الدعم للحكومة المصرية قضية ثانوية في الصورة الكبرى, الاستياء - على الاقل في حالة بلدي - من مصر في مواضيع اكبر.
تعال نرجع خطوة خطوة
- في 1995 تبنى الاتحاد الاوروبي الناشئ آلية برشلونا للتكامل مع دول المتوسط, المحصلة كانت اقل من التطلعات و خيبة امل كبيره.
- في 2020 انشئ مؤتمر غاز شرق المتوسط بعضوية دول مثل الامارات و مصر و اسرائيل من اقليمنا و شكل نواة لتصور جيوستراتيجي جديد, مشكلته انه معني بالطاقه فقط و يخدم الدول المتوسطيه التي تملك احتياطيات غاز لا غير. و المشكلة الاكبر طبعا ان كبير الشرق الاوسط غايب.
- هنا ظهر مشروع فيليا كمشروع متكامل برعاية ثلاثية ( المملكه, اليونان, فرنسا ), طاقة تجارة امن و سياسة. و كل الاحداث التي شهدها اقليمنا مؤخرا تصب في خدمة هذا المشروع. بهذا الفهم تنجلي كل علامات الاستفهام حول الشقلبة الحاليه في الاقليم.
كمثال يمكن الان فهم اتفاقية وضع القوات المشتركه بين المملكه و اليونان, او التمارين العسكرية الاماراتيه مع قبرص, او التحرك الاردني لضبط حدوده من التهريب, او ركض تركيا و ايران للتصالح مع الاقليم و طي الصفحات.
و يمكن فهم اتفاقيات ابراهام, و انشاء المملكه لمجلس دول الساحل و الصحراء, و اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر و اليونان, و الحرب الباردة بين فرنسا و تركيا.
كل هذا يصب في خانه واحده, دعم التكامل الاقليمي و سد الفجوات المحرومة من الاستقرار و التنميه و التي تنشط تركيا و ايران في ملئها و استغلالها.
خلال هذا كله كان احد الثوابت المزعجه تلكؤ الدولة المصرية في القيام بدورها ( و السبب غير مهم, المحصلة واحده ). و كما يبدو ان الجميع يفكرون جدا في تجاوز مصر كليا.