حينما وصف كارل ماركس السلطان المغربي محمد الرابع بالعجوز المستبد

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
7,004
التفاعل
26,215 136 0
الدولة
Morocco
&&&&&.jpg

شكَّلت الحرب الإسبانية المغربية سنة 1859 -1860 مادة خاما قوية بالنسبة للمفكر الألماني كارل ماركس، حيث اشتغل عليها بشكل كبير من خلال تجربة New York Daily tribune المقربة من الأوساط البورجوازية، وnorthern star لسان حال كثير من التنظيمات العمالية. وخصصت الجريدتان غالبية مقالاتهما للسياسة الخارجية، ولمسألة القوميات، والاستعمار، والتحالفات الدولية بين البلدان.

تعاطي ماركس مع المناطق المستعمرة كان مكثفا، خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع في الهند وإيران والجزائر وسوريا والمكسيك، لكن أَمر المغرب حينها لم يكن معروفا بالضبط بالنسبة لماركس، حيث كتب في مراسلة إلى زميله فريديريك إنجلز، في الرابع من نونبر 1859، أن الكتابات بخصوص المغرب قليلة مقارنة بالجزائر مثلا، ومع ذلك لم يتراجع رفيق دربه إنجلز عن ضرورة إثارة “القضية المغربية”، من خلال كتابة مقالين حول المملكة بعنوان: the Morish war (1860) أو “الحرب المغربية”.

مقالان سيفرضهما ماركس كافتتاحيتين في نيويورك، الأول بتاريخ 19 يناير 1860، والثاني بتاريخ 17 مارس 1860، وهما عبارة عن سرد دقيق لمجريات الحرب الإسبانية المغربية، إذ أشاد الألماني باستبسال المغاربة أمام الإسبان قرب تخوم سبتة، قبل أن يتراجعوا صوب الفنيدق، حيث تمكن بعد ذلك الجيش الإسباني من دخول مدينة تطوان.


ويكمن سبب غياب مقالات كثيرة لماركس عن المغرب إلى ضعف إسبانيا على مستوى توازنات الدول الاستعمارية، حيث لم يكن يرى فيها سوى بنية آسيوية داخل القارة الأوروبية، لكنه سيعود لاحقا في العديد من المقالات ليعتبرها أداة تاريخية غير واعية لتحديث الشعب المغربي، خصوصا في ظل حالة الجمود التي كان يعرفها المغرب على المستوى السياسي، حيث سيفرد ماركس لذلك مقالا بعنوان “دراسة في الاستبداد المغربي”، وصف فيه محمد الرابع، سلطان المغرب أواسط القرن 19، بـ”العجوز المستبد”.

ويضيف ماركس في مقاله أن سلطان المغرب “كلما كانت محاكمة ما معلقة، فإنه لا يعرف أي عامل أكثر قوة في حجب الجدل سوى قتل الطرفين معا”، وهو ما عاد إليه ساعف بالتحليل في كتابه “كتابات ماركسية حول المغرب”، حيث بيّن أن ذلك يفيد بشكل من الأشكال دعم ماركس للاستعمار، باعتبار المغرب “متوحشا” وتلزمه دفعة للتقدم.

إسبانيا، المغرب والعالم

لم تكن إسبانيا بمعزل عن التجاذبات الدولية والإقليمية التي كان يعرفها العالم خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فالاستقرار السياسي كان شبه منعدم في الجارة الشمالية، وكان التوجس قوياً من قيام ثورات مضادة، خاصة بعد سقوط النظام الملكي وعودته من جديد، وبداية ظهور صراع الأجنحة داخل الجيش، وكلها أحداث كانت تحدث باسم “إنقاذ الوطن”. وهو ما شدَّ انتباه ماركس، أول وهلة، إلى هذا البلد الأوروبي الطامح إلى غزو مزيد من الأقطار الإفريقية، حيث كتب في مراسلة نشرتها “نيويورك دايلي” سنة 1853 أنَّ “الصراع بين المغاربة والإسبان كان دائما محتدماً، فقد كانت حرب 1840 مُفعمة بالمشاعر، وعانت مدينتا سبتة ومليلية من توغلات مستمرة من قبل الجماعات المتمردة في منطقة الريف”.

اهتمام ماركس بالمسألة الإسبانية وتأثيراتها على المغرب كان مردّه معرفة مدى قوة الجيش الإسباني، وإن كان سيتمكن من غزو مزيد من المناطق، وهل يمكن الرهان على الحرب كآلية دبلوماسية من أجل تطوير الشعوب. وقد بدا يتشكل هذا الوعي لدى ماركس خلال الفترة المتراوحة بين 1853 و1860، فأثناء هذه المرحلة وقَّعت حكومة الاتحاد الليبرالي، برئاسة قائدها الجنرال ليوبولدو أودونيل، رئيس مجلس الوزراء ووزير الحرب، في عهد إيزابيل الثانية، على اتفاق دبلوماسي مع سلطان المغرب، يقضي بالسماح للسلطات الإسبانية بفرض مزيد من الوصاية على بعض مناطق الشمال المغربي، خاصة في مليلية وسبتة. و”قد كان هذا مؤشراً على بوادر حرب قادمة بين عدوَّين دائمَي الخصومة”، يقول ماركس.

