ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
ادعوا ربكم متذللين له خفية وسرًّا، وليكن الدعاء بخشوع وبُعْدٍ عن الرياء. إن الله تعالى لا يحب المتجاوزين حدود شرعه، وأعظم التجاوز الشرك بالله، كدعاء غير الله من الأموات والأوثان، و غير ذلك.
لا شك ان الدعاء من اعظم العبادات
و هي المنجية بعد الله من الفقر و الآفات و عذاب الدنيا و الآخره و القبر .. حاجاتك مهما صعبت عندك و عند غيرك ، لا تصعب على الجبار العظيم سبحانه
هناك من يسأل بالدنيا المخلوقات حاجته و نسى الخالق اللذي خلقه و خلقهم و رزقه و رزقهم
طيب كيف ادعوا الله ؟
هناك الكثير من الأدعية من الكتاب و السنة
ولا حرج بأن تسال ملك الملوك حاجتك بطريقتك
اقبل عليه بانكسارك يأتيك بعزه
اقبل عليه بفقرك يأتيك بغناه
اقبل عليه بمرضك يأتيك بعافيته و معافته
اقبل عليه بحاجتك يأتيك بكرمه و عطاه
اسال الله كل حاجاتك بدون حرج لا تقول كيف اسال الله هالتفاصيل البسيطة .. سيرزقك اياه و يزيدك من كرمه و بركته ان شاء سبحانه
وقد ورد في الحديث القدسي: (أن الله جل وعلا قال لموسى: يا موسى! سلني ملح عجينتك، سلني علف دابتك، سلني شسع نعلك)
بل إن عدم الدعاء سبب لغضب الله ..
قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ومن فضل الدعاء أنه أكرم شيء على الله تعالى، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ»، ومن فضائل الدعاء أنه سبب لدفع غضب الله، حيث قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ»،
ولا تنسوا ان تدعوه باسمائه الحسنى
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
أمثلة :
يا رحمن، يا رحيم، يا عزيز، يا حكيم
يوجد من يقول دعوت الله و لم يستجب لي
اجيبك كالآتي و ركز بعقلك و جوارحك
الحديث عن رسول الله ﷺ أنه قال: ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا: يا رسول الله إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر، تبين في هذا الحديث أن الله قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة، ولا يعجلها في الدنيا لحكمةٍ بالغة؛ لأن ذلك أصلح لعبده وأنفع لعبده، وقد يصرف عنه شرًا عظيمًا خيرٌ له من إجابة دعوته، وقد يعجلها له.
فعليك بحسن الظن بالله وعليك أن تستمر وتلح في الدعاء، فإن في الدعاء خيرًا لك كثيرًا، وعليك أن تتهم نفسك وتنظر في حالك، وأن تستقيم على طاعة ربك، وأن تعلم أن ربك حكيم عليم وقد يُعجلها لحكمة، وقد يعطيك خيرًا من دعوتك، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، فيقول: دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويذهب الدعاء.
فلا ينبغي لك أن تستحسر، ولا ينبغي لك أن تدع الدعاء، الزم الدعاء وألح على ربك، واضرع إليه وحاسب نفسك، واحذر أسباب المنع من المعاصي والسيئات، وتحرَّ أوقات الإجابة كآخر الليل وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الصلوات قبل السلام، وفي السجود، كل هذه من أسباب الإجابة، وعليك بإحضار قلبك عند الدعوة حتى تلح وحتى تدعو بقلبٍ حاضر، وعليك بالمكسب الطيب فإن كسب الخبيث من أسباب عدم الإجابة
الدعاء عالم آخر ممتع و مريح للنفس و يطيب الخاطر لمن عرفه حقاً حقاً
ان تخاطب خالقك مباشرة بلا وساطة
و تسأله و تطلب حاجاتك في الدنيا و الآخره
و هو جل في علاه يسمعك و يرا ضعفك و انكسارك و دموعك
اتظنه ان يرد هاتين اليدين صفراً ؟
يقولﷺ: دعوة العبد المسلم لأخيه بظهر الغيب مُستجابة.
ويقولﷺ: ما من مسلم يدعو لأَخيه بظهر الغيب إِلا قال الملَك ولك بمثل.
الدعوة لهم في ظهر الغيب من الدعوات "المستجابة" بل وهناك ملَك يقول: ولك بمثل، هذا دعائين في دعاء واحد.
أسال الله العظيم سبحانه ان يغفر لي و لكم و يرحمني و يرحمكم و يرزقني و يرزقكم و يتولى امري و أمركم بإحسانه و جوده و كرمه في الدنيا و الآخره
في الختام لا تنسوا الدعاء لي و للمسلمين
الاحياء و الأموات
التعديل الأخير: