سر إخفاق أسلحة روسيا الإلكترونية في شل قدرات أوكرانيا كما كان متوقعاً.. دور أمريكي سري أم تعثر تقني؟

rdha

صقور الدفاع
إنضم
27 فبراير 2008
المشاركات
1,511
التفاعل
4,309 49 0
الدولة
Algeria

سر إخفاق أسلحة روسيا الإلكترونية في شل قدرات أوكرانيا كما كان متوقعاً.. دور أمريكي سري أم تعثر تقني؟​

عربي بوست

------krasukha----1170x600.jpg

نظام الحرب الإلكترونية الروسي المتنقل Krasukha/ ويكيبيديا
واحدة من مفاجآت الحرب الأوكرانية هو ضعف دور أسلحة الحرب الإلكترونية الروسية التي كان يتوقع كثير من الخبراء أنها سوف تشل اتصالات أوكرانيا وحتى أسلحتها.
إذا يفترض أن روسيا عملاق في هذا المجال حتى إنها متهمة من الغرب بتغيير نتيجة الانتخابات الأمريكية في عام 2016 عبر القرصنة الإلكترونية.
وقبل اندلاع الحرب الأوكرانية، كان أحد السيناريوهات المرجحة أن روسيا قد تشن شكلاً من أشكال الحرب الإلكترونية التي ستشل القدرات الأوكرانية مع عمليات عسكرية محدودة، وعزز هذا السيناريو تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن إجراء تقنية وعسكرية.
ولكن ما حدث أن روسيا شنت هجوماً عسكرياً واسع النطاق كان يستبعده الكثيرون، بينما لم تشن الحرب الإلكترونية التي توقعها أغلب الخبراء.

إليك دلائل إخفاقات الحرب الإلكترونية الروسية​

وتعتبر روسيا رائدة على مستوى العالم في قدرات وتكتيكات الحرب الإلكترونية المتقدمة التي لم تظهر حتى الآن قوتها في أوكرانيا؛ الأمر الذي ترك العديد من الخبراء في حيرة من أمرهم.
فأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية هائلة، وجيدة الصنع، وتضم التكنولوجيا الحديثة. ولعقود من الزمان كان يُعتقد أن أي حرب بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون بمثابة حرب ضروس، حسب وصف جيفري فيشر ضابط الحرب الإلكترونية الأمريكي الذي خاص سبع جولات قتالية في العراق وأفغانستان والبلقان في مقال بموقع the Defense Post العسكري.
على الرغم من نشر مجموعة كبيرة من أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، لا يزال الأوكرانيون يتمتعون بالقيادة والسيطرة الجيدتين على قواتهم في الميدان.
وسبق أن قال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي للصحفيين في نهاية مارس/آذار 2022: "لا يزال الأوكرانيون يتمتعون بالقيادة والسيطرة الجيدة على قواتهم في الميدان بطرق لا يمتلكها الروس في الواقع".
4-1.jpeg
طائرات بيرقدار في قاعدة عسكرية أوكرانية، أرشيفية/ الأناضول
ولم يكن هذا ما توقعه العديد من الخبراء، نظراً لتراكم قدرات الحرب الإلكترونية الروسية المتقدمة الموثقة جيداً واستخدامها موسكو المؤكد لها في غزوها عام 2014 لمنطقة دونباس بشرق أوكرانيا وبفاعلية.
"كنت أتوقع قبل الغزو الروسي أن الخدمات اللوجستية والقيادة والسيطرة الأوكرانية ستُعرقل، وأن الطائرات المسيرة الأوكرانية ستتعرض للاستهداف الروسي على نطاق واسع جداً، وأنهم سيكافحون لتنسيق الرد ضد القوات الروسية". هكذا قال كراني إيفانز، محلل أبحاث C4ISR في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية ومقره لندن لموقع Breaking Defense.
ولكن ضعف الحرب الإلكترونية الروسية خاصة من حيث كثافة الاستخدام خاصةً يظهر من خلال نجاح أوكرانيا في استخدام طائرات بيرقدار تي بي 2 المسيرة التركية الصنع وأنواع أخرى من الطائرات المسيرة القاتلة.
وقال سيرجي سوخانكين، زميل أقدم في مؤسسة جيمستاون، إن الطائرات المسيرة الأوكرانية "تمكنت من إخراج جزء على الأقل من إمدادات الوقود والقدرات الروسية المهمة الأخرى عن مسارها، ويبدو أن روسيا لم تكن قادرة على التعامل مع هذه الطائرات".