وفعلاً، بدأت الحرب المغربية الإسبانية، التي استمرت أربعة أشهر، في دجنبر 1859، عندما نزلَ الجيش الإسباني إلى سبتة، رداً على المناوشات العسكرية، التي كانت تحدث على هوامش الثغور الإسبانية في شمال المغرب، وفي مارس كانت هناك معركة “واد راس” التي انهزم فيها المغرب، وأجبر مولاي عباس، شقيق محمد الرابع، على توقيع معاهدة “الهدنة”، التي أتت كخاتمة للحرب المغربية الاسبانية. وقد عمقت بنود المعاهدة الهزيمة المغربية في تلك الحرب، عبر منحها تنازلات مهمة لإسبانيا، من أهمها توسيع مساحتي سبتة ومليلية على حساب أراض مغربية (وقد فصّل إنجلز في سبر أغوارها في مقالين سنعود إليهما بالتفصيل خلال الجزء القادم).
ضعف الجيش
لقد حاولَ ماركس بشكل مُضن البحث عن مكامن ضعف الجيش الإسباني، الذي كان يرى فيه “مجموعة من الفرق والفيالق العسكرية المتنوعة وغير المتناغمة، والتي يحكمها الوازع الجهوي والقبلي”، فقد فشلَ المجلس العسكري المركزي في الدفاع عن البلاد خلال معارك كانت في متناول الإسبان، نظراً إلى ضعف البنية العسكرية وانبطاح كبار الضباط أمام المصالح الشخصية. في المقابل، كان الجنود يعانون من الراتب الزهيد الذي يتقاضونه، وتعرضهم للعقاب والجوع والحرمان. علاوة على ذلك، كان هناك أيضا جنود الاحتياط الذين كانوا خارجَ التصنيف العسكري الاسباني.
انكباب ماركس على المسألة الإسبانية لم يكن عبثياً، بل كان نابعاً من إيمانه بوجود أوجه تشابه بين المجتمعات الأوربية الفوقية ونظيرتها التحتية الطامحة إلى الوصول إلى رتبة متقدمة في مسلسل التوازنات الدولية، فهو يعتبر إسبانيا بلداً متخلفاً، تاريخها مليء بالحروب والانقلابات، وهو ما جعله قريبا من تاريخ المغرب، فقد تمردت الطبقة الأرستقراطية على الملك خوان الثاني، وفي نهاية القرن السابع عشر، في عهد تشارلز الثاني، ثارَ شعب مدريد على زمرة الملكة، المؤلَّفة من كونتيسة Barlipsch و Counts of Oropesa وMelgar، الذين فرضوا سلطة سيئة على الشعب.
الجوع كمحرك للتوسع
كما أنَّ الجوع كان منتشراً في الأوساط الإسبانية، تماما كما كانَ عليه الحال في المغرب (انظر كتاب عبد الله العروي “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية”). يحكي ماركس في مراسلة تحت عنوان “الثورة الإسبانية” المنشورة سنة 1854، “يوماً تلقت مدريد مساعدات ومواد غذائية، وتم توزيع منتجاتها فيما بين سكانها، وذهب بعضُ الناس إلى القصر الملكي وأجبروا الملك على الظهور على الشرفة وشجب نفسه أمام زمرة الملكة”.
ويحكي ماركس بعض مظاهر التفاوت الطبقي داخل المجتمع الإسباني، الذي كان سبباً في تحريك حكومة مدريد عتادها العسكري صوب المغرب، من أجل البحث عن موارد إضافية، درءاً لأي خطر يهدد التماسك السياسي والعسكري داخل إسبانيا، “في إسبانيا يمكنك أن تلاحظ هذا التفاوت الكبير بالعين المجردة، فمعظم الوحدات الصناعية الكبيرة توجد في إقليم كاتالونيا أو في الأندلس، أما في باقي مناطق البلاد فتجد فلاحين صغارا وعمالا يدويين وبعض التجار الصغار منتشرين في بعض المدن”.

 
المقال مهم جدا لأنه يكشف نظرة كارل ماركس الفوقية ليس فقط للمغاربة ولكن كذلك للإسبان، إذ أنه كان يعتبرهم أدنى من أن يعتبروا أوروبيين، لكن في نفس الوقت كان هذا الاشتراكي، تماما مثل الإمبرياليين الأوروبيين، يرى بأن الطريقة الوحيدة لتطوير المغرب هي عبر استعماره من طرف الأوروبيين!
أتسائل إن كان المقدسون لفكر ماركس في بلادنا يعرفون نظرته الدونية للشعوب الأخرى وعلى رأسها الشعب المغربي.
 
شكَّلت الحرب الإسبانية المغربية سنة 1859 -1860 مادة خاما قوية بالنسبة للمفكر الألماني كارل ماركس، حيث اشتغل عليها بشكل كبير من خلال تجربة New York Daily tribune المقربة من الأوساط البورجوازية، وnorthern star لسان حال كثير من التنظيمات العمالية. وخصصت الجريدتان غالبية مقالاتهما للسياسة الخارجية، ولمسألة القوميات، والاستعمار، والتحالفات الدولية بين البلدان.

تعاطي ماركس مع المناطق المستعمرة كان مكثفا، خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع في الهند وإيران والجزائر وسوريا والمكسيك، لكن أَمر المغرب حينها لم يكن معروفا بالضبط بالنسبة لماركس، حيث كتب في مراسلة إلى زميله فريديريك إنجلز، في الرابع من نونبر 1859، أن الكتابات بخصوص المغرب قليلة مقارنة بالجزائر مثلا، ومع ذلك لم يتراجع رفيق دربه إنجلز عن ضرورة إثارة “القضية المغربية”، من خلال كتابة مقالين حول المملكة بعنوان: the Morish war (1860) أو “الحرب المغربية”.

