ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد عليه الصلاة و السلام؟

إنضم
18 سبتمبر 2008
المشاركات
144
التفاعل
1 0 0
بقلم الشيخ أحمد ديدات

قمت بالاتصال بالكنائس الافريقية وشرحت مقاصدي للقسس الذين اهتممت ان يكون بيننا حوار , لكنهم رفضوا بأعذار شبه مقبولة. لكن المكالمة الثالثة عشر جائتني بالفرحة. لقد وافق القس فان هيردن على مقابلتي بمنزله في يوم السبت بعد الظهر . استقبلني القس في شرفة منزله بترحيب وود. وقال اذا كنت لا امانع فأنه يود حضور حميه البالغ من العمر سبعين عاما للمشاركة معنا في النقاش . ولم امانع في ذلك, جلس ثلاثتنا في قاعة المكتبة.

لماذا لاشئ :

تصنعت سؤالا : ماذا يقول المتاب المقدس عن محمد؟.
وبلا تردد اجاب : لاشئ.
لماذا لاشئ, وفقا لشروحاتكم فان الكتاب المقدس مليئ بالتنبؤات , فيخبر عن قيام دولة السوفيت الروس وعن الايام الاخيرة وحتى عن بابا كنيسة الروم الكاثوليك.
فقال : نعم , ولكن لاشئ عن محمد.
فسالت ثانية : لكن لماذا لاشئ؟.
اجاب الرجل المسن: يابني لقد قرات الكتاب المقدس لخمسين سنة مضت ولو كان هناك اي شئ عن محمد لكنت عرفته.

ولا واحدة بالإسم :

استفسرت : الست تقول ان هناك مئات النبؤات التي تتكلم عن مجيئ المسيح , في العهد القديم؟.
قال القس : لا مئات بل آلاف.
قلت: اني لن اجادل في الألف نبوءة التي تتحدث عن مجيئ المسيح. فاننا كمسلمون امنا وصدقنا بالمسيح دون الحاجة الى اي نبوءة كتابية . انما آمنا تصديقا لمحمد صلى الله عليه وسلم. لكن بعيدا عن هذا الكلام , هل يمكن ان تعطيني نبوءة واحدة مضبوطة , حيث ذكر اسم المسيح حرفيا؟ ان التعبير المسيا المترجم بالمسيح ليس بأسم انما هو لقب. هل توجد نبوءة واحدة تقول إن إسم المسيا سيكون عيسى وإن اسم امه مريم ؟.
اجاب القس : لا لايوجد مثل هذه التفاصيل.
اذن كيف تستنتج ان هذه الالف نبوءة هي عن المسيح؟.

ما النبوءة :

اجاب القس قائلا : انك تدرك ان التنبوءات هي الكلمات التصويرية لاي شئ سيحدث في المستقبل, وعندما يتحقق هذا الشيئ فعلا, فاننا ندرك بوضوح إنجاز هذه النبوءة التي سبق الاخبار بها سلفا.
قلت : ما تفعله في الحقيقة هو إنك تستنتج , إنك تناقش , إنك تضع إثنين إثنين معا, قال : نعم .
قلت : إذا كان هذا ما تفعله مع الألف نبؤة لتاكيد دعواك عن عيسى , فلماذا لا نختار نفس المنهج بالنسبة لمحمد؟.
وافق القس على هذا الراي العادل و المنهج المعقول للتعامل مع المشكلة. وطلبت منه ان يفتح الكتاب المقدس عن سفر التثنية (18:18), وقد فتحه وقرأ. واليك النص باللغة العربية :( أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به).

نبيا مثل موسى :

بعد ان قرأ النص, إستفسرت : لمن تعود هذه النبوءة؟.
وبدون تردد قال : يسوع.
فسألت : لماذا يسوع؟. إن اسمه غير مذكور هنا؟.
اجاب القس: بما أن النبوءة هي الوصف التصويري لأمور ستحدث في المستقبل , فإننا ندرك أن تعبيرات النص , تصف المسيح وصفا دقيقا.
قلت: إنك ترى أن أهم ما في النص هي كلمة مثلك , أي مثل موسى . فهل عيسى مثل موسى؟. بأي كيفية كان مثل موسى؟.
اجاب: بادئ ذي بدئ كان موسى يهوديا , وكذلك كان عيسى . كان موسى نبيا وكذلك كان يسوع.
قلت : هل تستطيع ان تجد تشابهات اخرى بين عيسى وموسى؟.
قال القس انه لا يتذكر شيئا اخر.
قلت: اذا كان هذا هو المعيار لاكتشاف مرشح لهذه النبوءة في سفر التثنية. اذن ففي هذه الحالة يمكن ان تنطبق على أي نبي من أنبياء الكتاب. سليمان , أشعياء , حزقيال , دانيال , يوشع , يوئيل , ملاخي , يوحنا... الخ . ذلك إنهم جميعا يهود مثلما هم أنبياء. فلماذا لا تكون هذه النبوءة خاصة بأحد هؤلاء الأنبياء؟.
فلم يجب القس .

