لا تنسى تصور رقصه ميدان التحرير و تشاركها في المنتدى, و ركز معاي على الملون بالاحمر:
جاء في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي
قال: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه.
وجاء في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري أيضاً، أنه
قال: استأذنّا النبي في الكتابة فلم يأذن لنا.
وينقل أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي هريرة أن النبي حين سمع منهم ما يكتبونه غضب و
قال: "أكتاب غير كتاب الله؟ امحضوا كتاب الله، وأخلصوه". قال أبو هريرة: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد، ثم أحرقناه بالنار.
روت عائشة، حسبما جاء في "تذكرة الحفاظ" للإمام الذهبي، أن أبا بكر جمع عن النبي خمسمئة حديث، ثم بات ليلته يتقلب، ولما أصبح قال لعائشة: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنا فحرقها فقلت: لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. وما يؤكد هذه الرواية أن أبا بكر من الرواة المقلين عن النبي، رغم كونه أكثر الصحابة ملازمة له.
جاء في تقييد العلم للخطيب أن ابن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار فيها أصحاب رسول الله، فأشار عليه عامتهم بذلك، وبعد شهر قال: إذا أناس من أهل الكتاب قبلكم قد كتبوا مع كتاب الله كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً. وترك كتابة السنن.
جاء في "تقييد العلم" للخطيب أن عمر بن الخطاب، بلغه أنه قد ظهر في أيدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها، وطلب من الناس رؤيتها، فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف، فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار، ثم قال: أمنية كأمنية أهل الكتاب. ومنع عمر الرواة من تناقل الأحاديث.
و
جاء في "مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور و"البداية والنهاية" لابن كثير أن عمر بن الخطاب قال لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس! وقال لكعب: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.
و
جاء في "تذكرة الحفاظ" للإمام الذهبي أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري؛ فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله.
و
جاء في كتاب الإرشاد لأبي يعلى الخليلي أن عمر بن الخطاب حبس جماعة منهم أبو هريرة وقال: أقلوا الرواية عن رسول الله، وكانوا في حبسه إلى أن مات.
و
جاء في "الطبقات الكبرى" لابن سعد: وقف عثمان بن عفان على منبر وقال: لا يحل لأحد يروي حديثاً لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر، فإنه لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله ألا أكون من أوعى أصحابه عنه، ألا إني سمعته يقول: مَن قال عليّ ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار.
روى البخاري عن السائب بن يزيد أنه صحب من كبار الصحابة ولم يسمعهم يحدثوا، قال: إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد، و
قال الحافظ بن حجر في شرح الحديث: قال ابن بطال وغيره: كان كثير من كبار الصحابة لا يحدثون عن رسول الله خشية المزيد والنقصان.
وقال الشيخ محمود أبو رية في كتابه "
أضواء على السنة المحمدية": كان الخلفاء الراشدون وكبار الصحابة وأهل الفتيا منهم يتقون الرواية عن النبي ويهابونها بل كانوا يرغبون عنها، إذ كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون أن يؤدوا كل ما سمعوه عن النبي على وجهه الصحيح.
و
رأى محمد رشيد رضا عن الصحابة: لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث ديناً عاماً كالقرآن ولو فهموا عن النبي أنه يريد ذلك لكتبوا ولأمروا بالكتابة ولجمع الراشدون ما كتب وضبطوا ما وثقوا به وأرسلوه إلى عمالهم ليبلغوه ويعملوا به.
إذا كان كبار الصحابة أقلوا في الحديث عن النبي كما سبق وأشرنا، فمن أين أتت كل هذه الأحاديث؟ كان أكثر الصحابة رواية عن الرسول ستة يتقدمهم أبو هريرة وتتوسطهم عائشة. فما كان رأي كل منهما في الآخر؟
جاء في "مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا لها: إن أبا هريرة يقول: إن الطيرة في الدار والمرأة والفرس.
فغضبت من ذلك غضباً شديداً، وقالت: كذب والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم ما قاله. إنما قال: كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك.
أبو هريرة كذب بلفظ عائشة، بل أنهما حين التقيا وجهاً لوجه اتهمته عائشة باختلاق الأحاديث، لكن بدلاً من أن يدافع عن نفسه بادر بحمل الكلام عليها.
جاء في كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لابن حجر العسقلاني:
قالت عائشة لأبي هريرة إنك لتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ما سمعته منه قال شغلك عنه يا أمه المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنه شيء.
لم يكن التدوين الذي بدأ متأخراً في القرن الثاني الهجري، قبل البخاري وبعد موت الصحابة وأغلب التابعين، سوى أمراً من حكام بني أمية.
فالشهاب الزهري، ويُعَدّ أوّل من دوّن الحديث أُكره على ذلك.
جاء في جامع بيان العلم لابن عبد البر: قال الزهري: كنا نكرهه حتى أكرهنا عليه الأمراء فلما أكرهونا عليه بذلناه للناس. تلى إكراه الحكام الأمويين المحدثين على تدوين الحديث، وضع الاحاديث المنسوبة إلى النبي لتثبيت حكمهم. قال المفكر أحمد أمين في كتابه "
فجر الإسلام": الخصومة بين علي وأبي بكر، وبين علي ومعاوية، وبين عبد الله بن الزبير وعبد الملك، ثم بين الأمويين والعباسيين، كل هذه كانت سبباً لوضع كثير من الحديث. وقال الشيخ والمفكر محمود أبو رية في كتابه "
أضواء على السنة المحمدية": السياسة قد دخلت في هذا الأمر وأثرت فيه تأثيراً بالغاً فسخرته ليؤيدها في حكمها، وجعلته من أقوى الدعائم لإقامة بنائها، وقد علا موج هذا الوضع السياسي وطغا ماؤه في عهد معاوية الذي أعان عليه وساعده بنفوذه وماله.