مقالان سيفرضهما ماركس كافتتاحيتين في نيويورك، الأول بتاريخ 19 يناير 1860، والثاني بتاريخ 17 مارس 1860، وهما عبارة عن سرد دقيق لمجريات الحرب الإسبانية المغربية، إذ أشاد الألماني باستبسال المغاربة أمام الإسبان قرب تخوم سبتة، قبل أن يتراجعوا صوب الفنيدق، حيث تمكن بعد ذلك الجيش الإسباني من دخول مدينة تطوان.


ويكمن سبب غياب مقالات كثيرة لماركس عن المغرب إلى ضعف إسبانيا على مستوى توازنات الدول الاستعمارية، حيث لم يكن يرى فيها سوى بنية آسيوية داخل القارة الأوروبية، لكنه سيعود لاحقا في العديد من المقالات ليعتبرها أداة تاريخية غير واعية لتحديث الشعب المغربي، خصوصا في ظل حالة الجمود التي كان يعرفها المغرب على المستوى السياسي، حيث سيفرد ماركس لذلك مقالا بعنوان “دراسة في الاستبداد المغربي”، وصف فيه محمد الرابع، سلطان المغرب أواسط القرن 19، بـ”العجوز المستبد”.

ويضيف ماركس في مقاله أن سلطان المغرب “كلما كانت محاكمة ما معلقة، فإنه لا يعرف أي عامل أكثر قوة في حجب الجدل سوى قتل الطرفين معا”، وهو ما عاد إليه ساعف بالتحليل في كتابه “كتابات ماركسية حول المغرب”، حيث بيّن أن ذلك يفيد بشكل من الأشكال دعم ماركس للاستعمار، باعتبار المغرب “متوحشا” وتلزمه دفعة للتقدم.

إسبانيا، المغرب والعالم

لم تكن إسبانيا بمعزل عن التجاذبات الدولية والإقليمية التي كان يعرفها العالم خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فالاستقرار السياسي كان شبه منعدم في الجارة الشمالية، وكان التوجس قوياً من قيام ثورات مضادة، خاصة بعد سقوط النظام الملكي وعودته من جديد، وبداية ظهور صراع الأجنحة داخل الجيش، وكلها أحداث كانت تحدث باسم “إنقاذ الوطن”. وهو ما شدَّ انتباه ماركس، أول وهلة، إلى هذا البلد الأوروبي الطامح إلى غزو مزيد من الأقطار الإفريقية، حيث كتب في مراسلة نشرتها “نيويورك دايلي” سنة 1853 أنَّ “الصراع بين المغاربة والإسبان كان دائما محتدماً، فقد كانت حرب 1840 مُفعمة بالمشاعر، وعانت مدينتا سبتة ومليلية من توغلات مستمرة من قبل الجماعات المتمردة في منطقة الريف”.

اهتمام ماركس بالمسألة الإسبانية وتأثيراتها على المغرب كان مردّه معرفة مدى قوة الجيش الإسباني، وإن كان سيتمكن من غزو مزيد من المناطق، وهل يمكن الرهان على الحرب كآلية دبلوماسية من أجل تطوير الشعوب. وقد بدا يتشكل هذا الوعي لدى ماركس خلال الفترة المتراوحة بين 1853 و1860، فأثناء هذه المرحلة وقَّعت حكومة الاتحاد الليبرالي، برئاسة قائدها الجنرال ليوبولدو أودونيل، رئيس مجلس الوزراء ووزير الحرب، في عهد إيزابيل الثانية، على اتفاق دبلوماسي مع سلطان المغرب، يقضي بالسماح للسلطات الإسبانية بفرض مزيد من الوصاية على بعض مناطق الشمال المغربي، خاصة في مليلية وسبتة. و”قد كان هذا مؤشراً على بوادر حرب قادمة بين عدوَّين دائمَي الخصومة”، يقول ماركس.

