بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد
اليوم بإذن الله راح نتكلم عن تاريخ الحكم السعودي وعن أئمة وملوك هذي البلاد المباركة ادامها الله وحفظها من كل حاقد وناقم عليها.نسب آل سعود:-
الدولة السعودية الاولى
نبذة تعريفية:-الدولة السعودية الأولى (1157 - 1233 هـ / 1744 - 1818 م) هي دولةٌ قامت في شبه الجزيرة العربية، بعد الاتفاق الذي تمّ بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، والذي ترتب عليه تكوين وحدةٍ سياسيّةٍ كبيرةٍ، على أرض شبه الجزيرة العربية، ضمن العديد من الكيانات السياسية الصغيرة التي كانت تتواجد في إقليم نجد. وكونت منها وحدةً سياسيّةً تخضع لنُظمٍ واحدةٍ، وظلت هذه الدولة قائمة حتى تمكن إبراهيم باشا، والي مصر، من إسقاطها بعد استيلائه على عاصمتها الدرعية في عام 1233 هـ/1818. توالى على حكم الدولة في هذه المدة أربعة حكام، ولعبت الدولة السعودية الأولى منذ قيامها دورًا كان له آثارٌ بعيدةٌ في التغير الذي أصاب شبه الجزيرة العربية في مختلف ميادين الحياة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، حيث وحّدَت ليس فقط الكيانات النجدية الصغيرة بل امتد نفوذها على معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وهددت كلًا من العراق والشام، وظلّت تتسع حتى سقطت الدرعية في عام 1818. وأحدثت الدولة السعودية الأولى نظامًا اقتصاديًا قائمًا على الشريعة الإسلامية كان له أثر بعيد على سكان المناطق التي خضعت لنفوذها ونظمت أمور هذه المناطق الاقتصادية والمالية. ونجحت في إقامة مجتمعٍ مترابطٍ اجتماعيًّا طيلة فترة سيادتها. وقد شجع حكام الدولة السعودية الأولى العلم والعلماء، وإحياء العلوم الشرعية.
العلم
اقصى اتساع للدولة
أئمة الدولة السعودية الأولى:-
# | الإمام | بداية الفترة | نهاية الفترة |
---|---|---|---|
1 | محمد بن سعود محمد الأول | 1157هـ / 1744م | 1179هـ / 1765م |
2 | عبد العزيز بن محمد آل سعود عبد العزيز الأول | 1179هـ / 1765م | 1218هـ / 1803م |
3 | سعود الكبير بن عبد العزيز آل سعود سعود الثاني | 1218هـ / 1803م | 1229هـ / 1814م |
4 | عبد الله بن سعود آل سعود عبد الله الأول | 1229هـ / 1814م | 1233هـ / 1818م |
الإمام محمد بن سعود
الإمام عبدالعزيز بن محمد
الإمام عبد العزيز الأول بن محمد آل سعود هو إمام الدولة السعودية الأولى الثاني والحاكم الثالث من أسرة آل سعود وأمير إمارة الدرعية السادس عشر، وهو الابن الثالث للإمام محمد بن سعود. ولد عام 1133 هـ / 1721م، وتولى الحكم بعد وفاة والده في عام 1179 هـ / 1765م، واستأنف بناء الدولة السعودية الأولى ونشر الدعوة الإصلاحية. كان مغوارا شديد البأس، لا يمل الحروب، يباشر الملاحم بنفسه، وفي عهده امتد نفوذ الدولة إلى الرياض وجميع بلدان الخرج ووادي الدواسر في الجنوب، وفي الشمال امتد إلى القصيم ودومة الجندل بالجوف ووادي السرحان وتيماء وخيبر. وفي الشرق تمكن الإمام عبد العزيز من السيطرة على الأحساء وقطر والبريمي. كما امتد نفوذ الدولة السعودية إلى البحرين وعمان عن طريق ولاء قبائل المنطقة ودفعها الزكاة للدولة السعودية. وفي الغرب امتد نفوذ الدولة السعودية إلى شرقي الحجاز والطائف والخرمة وتربة وما حولها. وفي الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة إلى بيشة والليث وعسير وجازان.