الكولونيل عبد السلام بوزيان.. أحد أبطال سلاح الجو الملكي و"المسيرة الخضراء"

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,376
التفاعل
2,078 24 3
الدولة
Morocco
الكولونيل عبد السلام بوزيان.. أحد أبطال سلاح الجو الملكي والمسيرة الخضراء

صور: هسبريس الجمعة 8 يوليوز 2022 - 19:00
عندما تلقى أمرا عسكريا من القيادة العليا للجيش بالرباط للانتقال بطائرته إلى الصحراء، حزم حقائبه وودع رفاقه وتوجه رأسا إلى ساحة الوغى، لم يكن يبالي بمخاطر تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ المغرب، كان همه هو تحرير الوطن في المعركة الكبرى.
هو الكولونيل ماجور عبد السلام بوزيان، القائد السابق في صفوف القوات الجوية الملكية، الذي ارتبط اسمه بعملية تحرير الصحراء المغربية، والذي توفي أمس الخميس بعد معاناة طويلة مع المرض.
Abdeslam-Bouziane1.jpg

منذ سنوات الدراسة الثانوية خلال أربعينات القرن الماضي، كان تفوق الطالب الطنجاوي عبد السلام بوزيان بارزا وملحوظا وسط أساتذته الفرنسيين والإسبان، وهو ما مكنه من حجز مكانه ضمن الجيل الأول للطيارين المغاربة سنة 1955، إلى جانب أسماء عسكرية وازنة أصبح لها صيت واسع في صفوف القوات الجوية المغربية، مثل محمد القباج والكولونيل بمعاروف.
مباشرة بعد ذلك، التحق الفوج الأول للطيارين المغاربة عام 1956 بأرض الوطن للمساهمة في تأسيس اللبنة الأولى لسلاح الجو الملكي المغربي، وذلك بعد سنوات من الدراسة في أرقى الكليات الحربية الفرنسية.
وقد وعد الملك الراحل محمد الخامس الطيارين التسعة الذين شكلوا الفوج الأول للمغاربة الذين درسوا الطيران وتدربوا عليه في فرنسا، بمسار واعد في الجيش المغربي بعد أن سلمهم مفاتيح تأسيس القاعدة الجوية الأولى، التي كانت تقع في سلا.
وفي سنة 1962، طلب بوزيان أن يقابل الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ما تم في الثانية صباحا ذات ليلة رمضانية.
اللقاء تزامن مع توقيت وجبة السحور، وكان الملك الحسن الثاني مهتما بطلب الطيار بوزيان لقاءه، وكان الكولونيل القباج قد التمس وقتها إعفاءه من رئاسة قاعدة مكناس، لأسباب وصفها بالشخصية، وخلفه الكولونيل بوزيان الذي راكم بدوره تجربة في قاعدة سلا الجوية. في ذلك السياق، طلب لقاء الملك الحسن الثاني لكي يخبره ببعض التفاصيل المرتبطة بتعيينات تلك القواعد العسكرية، وفقا لما نقلته جريدة “الأخبار” عن الكولونيل الراحل.
Abdeslam-Bouziane2.jpg

وقد سطع نجم الكولونيل الشمالي وسط رفاقه مباشرة بعد تعيينه في السفارة المغربية في واشنطن، وعاش مرحلة سنة 1967 من هناك، حيث كان في استقبال عدد من الجنرالات المغاربة الذين حلوا في مهام عسكرية بواشنطن. وتميزت تلك الفترة كذلك بالتقارب المغربي الأمريكي.
وذكر الكولونيل عبد السلام بوزيان في مذكراته المنشورة على موقعه الرسمي أنه حصل شارة الليوتنان كولونيل في واشنطن سنة 1967، في شهر يونيو بالضبط، بعد أن حمل الجنرال إدريس بن عمر بنفسه تلك الرتبة لكي يقلد بوزيان بها رسميا. كان السياق زيارة إلى واشنطن ترأسها الجنرال إدريس بن عمر، بأمر مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني. وكان عبد السلام بوزيان يشغل وقتها رسميا منصب ملحق عسكري في السفارة المغربية في واشنطن.
وعاد الكولونيل عبد السلام بوزيان إلى محطات بارزة في حياته العسكرية، قائلا: “أبلغني الجنرال النميشي، قائد سلاح الجو، أنه تمت دعوتنا للمشاركة في (الاجتماع) الذي كان من المقرر عقده في اليوم التالي 27 غشت 1969 الساعة 10 صباحا، بمكتب الجنرال ادريس بن عمر”.
كما تمت دعوة الكولونيل جوهل، رئيس البعثة العسكرية للتعاون الفني الأمريكي (موسلو)، والعقيد رايت، رئيس العمليات الجوية، والعقيد بومونت، رئيس قسم المشاركة في الأرض، لحضور هذا الاجتماع.
عن الجانب المغربي، كان حاضرا الجنرال الراحل البشير البوهالي، الرقم الثاني في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، والجنرال الراحل إدريس النميشي، والكولونيل حسن الليوسي، رئيس المكتب الثاني لفريق “EMG” في صفوف الجيش الملكي، والكولونيل عبد السلام بوزيان، الملحق العسكري في واشنطن.
قرر الملك الراحل الحسن الثاني، القائد الأعلى ورئيس أركان الجيش، خلال ذلك الاجتماع تكريس كل المساعدات العسكرية الأمريكية التي ستمنح للمغرب للسنوات الخمس القادمة لتطوير القوات الجوية الملكية.
Abdeslam-Bouziane3.jpg

ثم طلب الجنرال إدريس بن عمر من الكولونيل الأمريكي جوهل “مساعدتنا في تنفيذ هذا البرنامج الخماسي الحيوي للملاحة الجوية العسكرية في البلاد”.
أوضح الكولونيل جوهل أنه كان يعمل في مشروع دفاع جوي “اقتصادي” للغاية، يعتمد على رادار يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية وزُرع في ألاسكا. “كان رادار المراقبة (FFS_37) ورادار الارتفاع (FFS-6)، سيتعين تفكيك هذه الرادارات وإصلاحها قبل نقلها وتركيبها بشكل دائم في المغرب”.
كان الكولونيل عبد السلام بوزيان يلج بناية البنتاغون لحضور الاجتماعات الرسمية المنعقدة مع الجانب الأمريكي. ومضمون تلك الاجتماعات كان يرفع مباشرة إلى الملك الحسن الثاني، كما أشارت إلى ذلك وثائق أرشيف الخارجية الأمريكية التي رفعت عنها السرية سنة 2014، نقلتها جريدة “الأخبار”، التي تناولت العلاقة بين الملحق العسكري المغربي في السفارة المغربية بواشنطن لنهاية الستينات والنصف الأول من سبعينات القرن الماضي، والتي كان من بينها برنامج لتدريب تقنيين مغاربة على الرادارات.
وكتبت الصحافة السوفياتية وقتها أن الأمريكيين عهدوا إلى المغاربة بمراقبة الأجواء في المحيط الأطلسي لصالحهم، للتأهب ضد أي تحرك جوي سوفياتي قد يهدد سلامة الأمريكيين.
كما يعتبر الكولونيل عبد السلام بوزيان أحد الطيارين العسكريين الذين ارتبطت حياة متطوعي المسيرة بتنقلاتهم الجوية أكثر من مرة، يوميا بين الرباط والجنوب. فقد اضطلع الكولونيل عبد السلام بوزيان بمهمة تزويد المتطوعين بحصتهم من الخبز اليومي وبالماء الشروب.
وكان الكولونيل ينقل كميات ضخمة من الخبز يوميا لإطعام ما يناهز 400 ألف شخص، وذلك على متن طائرته العسكرية “C-130H”.
وفي هذا الصدد، قال الكولونيل عبد السلام بوزيان: “أنا الطيار الخباز الأول والطيار الكراب الأول في المغرب. أفتخر بذلك لأنني كنت أزود المشاركين في المسيرة الخضراء بخبزهم اليومي وأروي ظمأهم، وقد قضيت أكثر من 350 ساعة في السماء لسد احتياجاتهم من الخبز والماء”.
كما كلفه الحسن الثاني بمبادرات إنسانية كما هو الحال حين ضرب زلزال، بلغت قوته حوالي 5.3 درجات على سلم ريختر، مدينة المرج الليبية مساء الخميس 21 فبراير 1963، اعتبر من أعنف الكوارث الطبيعية التي شهدتها ليبيا في تاريخها المعاصر.
 
رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا…. صدق الله العظيم.
 
جنرال فذ دافع عن بلاده بكل ما أوتي من قوة و كمغاربة لا نعرف عنه شيئا لأن العسكري هنا بالمملكة مكانه الطبيعي هو الثكنة أو ميدان الوغى و لا يحشر أنفه في السياسة.
 
جنرال فذ دافع عن بلاده بكل ما أوتي من قوة و كمغاربة لا نعرف عنه شيئا لأن العسكري هنا بالمملكة مكانه الطبيعي هو الثكنة أو ميدان الوغى و لا يحشر أنفه في السياسة.
 
رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا…. صدق الله العظيم.
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
 
عودة
أعلى