وفعلاً، بدأت الحرب المغربية الإسبانية، التي استمرت أربعة أشهر، في دجنبر 1859، عندما نزلَ الجيش الإسباني إلى سبتة، رداً على المناوشات العسكرية، التي كانت تحدث على هوامش الثغور الإسبانية في شمال المغرب، وفي مارس كانت هناك معركة “واد راس” التي انهزم فيها المغرب، وأجبر مولاي عباس، شقيق محمد الرابع، على توقيع معاهدة “الهدنة”، التي أتت كخاتمة للحرب المغربية الاسبانية. وقد عمقت بنود المعاهدة الهزيمة المغربية في تلك الحرب، عبر منحها تنازلات مهمة لإسبانيا، من أهمها توسيع مساحتي سبتة ومليلية على حساب أراض مغربية (وقد فصّل إنجلز في سبر أغوارها في مقالين سنعود إليهما بالتفصيل خلال الجزء القادم).
ضعف الجيش
لقد حاولَ ماركس بشكل مُضن البحث عن مكامن ضعف الجيش الإسباني، الذي كان يرى فيه “مجموعة من الفرق والفيالق العسكرية المتنوعة وغير المتناغمة، والتي يحكمها الوازع الجهوي والقبلي”، فقد فشلَ المجلس العسكري المركزي في الدفاع عن البلاد خلال معارك كانت في متناول الإسبان، نظراً إلى ضعف البنية العسكرية وانبطاح كبار الضباط أمام المصالح الشخصية. في المقابل، كان الجنود يعانون من الراتب الزهيد الذي يتقاضونه، وتعرضهم للعقاب والجوع والحرمان. علاوة على ذلك، كان هناك أيضا جنود الاحتياط الذين كانوا خارجَ التصنيف العسكري الاسباني.
انكباب ماركس على المسألة الإسبانية لم يكن عبثياً، بل كان نابعاً من إيمانه بوجود أوجه تشابه بين المجتمعات الأوربية الفوقية ونظيرتها التحتية الطامحة إلى الوصول إلى رتبة متقدمة في مسلسل التوازنات الدولية، فهو يعتبر إسبانيا بلداً متخلفاً، تاريخها مليء بالحروب والانقلابات، وهو ما جعله قريبا من تاريخ المغرب، فقد تمردت الطبقة الأرستقراطية على الملك خوان الثاني، وفي نهاية القرن السابع عشر، في عهد تشارلز الثاني، ثارَ شعب مدريد على زمرة الملكة، المؤلَّفة من كونتيسة Barlipsch و Counts of Oropesa وMelgar، الذين فرضوا سلطة سيئة على الشعب.
الجوع كمحرك للتوسع
كما أنَّ الجوع كان منتشراً في الأوساط الإسبانية، تماما كما كانَ عليه الحال في المغرب (انظر كتاب عبد الله العروي “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية”). يحكي ماركس في مراسلة تحت عنوان “الثورة الإسبانية” المنشورة سنة 1854، “يوماً تلقت مدريد مساعدات ومواد غذائية، وتم توزيع منتجاتها فيما بين سكانها، وذهب بعضُ الناس إلى القصر الملكي وأجبروا الملك على الظهور على الشرفة وشجب نفسه أمام زمرة الملكة”.
ويحكي ماركس بعض مظاهر التفاوت الطبقي داخل المجتمع الإسباني، الذي كان سبباً في تحريك حكومة مدريد عتادها العسكري صوب المغرب، من أجل البحث عن موارد إضافية، درءاً لأي خطر يهدد التماسك السياسي والعسكري داخل إسبانيا، “في إسبانيا يمكنك أن تلاحظ هذا التفاوت الكبير بالعين المجردة، فمعظم الوحدات الصناعية الكبيرة توجد في إقليم كاتالونيا أو في الأندلس، أما في باقي مناطق البلاد فتجد فلاحين صغارا وعمالا يدويين وبعض التجار الصغار منتشرين في بعض المدن”.

موضوع رائع شكرا على النشر، هذا يفسر كره الفرنسيين الاشتراكيين الشديد للمملكة المغربية يرون فيها عنوان لفشل فرنسا في تسويق نموذجهم او فكرهم "التنويري / الاستعماري) في المنطقة،
و هو يفسر كذلك عداء جميع الأنظمة المسمات التورية ضد المملكة المغربية
موضوع يستحق مزيدا من البحث
 
الموضوع حول كتابات ماركس حول المملكة المغربية و تأثيرها حول توجيه الأنشطة الااستعمارية بالمملكة و كذا تأثيرها على العلاقة بين المغرب كدولة ملكية و الشيوعية/الإشتراكية و من تبناها من الدول الذي انشأها أو أسسها الاستعمار بعد ذلك، و بالتالي المرجوا من الإدارة @الإدارة التدخل من أجل عدم افساد الموضوع و المرجو من الاعضاء المغاربة التبليغ عن العضو الجزائري الذي يحاول افساد الموضوع
 
فيما سيفدينا هذا الموضوع تحدث عن العتاد العسكري
بالعكس اخي الكريم.. علم الاجتماع السياسي
و العلوم السياسية بصفة عامة تبقى ذات اهمية في فهم الواقع.. و اهميتها تكمن في شموليتها لما هو تاريخي و اقتصادي و اجتماعي و عسكري... موضوع جد موفق و شخصيا اعتبره اغناءا لرصيدي المعرفي.. اطلعت على العديد من الكتابات لماركس و انجلز خلال دراستي الجامعية في فترة التسعينات و لم اقف على اي كتابة تتحدث عن المغرب بشكل مباشر بالشكل الذي اورده الاخ الشبح..
للامانة ايضا هناك كتاب غربيون امثال غوستاف لوبون. و جون واتربوري ...كتبوا عن المغرب في مراحل معينة و بعض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معهم في مضمون كتاباتهم و مرجعياتها و لكن تبقى وثائق تاريخية و اجتماعية و سياسية جد مهمة .
 
موضوع رائع شكرا على النشر، هذا يفسر كره الفرنسيين الاشتراكيين الشديد للمملكة المغربية يرون فيها عنوان لفشل فرنسا في تسويق نموذجهم او فكرهم "التنويري / الاستعماري) في المنطقة،
و هو يفسر كذلك عداء جميع الأنظمة المسمات التورية ضد المملكة المغربية
موضوع يستحق مزيدا من البحث

المؤرخ الفرنسي بيرنار لوغان تحدث عن هذه النقطة، وكيف أن الاشتراكيين الفرنسيين يكنون حقدا كبيرا للمغرب نظرا لكونه مملكة "تقليدية"
لهذا تجد المغرب دائما يفضل التعامل مع الحكومات اليمينية، حتى أحزاب أقصى اليمين مثل مارين لوبان لن يجد معها نفس المشاكل..
 
شكَّلت الحرب الإسبانية المغربية سنة 1859 -1860 مادة خاما قوية بالنسبة للمفكر الألماني كارل ماركس، حيث اشتغل عليها بشكل كبير من خلال تجربة New York Daily tribune المقربة من الأوساط البورجوازية، وnorthern star لسان حال كثير من التنظيمات العمالية. وخصصت الجريدتان غالبية مقالاتهما للسياسة الخارجية، ولمسألة القوميات، والاستعمار، والتحالفات الدولية بين البلدان.

