في منتصف القرن العشرين، قررت اليابان بناء برج طوكيو، مستوحية تصميمه بشكل واضح من برج إيفل الشهير في باريس. كان الهدف من هذا التقليد ليس فقط إنشاء معلم معماري جديد، بل أيضًا محاولة وضع طوكيو على خريطة المعالم العالمية، وربما منافسة فرنسا في رمزيتها السياحية والثقافية. ولكن لم يحقق برج طوكيو نفس نجاح برج إيفل للاسباب التالية.
بقي برج إيفل رمزًا عالميًا للابتكار الفرنسي والأناقة الباريسية، وجذب ملايين الزوار سنويًا، بينما ظل برج طوكيو معلمًا محليًا أكثر منه رمزًا عالميًا. تقليد برج إيفل لم يمنح طوكيو نفس البريق أو المكانة الثقافية التي يتمتع بها الأصل. فالأصالة والابتكار هما ما يمنحان المعالم شهرتها واستمراريتها، وليس مجرد التقليد أو إعادة إنتاج ما هو موجود. التجربة اليابانية مع برج طوكيو توضح أن محاولة التفوق على الآخرين عبر تقليدهم لا تحقق النجاح المنشود. فبرج إيفل استمر كرمز عالمي، بينما لم يستطع برج طوكيو أن يسحب البساط من تحته. الريادة الحقيقية تأتي من تقديم أفكار جديدة ومميزة، وليس من تكرار ما فعله الآخرون. فالمعماريون والمبدعون الذين يبتكرون يتركون بصمة دائمة في التاريخ، بينما يظل المقلدون في الظل.
برج طوكيو مثال حي على أن التقليد قد يمنحك بعض الأضواء، لكنه لا يمنحك المجد الدائم. أما الابتكار فهو الطريق لصناعة الرموز الخالدة التي تلهم العالم وتبقى في الذاكرة عبر الأجيال. ولذلك علينا ان نعلم بام سحب البساط من الآخرين لا يكون بتقليدهم، بل بابتكار ما هو جديد ومميز.
مشاهدة المرفق 797301
طوكيو مزدحمة بناطحات السحاب وضاع البرج بينها
بينما في باريس يمنع بناء اي مبنى يتجاوز 12 طابق او 37 متر ماعدا منطقة لا ديفانس خارج المدينة ناهيك عن تاثير الأعلام والفن والقاب باريس مدينة النور والموضة والرومانسية