روسيا حشدت وحدات ضخمة للحرب الإلكترونية​

صممت أنظمة ووحدات الحرب الإلكترونية الروسية لمواجهة الولايات المتحدة وقوات دول الناتو، وليس الجيش الأوكراني فقط.
وحسب ما ورد، أمر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، دعم كتائب وألوية الحرب الإلكترونية الروسية المتخصصة في الصراع الأوكراني بدعم الوحدات القتالية الروسية عبر التشويش، وتحييد، وعرقلة اتصالات العدو وأنظمة تحديد المواقع لديه.
تشمل أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية التي تم نشرها في أوكرانيا نظام RB-341M "Leer-3" الذي تدعمه طائرات Orlan-10 المسيرة، ونظام القمع الإلكتروني RB-301B "Borisoglebsk-2" الأكثر تقدماً، وأنظمة RB-636 "Svet-KU" و RB-109A "Bylina" و Tirada-2.
وتهدف الطائرة RB-341M "Leer-3" بالاشتراك مع الطائرات المسيرة من طراز Orlan-10 إلى اعتراض إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية واتصالات 3G و 4G والرسائل النصية، بينما تهدف أنظمة RB-301B "Borisoglebsk-2" إلى حجب الاتصالات العسكرية الأوكرانية وقنوات الراديو المحمولة جواً ذات التردد العالي والتردد الفائق، أما دور نظام RB-636 "Svet-KU"، فيتمثل في تحديد موقع الإشارات اللاسلكية للعدو واعتراضها.
بينما يتم استخدام أنظمة RB-109A "Bylina" و Tirada-2 لتحطيم وإعاقة إرسال إشارات أقمار الاتصالات.
هناك أيضاً محطة تشويش R-934B "Sinitsa" الروسية ويفترض أنها قادرة على تعطيل، وإذا لزم الأمر، إتلاف أنظمة الاتصالات والتوجيه للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، بالإضافة إلى ذلك هناك محطات تشويش أوتوماتيكية من طرازي 1RL257 "Krasukha-C4" و R-330Zh "Zhitel" للاستطلاع والهجوم الإلكتروني (EA) والتي تهدف إلى التشويش على إشارات الرادار لمسافات طويلة للطائرات التابعة لسلاح الجو الأمريكي AWACS E-3 طائرات Sentry و AEW E-2 Hawkeye للتحذير والتحكم المحمولة جواً، والتي تحاول تحديد موقع المقاتلات الروسية أثناء الطيران وإبلاغ الأوكرانيين بها.

كيف حيَّد الأوكرانيون التفوق الروسي في مجال الحرب الإلكترونية؟​

أولاً اللامركزية​

أحد الأسباب المحتملة التي يقترحها الخبراء هو أن القوات الأوكرانية قد فرقت بعض هياكل قيادتها للحد من آثار الحرب الإلكترونية الروسية.
قال بريان كلارك، الزميل البارز في معهد هيدسون الأمريكي، إن أحد أسباب عدم تمكن الروس من استخدام النطاق الكامل لقدرات الحرب الإلكترونية هو أن الأوكرانيين يخوضون حرباً "غير نظامية" أكثر مما صُممت أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية لتحديه.
وأضاف أنهم متفرقون، ويعملون في وحدات أصغر بكثير ويستخدمون مجموعة من أجهزة الراديو المزودة من الغرب والتي لا يستطيع الروس بالضرورة اكتشافها بسهولة.
وقال الفريق المتقاعد بالجيش الأمريكي بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا لمجلة The National Interest الأمريكية: "تتضمن الحرب الإلكترونية التشويش على الإشارات الإلكترونية من أنظمة الرادار أو الترددات اللاسلكية أو الأسلحة الموجهة لتعمية أو تعطيل عمليات العدو".
وأضاف: "يمكن أن تساعد اللامركزية في هذه الأصول في ضمان الاتصال دون الاعتماد على بنية مركزية واحدة (C2) لأن البنية المركزية يمكن استهدافها بسهولة أكبر".
اقترح هودجز أن الروس قد لا يكون لديهم الخبرة لاستهداف ومهاجمة العمليات اللامركزية التي يبدو أن الأوكرانيين يستخدمونها، والتي سيكون من الصعب تحديد موقعها في حين أن بنية C2 المركزية ستبعث إشارة إلكترونية كبيرة ويمكن اكتشافها بسهولة أكبر لأجهزة استشعار الحرب الإلكترونية الروسية.
بينما أشار بريان كلارك، إلى أن الانبعاثات الصادرة عن القوات الأوكرانية التي تستخدم الهواتف المحمولة العادية وبالتالي اتصالاتها تأتي ضمن حزمة اتصالات مدنية أخرى، مما يجعل من الصعب على القوات الروسية العثور على الاتصالات العسكرية الأوكرانية في غابة انبعاثات الطيف الكهرومغناطيسي هذه.

والروس يخشون أن يشوشوا على اتصالاتهم الخاصة​

ورد أيضاً أن القوات الروسية تستخدم الهواتف المحمولة وحتى إنها سرقت بطاقات SIM من الأوكرانيين، مما يعني أن الروس ربما يعتمدون على البنية التحتية للاتصالات الأوكرانية المحلية.
وتشير التقارير الإعلامية أيضاً إلى أن القوات الروسية غالباً ما تعتمد على الاتصالات الخلوية، وفي بعض الحالات أكثر من اعتمادها على أجهزة الراديو العسكرية. السبب البسيط لذلك؟ "أنت تقاتل كما تتدرب."
من المحتمل جداً أن يكون الجنود الروس قد أصبحوا أكثر راحة في التحدث على هذه الأجهزة التي توفر وضوحاً أكبر من أنظمة الاتصالات ذات التصميم العسكري المرهقة، والصاخبة والصعبة لوجستياً.
إذا كانت هذه التقارير دقيقة حول الهواتف المحمولة الروسية والاتصالات اللاسلكية الصينية المفتوحة، فستكون بمثابة منجم ذهب لجمع المعلومات الاستخبارية من قبل أوكرانيا، وهو جزء آخر من معركة الحرب الإلكترونية الكبرى التي تسمى "المراقبة الإلكترونية".
ولكن استخدام الروس للهواتف المحمولة يقدم تفسيراً آخر محتملاً لضعف الحرب الإلكترونية الروسية في أوكرانيا، وهو أن الروس لا يستخدمون أجهزة التشويش لعدم تعطيل اتصالاتهم الخاصة في ساحة المعركة، لأنه في حال لو كان التشويش فعالاً في منع اتصالات الأوكرانيين، فإنه يمكن أن يتداخل أيضاً مع الاتصالات الروسية إذا لم يتم القيام به بشكل صحيح؛ مما يشير إلى أن القوات الروسية تفتقر إلى التكتيكات المناسبة للحرب الإلكترونية.
فالتشويش سيؤثر على الجانبين، لكن من هو الجانب الذي يتألم أكثر؟ القوة الهجومية التي تحاول التحرك والهجوم، ورغم أن القوات الدفاعية والموجودة مسبقاً ليست محصنة ضد التشويش، لكن التأثير عليها سيكون أقل ضرراً لجهودهم، وفي هذه الحالة الجيش الروسي كقوة هجومية قد يتأثر أكثر بالتشويش من المدافعين الأوكرانيين.
----avtobaza-m---1024x663.png
روسيا نظام المراقبة اللاسلكية الروسية Avtobaza-M/ ويكيبيديا
وقد لوحظ ظاهرة تشويش الروس على أنفسهم ليس فقط في شبكات الاتصالات الأرضية، ولكن أيضاً في حالة إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية حيث تعرضت القوات المسلحة الروسية لـ"قتل الإخوة الإلكتروني" بسبب عمليات التشويش التي تقوم بها.
ولاحظ الميجور جنرال ب.كريمينيتسكي، الملحق الدفاعي بالسفارة الأوكرانية في الولايات المتحدة، مشكلة إمكانية التشغيل البيني لدى القوات المسلحة الروسية التي من شأنها التشويش على الترددات الأوكرانية، حيث تبين أنه سينتهي بها الأمر بتشويش الأنظمة الروسية باستخدام نفس الترددات، على سبيل المثال، الطائرات الروسية المسيرة تستخدم إشارات الأقمار الصناعية التي يرسلها نظام غلوناس الروسي، ويستخدم ترددات قريبة من التي يستخدمها الأوكرانيون، ولذا إذا استهدفت القوات الروسية عمليات إرسال UHF الأوكرانية، فقد ينتهي بهم الأمر في بعض الأحيان إلى التشويش على الطائرات المسيرة الخاصة.

