الخطة السورية لتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

السفير

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2007
المشاركات
636
التفاعل
37 0 0
من سلسلة الوثائق الإسرائيلية الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل قبل 6 أشهر من الحرب

مصدر كشف للاستخبارات الإسرائيلية أن مصر أبلغت دمشق أنها تنوي شن الحرب في نهاية سبتمبر أو في مطلع أكتوبر

250px-GolanBorders.svg.png


في هذه المرحلة من التحقيق تتوصل لجنة أغرنات [للتحقيق في إخفاقات إسرائيل في حرب أكتوبر 1973]، إلى أن الخطة الحربية السورية لتحرير هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، وقعت بأيدي الاستخبارات الإسرائيلية قبل ستة أشهر من حرب أكتوبر، وأن خطة معدلة بشكل طفيف قد وصلت مرة أخرى عشية الحرب. ولكن هذه الاستخبارات، لم تنظر بجدية إلى هذه الخطة. ولم تطلع كل الأطراف الضرورية عليها.
وفي مقارنة بين هذه الخطة وما تم تطبيقه في الحرب نفسها، يتضح أن السوريين طبقوها بالكامل تقريبا، من دون أن يتمكن الإسرائيليون من الاستعداد لمواجهتها بالطرق العسكرية المناسبة. وتذكر اللجنة أن الخطة الحربية المصرية لعبور القناة، هي أيضا وقعت في أيدي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل حوالي سنتين من الحرب، ولكنها أجلت البحث فيها كقضية قائمة بذاتها، إلى مرحلة لاحقة من التحقيق.

وفي هذه الحلقة يلاحظ ان اللجنة الأمنية التي شكلتها الحكومة الاسرائيلية خصيصا لكي تراجع تقرير لجنة أغرنات السري قبل السماح بنشره، تعمدت شطب العديد من الكلمات والجمل وإبقاءها سرية، رغم مرور 34 سنة على الحرب. ويلاحظ أن الجمل التي شطبت، هي تلك المتعلقة بالإخباريات التي حصلت عليها الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من مختلف المصادر، التي تؤكد الوثائق التي نشرت لاحقا بأنها كانت بالأساس «مصادر» عربية، ولكن كانت بينها ايضا مصادر أجنبية. هذا، مع العلم بأن جميع وثائق البينات، الملحقة بهذا التقرير وكل البروتوكولات والشهادات، ما زالت تعتبر سرية. واللجنة الحكومية المذكورة ما زالت تجري مراجعة دقيقة لها وتبحث في ما هو ممكن نشره منها. وقد كان هناك من حرص على تسريب أسماء بعض هذه المصادر إلى الصحافة وإلى الباحثين الإسرائيليين. لكن أية جهة رسمية في اسرائيل، خصوصا هذه اللجنة، لم تؤكد بشكل رسمي صحة هذه الأنباء أو الأسماء، خصوصا أن بعض تلك المصادر، ما زالت فاعلة حتى الآن. وهي تفسر ذلك بالقول إن الهدف من هذا التقرير هو الاشارة إلى الأخطاء في عمل المؤسسات الإسرائيلية وليس التخريب على تلك المؤسسات أو «إحراق» المصادر التي «تتعاون» مع المخابرات الاسرائيلية في العالم العربي أو في دول أخرى.

وفي ما يلي، حلقة أخرى من تقرير اللجنة:

(4) اخباريات تحذيرية من مصادر جيدة 57. اضافة إلى التشكيلات [الحربية] المصرية والسورية [على الجبهتين]، التي كان يجب أن تثير شكوكا خطيرة حول الاستعدادات الهجومية للعدو، كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي اخباريات من مصادر جيدة، كان من المفروض ان تضاعف تلك الشكوك لدرجة الاحتمالات القصوى، بأن حربا شاملة ستنشب في المستقبل القريب. وفي هذا الموضوع أيضا، سوف نبحث في هذه المرحلة، الأنباء التي وصلت حتى الرابع من أكتوبر [تشرين الأول]، فيما نبحث موضوع الأنباء التي وصلت في اليومين الأخيرين قبل الحرب، بشكل منفرد لاحقا (البنود 75 - 89).

(أ) في صيف 1973 علم من مصدر ــــــــــــ [الرقابة شطبت جملة هنا فترك فراغ] بأن مصر أبلغت سورية أنها تنوي شن حرب في نهاية سبتمبر [أيلول] أو في مطلع أكتوبر [تشرين الأول]، سواء شاركتها [سورية] أو لم تشارك ـــــــــــــــــ [هنا يوجد فراغ أكبر من سابقه] (وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 42). وقد أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، انه على الرغم من ان المصدر جيد ــــــــــــــــــ [فراغ آخر] فإنه لا ينبغي الاعتماد على تحذيراته بخصوص اعلان الحرب، لأنه سبق وأن حذر في الماضي عدة مرات وقدم تواريخ قال إنها مواعيد لشن الحرب وتحذيراته لم تتحقق (صفحة 145). فعلا كانت هذه حقيقة بأن تحذيراته لم تتحقق. ولكن هناك فرقا بين الأخبار التي يعبر فيها المصدر عن تقديراته الشخصية حول موعد نشوب الحرب ـــــــــــــــــ [جملة طويلة شطبتها الرقابة]. ليس مفهوما لنا لماذا لم يتم التعامل مع إخبارية تحذيرية كهذه بثقة عالية، كما عوملت إخباريات أخرى كانت خالية من التقديرات الشخصية للمصدر. وبالمناسبة، فإن الاضافة التي قدمها المصدر بقوله إنه يشك في صحة التاريخ الذي ورد في الإخبارية، هي رأي شخصي ولذا كان لها وزن أقل من الإخبارية نفسها.

news.425094.jpg

(ب) المصدر نفسه أعلن بعد وقت قصير ان موعد اعلان الحرب سيكون في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر، وأكد ان اعلان الحرب في نوفمبر سيواجه بصعوبات ناجمة عن أحوال الطقس، خصوصا في هضبة الجولان (وثيقة البينات رقم 98، صفحة 43). وقد أضيف للخبر مرة أخرى تقدير شخصي منه يقول فيه ان المسألة غير جدية وأن هذا التاريخ سيمضي من دون حرب، كما في التواريخ السابقة. ولكن، هنا أيضا، ينبغي أن نفرق بين مصداقية المصدر عندما يعطي الخبر وبين تقديراته الشخصية.