قُتل عبد العزيز على يد أحد الشيعة في شهر رجب سنة 1218 هـ (1803م) عن عمر ناهز الثالثة والثمانين سنة انتقاما من هدم كربلاء قبلها بعامين، فطعن وهو يصلي صلاة العصر في مسجد الطريف بالدرعية وهو ساجد. روى ابن بشر -المؤرخ النجدي المعاصر للدولة السعودية الأولى- أن من قتله كان من أهل بلد الحسين، وفد إلى الدرعية وادعى أنه من أهل العمادية قرب الموصل بالعراق واسمه عثمان، حيث قال: «دخلت السنة الثامنة عشر بعد المائتين والألف، وفي هذه السنة في العشر الأواخر من رجب، قتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف بالدرعية وهو ساجد في أثناء صلاة العصر، مضى عليه رجل قيل إنه كردي من أهل العمادية بلد الأكراد المعروفة عند الموصل اسمه عثمان، أقبل من وطنه لهذا القصد محتسباً حتى وصل الدرعية في صورة درويش، وادعى أنه مهاجر وأظهر التنسك بالطاعة وتعلم شيئا من القرآن، فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه وطلب من يعلمه أركان الإسلام وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها، مما كانوا يعلمونه الغريب المهاجر إليهم، وكان قصده غير ذلك، فوثب عليه من الصف الثالث والناس في السجود، فطعنه في أبهره رحمه الله، أو في خاصرته أسفل البطن، بخنجر معه كان قد أخفاه وأعده لذلك، وهو قد تأهب للموت، فاضطرب أهل المسجد، وماج بعضهم في بعض»، إلى أن قال: «وتكاثر الناس عليه فقتلوه، وقد تبين لهم وجه الأمر، ثم حمل الإمام إلى قصره، وهو قد غاب ذهنه وقرب نزعه، لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه، فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به القصر، رحمه الله وعفا عنه»، إلى أن قال: «وكان ابنه سعود في نخله المعروف بمشيرفه في الدرعية، فلما بلغه الخبر، أقبل مسرعاً، واجتمع الناس عنده، فقام فيهم ووعظهم موعظة بليغة وعزاهم، فقام الناس فبايعوه خاصتهم وعامتهم وعزوه بأبيه، ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحة يعظهم ويخبرهم بالأمر ويعزيهم ويأمرهم بالمبايعة وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرهم لسعود فبايع أهل النواحي والبلدان وجميع رؤساء قبائل العربان»، إلى أن قال: «والله أعلم أحرى بالصواب، لأن الأكراد ليسوا بأهل رفض وليس في قلوبهم غل على المسلمين، والله أعلم».
الإمام سعود بن عبدالعزيز
الإِمام سعود (الثاني) بن عبد العزيز بن محمد آل سعود (1161– 1229ھ،[3] 1748– 1814م)، إمام الدولة السعودية الأولى الثالث والحاكم الرابع من أسرة آل سعود وأمير إمارة الدرعية السابع عشر. كان من ألمع أعلام عصره، لُقّب بعد وفاتهِ سعود الكبير؛ لعظم دولته وإتساع حكمه، وهيبته، إذ توطد الحكم السعودي في زمنه، واستتب الأمن والاستقرار بشكل لم تشهده البلاد منذ أيام الخلافة العباسية.امتد ملكه من شواطئ الفرات وبادية الشام، إلى أطراف عُمان واليمن، ومن الخليج العربي إلى البحر الأحمر؛ حيث يعتبر بذلك منشئ أكبر دولة عربية منذ العصر العباسي.توفي الإمام سعود بن عبد العزيز في الدرعية، ليلة الإثنين 11 جمادى الأول 1229ھ (1 إبريل 1814م) عن عمر ناهز 65 عاما. قال صاحب (الخبر والعيان في تاريخ نجد) عن مرضه ووفاته: «مات سعود بعلة السرطان المعوي، والحرب في بدء شبوبها، ونجد في أشد الحاجة إليه». وفي سنة وفاته تحدث ابن بشر عن أعماله، وقال من ضمن كلام كثير: «في هذا العام، توفي الإمام قائد الجنود، الذي اجتمعت له السعادة والسعود، وقد أمنت البلاد في عهده، وطابت قلوب العباد، وانتظمت مصالح المسلمين بحسن مساعيه، وانضبطت الحوادث بيمن مراعيه، فبلغ الشرف منتهاه، وكان متيقظاً بعيد الهمة، يسر الله له من الهيبة، عند الأعداء، والحشمة في قلوب الرعايا، ما لم ينله أحد في وقته».[29] وقد توسع ابن بشر عبر تاريخه (عنوان المجد) في الحديث عن سيرة سعود وأعماله اليومية، في الحضر والسفر، ودروسه وصدقاته وضيافته وكرمه، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وفي عبادته وعلمه.
الإمام عبدالله بن سعود
لإمام عبد الله (الأول) بن سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود، آخر أئمة الدولة السعودية الأولى والحاكم الخامس من أسرة آل سعود وأمير إمارة الدرعية الثامن عشر، وآخر حاكم اتخذ من الدرعية عاصمة لملكه، والابن الأكبر للإمام سعود الكبير ابن الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد آل سعود. واجه الإمام عبد الله بن سعود الكبير حملات كبرى من الدولة العثمانية بقيادة والي مصر محمد علي باشا والتي كانت قد بدأت منذ أواخر عهد والده الذي استطاع بحنكته صدها غير مرة في وقعة وادي الصفراء ووقعة تربة الأولى والثانية ووقعة الحناكية الأولى ووقعة القنفذة الأولى والثانية إلى أن توفي أثناء استعداده للمسير لملاقاة قوات محمد علي باشا التي زحفت نحو وادي بسل بعد سقوط مكة المكرمة فتوفي بالدرعية لعلة أصابته في بطنه؛ فخلفه ابنه الإمام عبد الله الذي واصل حربه مع العثمانيين في فترة حكمه الممتدة لأربعة سنوات والتي انتهت بسقوط الحجاز ومحاصرة الدرعية. أسر الإمام عبد الله بن سعود الكبير وأرسل إلى الأستانة بعد حصارٍ استمر ستة أشهر للدرعية حيث أعدم سنة 1234هـ/1818م.الهجوم العام على الدرعية:
يذكر -ابن بشر- أن ذلك الهجوم العام قد بدأ في الثالث من ذي القعدة سنة 1233هـ/سبتمبر 1818م أي بعد ستة أشهر من حصار الدرعية، حينما حمل إبراهيم باشا بجيشه على جهات الدرعية الأربع كلها الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية مستغلا وصول إمدادات ضخمة أرسلها والده بعد محرقة المستودع من مصر، وكذلك ما توفر من معلومات هامة عن مواطن الضعف في الأسوار والمتاريس والأبراج والجنود لبلدة الدرعية، وكان الاستعداد لهذا الهجوم قد بدأ من الليل حيث جمع إبراهيم باشا مدافعه حول جهات الدرعية الأربع وجمع أكثر خيالته وجنوده عند الجهة الجنوبية من الدرعية بينما ركز مدافعه على الجهة الشمالية أكثر من غيرها وعند الفجر اتجه الخيالة والجنود إلى «مشيرفة» في الجهة الجنوبية وفيها نخل الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز فوجدوا المكان خاليا فدخلوه واستولوا عليه، ثم ابتدأ الهجوم العام من جميع الجهات ليشغلوا أهل الدرعية عن استيلائهم على مشيرفة. فاشتد القتال بين الجانبين ولم يلبث أن خرجت خيالة وجنود إبراهيم باشا على أهل الدرعية من جهة مشيرفة ففاجأوا أهل الدرعية وحصل منهم الارتباك ثم الانهزام فتركوا مواقعهم وتفرقوا، كل أهل نزلة قصدوا منازلهم وتوزعوا على الأحياء واعتصموا فيها ومنهم سعد بن الإمام عبد الله بن سعود الكبير تحصن في قصر غصيبة ومعه خمسمائة من أعوانه، أما الإمام عبد الله بن سعود الكبير فقد كان في سمحان عند بوابتها حينذاك مع مجموعة من أهل الدرعية