تعاطي ماركس مع المناطق المستعمرة كان مكثفا، خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع في الهند وإيران والجزائر وسوريا والمكسيك، لكن أَمر المغرب حينها لم يكن معروفا بالضبط بالنسبة لماركس، حيث كتب في مراسلة إلى زميله فريديريك إنجلز، في الرابع من نونبر 1859، أن الكتابات بخصوص المغرب قليلة مقارنة بالجزائر مثلا، ومع ذلك لم يتراجع رفيق دربه إنجلز عن ضرورة إثارة “القضية المغربية”، من خلال كتابة مقالين حول المملكة بعنوان: the Morish war (1860) أو “الحرب المغربية”.

مقالان سيفرضهما ماركس كافتتاحيتين في نيويورك، الأول بتاريخ 19 يناير 1860، والثاني بتاريخ 17 مارس 1860، وهما عبارة عن سرد دقيق لمجريات الحرب الإسبانية المغربية، إذ أشاد الألماني باستبسال المغاربة أمام الإسبان قرب تخوم سبتة، قبل أن يتراجعوا صوب الفنيدق، حيث تمكن بعد ذلك الجيش الإسباني من دخول مدينة تطوان.


ويكمن سبب غياب مقالات كثيرة لماركس عن المغرب إلى ضعف إسبانيا على مستوى توازنات الدول الاستعمارية، حيث لم يكن يرى فيها سوى بنية آسيوية داخل القارة الأوروبية، لكنه سيعود لاحقا في العديد من المقالات ليعتبرها أداة تاريخية غير واعية لتحديث الشعب المغربي، خصوصا في ظل حالة الجمود التي كان يعرفها المغرب على المستوى السياسي، حيث سيفرد ماركس لذلك مقالا بعنوان “دراسة في الاستبداد المغربي”، وصف فيه محمد الرابع، سلطان المغرب أواسط القرن 19، بـ”العجوز المستبد”.

ويضيف ماركس في مقاله أن سلطان المغرب “كلما كانت محاكمة ما معلقة، فإنه لا يعرف أي عامل أكثر قوة في حجب الجدل سوى قتل الطرفين معا”، وهو ما عاد إليه ساعف بالتحليل في كتابه “كتابات ماركسية حول المغرب”، حيث بيّن أن ذلك يفيد بشكل من الأشكال دعم ماركس للاستعمار، باعتبار المغرب “متوحشا” وتلزمه دفعة للتقدم.

إسبانيا، المغرب والعالم

لم تكن إسبانيا بمعزل عن التجاذبات الدولية والإقليمية التي كان يعرفها العالم خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فالاستقرار السياسي كان شبه منعدم في الجارة الشمالية، وكان التوجس قوياً من قيام ثورات مضادة، خاصة بعد سقوط النظام الملكي وعودته من جديد، وبداية ظهور صراع الأجنحة داخل الجيش، وكلها أحداث كانت تحدث باسم “إنقاذ الوطن”. وهو ما شدَّ انتباه ماركس، أول وهلة، إلى هذا البلد الأوروبي الطامح إلى غزو مزيد من الأقطار الإفريقية، حيث كتب في مراسلة نشرتها “نيويورك دايلي” سنة 1853 أنَّ “الصراع بين المغاربة والإسبان كان دائما محتدماً، فقد كانت حرب 1840 مُفعمة بالمشاعر، وعانت مدينتا سبتة ومليلية من توغلات مستمرة من قبل الجماعات المتمردة في منطقة الريف”.

اهتمام ماركس بالمسألة الإسبانية وتأثيراتها على المغرب كان مردّه معرفة مدى قوة الجيش الإسباني، وإن كان سيتمكن من غزو مزيد من المناطق، وهل يمكن الرهان على الحرب كآلية دبلوماسية من أجل تطوير الشعوب. وقد بدا يتشكل هذا الوعي لدى ماركس خلال الفترة المتراوحة بين 1853 و1860، فأثناء هذه المرحلة وقَّعت حكومة الاتحاد الليبرالي، برئاسة قائدها الجنرال ليوبولدو أودونيل، رئيس مجلس الوزراء ووزير الحرب، في عهد إيزابيل الثانية، على اتفاق دبلوماسي مع سلطان المغرب، يقضي بالسماح للسلطات الإسبانية بفرض مزيد من الوصاية على بعض مناطق الشمال المغربي، خاصة في مليلية وسبتة. و”قد كان هذا مؤشراً على بوادر حرب قادمة بين عدوَّين دائمَي الخصومة”، يقول ماركس.