(5) الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان 58. الخطة السورية [العسكرية] لاحتلال [تحرير] هضبة الجولان كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي يوم 27 أبريل [نيسان] 1973، وقامت بتوزيعها على القيادات العليا (رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ورئيس القيادة العامة – وثيقة البينات رقم 109) وأيضا داخل شعبة الاستخبارات العسكرية ولرئيس شعبة الاستخبارات في اللواء الشمالي (وثيقة البينات رقم 110). في نهاية سبتمبر، وصلت إلى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، مرة أخرى، خطة سورية التفصيلية لاحتلال الجولان، من مصادر استخبارية ــــــــــــــــــــ[شطب من الرقابة] (وثيقة البينات رقم 13، وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 53). فقد أبلغت هذه المصادر بأنها علمت من مصدر موثوق ان «من المتوقع أن تنتهي كل الاستعدادات في نهاية سبتمبر. قادة الألوية تلقوا الأوامر. والآن يتلقى قادة الوحدات الارشادات النهائية». وتتلاءم هذه الاخبارية مع اخبارية سابقة كانت قد وصلت الينا من المصدر نفسه في يوم 25 سبتمبر 1973 [وهو اليوم الذي قام فيه زعيم عربي بزيارة خاطفة الى تل أبيب وأبلغ فيه عن الحرب المصرية ـ السورية المشتركة ضد اسرائيل، حسبما نشر في وثائق سرية أخرى في إسرائيل خلال الشهور والسنوات الماضية، وتطرقنا إليها في حلقة سابقة من هذا المسلسل]. (وثيقة البينات رقم 99 وشهادة من صفحة 4441 فصاعدا وصفحة 4207 فصاعدا وفي صفحة 4212).

وفي عرض خاص قدمته الاستخبارات يحمل الرمز 104/73 من يوم 2.10.1973 (وثيقة البينات رقم 111 صفحة 6)، تقدر شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي بأن «تطبيق (هذه الخطة) حاليا أو للمدى القريب، ليس واقعيا. وهكذا تلخص رأيها:

«الجيش السوري جاهز الآن في محيط الجبهة السورية في تشكيلات طوارئ كاملة. وعلى الرغم من أن المذهب السوفياتي في القتال يمكن من الانتقال من هذه الحالة [الدفاعية] الى الهجوم، فإن السوريين يدركون أن الشروط للقيام بالهجوم غير متوفرة:

انهم بعيدون عن التقدير بأن في مقدورهم القيام وحدهم بهجوم ناجح في هضبة الجولان، وذلك بسبب ضعفهم العام وضعفهم بشكل خاص في سلاح الجو.

لا توجد اشارات تدل على أن مصر مستعدة للقتال في هذه المرحلة، وهو الأمر الذي تعتبره سورية شرطا أساسيا لنجاحها العسكري.

ج. لا توجد هناك أوضاع سياسية داخلية أو خارجية تحفز على الخروج الى الهجوم (سوى الرد على سقوط 13 طائرة لهم في سبتمبر)».

وقد شهد الجنرال زعيرا حول هذه الأمور فقال (في صفحة 956 - 957):

«سؤال: هل توجد فوارق بين الخطط [السورية لتحرير الجولان] التي تم توزيعها في أبريل وبين [الخطط التي تم توزيعها في أكتوبر]، أم انها الوثيقة نفسها [في الحالتين]؟

جواب: متشابهان كثيرا. الفوارق كانت بسيطة.. أنا أركز على انه منذ أبريل كانت لدينا خطة شاملة في هضبة الجولان، وهي شبيهة بشكل دقيق بما تم تنفيذه في 6 أكتوبر».

عمليا، فقد قامت شعبة الاستخبارات العسكرية بتوزيع هذه الخطة المهمة كـ«فاتورة»، كما لو انها تريد القول بأن الخطة جاهزة «ولكن تنفيذها حاليا أو في المدى القريب هو في تقديرنا غير واقعي» (نشرة 104/73، البند 1).

ان هذا التقدير كان يحوي ما يكفي لزرع الشعور بالحاجة الى السرعة في اتخاذ الاجراءات لدى القوى المتخصصة في التخطيط، حتى تستطيع استباق هجوم العدو، الذي تحدثت الخطة [السورية] عن جاهزية تنفيذها.

لو كانت شعبة الاستخبارات العسكرية نظرت بشكل سليم نحو الحشودات التي لم يسبق لها مثيل لدى قوات العدو، وعلى خلفية خطط العدو التي في حوزتنا، قامت بإيقاظ الوعي لدى القيادة العليا، لكان بالامكان الاستعداد بشكل صحيح للتطورات اللاحقة. ولكن وضعنا من الناحية الموضوعية أفضل من وضع الأميركيين عشية هجوم بيرل هاربر: فقد خشوا من هجوم ياباني متوقع، لكن أحدا لم يتوقع أن تبدأ بهجوم على الأسطول الأميركي بالذات (أنظر أيضا البند 52 آنفا). لكن هذا الامتياز الذي في أيدينا، لم يستغل خلال استعدادات قواتنا أو خلال انتشارها.

توجه عناصر أجنبية بخصوص الخطة السورية.

59. عناصر مخابراتية أجنبية، بدا أنها كانت قلقة جدا من الخطة السورية، التي يبدو انها وصلت اليها في الفترة نفسها، توقعت أن تكون لدينا معلومات عنها وتقديرات بشأنها، فاتصلوا بنا وأعطونا معلومات في يوم 29 سبتمبر وطلبوا بشكل مهرول سماع رد فعلنا (وثيقة البينات رقم 105). رد شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (من يوم الأول من أكتوبر – المصدر نفسه – في وثيقة البينات 105)، جاء مطمئنا لنفس الروح التي تميز بها ذلك العرض الاستخباري المذكور أعلاه ويحمل الرقم 164/73. وقالت فيها ان التشكيلات السورية دفاعية بشكل كامل يتيح حسب المذهب السوفياتي الانتقال الى هجوم، وبأن السوريين بذلوا خلال السنة الماضية جهودا كبيرة لاستيعاب الأسلحة الجديدة التي حصلوا عليها من الاتحاد السوفياتي، وبينها مئات الدبابات من طراز «تي – 62»، طائرات ميج 21، سرب طائرات سوخوي - 20، وصواريخ فروغ. وعلى الرغم من ذلك، جاء في بقية التقديرات:

