقد ضل ضلاً مبيناً وجزاؤه في الآخرة النار ويُعذب عذابًا أليما
 
عودة
أعلى