المغرب لم يطلب اقتناء مقاتلة إف 35.. وواشنطن لن تبيعها لأي دولة عربية في الوقت الراهن
مشاهدة المرفق 608617
لندن- “القدس العربي”:
لم يُعْرِب المغرب نهائياً عن نيّته توقيع صفقة مع الولايات المتحدة لاقتناء
المقاتلات المتطورة إف 35، كما أن واشنطن غير مستعدة الآن بيعها لأي دولة غير غربية، باستثناء كوريا الجنوبية واليابان.
وتناول بعض وسائل الإعلام المغربية، وموقع بلغاري خبر اقتناء المغرب هذه المقاتلة مستقبلاً، ونسب الفضل في ذلك إلى مساعي إسرائيل بعد عملية التطبيع. ولا يعدو أن يكون الخبر ضمن الأخبار الكثيرة لتبرير وإبراز مزايا التطبيع مع إسرائيل. وكان هذا الخبر قد تكرر بداية 2021، حيث تناولت الصحافة أن المغرب سيقتني إف 35 بدعم إسرائيلي وتمويل إماراتي، وكان هذا ضمن أجواء التوقيع اتفاقيات أبراهام.
في هذا الصدد، تعارض الولايات المتحدة، حتى الآن، بيع طائرات إف 35 لأي دولة غير غربية باستثناء كوريا الجنوبية واليابان. وقد رفضت طلبات تقدمت بها دول خليجية، وعلى رأسها الإمارات العربية، التي حصلت على موافقة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقامت الإدارة الديمقراطية الحالية بتجميد الصفقة، ما دفع بأبو ظبي إلى الرهان على الرافال الفرنسية. ولم تفكر السعودية في اقتناء إف 35 لأنها تدرك مسبقاً الرفض الأمريكي.
ورغم العلاقات الوطيدة بين المغرب والولايات المتحدة، لا يحصل الجيش المغربي على صفقات أسلحة متطورة بعد ظهورها، بل ينتظر كثيراً. ومن ضمن الأمثلة، لم يحصل المغرب على مقاتلات إف 16 حتى بداية العقد الماضي، في وقت حصلت عليها الكثير من الدول في التسعينات.
ورغم وعود الإدارة الأمريكية بيع المغرب أسلحة متطورة، عادة ما يقوم الكونغرس الأمريكي بمعارضة الصفقة كما حصل منذ سنتين مع صفقة الطائرات المسيرة “إ م كيو- سي غارديان”. وجرى الحديث عن رغبة المغرب باقتناء نظام الدفاع الجوي باتريوت، لكن لا توجد أي صفقة حتى الآن. ويوجد ترقب حول هل سيوافق الكونغرس الأمريكي على بيع المغرب صواريخ هيمارس، التي تعتبر عماد الهجوم الأوكراني ضد روسيا في الوقت الراهن. وتوجد ثلاثة عوامل وراء استحالة هذه الصفقة في الوقت الراهن وهي:
في المقام الأول، المغرب لم يطلب نهائيا إف 35 من الولايات المتحدة، فهو يدرك أن الأمر ليس صعباً بل مستحيلاً في الوقت الراهن. وما زال ينتظر التوصل بمقاتلات إف 16، سواء التي نقلها للولايات المتحدة لتحديث أنظمتها الأكترونية مثل الرادارات التي سيتوصل بها مستقبلاً. كما لا يتوفر المغرب على الأموال الكافية للاستثمار في إف 35، وهو منكب الآن على تهيئة الشروط اللوجيستية لمقاتلات إف 16 فيبر التي يجري تحديثها، وكذلك الطائرات المروحية أباتشي. في حين قد تميل القيادة الجوية المغربية الى اقتناء مقاتلات إف 15 مستقبلاً لأنها الأنسب له حالياً. وكان الجيش الأمريكي قد بدأ التخلي عن اقتناء إف 15 ، ولكنه عاد منذ سنتين وطلب المئات منها، لا سيما بعدما تبين بعض الخلل في نسخ من إف 35.
في المقام الثاني، تعتبر إف 35 عماد الطيران الأمريكي والحلف الأطلسي حالياً، ولا تبيعها الولايات المتحدة لأي دولة غير غربية باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية. كما أن الولايات المتحدة تحتاج إلى عقد كامل لتلبية طلبات الدول الغربية التي تريد تعزيز قواتها الجوية بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ومن ضمن الأمثلة، لم تبع الولايات المتحدة إف 15 سوى لدولة عربية واحدة وهي العربية السعودية، وهي نسخ غير متقدمة مثل التي اقتنتها اليابان وكوريا الجنوبية، فكيف بـ إف 35.
في المقام الثالث، لا يمكن للولايات المتحدة بيع المغرب طائرة متقدمة، وذلك لأنها تأخذ بعين الاعتبار مخاوف إسبانيا، وهي الدولة الغربية العضو في الحلف الأطلسي، ولديها إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم، قاعدة روتا. إذ إن صفقات السلاح الأمريكي للمغرب تتضمن شروطاً غير مناسبة بشأن الاستعمال.
وارتباطاً بالنقطة الأخيرة، يفضل المغرب التوجه الى أسواق جديدة لاقتناء حاجياته من السلاح ومن دون شروط. ويركز على الصين التي اقتنى منها راجمات تنافس هيمارس وأنظمة دفاع جوي متطورة تنافس باتريوت كذلك طائرات مسيرة. كما يراهن على تركيا ليس فقط في الطائرات المسيرة بل حتى المروحيات. وبدأ يهتم كذلك بالبرازيل التي وقع معها مؤخراً اتفاقيات تعاون عسكري.