وفعلاً، بدأت الحرب المغربية الإسبانية، التي استمرت أربعة أشهر، في دجنبر 1859، عندما نزلَ الجيش الإسباني إلى سبتة، رداً على المناوشات العسكرية، التي كانت تحدث على هوامش الثغور الإسبانية في شمال المغرب، وفي مارس كانت هناك معركة “واد راس” التي انهزم فيها المغرب، وأجبر مولاي عباس، شقيق محمد الرابع، على توقيع معاهدة “الهدنة”، التي أتت كخاتمة للحرب المغربية الاسبانية. وقد عمقت بنود المعاهدة الهزيمة المغربية في تلك الحرب، عبر منحها تنازلات مهمة لإسبانيا، من أهمها توسيع مساحتي سبتة ومليلية على حساب أراض مغربية (وقد فصّل إنجلز في سبر أغوارها في مقالين سنعود إليهما بالتفصيل خلال الجزء القادم).
ضعف الجيش
لقد حاولَ ماركس بشكل مُضن البحث عن مكامن ضعف الجيش الإسباني، الذي كان يرى فيه “مجموعة من الفرق والفيالق العسكرية المتنوعة وغير المتناغمة، والتي يحكمها الوازع الجهوي والقبلي”، فقد فشلَ المجلس العسكري المركزي في الدفاع عن البلاد خلال معارك كانت في متناول الإسبان، نظراً إلى ضعف البنية العسكرية وانبطاح كبار الضباط أمام المصالح الشخصية. في المقابل، كان الجنود يعانون من الراتب الزهيد الذي يتقاضونه، وتعرضهم للعقاب والجوع والحرمان. علاوة على ذلك، كان هناك أيضا جنود الاحتياط الذين كانوا خارجَ التصنيف العسكري الاسباني.
انكباب ماركس على المسألة الإسبانية لم يكن عبثياً، بل كان نابعاً من إيمانه بوجود أوجه تشابه بين المجتمعات الأوربية الفوقية ونظيرتها التحتية الطامحة إلى الوصول إلى رتبة متقدمة في مسلسل التوازنات الدولية، فهو يعتبر إسبانيا بلداً متخلفاً، تاريخها مليء بالحروب والانقلابات، وهو ما جعله قريبا من تاريخ المغرب، فقد تمردت الطبقة الأرستقراطية على الملك خوان الثاني، وفي نهاية القرن السابع عشر، في عهد تشارلز الثاني، ثارَ شعب مدريد على زمرة الملكة، المؤلَّفة من كونتيسة Barlipsch و Counts of Oropesa وMelgar، الذين فرضوا سلطة سيئة على الشعب.
الجوع كمحرك للتوسع
كما أنَّ الجوع كان منتشراً في الأوساط الإسبانية، تماما كما كانَ عليه الحال في المغرب (انظر كتاب عبد الله العروي “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية”). يحكي ماركس في مراسلة تحت عنوان “الثورة الإسبانية” المنشورة سنة 1854، “يوماً تلقت مدريد مساعدات ومواد غذائية، وتم توزيع منتجاتها فيما بين سكانها، وذهب بعضُ الناس إلى القصر الملكي وأجبروا الملك على الظهور على الشرفة وشجب نفسه أمام زمرة الملكة”.
ويحكي ماركس بعض مظاهر التفاوت الطبقي داخل المجتمع الإسباني، الذي كان سبباً في تحريك حكومة مدريد عتادها العسكري صوب المغرب، من أجل البحث عن موارد إضافية، درءاً لأي خطر يهدد التماسك السياسي والعسكري داخل إسبانيا، “في إسبانيا يمكنك أن تلاحظ هذا التفاوت الكبير بالعين المجردة، فمعظم الوحدات الصناعية الكبيرة توجد في إقليم كاتالونيا أو في الأندلس، أما في باقي مناطق البلاد فتجد فلاحين صغارا وعمالا يدويين وبعض التجار الصغار منتشرين في بعض المدن”.

للاسف كارل ماركس كلامه صحيح لان المغرب اخطأ موعده مع عصر التنوير بعد موت السلطان العظيم سيدي محمد بن عبد الله ،فبعد كل الانفاق الذي قام به هذا السلطان من اجل تحذيث المغرب و تقليص الفجوة التي بدأت تتسع مع الغرب و إرساله بعثات لأوروبا للتعلم و استكشاف اسباب هذا التطور الاوروبي و استقدام مهندسين و خبراء اوروبيين لتحذيث الجيش و بناء نواة صناعة محلية كان خليفته مولاي سليمان كارثة على المغرب بسياسته العقيمة بالانغلاق و فرض مبادئ السلفية الناهضة في الحجاز العربي تحت مسمى الحركة الوهابية و معه غرق المغرب في عقود من وهم التفوق و الانغلاق انتهى بصدمة استعمار الجزائر و هزيمتين امام الفرنسيين و الاسبان انهت كل احلام المغرب في دخول عصر الانوار او الانفكاك من المصير المحتوم بتوقيع معاهدة الحماية .
 
المقال مهم جدا لأنه يكشف نظرة كارل ماركس الفوقية ليس فقط للمغاربة ولكن كذلك للإسبان، إذ أنه كان يعتبرهم أدنى من أن يعتبروا أوروبيين، لكن في نفس الوقت كان هذا الاشتراكي، تماما مثل الإمبرياليين الأوروبيين، يرى بأن الطريقة الوحيدة لتطوير المغرب هي عبر استعماره من طرف الأوروبيين!
أتسائل إن كان المقدسون لفكر ماركس في بلادنا يعرفون نظرته الدونية للشعوب الأخرى وعلى رأسها الشعب المغربي.