استأنفت قائلا: إنك تدرك استنتاجاتي , وهي إن عيسى لا يشابه موسى . فأذا كنت مخطئا , فأرجوا أن تردني إلى الصواب.

أمور غير متشابهة :

قلت : إن عيسى لايشبه موسى , بمقتضى عقيدتكم , فان عيسى هو الإله المتجسد , ولكن موسى لم يكن إلها, أهذا حق؟.
أجاب : نعم.
قلت : بناءا على ذلك فأن عيسى لا يشبه موسى.
ثانيا. بمقتضى عقيدتكم , مات عيسى من أجل خطايا العالم. لكن موسى لم يمت من أجل خطايا العالم. أهذا حق؟.
أجاب : نعم.
فقلت: لذلك فان عيسى لا يشبه موسى.
ثالثا. بمقتضى عقيدتكم ذهب المسيح إالى الجحيم لثلاثة أيام. ولكن موسى لم يكلف بالذهاب إلى الجحيم. أهذا حق؟.
أجاب : نعم.
واستنتجت : إذن عيسى لم يكن مثل موسى. ولكن ايها القس هذه ليست حقائق غامضة , بل حقائق مكشوفة .

دعنا نتكلم في الأمور الدقيقة في حياة موسى وعيسى:

1- الاب والام : كان لموسى والدان ( واخذ عمرام يوكابد عمته وزوجة له فولدت له هارون وموسى )(خروج:20:6) . وكذلك محمد كان له ام وأب . لكن المسيح كان له أم فقط وليس أب بشري , أليس هذا ما يقوله الكتاب المقدس؟.
قال : نعم.

2- الميلاد المعجز : إن موسى ومحمد ولدا ولادة طبيعية. مثال ذلك , الإقتران الطبيعي بين الرجل والمراة. ولكن عيسى ولد بمعجزة مميزة.

3- عقد الزواج : لقد تزوج موسى و محمد وأنجبا أولادا، ولكن عيسى ظل أعزبا كل أيام حياته .
أهذا صحيح ؟.
أجاب القس : نعم .
قلت : إذن عيسى ليس مثل موسى . بل محمد مثل موسى.

4- مملكة تهتم بالامور الأخروية: إن موسى ومحمد كانا نبيين , مثلما كانا زعيمين. وأعني بالنبوة..
الإنسان الذي يوحى إليه برسالة إلهية لإرشاد الناس. أما الزعيم . فأعني به , الإنسان الذي له سلطان وقيادة على شعبه. سواء كان متوجا كملك او لا .فاذا اقتدر انسان على توقيع عقوبة الإعدام مثلا والحكم بين الناس ..فهو زعيم.
و لقد كان موسى يملك هذا السلطان, فقد امر بأعدام عباد العجل(خروج:32: 26 )..
و كذلك محمد كان له سلطان في الحكم بين الناس. اما المسيح فإنه ينتمي إلى الصنف الاخر من الأنبياء .
ومن هنا فإن عيسى ليس مثل موسى , لكن محمدا مثل موسى.

5- لا شريعة جديدة : إن موسى ومحمد أتيا بشرعة جديدة وأحكام جديدة لشعبيهما .
وإن موسى جاء بالوصايا العشرة وطقوس جديدة شاملة لهداية الناس.
وجاء محمد صلى الله عليه وسلم إلى شعب يغط بالجهالة, اشتهروا بوأاد البنات, مدمنون للخمر , عبدة أوثان مولعون بالقمار والميسر.
في وسط هذه الصحراء فان الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول ( توماس كاريل ) : قد شرف الذين اتبعوه فجعلهم حاملي مشاعل النور والعلم.
اما بخصوص المسيح فقد كان يحاول دائما ان يثبت لليهود الذين كانوا يتهمونه بالتجديف , بأنه لم يأت بشريعة جديدة , فيقول : لا تظنوا إني جئت لانقض الناموس او الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لأكمل. (متي 5: 17 ).
وبعبارة اخرى إنه لم يأت بشريعة جديدة او أي احكام جديدة على الإطلاق.انما جاء ليكمل الشريعة القديمة.
وباختصار فأنه لم ينشئ دينا جديدا , مثل ما فعل موسى ومحمد. سألت القس .أهذا حق ؟
فأجاب : نعم.