«حسب رأينا سيتحرك السوريون لكي يحتلوا هضبة الجولان، كاملة أو بشكل جزئي، إذا رأوا أنفسهم قادرين على النجاح في مسار كهذا. اليوم، هم لا يؤمنون بأنهم يستطيعون النجاح، خصوصا من دون المساعدة المصرية. لهذا، فإننا لا نقدر بأنهم ينوون شن هجوم في هضبة الجولان، بالرغم عن انه توجد امكانية لأن يقوموا بعملية ما محلية ومحدودة. ونحن نقدر ان احتمالات ذلك [الهجوم المحدود] ضعيفة». المصريون يجرون حاليا تدريبات على نطاق واسع، تشمل القوات البرية والجوية والبحرية. وهذه من الممكن أن تكون بالطبع، غطاء لاستعدادات هجومية. ولكن تقديراتنا بأن هذه تدريبات فقط» (التوكيد من عندنا).
الجنرال زعيرا الذي جرى التحقيق معه في هذه المسألة، قال:

«مشكلتنا كانت فقط في مجال التوقيت. وقد قلنا في حينه ـ وأنا أعتقد بأن هذا صحيح أيضا في الحساب التراجعي [اليوم] – لا يمكن لسورية أن تخوض الحرب من دون مصر» (صفحة 5711).

وفي صفحة 5712: «القضية معقدة جدا. أناس موثوقون يقولون ان الحرب ستنشب ولكنها لا تنشب. أناس موثوقون جدا يقولون. فماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة؟ يقولون لجيش الاحتلال الإسرائيلي ويقولون لحكومة اسرائيل: من ناحية القدرات يستطيع السوريون والمصريون أن يهاجموا. ومن ناحية النوايا، يقولون إن السوريين والمصريين يستطيعون الهجوم. ولكن ليس لدي اثباتات».

بكلمات أخرى، يركنون مرة ثانية الى الحقيقة بأن التحذيرات السابقة لم تتحقق وإلى نظرية «الفرضية» القائلة بأن المصريين لا يرون في أنفسهم القدرة على الهجوم (أقرأ تفاصيل أكثر في البنود من 45 فصاعدا). ومع هذا، فإننا نرى أنه حسب جواب الاستخبارات [الاسرائيلية] للعناصر [الاستخبارية] الأجنبية، منذ 2 أكتوبر لم تتجاهل شعبة الاستخبارات العسكرية احتمال أن تكون التدريبات المصرية مجرد غطاء لنوايا هجومية.

(6) الخطة المصرية لعبور القناة 60. حول الخطة المصرية لعبور القناة (وثيقة البينات رقم 1)، اقرأ لاحقا البند 251. الجنرال زعيرا قال في شهادته (صفحة 47 من البروتوكول) ان الجيش المصري نفذها في حرب الغفران بنسبة 97 % من الدقة [في مجالات] تنظيم القوات والوحدات والأعداد وغيرها. الفوارق الوحيدة كانت في زيادة لواء دبابات ووحدة واحدة لم تعبر القناة من الجهة التي كان قد أشير اليها في الخطة.

(7) نقد لشعبة الاستخبارات العسكرية بشأن الخطتين 61. حقيقة خطيرة هي انه في عشية الحرب كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي هاتين الخطتين الأساسيتين [للحرب]، السورية وأيضا المصرية، اللتين تضمنتا معلومات دقيقة عن نوايا العدو والشكل الذي سيتطور فيه هجوم العدو. لكن هاتين الخطتين لم تكونا على مرأى من قيادة الجيش أو من وتفكيرها، لأنهما لم تجدا التعبير عنهما في استعدادات الجيش الاسرائيلي وانتشار قواته عشية الحرب. لم نجد ان قوات نشرت بشكل خاص أمام مناطق العبور والهجوم، كما حددتها خطة العدو، بهدف استباقه والاستعداد لمواجهته في تلك المناطق بالذات. وتجدر الاشارة هنا الى ان هدف القيادة العليا للجيش الاسرائيلي كان عدم اعطاء فرصة للعدو أن يتقدم و«يبلع» قواتنا، بل مجابهته وجها لوجه حالما يحاول اختراق خطوط الجبهة. لهذا، كانت هناك أهمية خاصة لنشر قواتنا بشكل صحيح، في مراحل البدء بإطلاق النار.

قائد اللواء الجنوبي لم ير أبدا خطة العبور المصرية (أنظر لاحقا البندين 252 و253). وأما في اللواء الشمالي فنعطي مثلا من شهادة العقيد أوري سمحوني، الذي شغل خلال الحرب وقبلها منصب ضابط القيادة العامة في اللواء الشمالي. وقد تمت جباية شهادته بوساطة العقيد في الاحتياط، يهوشع نابو، في يوم 25.2.1974 (ملف الشهادات للعقيد نابو). وهو يشهد (المصدر نفسه، صفحة 6) حول الخطة السورية التي وزعت بنشرة شعبة الاستخبارات العسكرية من يوم 2 أكتوبر 1974 [على الغالب وقعت اللجنة في خطأ مطبعي، والمفروض ان يكون الصحيح هو سنة 1973]:

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه .. [الخطة]. أنا لست ممن يرسلون اليهم النشرات السرية جدا في شعبة الاستخبارات العسكرية... أنا الآن أراها للمرة الأولى».

وبالنسبة الى الخطة السورية من أبريل 1973، التي وزعت في نشرة شعبة الاستخبارات العسكرية في يوم 27.4.1973 قال (المصدر نفسه، صفحة 6):

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه الوثيقة من قبل».

إن الحصول على الخطط العملية للعدو، يعتبر أحد الأهداف المنشودة لكل أجهزة المخابرات. والسؤال اللاذع الذي يسأل هو: شعبة الاستخبارات العسكرية وغيرها من المؤسسات المتخصصة في جمع المعلومات، تبذل جهودا خارقة لكي تجمع هذه المعلومات. فما الفائدة إذا كانت في النهاية ستوضع في الملفات ولا تصل إلى أولئك الذين يجب أن يعرفوها [الخطط] أو لا تدخل إلى وعيهم وادراكهم ولا توجههم في قراراتهم وخططهم العملية؟ من المهم لنا أن نشير الى هذا الفشل البارز من ناحيته الأخلاقية، لكي يتم عمل كل شيء في سبيل تنظيف قنوات الاتصال الموصودة، التي تحتاج الى نقلها من شعبة الاستخبارات العسكرية الى جهاز التخطيط والتنفيذ.