المقدسون للفكر الماركسي اليوم
أغلبهم لا يتوفق في تحصيل قبول S1
في الجامعات

لا تقلق ... الماركسية اليوم مرتبطة بانخفاض ال IQ
 
السؤال المهم هنا

هو ايام كارل ماركس بتاع مدينة البهائم دا

كان فى اختراع المشط وفرشاة الشعر ولا لسه ماكانوش اخترعوه ؟
 
للاسف كارل ماركس كلامه صحيح لان المغرب اخطأ موعده مع عصر التنوير بعد موت السلطان العظيم سيدي محمد بن عبد الله ،فبعد كل الانفاق الذي قام به هذا السلطان من اجل تحذيث المغرب و تقليص الفجوة التي بدأت تتسع مع الغرب و إرساله بعثات لأوروبا للتعلم و استكشاف اسباب هذا التطور الاوروبي و استقدام مهندسين و خبراء اوروبيين لتحذيث الجيش و بناء نواة صناعة محلية كان خليفته مولاي سليمان كارثة على المغرب بسياسته العقيمة بالانغلاق و فرض مبادئ السلفية الناهضة في الحجاز العربي تحت مسمى الحركة الوهابية و معه غرق المغرب في عقود من وهم التفوق و الانغلاق انتهى بصدمة استعمار الجزائر و هزيمتين امام الفرنسيين و الاسبان انهت كل احلام المغرب في دخول عصر الانوار او الانفكاك من المصير المحتوم بتوقيع معاهدة الحماية .
في الحقيقة سياسة "الاحتراز" التي تبناها السلطان المغربي مولاي سليمان كانت ردا من النظام المغربي على الثورة الفرنسية وسقوط الملكية في فرنسا.
وكان النظام المغربي يخشى ببساطة انتقال عدوى الثورة الفرنسية للمغرب، لكن مع الأسف
هذه السياسة ضيعت على المغرب فرصة ثمينة للتطور وأعادته "حرفيا" للعصور الوسطى حينما كانت أوروبا لملاصقة لنا تعيش أزهى فترات الثورة الصناعية.
 
للذين يسخرون من كارل ماركس، احمدوا ربكم أن جيراننا لم يكونوا في تلك الفترة يعلمون بعد معنى الدولة أو السيادة الوطنية وكانوا ما زالون يتلاوحون من محتل لمحتل، وإلا كنتم ستسمعون مداخلات كارل ماركس ضد النظام المغربي على صفحات الشروق وشاشات AL24 :تمام:
بالرغم من كل شيء، إذا كان هناك من شيء بإمكان المغربي أن يفخر به، هو أن هذا النظام الذي عاصر كل هؤلاء وغيرهم ما زال مستمرا في فقع مرارة من ظهروا على الساحة بالأمس القريب. كان الله في العون
 
في الحقيقة سياسة "الاحتراز" التي تبناها السلطان المغربي مولاي سليمان كانت ردا من النظام المغربي على الثورة الفرنسية وسقوط الملكية في فرنسا.
وكان النظام المغربي يخشى ببساطة انتقال عدوى الثورة الفرنسية للمغرب، لكن مع الأسف
هذه السياسة ضيعت على المغرب فرصة ثمينة للتطور وأعادته "حرفيا" للعصور الوسطى حينما كانت أوروبا لملاصقة لنا تعيش أزهى فترات الثورة الصناعية.
مولاي سليمان كان متعصب و متطرف بل و حتى عنصري ضد أمازيغ الاطلس المتوسط الذين كانوا من أكبر داعمي العلويين و من حلفاء محمد الثالث تسبب في العديد من الانتكاسات داخليا و أضعف الجبهة الداخلية بشكل كبير تم عزل و إرجاعه أكثر من مرة، كما أنه كان يميل أكثر الى تحسين العلاقات مع الدولة العثمانية على حساب مصالح المغرب كان كابوس في تاريخ المملكة
 
مولاي سليمان كان متعصب و متطرف بل و حتى عنصري ضد أمازيغ الاطلس المتوسط الذين كانوا من أكبر داعمي العلويين و من حلفاء محمد الثالث تسبب في العديد من الانتكاسات داخليا و أضعف الجبهة الداخلية بشكل كبير تم عزل و إرجاعه أكثر من مرة، كما أنه كان يميل أكثر الى تحسين العلاقات مع الدولة العثمانية على حساب مصالح المغرب كان كابوس في تاريخ المملكة
وفي عهده ضربت المغرب أقسى المجاعات وجوائح الطاعون وغيره من الأوبئة
 
للاسف كارل ماركس كلامه صحيح لان المغرب اخطأ موعده مع عصر التنوير بعد موت السلطان العظيم سيدي محمد بن عبد الله ،فبعد كل الانفاق الذي قام به هذا السلطان من اجل تحذيث المغرب و تقليص الفجوة التي بدأت تتسع مع الغرب و إرساله بعثات لأوروبا للتعلم و استكشاف اسباب هذا التطور الاوروبي و استقدام مهندسين و خبراء اوروبيين لتحذيث الجيش و بناء نواة صناعة محلية كان خليفته مولاي سليمان كارثة على المغرب بسياسته العقيمة بالانغلاق و فرض مبادئ السلفية الناهضة في الحجاز العربي تحت مسمى الحركة الوهابية و معه غرق المغرب في عقود من وهم التفوق و الانغلاق انتهى بصدمة استعمار الجزائر و هزيمتين امام الفرنسيين و الاسبان انهت كل احلام المغرب في دخول عصر الانوار او الانفكاك من المصير المحتوم بتوقيع معاهدة الحماية .
المغاربة كانوا ضد إصلاحات محمد بن عبد الله (الذي وصف نفسه بالحنبلي "سلفي" عقيدة) لذلك ثار عليه ابنه المولى اليزيد وعندما مات محمد بن عبد الله تولى اليزيد وكان أول أول ما يقوم به هو تنكيل برجالات دولة وفي عهد ابيه وخفض الضرائب الغير شرعية وتوزيع الأموال دولة على إخوته والقبائل لجذب ولائهم وكذلك المولى اليزيد سيعكس سياسات والده الخارجية ويعلن الحرب على اسبانيا بدعم إنجلترا

وبسبب حماقات السلطان اليزيد التي كانت تعكس رغبات الشعب المغربي سيثور عليه اخه المولى هشام والذي سيتوجه اخه السلطان اليزيد إلى قمع ثورته وسينجح في ذلك ولكن ثمن كان حياته