6- كيف كان رحيلهم : إن كلا من موسى و محمد , قد توفاهم الله وفاة طبيعية. لكن وفقا للعقيدة النصرانية , فإن المسيح مات شر ميتة بقتله على الصليب.أليس هذا صحيحا؟.
أجاب : نعم.
قلت : من ثم فإن عيسى ليس مثل موسى ولكن محمد مثل موسى.

7- المقام السماوي : إن كلا من من محمد وموسى يرقد الأن في قبره على الأرض , ولكن طبقا لتعاليمكم فإن المسيح يجلس الأن ( عن يمين قوة الرب ) .(لوقا 22 : 69 ).
قال القس : نعم.
فقلت : ومن ثم فأن عيسى ليس مثل موسى , بل محمد مثل موسى.

بعد هذا الحوار المنطقي و المثبت بالأدلة والبراهين , وبعد ان وافق القس , وباستسلام على كل ما طرحته من أراء .

قلت : أيها القس للأن ماتناولناه , إنما للبرهنة فقط على موضوع واحد من هذه النبوءة كلها, ذلك بالتحقيق في كلمة( مثلك) , أي مثل موسى. إن النبوة أوسع من ذلك بكثير , تقول النبوءة ( اقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به). (التثنية 18:18).
يجب التركيز على عبارة (من وسط إخوتهم مثلك). إن الخطاب موجه لموسى , وشعبه اليهود كشخصية معينة . عندما تقول النبوة من (إخوتهم ), تعني يقينا العرب .
إنك تعلم إنه يتحدث عن إبراهيم , وكان لإبراهيم زوجتان سارة وهاجر , ولدت هاجر لإبراهيم ولدا . إنه الإبن البكر لإبراهيم كما يقول الكتاب المقدس:( ودعا إبراهيم إسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل) . (التكوين16 :15).

وحتى الثالثة عشر من العمر فإن إسماعيل بقي الإبن الوحيد لإبراهيم, ولقد وهب الله إبراهيم إبنا أخر من سارة إسماه إسحاق.

العرب واليهود :

اذا كان إسماعيل وإسحاق أبناء الوالد نفسه ( إبراهيم) , وهو ما يقوله الكتاب المقدس.إاذن هما أخوان , وهكذا فإن الشعوب التي نشأت من سلالتهما , إخوة بالمعنى المجازي. إن أبناء اسحاق هم اليهود , وأبناء إسماعيل هم العرب, وهو ما يقوله الكتاب المقدس ايضا.
ويؤكد حقيقة هذه الأخوة بالنسب (وأمام جميع اخوته يسكن ).(تكوين16 :12 ).
وعن وفاة إسماعيل تقول التوراة:(( وهذه سنون حياة إسماعيل , مئة وسبع وثلاثون سنة, وأسلم روحه ومات وانضم الى قومه. وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيئ نحو اشور. أمام جميع اخوته)).(تكوين 25: 17).
إن ابناء إسماعيل هم إخوة لابناء إسحاق . وبنفس النمط . فإن محمد من قوم هم إخوة بني اسرائيل , ذلك إنه من سلالة إسماعيل (العرب). مثل ما تنبأت عنه التوراة ( اقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم).
بل تذكر النبوة بوضوح إان النبي الأتي الذي هو مثل موسى , والذي سيبعثه الله , ليس من بني إسرائيل, لان التوراة لم تقل :(من بين انفسهم). بل قالت :(من وسط إخوتهم). من ثم فان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , هو الذي من وسط إخوتهم.

