ألمانيا تبحث عن صفقة غاز مسال من الإمارات وقطر.. ومباحثات مع السعودية
لتعويض نقص إمدادات الغاز الروسي
بات الغاز المسال الإماراتي جزءًا من خطة ألمانيا لتهدئة أزمة الطاقة في البلاد، والحدّ من تداعيات أزمة إمدادات الغاز الروسي على عجلة الاقتصاد الألمانية.
وفي ضوء ذلك، من المحتمل أن يتجه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى شبه الجزيرة العربية يوم السبت المقبل (24 سبتمبر/أيلول)، لبحث سبل التعاون وتعزيز الإمدادات خلال الشهور المقبلة.
وصرّح نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، اليوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول (2022)، أنه من المحتمل أن يبرم شولتس صفقات لتعزيز الإمدادات خلال رحلته إلى الشرق الأوسط، والتي ستستغرق يومين، مضيفًا أن المحادثات وصلت إلى مرحلة متقدمة، خاصة مع الإمارات
وجاءت تصريحات هابيك على هامش مؤتمر صحفي خلال جولته إلى محطة مستقبلية للغاز المسال في منطقة لوبمين بشمال البلاد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إمدادات الغاز المسال الإماراتي
أشار نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، إلى التوسع التدريجي لإمدادات الغاز في البلاد، ودور الحكومة في استمرار المحادثات مع العديد من الدول، من بينها دول شبه الجزيرة العربية.
وقال، إن المستشار الألماني سيسافر الأسبوع المقبل إلى دولة الإمارات ومن المؤكد أنه سيتمكن من توقيع بعض عقود الغاز المسال الإماراتي.
وأفاد أن بلاده تُجري محادثات مع دول أفريقية، وليست الإمارات وحدها، ما يمهّد لسدّ الفجوة الناجمة عن نقص إمدادات الغاز الروسي.
كما يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة المملكة العربية السعودية وقطر خلال رحلته التي تبدأ يوم السبت المقبل (24 سبتمبر/أيلول).
وخلال مؤتمر صحفي في برلين اليوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول (2022)، قال المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبيستريت، إن التعاون في مجال الطاقة يتصدّر جدول أعمال المستشار الألماني.
أهمية الغاز المسال العربي
يمكن أن يسمح اتفاق تصدير الغاز المسال الإماراتي بتعويض نقص الإمدادات الروسية بعد إغلاق الكرملين خط أنابيب الذي يربط روسيا بألمانيا، مع تزايد المخاوف المتعلقة بانقطاع التيار الكهربائي وتقنين الاستهلاك هذا الشتاء.
وبدأت ألمانيا محادثات مع قطر لتعزيز شحنات الغاز المسال منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط، ولا توجد أيّ إشارة إلى حدوث طفرة حتى الآن في المفاوضات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لمسؤولين حكوميين في ألمانيا، اتّسمت المفاوضات مع أحد أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم بالتعقيد، مع استخدامها أساليب صعبة في تحديد الأسعار ومدة الاتفاقيات المحتملة.
كما أثبتت المحادثات مع مورّدي الغاز في أوروبا وأميركا الشمالية أنها معقدة -أيضًا-، ويعكس ذلك المهمة الشاقة التي تواجه شولتس وحكومته لإبرام صفقات قصيرة الأجل بهدف مساعدة أكبر اقتصاد في أوروبا على تفادي شح الإمدادات هذا الشتاء.
الزيارة إلى الشرق الأوسط
ستكون المحطة الأولى للمستشار الألماني أولاف شولتس هي المملكة العربية السعودية، إذ سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم سيتجه يوم الأحد 25 سبتمبر/أيلول (2022) إلى الإمارات وقطر، قبل عودته إلى برلين في المساء.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبيستريت، إن وفدًا رفيع المستوى سيرافق المستشار الألماني، ولم يكشف المزيد من التفاصيل.
على الجانب الآخر، كشفت وزارة الاقتصاد الألمانية، يوم الخميس 15 سبتمبر/أيلول (2022)، أن مدينة هامبورغ استقبلت أول شحنة للهيدروجين الأخضر من الإمارات، ضمن إطار حملة لخلق سلاسل قيمة شاملة للهيدروجين بين ألمانيا والإمارات.
ورغم أن المملكة العربية السعودية ليست مُصدّرة للغاز المسال، فهي تستثمر مليارات الدولارات في الهيدروجين الأزرق والأخضر، وتعرضت لضغوطات أوروبية وأميركية خلال العام الجاري لضخّ المزيد من النفط وخفض الأسعار بعد ارتفاعها عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
المبادرات الألمانية
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أطلق نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد روبرت هابيك العديد من المبادرات لتقليل اعتماد ألمانيا على مصادر الطاقة الروسية.
وسبق أن أعلن خطط بلاده لتعزيز إمدادات الغاز بعيدًا عن روسيا، وإنشاء محطات للغاز الطبيعي المسال.
ومن بين هذه المبادرات، بدأت برلين المحادثات مع قطر لإبرام صفقات تصدير طويلة الأجل، لكن ألمانيا كانت مترددة في الالتزام بشروط الدوحة لتوقيع صفقات مدتها 20 عامًا على الأقلّ.
وتستورد ألمانيا قرابة 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، 55% منها يأتي من روسيا، وتُنقل كميات بسيطة من هولندا والنرويج.