(6) أخبار اضافية من مصادر جيدة 62. مصدر جيدـــــــــ [شطب من الرقابة] أبلغ بإخبارية أولى من يوم 30 سبتمبر بأن المصريين ينوون البدء بإطلاق النار قريبا، بما في ذلك عبور القناة بالقوة وشن حرب شاملة (وثيقة البينات رقم 17). وفي أعقاب هذه الإخبارية علم ــــــــــــــ [جملة أخرى شطبت من الرقابة] في يوم 1 أكتوبر أن المصريين قرروا عبور القناة والسيطرة على المعابر وهناك يتوقعون بأن تسفر هذه العمليات عن تدخل سياسي، وأن يتم فتح القناة والبدء بمفاوضات [سلمية].

وعلم أيضا بأن يوم موعد نشوب الحرب لم يعرف، ولكن على الوحدات المدرعة أن تتم تدريباتها العسكرية في نهاية سبتمبر وان كل الوحدات نقلت من محيط القاهرة وحتى منطقة القناة. كذلك أبلغ المصدر بأن ثغرات فتحت في الضفة الغربية من القناة، من أجل انزال الجسور الى الماء، وتم نقل وحدات التواصل الى القناة.

حتى هذه الأخبار لم تحرك شعبة الاستخبارات العسكرية عن تمسكها بنظريته المعروفة بـ«الفرضية». الوقائع التفصيلية المهمة، وبينها تحريك القوات من القاهرة [الى الجبهة] وفتح الثغرات ودفع وحدات الجسر [الكباري، كما تسمى في مصر]، لقيت تأكيدا من عمليات الرصد الميداني وفي الصور الجوية التي التقطت في يوم 4 أكتوبر. صحيح انه كان ينقص الموعد الدقيق [للهجوم]، ولكن الاخبارية قالت إن تدريبات وحدات المدفعية يجب أن تنتهي حتى نهاية سبتمبر.

في يوم 2 أكتوبر وصلت اخبارية أخرى، واضحة جدا، ــــــــــــ [جملة مشطوبة من الرقابة]، تقول إن لدى مصر في هذا الصباح، الأول من أكتوبر، حالة تأهب كامل، وان جميع وحدات المدفعية المشاركة في الاستعدادات [الحربية]، بما في ذلك الوحدة المؤللة في لواء المدرعات 15، موجودة حاليا في حالة استعداد للقتال في مقدمة الجبهة، وكتيبة المشاة في وحدة الانزال تحركت نحو السويس. وجنود الاحتياط الذين تم تسريحهم في يوليو [تموز] 1972، سيستدعون للانضمام إلى وحداتهم باستثناء اثنتين.

هذه الأنباء الاضافية ــــــــــــ [رقابة]، لم تحرك شعبة الاستخبارات العسكرية إلى التخلي عن تقديراتها بأن ما يجري هو مجرد تدريبات. تفسيرها لذلك ــــــــــــــــــ [رقابة] أنه خلال السنين ـــــــــــــــــ [رقابة]، لم تتحقق الاخباريات عن البدء باطلاق النار (وثيقة البينات رقم 17). ولكن يجب الاشارة الى ان قلة قليلة فقط من تلك التحذيرات وردت في تزامن قريب مثل هذه المرةـــــــــــــــ [رقابة].

63. قضية أخرى أشغلتنا، كانت تتعلق بخبر مقلق جدا وصل الينا من مصدر أجنبي جيد (التفاصيل في وثيقة البينات رقم 104). الخبر الأول [من هذا المصدر] وصل في الساعة 02:30 من يوم الأول من أكتوبر (انظر وثيقة البينات رقم 251)، وبموجبه ستبدأ في الأول من أكتوبر عملية هجومية مصرية على اسرائيل بقيادة وزير الدفاع. اسم العملية (كلمة رمزية). وكان السوريون سيشاركون في العملية. وعلى سبيل «الاشارات الدالة» [على ذلك]، تم ذكر الامتحانات التي كان على 3000 ضابط أن يعبروها في يوم 2 أكتوبر وتم تأجيلها بشكل مفاجئ إلى مطلع شهر نوفمبر [تشرين الثاني]. وتم استدعاء الاحتياط، وبين من تم استدعاؤهم أولئك الجنود الذين سرحوا في 1 يوليو 1973، وهنا علامات أخرى.

رؤساء دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية لم يعطوا لهذا الخبر وزنا ولم يجدوا من المناسب حتى ان يضمنوه في نشرتهم. وقالوا في تقدير لهم إنهم بعد أن فحصوا الأمر مع مصدر آخر يقدرون بأنه «لا يوجد أساس من الصحة لهذا الخبر وان المسألة هي مسألة تدريبات» (انظر بيان الجنرال زعيرا الخطي الى وزير الدفاع – ( وثيقة البينات رقم 251، شهادة رئيس أركان الجيش حول أقوال زعيرا – صفحة 3874). وبعدئذ، في نفس اليوم، وصل نص الخبر خطيا وتم توزيعه على رئيس اركان الجيش ونائبه ووزير الدفاع (شهادة الجنرال زعيرا صفحة 1016)، لكنه لم يرسل الى رئيسة الوزراء، لا من طرف شعبة الاستخبارات العسكرية ولا من طرف الموساد (انظر لاحقا، البند 37). وهكذا جاء تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية حول الخبر:

«ليس معروفا عن تدريبات أو عملية [حربية] تحمل اسم [كلمة رمز] في هذا الموعد. في 28 أغسطس [آب] تم القيام بتدريب كهذا. وتجدر الاشارة الى ان الجيش المصري يجري تدريبات شاملة منذ 1.10.1973، وحسب تقديرنا ان الاجراءات التي اتخذت في اطار هذه التدريبات (بما في ذلك الاستعدادات الناجمة عن المخاوف من عملية اسرائيلية تنفذ خلال التدريبات)، هي الأساس لتفسيرات المصدر، كما لو ان من المتوقع تنفيذ حملة اسرائيلية هجومية» (تمعن في وثيقة البينات 104).

لقد راحت شعبة الاستخبارات العسكرية تجري فحوصات خاصة لصحة الخبر من خلال موقف تشكيك في صحته بما يتعلق بهجوم مصري. وفي يوم 2 أكتوبر وصلت نتائج الفحص: العودة الى اللهجة الحاسمة بأن المصريين ينوون مهاجمة اسرائيل و.. «العملية [الحربية] ستبدأ فعلا بتدريبات وحسب كل الاشارات فإنه سيتحول الى هجوم ـــــــــــــــــــــ [رقابة]».