الأوكرانيون يستخدمون أساليب عتيقة منيعة على التشويش​

هناك أيضاً تقارير عن استخدام الأوكرانيين للهاتف الميداني ذي الأسلاك الصلبة من الحقبة السوفييتية TA-57 كنسخة احتياطية لأسوأ السيناريوهات وهو هاتف أرضي بحجم صندوق الأحذية.
تم إدخال TA-57 في الجيش السوفييتي في عام 1957، وهو مُرهق وعفا عليه الزمن ولكنه أيضاً منيع إلى حد كبير على أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية الحديثة، لذلك تظل هذه القطعة التي تعود للحقبة السوفييتية في الخدمة النشطة داخل القوات المسلحة الأوكرانية.
وقال هودجز إنه من المرجح أن الأوكرانيين يستخدمون أجهزة راديو فقط، بدون معدات شبكات وأجهزة استشعار من الجيل التالي. ومن المحتمل أيضاً أن الأوكرانيين يستخدمون استراتيجيات قد تتجنب بشكل فعال جهود الحرب الإلكترونية الروسية.
وقال أندري ميخيتشينكو، الملازم الأول في الخدمة الفعلية في الجيش الأوكراني قبل الغزو الروسي: "لم تتوقف القوات المسلحة لأوكرانيا عن استخدام وسائل الاتصال التقليدية والبدائية".
كما يجب ملاحظة أن أوكرانيا متقدمة نسبياً في مجال البرمجيات حتى لو تكن في نفس مستوى روسيا.
وقال صامويل بينديت، الزميل الأول المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNA): "إن النقص الواضح في أنظمة الخطوط الأمامية للحرب الإلكترونية الروسية أمر محير لأولئك الذين تعقبوا تكتيكات ومفاهيم الحرب الإلكترونية الروسية".

المشكلات اللوجستية والعسكرية أثرت على نشاط الروس الإلكتروني​

أيضاً منذ بداية الحرب الأوكرانية، كانت هناك تقارير عديدة عن توقف القوافل العسكرية الروسية بسبب نقص الوقود ومسائل لوجستية أخرى، وبالتالي ألقى الخبراء باللوم أيضاً على الإخفاقات اللوجستية في عرقة استخدام النطاق الكامل لقدرات الحرب الإلكترونية الروسية.
على سبيل المثال، قال لوري بوكهوت، وهو كولونيل متقاعد بالجيش الأمريكي متخصص في الحرب الإلكترونية، لموقع Breaking Defense إن نظام الحرب الإلكترونية الروسية المحمولة جواً، مثل طائرة هليكوبتر بحمولة حرب إلكترونية (EW)، يكون ذا قيمة فقط إذا كان هناك هجوم أرضي فعال، ولكن إذا تعثرت المدرعات في مستنقعات أو الوحول أو أن الجنود استسلموا أو تخلوا عن مركباتهم لأن وقودهم نفد فلا جدوى من وضع طائرة هليكوبتر للدعم الإلكتروني.
تظهر مفارقة الحرب الإلكترونية الروسية وأزمتها مع اللوجستيات والمشكلات العسكرية على الأرض في نشر صور لأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية الحديثة وهي تجر بواسطة الجرارات الزراعية الأوكرانية بعد أن وقعت على ما يبدو في أسر الأوكرانيين.

