بيض الله وجهك ..
وازيد على قولك :
اذا كانت الامارات لها ارتباط فعلا (وهذا كنا نسمعه من فترة طوييله) فلماذا لم يتم تسميتها واتهامها من قبل مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية ، بل لماذا لا تتجه الدول (التي اصدرت بياناتها الرسمية) بمقاطعة الامارات وتسميتها بالإسم وانها المتسبب في المعاناة !؟؟
عندما اخاطب عقولهم بالمنطق لا اجد اجابة ، مجرد تكرار لذات الاسطوانة المشروخة التي لا تبني على اثبات ولا واقع.
التقارير الصادرة عن لجان الخبراء التابعة لمجلس الأمن لا تصدر أحكاما أو إدانات قانونية بل تكتفي بتعبيرات مثل تلقت اللجنة معلومات موثوقة تشير إلى تورط محتمل والهدف هو عدم الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية إلى أن يتخذ المجلس قرارا جماعيا وهو ما نادرا ما يحدث في قضايا تتعلق بحلفاء الغرب أو روسيا
ثانيا المحكمة الجنائية الدولية لم تتحرك ضد الإمارات لأن اختصاصها يشمل الأفراد فقط كرؤساء وقادة ومسؤولين ولا تستطيع محاكمة دولة كما أن الإمارات ليست عضوا في نظام روما الأساسي وبالتالي لا تخضع تلقائيا لولاية المحكمة إلا إذا أصدر مجلس الأمن إحالة خاصة كما حدث في حالة السودان عام 2005
إضافة إلى أن ما ورد في التقارير الأممية هو معلومات استخباراتية وشهادات غير مؤكدة قضائيا وليست أدلة جنائية قابلة للاستخدام أمام المحكمة
هناك تشابه واضح بين حالة الإمارات وحالة إسرائيل في طريقة تعامل المجتمع الدولي ومجلس الأمن معهما رغم اختلاف طبيعة كل دولة وأسباب تدخلها
كلتا الدولتين تتمتعان بحماية سياسية قوية من الدول الغربية الكبرى وخاصة الولايات المتحدة فإسرائيل تعتبر حليفا استراتيجيا لواشنطن في الشرق الأوسط بينما الإمارات أصبحت خلال العقد الأخير شريكا اقتصاديا وأمنيا مهما للغرب في مجالات الطاقة ومحاربة الإرهاب والتطبيع لذلك أي محاولة لإدانة علنية لهما في مجلس الأمن غالبا ما تصطدم بالفيتو الأمريكي أو بالدعم الغربي غير المباشر
كما أن الدول الغربية ترى في إسرائيل والإمارات أدوات لتحقيق توازنات إقليمية تخدم مصالحها فإسرائيل تمثل ثقلا عسكريا ضد إيران وحلفائها في حين تمثل الإمارات ثقلا ماليا واقتصاديا في مواجهة نفوذ تركيا وقطر وإيران في المنطقة
أيضا هناك تشابه في كيفية التعامل مع الاتهامات فالتقارير الأممية عندما تتحدث عن إسرائيل أو الإمارات تستخدم لغة دبلوماسية غامضة مثل معلومات موثوقة أو تقارير تشير إلى احتمال تورط ولا تذكر أسماء الدول صراحة لأن ذلك قد يسبب أزمة سياسية
أما على المستوى الدولي فكلا البلدين يتمتعان بنفوذ اقتصادي وإعلامي كبير يمنحهما قدرة على التأثير في الرأي العام وصناعة السرديات حول القضايا التي يتورطان فيها سواء في فلسطين أو في السودان وليبيا
والاختلاف الأساسي بين الحالتين أن إسرائيل متهمة بانتهاكات مباشرة على أرض محتلة أمام كاميرات العالم بينما دور الإمارات غالبا غير مباشر يتم عبر تمويل أو تسليح أو دعم لوجستي لأطراف معينة في صراعات داخلية لذلك تكون الأدلة أكثر تعقيدا وأقل وضوحا ومع ذلك فإن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تحظى بها الإمارات من حلفائها تشبه تماما الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل داخل الأمم المتحدة