وبعد وفاة السلطان اليزيد سينقسم المغرب الى خمس ممالك مختلفة
1= مراكش والحوز تبايع المولى الحسين
2= واد نون واقليم الصحراء يبايع المولى عبد الرحمن
3= سوس تبايع المولى عبد المالك
4= ريف والجبالة تبايع المولى مسلمة
5= فاس والاطلس يبايعون المولى سليمان
بالإضافة إلى المولى هشام الذي هرب إلى مدينة سلا وتحصن فيها


هذا المغرب تدخل في حرب أهلية عنيفة والمولى سليمان بعد حروب كثيرة ومتعددة سيسطتيع بسط السيطرة على المغرب وتوحيد بعد تففكه فهو بطل وليس مجرم هو موحد المغرب وجالب السلام وحافظه وليس سبب تخلف المغرب

وبعد كل هذا سيبتلى المغرب بطاعون سنة 1799 او طاعون الكبير أسوء طاعون مر على المغرب من قبل الذي قتل تقريبا نصف سكان المغرب


ثم في سنة 1811 سيخوض السلطان سليمان معركة ازرو ضد بعض القبائل الامازيغية الجبلية والتي هزمته وهذا سيؤدي إلى حقد المخزن على القبائل الامازيغية السهلية التي كانت تحمي المدن والمخزن لذلك ستكثر هجماتهم على المدن ونهبهم للقوافل

وفي سنة 1817 ستحدث مجاعة في المغرب بسبب عدم هطول الأمطار وفي سنة 1819 قرر السلطان مهاجمة قبائل الامازيغية الأطلسية لذلك جمع جنده وجند القبائل العربية والامازيغية لمهاجمتهم وفي معركة زيان سيخون ابن الغازي الزموري قائد قبائل الامازيغية المخزنية السلطان وينظم إلى اتحاد ايت اومالو أعداء سلطان وهذا سيؤدي إلى هزيمة نكراء على الجيش المخزني والقبائل العربية المخزنية وعلى السلطان نفسه الذي وقع في أسر ايت اومالو وعندما اعدوه إلى فاس بقي أشهر في قصره ولم يخرج منه بسبب الحزن والغم

وفي هذا الوقت ثارت القبائل العربية والامازيغية على سلطة المركزية وضعفت القبائل المخزنية وانقلبت على المخزن ودولة كانت عاجزة حتى عن دفع رواتب الجنود وبدأت الثورات على سلطان اولها من سكان فاس الذين عينوا سلطان ابراهيم بن اليزيد ولكنه توفي بسرعة وتبعه بعده السلطان السليمان

هذا تلخيص موجز لفترة حكم السلطان وكم ترى لم يكن هة الفاسد بل نظام في المغرب لم يكن موجود كان أي شخص من نسل السلطان يستطيع أن يدعي الإمارة وكذلك دولة كانت تعتمد على قبائل التي رأيها مرهون برأي قائدها الذي يمكن ان يكون معك اليوم وغدا يكون ضدك وكذلك زواية الصوفية التي كانت تملك جيوش واموال يضمن لها الاستقلالية عن سلطة المركزية


والإصلاح الديني الذي اقدم عليه السلطان كان ضروي لإضعاف الزواية والقبائل ومن بدأه كان ابوه السلطان محمد بن عبد الله وكان أحد اسباب ثورة ابنه اليزيد وهو بعيد عن دعوة الوهابية التي ضهرت في نجد رغم تقارب بينهما وتلك دعوة الإصلاحية مناهظة لتصوف والعقائد الاشعرية الروسمية كانت منتشرة في تلك الفترة ولم تكن متصلة
 
في الحقيقة سياسة "الاحتراز" التي تبناها السلطان المغربي مولاي سليمان كانت ردا من النظام المغربي على الثورة الفرنسية وسقوط الملكية في فرنسا.
وكان النظام المغربي يخشى ببساطة انتقال عدوى الثورة الفرنسية للمغرب، لكن مع الأسف
هذه السياسة ضيعت على المغرب فرصة ثمينة للتطور وأعادته "حرفيا" للعصور الوسطى حينما كانت أوروبا لملاصقة لنا تعيش أزهى فترات الثورة الصناعية.
دولة العثمانية وروسيا... لم يستفيدوا من ثورة الصناعية وايضا وضعنا داخلي لم يكن يسمح لنا بأي شيء


الإصلاح الوحيد الحقيقي الذي عاشه المغرب كان في زمن السلطان اسماعيل خصوصا بنائه لجيش عبيد البخاري وتخليه عن الاعتماد على القبائل المخزنية في الحكم ولكن أبنائه افسدوا الأمر
 
موضوع جيد صراحة يسلط الضوء على جزء مهم من تاريخ المغرب. هذه الفترة كانت حاسكة و مهدت للوقوع المغرب في براثن الاستعمار سنة 1923 بعد سلسلة من المؤتمرات و المعاهدات التي قيدت المغرب و عمقت من ازماته الداخلية.
 
موضوع جيد صراحة يسلط الضوء على جزء مهم من تاريخ المغرب. هذه الفترة كانت حاسكة و مهدت للوقوع المغرب في براثن الاستعمار سنة 1923 بعد سلسلة من المؤتمرات و المعاهدات التي قيدت المغرب و عمقت من ازماته الداخلية.
فترة حزينة من تاريخنا والله أحزن كل مرة أقرأ عن أحداث ما بعد وفاة مولاي اسماعيل
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى