- إنضم
- 14 أبريل 2021
- المشاركات
- 4,916
- التفاعل
- الدولة
بطاريات الفاناديوم ..
لماذا أثارت صفقة أرامكو مع شركة هولندية الحديث في الصحافة العالمية؟ قلت البارحة أننا سنبيع الهواء وضوء الشمس للعالم وأعني ذلك حرفياً من أمثلة ذلك "وهو مثال بسيط جداً في هذا الشأن" مايدور حول سعي أرامكو للاستفادة من إعادة تدوير الزيت لاستخراج الفاناديوم ١-٩
وهو عنصر فلزي قيم للغاية بالنسبة للمنشآت الكبيرة إذا استخدم في صناعة البطاريات .. متوفر ورخيص وآمن وأكثر استدامة مقارنة بالليثيوم .. والأكثر ملائمة لتخزين الطاقة الشمسية . وهنا المفارقة بأنه مكمن طبيعي للطاقة طويلة الأمد التي لا تنضب ويمكن تخزينها سنوات طويلة لحين الحاجة لها
لذلك يرى مراقبون بأن السعودية التي تملك أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم تسعى لبناء أكبر مخازن طاقة في العالم وكما وصفت سابقاً بأنها محطة وقود العالم فإنها تسعى لأن يكون وصفها الجديد بطارية طاقة العالم لديها الفاناديوم من مواد نفطية معاد تدويرها ولديها طاقة شمسية على مدار العام
ولديها مساحات خزن شاسعة وبنية تحتية متكاملة وتكلفة إنشاء هي الأرخص في العالم .. وبحسب بزنس إنسايدر فإن أمام السعودية خطوة صغيرة تتمثل في نقل التقنيات بالكامل وهي التي أتمتها مع شركة AMG الهولندية والتي يديرها الخبير الألماني هاينز ش بوش والذي يوصف بـ "أسطورة الصناعة الألمانية"
الصفقة اكتملت وفي غضون سنوات قليلة سيبدأ تشغيل المصنع في أحد أكبر المدن الصناعية عالمياً "الجبيل" لإنتاج البطاريات وملحقاتها الثابتة والمتنقلة ليرتبط بمنشآت الخزن الشاسعة حول المملكة ومواقع توليد الطاقة من الشمس والرياح .. ضمن مشروع استراتيجي أضخم وأكثر تعقيداً
صفقة أرامكو مع AMG رغم أنها لم تتجاوز مليار ريال ورغم أنها في قطاع فرعي لكنها أثارت حديث الصحافة مؤخراً بسبب قدرة أرامكو على استخراج مكررات الفاناديوم بأقل تكلفة وأيضاً بسبب ارتباط المشروع بالأهداف السعودية للسيطرة على سوق الطاقة المتجددة بكل تفرعاته تصنيعاً وخزناً وتصديراً
وهي حالة شبيهة بسيطرتها على قطاع النفط من حيث إنخفاض تكلفة الإنتاج والقدرات اللوجستية والتصديرية المصاحبة .. هذه الإمكانات الطبيعية والقدرات الاستثمارية والإرادة السياسية أتاحت بفضل الله فرصة من النادر أن تتاح لغير السعودية من خلالها يمكن القول أنها مؤهلة لتصبح بطارية العالم
هذا في مجالات الطاقة المتجددة .. وتبقى اكتشافات واستثمارات الغاز والنفط قصة لها تطوراتها وتفاصيلها هي الأخرى فضلاً عن ارتباط ذلك كله بالاقتصاد والريادة في مجالات تخزين البيانات والابتكار الرقمي التي تحدث عنها أخي العزيز ملفات بحسابه المستعار وهي التي أثارتي لكتابة هذا الموضوع
يطرح يومياً تطورات وإنجازات مثل هذه لكنها تمر مرور الكرام مجرد معرفتها يخفف علينا ألم الظروف العالمية .. نكافح لكن بمقابل .. نتحمل الظروف لكن نملك الأمل غيرنا من الدول والشعوب يعانون بلا أمل .. يكافحون الظروف بأفق مسدود..يسيرون بصبر لكن إلى المجهول (وهذه نقطة يجب أن لا تغفل)
