بأسمدة الخصوبة، الملك يجيب ماكرون من الغابون. منذ مدة وساكن الاليزيه ومن معه في أوروبا العميقة، ينتظرون جوابا بهذا الوضوح، وقد حصلوا عليه اليوم.
ذهبت فرنسا ماكرون إلى البرلمان الأوروبي لابتزاز المغرب في إفريقيا، و الملك محمد السادس، المستهدف شخصيا من حملات العدوان على المغرب، يسافر إلى العمق الافريقي، ليجيب بتحد ووضوح على الابتزاز الفرنسي.
القصة في الوقيتة ديالها أكبر من مجرد تبرع بالأسمدة على الفلاحين الصغار في بلد وفي للمغرب. القاصي والداني يعرف عمق ومثانة الروابط المغربية الغابونية، ويعرف مبادرات الملك في مسألة الأسمدة نحو عدد من البلدان الأفريقية.
حين يسافر الملك، في زيارة رسمية، و حاملا الاسمدة إلى بلد افريقي، في هذا التوقيت بالذات، فهو حتما ينتج موقفا وخطابا. الديبلوماسية على الخصوص رموز وإشارات، والمعلم ديالنا رقايقي فهاذ الجانب.
منذ كوفيد الملك قلل من الأنشطة الرسمية ديالو، إلا ما بتعلق بالالتزامات الدستورية وما يقتضيه عمل التدخلات العنومية، في مرات ناذرة قام بتدشين بعض المشاريع ..
فجأة نرى الملك، خارج المفرب، في مهمة رسمية، ببلد إفريقي. كان من الممكن إرسال الأسمدة والاكتفاء ببلاغ للديوان الملكي. لكن من الواضح إن تجشم عناء السفر يفرضه مايستدعي ذلك.
ثمة مصادفة في السياق: بينما تعود الطائرة الملكية إلى التحليق في الأجواء الافريقية، تعود طائرات فرنسية إلى باريس محملة بالفرنسيين المطرودين من أفريقيا الوسطى، مالي، بوركينافاسو، والسنغال على الطريق..
لا يخسر الفرنسيون نفوذهم فقط أمام قوات فاغنر الروسية، المغرب أصبح منافسا قويا لفرنسا في القارة. لكنه أكثر إزعاجا، تراهن باريس على الحرب الأوكرانية لإنهاك روسيا واستعادة نفوذها.
لكن الحالة المغربية مخنلفة، منذ عشر سنوات وعاهل المغرب يرفع شعار التحرر الافريقي. إن الأسمدة وخصوبة الأرض تتيح الأمن الغذائي، تنهي الجوع، تخفي صور إطفال من عظام فقط.. التحرر من الجوع هو طريق الكرامة نحو الحرية وتحرر أفريقيا..
منذ 2013 وفرنسا لاتنظر لهذا التوجه الوطني الجديد بعين الرضى. منذ ذلك الوقت لم يتوقف الابتزاز والمناورات، هذه النزعة نحو استقلالية القرار الوطني لم تعتدها باريس.
مثلما لم تستوعب أن ملكا ولد بعد نهاية الحقبة الاستعمارية لايشعر بأدنى ولاء لتقاليد الحديقة الخلفية كما اعتادها الفرنسيون.
بكثير من الاستعلاء اعتقدت فرنسا أن هذا التوجه ليس إلا مزاجا عابرا بمكن لجمه، لكنها ستتلقى الصدمة لما توجه ملك المغرب الى الصين وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية..
وبعدها ستعاين الدرس الأسباني والالماني .. ولم تتعض.
وحدث ذلك بينما تفقد باريس قبضتها في ملف الصحراء.
وكأي جريح يائس تشرع فرنسا ماكرون في الابتزاز.. ومن تسليح شنقريحة، وتوظيف أوراق البرلمان الاوروبي، وخردة بيغاسوس والعودة إلى الغموض في الصحراء... تجس النبض، وتطلب من المغرب يلعن الشيطان في أفريقيا وبرجع لبيت الطاعة، ولو استدعى ذلك ابتزاز الملك شخصيا.
والملك يجيب فرنسا اليوم بلسان هذه الشخصية الوطنية المغربية والأفريقية الجدبدة، واختار أن يجيبها بالعودة إلى الأدغال الافريقية ليقول من هناك: لن نخضع للإبتزاز، سنمضي في طريق التحرر حتى النهاية.
يشرح لنا كل هذا لماذا ركب الملك طائرته إلى أفريقيا بينما يطرد منها ماكرون، أما الأسمدة المغربية وخصوبة الأرض ففيها نويطة زوينة: بينما تنهب خيرات الناس، أنا أساعد الناس على الاستفادة من خيراتهم.
وفي هذه تحديدا تفوق ملك المغرب على فرنسا ماكرون.
منقول