يجب التأكيد هنا على النقطة الواقعة ما بين مقطعي هذه الجملة. ففي المقطع الأول اعلان قاطع بأن التدريبات ستتحول الى هجوم. وفي المقطع الثاني [الذي شطبته الرقابة]، أضيفت جملة تقول ان طلعة الى الجو للطائرات الاسرائيلية ستشكل ذريعة جيدة لهجوم على اسرائيل. ولكن ليس بالضرورة أن تتحول الى هجوم. كما يبدو فإن دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية لم تنتبه كما يجب الى هذه النقطة فقرأت الخبر كما لو انه يقول ان الهجوم المصري مشروط بعملية اسرائيلية (أنظر تفسيرات العميد شيلو في رسالته الى اللجنة من يوم 13 يناير [كانون الثاني] 1974)، الفقرة 8 (ب)، وقارن بينها وبين شهادة الجنرال زعيرا في الصفحة 1015: «أنا أقبل التأكيد على هذه النقطة واضع عليها علامة توكيد»، وكذلك نسخة عن الخبر، في الملحق السابع لرسالة شلو أعلاه، التي تظهر فيها هذه النقطة بوضوح). من المحتمل أن يكون موضوع هذه النقطة قد تسبب في تشويش تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية.
 
التعديل الأخير:
رد: الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

1_717891_1_34.jpg


حسب ماورد سابقا كيف تحرر سوريا الجولان عسكريا وماذا تحتاج سوريا من اسلحة متطورة لتحرير الجولان نريد وضع سيناريو عسكري او دراسة استراتيجية كي تستطيع القوات السورية من استرجاع الجولان وتحريره من العدو الاسرائيلي .

p18_20070803_pic1.full.jpg


 
رد: الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

الموضوع فيه الكثير من الغمز و اللمز ... فالوثائق تحجب المصدر الذي سرب الخطط إلى الجانب الإسرائيلي و بنفس الوقت تشير إلى زيارة معروفة لأحد القادة العرب إلى إسرائيل و كأن الهدف من ذلك هو خلق سبب جديد لخلق فتنة بين العرب أنفسهم بطريقة غير مباشرة .

أكثر ما يلاحظ في الوثائق هو مدى الغرور الذي كان يعاني منه الصهاينة فالبرغم من كل الإشارات و التحذيرات التي وصلتهم إلا أنهم تجاهلوها على أساس أن العرب من غير الممكن أن يهاجموا إسرائيل و جيشها الذي لا يقهر .

حسب ماورد سابقا كيف تحرر سوريا الجولان عسكريا وماذا تحتاج سوريا من اسلحة متطورة لتحرير الجولان نريد وضع سيناريو عسكري او دراسة استراتيجية كي تستطيع القوات السورية من استرجاع الجولان وتحريره من العدو الاسرائيلي

هذه تشكل نواة لموضوع و دراسة رائعة ... لكنها دراسة بحاجة لكثير من بذل الجهد و الوقت و التفاني و الإطلاع و الخبرة .
 
رد: الخطة السوريةلتحرير هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

ان شاء الله بتحرر سوريا الجولان
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

التقرير موضوعى الى حد ما .. المصدر الذى يتحدثون عنه اعتقد انه ملك الاردن حسين

وهناك فيديوهات اصدرت عن هذه الواقعه .. وهذا كان تفسير لعدم دخول الاردن الحرب لتحري الضفه على الرغم
من حضور ملك الاردن لمعظم الاجتماعات العسكريه التى ضمت السادات والاسد
وايضا زياره ملك الاردن لاسرائيل قبل الحرب مباشره


والباقى موضوعى جدا .. فتحرير الجولان صعب جدا وطبيعى ان تنسق سوريه مع مصر فى ذلك
جبهه الجولان جبهه ضيقه ليست كسيناء .. سيناء يصعب دخولها لكن بمجرد الدخول يسهل الانتشار فيها
الجولان عكس ذلك .. الجولان جبهه ضيقه يسهل الدخول اليها لكن يصعب البقاء فيها وهو ما حدث فى الحرب

سوريا استطاعت فى بدايات الحرب ان تحرر 90 % من الجولان بقوه السلاح وكادت المدفعيه السوريه ان تقصف
المستوطنات داخل اسرائيل .. لكن نظرا لضيق المساحه وبتكثف النيران تم تعطيل الهجوم السورى وصده

التقرير لا ينتقص من النصر .. فالنجاح الاستخبارى المصرى والسورى فى التضليل لا يمكن ان يستمر حتى بدايات
الهجوم .. هذا درب من الخيال لكن النجاح فى خداع الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه وعدم استعداء الاحتياط
حتى وقت متاخر

للعلم فقط .. حرب اكتوبر (( من وجهه نظرى )) هى حرب تحريك للوضع على الجبهه المصريه والفيديو السابق
يعترف فيه الشاذلى فى ذلك فى بدايه الفيلم
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

انا لا اصدق كل هذا الكلام
مش كل حاجة يقولها اليهود نصدقها
مافيش واقعة حصلت قبل كده انه بلد عرفت ان البلد تانية عايزة تضربها وتقع في ايديها الخطة
وعلي الاقل لا تأخذ الحذر شكلهم بيقولوا اي كلام ياعبد السلام
وحتي لو وقعت في ايديهم
مين اللي كسب الحرب ؟؟؟
هما ؟
لا لا لا لا
احنا بفضل الله كسبنا
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

أتهام الملك حسين او.....أو........خطئ بحد ذاتو
عدم دخول الأردن الحرب لا يعطي مبرر على اتهام الاردن بالخيانة
شي تاني مستحيل اسرائيل تعرف معلومات عن فكرة القوات السورية لتحرير الجولان و ما تتخذ الأجراءات المناسبة
بظن أنو اسرائيل نشرت هالمعلومات لتشككنا ببعض
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

الكلام ده كله كدب
كيف ان اسرائيل عرفت الخطط التى ستحارب بها مصر وسوريا ولم تتمكن من تعزيز دفاعاتها
ان اليهود ينشرون كذب حتى يضعفوا الانتصار العربى ليكون نتيجة تخازل منهم وليس قوة منا
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

لماذا تتركون الموضوع اخواني وتركزون على نقطة واحدة الموضوع دراسة استراتيجية وليس للتعليق على مافات الرجاء محاولة دراسة الناحية العسكرية لتحرير الجولان .
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل



لا اصدق كلام الصهاينة في اي شئ يقولوه :a034[2]:



 
رد: الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل



هذه تشكل نواة لموضوع و دراسة رائعة ... لكنها دراسة بحاجة لكثير من بذل الجهد و الوقت و التفاني و الإطلاع و الخبرة .




جميل جدا هل نمني انفسنا بهذة الدراسة قريبا يا محمد :gun[1]:

ام ان مناقشة التاريخ الماضي تستغرق كل وقتك :kap[1]:

 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

فى رايى سوريا تحتاج الى تحديث جزءكبير من قطاعتها المدرعة خاصة اجهزة الرؤية الليلية ونظم ادارة النيران بالاضافة الى تعزيز وحدات الكوماندوز وخاصة الوحدات المضادة للدبابات وتعزيز وحدات الدفاع الجوى للحد من فاعلية سلاح الجو الصهيونىوطبعا تعزيز القدرة الصاروخية لتوجيه الضربات فى العمق الاسرائيلى كلما اقتضت الحاجة وخاصة مطارات شمال فلسطين المحتلة واماكن الحشد والتجمعات وطبعا سلاح الجو وان كانت سوريا لا تملك الموارد المالية لعملية التحديث وخاصة تحديث سلاح الجو بطائرات كسوخوى30 وميج 29 سمات وميج 31
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

فى رايى سوريا تحتاج الى تحديث جزءكبير من قطاعتها المدرعة خاصة اجهزة الرؤية الليلية ونظم ادارة النيران بالاضافة الى تعزيز وحدات الكوماندوز وخاصة الوحدات المضادة للدبابات وتعزيز وحدات الدفاع الجوى للحد من فاعلية سلاح الجو الصهيونىوطبعا تعزيز القدرة الصاروخية لتوجيه الضربات فى العمق الاسرائيلى كلما اقتضت الحاجة وخاصة مطارات شمال فلسطين المحتلة واماكن الحشد والتجمعات وطبعا سلاح الجو وان كانت سوريا لا تملك الموارد المالية لعملية التحديث وخاصة تحديث سلاح الجو بطائرات كسوخوى30 وميج 29 سمات وميج 31

اول تعليق حقيقي في موضوع الدراسة العسكرية شكرا لك اخوي حمساوي
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

سؤال هل تستطيع القوات الجوية ضرب منصات الرادارات فوق الجولان او حتى تعطيلها قبل القيام بطلعات جوية فوق الجولان لان من المعروف وجود رادارات اسرائيلية قد تعيق تقدم القوات الجوية السورية فوق الهضبة فهل قصف الهضبة ربما يفيد
75316819.jpg
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

قصف الجولان؟! الأفضل تعزيز صواريخ الردع الجوي

أتجاوز تطورات حضور أو غياب وزير خارجية العراق هوشيار زيباري عن «مؤتمر الجيران» الوزاري في دمشق، لأقول ان من الأفضل لأشقاء العراق وجيرانه التعامل مع مجلس الحكم العراقي، والتخلي عن الجدلية الشكلية السفسطائية حول قانونيته وشرعيته.

وخلافا للتكهنات المتشائمة، فقد عبر مجلس الحكم عن رغبته في اقامة علاقة طبيعية مسالمة مع الجيران والأشقاء. بل لم تشكل كردية الوزير زيباري عقدة لديه في تعبيره عن حرص العراق الجديد على انتهاج سياسة عربية متضامنة معهم.

كل مساعدة عربية للمجلس العراقي تدعمه في موقفه وتعامله مع سلطة الاحتلال. ولا يغيب عن البال أن نظام الحكم الشرعي في العراق سوف يكون على شاكلة هذا المجلس. ومن الأفضل للعراق وللعرب ان يكون كذلك، من أن يكون نظاما راديكاليا أصوليا، أو نظاما معزولا عن عروبته وأشقائه.

ويبدو ان العلاقة السورية ـ العراقية قد تأثرت الآن بتردي العلاقة السورية ـ الاميركية. ولعل الاتجاه الغالب في دمشق يذهب الى احراج اميركا في العراق، ما دامت اميركا تحرج سورية في لبنان، وتسكت عن الغارة والتهديدات الاسرائيلية.

الواقع ان حديثي اليوم ليس عن «تعريب» مجلس الحكم العراقي، وانما عن الوضع الخطير على خطوط الفصل والاشتباك بين سورية واسرائيل. قلت هنا منذ اسبوعين ان الحل هو في العودة الى مائدة المفاوضات، لكن التطورات والتهديدات المتبادلة الأخيرة تجعل نجاح التفاوض مستحيلا.

ونقيضا للتباهي الاسرائيلي بـ «التسلل» الى «العمق» السوري، دون أن تتمكن الصواريخ والرادارات السورية من ضبط المتسللين، فما زلت اعتقد ان الغارة هي في الواقع تعبير عن ضيق شارون النفسي في عجزه عن القضاء على الانتفاضة، والهزائم السياسية التي مني بها اخيرا. وكان آخرها التصدع في قيادة جيشه، بخروج رئيس الاركان موشي يعلون على طاعة رئيسه ووزيره، مطالبا بتخفيف قيود الحصار في الضفة وغزة، وملوحا بالحل السياسي الذي ربما يوفره «اتفاق جنيف» بين خصوم شارون الاسرائيليين والفلسطينيين.

لكن طاقة السوريين المحدودة على تحمل المزايدات الاعلامية وغوغائية اللوم المتداول في الشارع العربي لـ «سلبية» الرد السوري، قد انعطفتا بالموقف في دمشق نحو التصعيد بل والتهديد. لم يتم الاكتفاء بتسخين جبهة حزب الله اللبنانية، وبالقول ان لدى سورية «أوراقاً اخرى»، بل خرج الوزير الشرع ليهدد بقصف مستوطنات الجولان. وهو هنا بالطبع يعكس بدقة التفكير السائد لدى القيادتين العسكرية والسياسية. وهذا التفكير يخالف سياسة الرئيس السوري الراحل بعدم تسخين جبهة الجولان، مهما تصاعد التوتر بين الجانبين.

قصف مستوطنات الجولان له ايجابيات وسلبيات. فهو يذكر المستوطنين هناك بأن الأمن الذي فرضه اتفاق كيسنجر لفك الاشتباك 1974 لا يمكن ان يكون أبديا.