يقاتلون عنها، فلما علم بهذا التطور انتقل من سمحان إلى قصره في الطريف وتحصن فيه، فاستولى جنود إبراهيم باشا على سمحان وأخذوا يرمون أصحاب البيوت بالمدافع. فخرج عليهم أهل السهل بين الجبلين وعلى رأسهم الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي وابنه الشيخ سليمان مستميتين في طرد قوات إبراهيم باشا واستمر قتالهم في الشوارع وأمام الدور حتى الليل، واستطاعوا زحزحة قوات إبراهيم باشا من مكانها بعد أن سقط العديد من القتلى وأرادوا الصلح مع إبراهيم باشا على البلد كلها فأبى إلا على السهل فقط. فعاد القتال بين الجانبين وركز إبراهيم باشا مدافعه على الطريق حيث يعتصم الإمام عبد الله بن سعود الكبير، فتهدمت جوانب من القصر، فأخرج الإمام عبد الله مدافعه منه ونقلها إلى مسجد الطريف وأخذ يرمي عدوه منه ومعه مجموعة من أهل الدرعية، واستمروا على ذلك يومين في قتال عنيف، ثم حصل تناقص في أتباع الإمام عبد الله حيث وقعت كافة الحصون في اليوم الثاني من الهجوم ولم يبق غيره -وكما يقول ابن بشر-: «تفرق عن عبدالله أكثر من كان عنده، فلما رأى عبدالله ذلك بذل نفسه وفدى بها عن النساء والولدان والأموال، فأرسل إلى الباشا وطلب المصالحة، فأمره أن يخرج إليه، فخرج إليه وتصالحا على أن يركب إلى السلطان فيحسن إليه أو يسيء وانعقد الصلح على ذلك»
بنود صلح الدرعية:
- إنهاء الحرب، ودخول الدرعية في طاعة إبراهيم باشا.
- بذل الأمان لأهل الدرعية على أنفسهم وأموالهم، وعدم هدم الدرعية وتخريبها وحرق زروعها.
- يسافر الإمام عبد الله بن سعود الكبير إلى مصر ثم إلى الأستانة.
حال نجد بعد مقتله:-
قال ابن بشر: «عن هذه السنة، كثر فيها الاختلاف والاضطراب، ونهب الأموال، وقتل الرجال، وتقدم أناس وتأخر آخرون وذلك بحكمة الله سبحانه وتعالى. وقد انحل فيها نظام الجماعة، والسمع والطاعة، وعدم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حتى لا يستطيع أحد أن ينهى عن منكر أو يأمر بطاعة» إلى أن قال:«وسُل سيف الفتنة بين الأنام، وصار الرجل في جوف بيته لا ينام، وتعذرت الأسفار بين البلدان، وتطاير شرر الفتن في الأوطان، وظهرت دعوة الجاهلية بين العباد، وتنادوا بها على رؤوس الأشهاد»وقال محمد بن عمر الفاخري التميمي -أحد مؤرخي الدولة السعودية الأولى والمعاصر لها- المتوفي سنة 1277هـ في وصف تلك الحقبة بقصيدته:
عام به الناس جالوا حسبما جالوا | ونال منا الأعادي فيها ما نالوا | |
قال الأخلاء أرّخه فقلت لهم أرخت | قالوا بماذا؟ قلت:غربال |
كما قال في قصيدته المشهورة في عمال الأتراك:
عمال بحذف اللام جاؤوا | يريدون الخراص من غير صاد | |
لبيت المال دون اللام سهم | وســـهم دون دال للزنـــــاد |
تنويه نقضوا الترك صلح الدرعية وقتلوا اهلها ودمروا الدرعية.