أخطاء في التدريب​

يرجح جيفري فيشر ضابط الحرب الإلكترونية الأمريكي في مقاله بموقع the Defense Post أن تدريبات الحرب الإلكترونية الروسية تمت في ظل غياب وجود قوى معادية حقيقية، وبالتالي لم يكن هناك تدريب حقيقي للقوات الروسية لتعلم كيفية "القتال من خلال" التشويش.
يقول فيشر: "معظمنا افترض أن روسيا دربت قواتها على أنظمة الحرب الإلكترونية على غرار الولايات المتحدة. ومن الواضح أن الأمر ليس كذلك".
وقال هودجز: "لدى الروس نظام مركزي للغاية". "إنهم ليسوا على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في إجراء عمليات مشتركة واسعة النطاق. لقد كان ذلك واضحاً، نظراً لعدم قدرتهم على المزامنة بشكل صحيح".

أزمة المركزية في العقيدة العسكرية الروسية​

تعني عقيدة "التنفيذ المركزي" المعروفة منذ زمن طويل لدى الجيش الروسي، أنه لا أحد في ساحة المعركة يمكنه فعل أي شيء حتى يعطي القائد العام الضوء الأخضر.
ولكن نظراً للتطورات التكنولوجية الحديثة، لا يمكن إدارة التعقيد الهائل للعمليات المشتركة اليوم بواسطة شخص واحد. لذلك، دعا الغرب من الناحية العقائدية إلى "التنفيذ اللامركزي" ودرب قواته على تنفيذ هذا النهج، مما سمح للضباط الشباب وضباط الصف بحرية اتخاذ قرارات محلية بشأن كيفية تحقيق الأوامر الصادرة عن القيادة.
كما يخلق نهج التنفيذ المركزي في روسيا مشكلة خطيرة هي ضرورة أن يكون القادة قريبين من ميادين القتال؛ الأمر الذي يعرضهم لمخاطر متزايدة، وهذا هو السبب على الأرجح في أن روسيا فقدت أكثر من حفنة من الجنرالات في الشهر الأول من القتال.
وتتطلب العقيدة الروسية من القادة إصدار أوامر وتوجيهات باستمرار على مستوى التسلسل القيادي وإلا لن تتحرك قواتهم.
ويعلق جيفري فيشر على هذه العقيدة قائلاً: "لقد قلت مراراً إن جندياً روسياً مدرباً جيداً سيسمح للعدو بالصعود إلى خندقه دون أن يقاتله إذا لم يكن هناك أمر بالاشتباك. السبب هو أن الجندي لديه خوف أكبر من القيادة العسكرية الروسية أكثر من خوفه من العدو".

ولكن يظل تحديد مدى نجاح أو إخفاق الحرب الإلكترونية أمراً صعباً​

من المهم أيضاً تذكر أنه ليس من الممكن تحديد مدى استخدام وفعالية قدرات الحرب الإلكترونية الروسية على وجه اليقين وسط ضباب الحرب المستمرة، حيث يعد الطيف الكهرومغناطيسي مجالاً غير مرئي.
في كثير من الحالات، يصعب تقييم نجاح أنظمة أسلحة الحرب الإلكترونية، فلا يوجد انفجار جراء هذه الحرب، وما لم تكن أجهزة الاستخبارات الصديقة تنقل إحباط العدو من التشويش، فإن المشغلين غالباً ما "يؤمنون" بأن تكتيكاتهم تعمل، حسب جيفري فيشر.
وقال كراني إيفانز إنه لمجرد عدم ملاحظة الحرب الإلكترونية الروسية لا يعني ذلك أنها لا تحدث.
وأردف قائلاً: "لذلك أنا متحفظ للغاية للقول بعدم نجاح الحرب الإلكترونية الروسية لمجرد أنها لم تتم ملاحظتها".
وأضاف: "سيكون الأوكرانيون آخر من يعترف بأن لديهم مشاكل في التواصل".
ومع ذلك، قال الخبراء إن روسيا ستزيد على الأرجح من استخدامها للحرب الإلكترونية مع تقدم الحرب. وقال كلارك إن الجيش الروسي "يتكيف ويتعلم" التعامل مع أجهزة الراديو الجديدة التي تستخدمها القوات الأوكرانية وكيف يمكن تشويشها.
"لذا أعتقد أن ما سنراه هو زيادة مطردة في استخدام القوات الروسية للحرب الإلكترونية؛ لأنني أعتقد في وقت مبكر أن الروس كانوا متحفظين على استخدام الكثير من أنظمة الحرب الإلكترونية القائمة على الطائرات المسيرة لأن الأوكرانيين كان لديهم مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي وخاصة صواريخ ستينغر الأمريكية الصنع".