وأجعل كلامي في فمه :

تستأنف النبوءة قولها ( وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه). ماذا تعني النبوءة (وأجعل كلامي في فمه).?
إن السيرة النبوية تحدثنا , أن محمدا صلى الله عليه وسلم , عندما بلغ من العمر اربعين عاما حينما كان يتعبد في غار حراء, الذي يبعد حوالي ثلاثة اميال عن مكة المكرمة. في هذا الغار نزل اليه جبريل وأمره بلسان عربي قائلا: اقرا, إمتلا النبي خوفا ورعبا منه, فأجاب ما أنا بقارئ , فرد جبريل عليه السلام : اقرا ،قال : ما أنا بقارئ.
ثم أعاد الامر عليه قائلا : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم ).
أدرك النبي أن ما يريده منه الملاك هو أن يعيد نفس الكلمات التي وضعها في فمه.
ثم توالى نزول القرآن ، في الثلاثة والعشرين سنة من حياة النبوة ، نزل جبريل بالقرآن الكريم على قلب محمد ليكون من الرسل.
أليس هذا تصديق حرفي لما جاء في نبوءة الكتاب المقدس. إن القرآن الكريم هو في الحقيقة إنجاز لنبوة موسى . إنه الرسول الامي .
وضع جبريل الملاك كلام الله في فمه باللفظ والمعنى و استظهره الرسول كما أُنزل.

إنجاز لنبوءة أشعياء :

إن اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي أُنزل إليه بها القرآن بواسطة جبريل , وكون الرسول أميا لايعرف الكتابة ولا القراءة ، إنما هي إنجاز لنبوءة اخرى ، في سفر أشعياء (29 : 12) . هذا نصها ( أو يدفع الكتاب لمن لايعرف الكتابة ويقال اقرأ هذا , فيقول لا أعرف الكتابة ).
ومن ألزم ما يجب أن تعرفه هو إنه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي ، أي حينما كان محمد حيا . فضلا على ذلك فإنه أُمي , يقول القران عنه : ( فأمنوا بالله ورسوله النبي الأُمي الذي يؤمن بالله وكلماته ).

إنذار من الله :

قلت للقس : هل رايت كيف تنطبق النبوءة على الرسول محمد كانطباق القفاز في اليد.
أجاب القس قائلا: إن جميع شروحاتك وتفسيراتك إنما هي فحص دقيق للكتاب المقدس ، ولكن ليست ذات قيمة وأهمية, ذلك إننا نحن النصارى نحرز على يسوع الإله المتجسد الذي خلصنا من الخطيئة.
قلت : ليست ذات أهمية!!.
إن الله أنزل هذه النبوءة ثم تاتي انت وتقول انها ليست ذات اهمية!, إن الله يعلم أن من الناس من هم مثلك أيها القس الذين بفلتة لسان وإرادة قلوبهم الهينة يسقطون كلام الله و لا يعيرون لهأاي اهتمام ، لهذا تابع تكملة النبوءة ...يقول الكتاب المقدس :
( ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم باسمياانا اطلبه ). وفي النسخة الكاثوليكية من الكتاب المقدس يقول : ( ساكون انا المنتقم ). ان الله القادر يتوعد بالعقاب و العذاب .
ان النبي الذي يشبه موسى كما جاء في النص (مثلك) هو بلا ريب محمد , لقد قدمت البراهين والحجج في فيض من الوضوح , بأن هذه النبوءة عن محمد لا عن المسيح عليهما الصلاة والسلام.
نحن المسلمين لا ننكر أن عيسى هو المسيح الذي ارسله الله الى بني اسرائيل. إن مانقوله هو أن ما جاء بسفر التثنية (18:18)لا يشير اطلاقا الى المسيح . انها نبوءة واضحة تتنبأ عن محمد.
ابتعد القس بمنتهى الأدب قائلا : إنها مناقشة خطيرة ومهمة للغاية .
وسوف أحاول أن اناقش الطائفة في هذا الموضوع.

لقد مضت خمسة عشر سنة منذ ذلك الوقت وأنا لا زلت أنتظر ما وعد به!!.

أعتقد أن القس كان مخلصا عندما دعاني ورحب بي وبالبحث العلمي , غير إن التحزب والتعصب لدين الأجداد يقتل بقسوة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد عليه الصلاة و السلام؟

جزاكم الله كل خير وبارك بكم
حوار جميل ولكن لاحياة لمن تنادي
 
رد: ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد عليه الصلاة و السلام؟

لا حول ولا قوه الا بالله
بارك الله فيك
و ننتظر مزيد من موضوعاتك القيمه
 
عودة
أعلى