لكن ماذا سيكون الرد الاسرائيلي؟

لا شك ان المدافع الاسرائيلية ستنطلق باتجاه المواقع والقرى السورية في الجولان، وربما يمتد القصف الى سهل حوران الخصب المكتظ بالسكان. وفي حال التصعيد، قد يلجأ الطرفان الى التراشق بصواريخ أرض ـ أرض القصيرة المدى. ويدخل في الحساب استخدام اسرائيل لسلاح طيرانها المتفوق.

الاشتباكات قد تكون مؤقتة وعابرة. وما زلت استبعد نشوب حرب في الجبهة الشمالية. وبعد التجربة الاميركية المذلة في العراق وتجربة اسرائيل المهينة لها في لبنان، فالحرب صعبة اسرائيلياً، ولا سيما ان جانبا من الجيش الاسرائيلي مشغول بالمواجهة مع الفلسطينيين، اللهم الا اذا قرر شارون ارتكاب حماقة قذف متاعبه ومشاكله الى الجيران.

في محاذير الرد الاسرائيلي على قصف الجولان، ومع استحالة الحرب أو صعوبتها، فما هو الرد الأفضل لدى سورية؟

اعتقد، وارجو ان لا اكون مخطئاً من وجهة النظر العسكرية، أن الأفضل المتاح لسورية هو تطوير شبكة الردع الدفاعي الجوي، ولا سيما ان الغارة الاسرائيلية اظهرت ضعفها، فلا الرادار رأى الطائرات، ولا صواريخ سام لاحقتها في الاجواء.

لقد لعب الردع الجوي دورا كبيرا في المواجهات بين الجانبين منذ حرب اكتوبر. كان النصر العسكري السوري ـ المصري في تلك الحرب من صنع صواريخ سام 6 التي دمرت سلاح الطيران الاسرائيلي وهو في الجو. عندما دخلت القوات السورية لبنان 1976 لانقاذ المسيحيين في الحرب الأهلية، تم التوصل عبر الوساطة الاميركية مع اسرائيل الى اتفاق غير مباشر، بعدم التعرض الى هذه القوات، في مقابل ان لا تصل الى محاذاة اسرائيل في عمق الجنوب اللبناني، وان لا تدخل معها صواريخ سام 2 و 6.

انتهكت اسرائيل «الخط الأحمر» في غزوها لبنان عام 1982 بمهاجمة القوات السورية التي انكفأت الى البقاع. وكان الرد السوري بشن حرب استنزاف اضطرت القوات الاسرائيلية الى الانكفاء نحو الشريط الجنوبي. عندما اسقطت اسرائيل طائرتين في البقاع عام 1985، ادخل السوريون صواريخ سام 6 للمدى البعيد، وصواريخ سام 8 المضادة للطيران المنخفض.

كادت أزمة الصواريخ تنقلب الى مواجهة حربية. وتدخل الجانب الاميركي مرة أخرى، فتم سحب هذه الصواريخ الى ما وراء الحدود اللبنانية، شرط عدم استعمالها ضد الطيران الاسرائيلي المحلق في لبنان، وشرط عدم اختراق هذا الطيران الاجواء السورية.

في الغارة الاخيرة، انتهكت اسرائيل الخط الاحمر أيضا، معتمدة على التطور الالكتروني السريع الذي بات قادرا على التعمية كما دلت حرب العراق. وهذا يعني ان هناك فجوة تقنية متسعة تفرض على السوريين اغلاقها بتطوير الردع الراداري ـ الصاروخي، وبالحصول على تقنية اكثر حداثة. وهو أمر صعب بعد اغلاق صنبور التقنية الروسية، لكنه ليس بالمستحيل الحصول عليها بالاستعانة بدول عربية بعيدة، لقطع الطريق على الحصار الاميركي العالمي الذي يمنع سورية من الحصول مباشرة على تقنية وأسلحة حربية متطورة.

اعتمد الرئيس السوري الراحل في عدم تسخين جبهة الجولان على نظرية «التوازن الاستراتيجي». وتقوم على اساس عدم الدخول في حرب مع اسرائيل بعد تحييد مصر والأردن، الا بعد الوصول الى التسعينات لتكافؤ في القوة العسكرية والاستراتيجية مع اسرائيل. اقتربت سورية كثيرا من تحقيق هذا التوازن في الثمانينات، لكنها عادت الهوة فتوسعت في الثمانينات في غياب التقنية الروسية.

هناك اليوم توازن كمي بين الجانبين في الدبابات والطائرات. لكن من حيث النوعية، فالسلاح كأزياء النساء بحاجة دائماً الى التجديد. وفي هذا المجال بات الاسرائيليون متفوقين بشكل قد يدفع شارون الى المغامرة بدفع قواته عبر لبنان والجولان الى محاولة الاقتراب من دمشق.

التفاخر المبالغ به يضلل الاسرائيليين. فالحرب لن تكون نزهة، ولا سيما ان المعنويات السورية مرتفعة. والتفكير الاستراتيجي السوري اذا كان يرفض الحرب، فلن يمتنع عن خوضها اذا فرضت عليه. فحرب لبنان والعراق برهنت على ان الاحتفاظ بالاحتلال صعب في مواجهة حرب الاستنزاف.

مع ذلك، اعتقد ان لا بد من احداث تغيير واسع في التفكير الاستراتيجي العربي، باعتماد عقيدة قتالية جديدة، تقوم على النوعية، في مواجهة القوة النارية الهائلة والتفوق التقني والمستوى العالي لتدريب الجندي الاسرائيلي. هذا التغيير يعتمد ايضا ربما على تشكيل جيوش محترفة، بدلا من نظام التجنيد البالي المعتمد حاليا. كذلك لا بد من التبديل المتواصل لدفع دم الشباب والتفكير الجديد في قيادات الأركان والميدان.

لقد فقد السوريون العمق الاستراتيجي العراقي. لكن عليهم سد الثغرة اللبنانية. ولعلهم ازدادوا ادراكا لأهمية المرتفعات اللبنانية الشاهقة في نصب رادارات اكثر تطورا، في مواجة الرادارات الاسرائيلية فوق جبل الشيخ السوري المحتل.

يبقى ان تدرك القيادة العسكرية والسياسية اللبنانية ان عليها امتلاك شبكة ردع صاروخية ـ رادارية لمنع العربدة الاسرائيلية فوق لبنان، وللمساهمة في سد ثغرة التسلل الجوي عبره الى سورية. والجيش اللبناني المدرب جيدا (نحو سبعين الفا) لن يكون بعد تشكيله الوطني والعسكري بقيادة الرئيس أميل لحود والعماد ميشال سليمان، بعيدا عن خوض المواجهة الميدانية الى جانب سورية ضد اية محاولة اسرائيلية للتقدم البري عبد الأراضي اللبنانية.

 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

جميل جدا هل نمني انفسنا بهذة الدراسة قريبا يا محمد :gun[1]:

ام ان مناقشة التاريخ الماضي تستغرق كل وقتك

ههههه ... ذاك و أمور أخرى يا فهد .

و بكل الأحوال ... دراسة من هذا النوع من الصعب أن يقوم بها فرد واحد مهما كان مستوى اطلاعه و صدقني إن كنت سأقوم بتنفيذ مثل هذه الدراسة حسب معاييري فستأخذ الكثير من الوقت ... شهور على الأقل .
 
رد: الخطة السوريةلتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

كلام غير منطقي بلطبع

الخطه المصريه كانت غير معلومه وتم تحديثها كثيرا وتغيرت بشكل كلي في خلال السنتين الي المفترض انا لخطه وصلت وهنا معلومه كاذبه
الشئ الاخر ان من علم الخطه المصريه والسوريه هم قاده القاده ولم تخرج تفاصيل الخطه عن 10-15 فرد في كل دوله سوريا او مصر
كذلك الشئ الاخر انها لو علمت الخطه لكانت واجهتها فا في كتاب وثائق حرب اكتوبر ذكر ان قبل الهجوم المصري بيوم طلب ضابط اسرائيلي يعمل علي خط برليف ذياده طول الساتر الترابي والدشم حتي لا يستطيع تسلق المصرين له وللحمايه اكثر ورفض القاده الاسرائيلين
اذا كانو يعلمون ان المصرين وجدو خطه لفتح ثغرلات وتسلق برليف لكانو فعلو المضاد لها


الشئ الاخير اليهود دائما يعيشون في الاوهام
 
رد: الخطة السورية لتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

سوريا تحتاج الي حرب 6 اكتوبر مرة اخري ودخول مصر الحرب مع اسرائيل وهذا لن يحدث في الوقت الراهن ولن ترجع الجولان في الوقت الراهن ايضا الجولان محتل منذ 67 الي 2009 اكثر من 50 عام ولم اسمع مرة عن فدائيين سوريين او حرب استنزاف يفعلها السوريين كما كنا نفعل نحن علي القناه وبعدين انا لي وجهه نظر الدولة العربية الوحيدة الموهلةلمواجهةاسرائيل وبالمساعدات العربية هي مصر
واللي مش مصدق يبص لتوقيعي
 
رد: الخطة السورية لتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

أعتقد أن تسريب خطة مصر فى حرب أكتوبر هو أمر مشكوك فيه ، وذلك لصعوبة هذا الأمر وخاصة أن تلك الوثائق بالغة السرية يحتفظ بها عدد قليل جداً من القادة العسكريين هم شعبة التخطيط ورئيس عمليات القوات المسلحة ورئيس الأركان والقائد العام ورئيس الجمهورية، أى أن الخطة قاصرة فقط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وليس من المعقول أن يقوم أى منهم بتسريبها للصهاينة؟؟؟!!!!
ناهيك عن خطة الخداع الإستراتيجى التى اتبعتها مصر بحذق ومهارة على سبيل المثال قام الطيارين بالضربة الجوية وموظفى المطارات لا يعلمون أن الحرب قد بدأت؟؟!!
أوامر القتال لم تعطى إلا يوم القتال بسويعات قليلة من أعلى إلى أسفل
كان جميع الجنود والقادة الأصاغر لا يعلمون بموعد الحرب لأن الظاهر لهم أن الجيش يقوم بمشروع تدريبى.
 
التعديل الأخير:
رد: الخطة السورية لتحرير الجولان وقعت بأيدي إسرائيل

لا يجب النظر الى مسألة تحرير الجولان على انها مسألة تقنية عسكرية فقط ، فنظام الحكم في سوريا لا يتخذ قراراته بدوافع وطنية او قومية بل تأخذ حسابات مصلحة النظام و استمراريته درجة اولى في الاعتبار ، و اذا كان معروفا ان هذا النظام يقوم على هيمنة عشيرة واحدة ضمن اقلية طائفية كان متوقعا الا تكون المواجهة مع اسرائيل و تحرير التراب الوطني في الجولان ضمن الاهداف الفعلية لدمشق الا في الخطاب الدعائي .

و ان دراسة متفحصة لحرب عام 1973 و السهولة الكبيرة التي خسر الجيش السوري فيها المعركة خلال 48 ساعة تدل على عدم جدية النظام في تحرير الجولان ، جاءت الحرب بعد 4 حملات تطهير للجيش السوري ما بين 1960 و 1970 خسر فيها هذا الجيش العربي العزيز 80 بالمائة من ضباطه و تم جلب آلاف من انصار النظام من خلفيات مدنية و زراعية و بحسابات حزبية و طائفية ليكونوا ضباطا لهذا الجيش ، فلا عجب ان يصدر هذا الاداء المهزوز من الجيش السوري خلال اليومين الاولين من حرب 73 و ان تفشل الوحدات التي اقتحمت الجولان في الاحتفاظ بمواقعها على رغم ان الهجوم المضاد الاسرائيلي الاول صباح و عصر 7 اكتوبر تضمن 3 الوية فقط و مع ذلك انهارت 3 فرق سورية و تراجعت الى ماوراء خط 1967 ثم اندفع الاسرائيليون يومي 8 و 9 اكتوبر ليصلوا الى حدود سعسع و يقفوا هناك لاسباب تتعلق باوليات الحرب حسب تقديرات الاسرئيليين و ليس لقدرة ضباط حافظ الاسد على التماسك امام الهجوم الاسرئيلي .

حرب 73 دلت على ان ضعف اداء الجيش السوري عموما و هذا لا يعود لقدرات ابناء سوريا البواسل بل لان لهذا الجيش الذي يغلب عليه الاعتبار الطائفي و العشائري في اختيار الضباط و القادة اولويات سياسية امنية لاستمرارية النظام و علاقاته مع القوى الاقليمية و الدولية ، اما الجولان فله الله .
 
عودة
أعلى