هل يساعد الأمريكيون أوكرانيا سراً؟​

ما يتم تجاهله من قبل المحللين الغربيين أيضاً احتمال مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية للأوكرانيين في مجال الحرب الإلكترونية سواء بالتدريب أو تزويدهم بالمعدات أو المعلومات أو حتى التشويش.
مؤخراً، كشفت صحيفة the Times البريطانية أن واحدة من أكثر طائرات البحرية الأمريكية تقدماً في مجال رصد السفن والغواصات حلَّقت سراً قرب الطراد الروسي موسكفا قبيل الإعلان عن غرقه وأنها أخفت موقعها خلال التوقيت المشتبه أنه غرق فيه.
إذ حلقت الطائرة الأمريكية وهي من طراز بوينغ P8 Poseidon على بعد نحو 100 ميل من طراد الصواريخ موسكفا في 13 أبريل/نيسان 2022، أي اليوم الذي تعرض فيه الطراد الروسي للهجوم، وقد جاءت هذه الطائرة من قاعدة أمريكية في جزيرة صقلية الإيطالية إلى البحر الأسود ثم عادت للقاعدة.
ويعتقد أن البحرية الأمريكية استخدمت هذه الطائرة لتوفير بيانات استهداف دقيقة للقوات الأوكرانية لإغراق السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود، حسبما ورد في تقرير صحيفة the Times.
ولا يمكن استبعاد فرضية أن الطائرة شوشت على أجهزة الرصد في الطراد، مما سمح للصاروخين اللذين أطلقتهما القوات الأوكرانية باختراق أنظمة الطراد الدفاعية الثلاثية الطبقات.

إيلون ماسك ينقذ أوكرانيا​

ووجه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركة "سبيس إكس" الفضائية التي تطلق أقمار "ستار لينك" التابع للشركة والتي توفر خدمة الإنترنت، الآلاف من الأطباق التي تستقبل هذه الخدمة إلى أوكرانيا، بعد طلب مسؤول كبير فيها المساعدة منه.
وذكر موقع "ديفينس نيوز" الإخباري الأمريكي أن روسيا بذلت في مارس/آذار الماضي جهوداً كبيرة للتشويش على قمر خدمة النطاق العريض للاتصالات "ستار لينك"، الذي أبقى أوكرانيا على اتصال بالإنترنت.
ماسك
الملياردير الأمريكي إيلون ماسك/رويترز
ولكن شركة "سبيس إكس" أبدت قدرات مذهلة على صد الهجوم، كما يقول "البنتاغون ".
وقال ديف تريمبر، مدير الحرب الإلكترونية في مكتب وزير الدفاع الأمريكي: "بعد تقارير عن جهود روسية للتشويش على القمر الاصطناعي المملوك لماسك، جرى تعليق تراميز الخط، التي تشفِّر البيانات في قمر ستارلينك، ولكن جرى إصلاحه بعد ذلك".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "فجأة لم يعُد الهجوم الروسي فعّالاً، من منظور الحرب الإلكترونية هذا رائع. كيف فعلوا ذلك (شركة إيلون ماسك)؟
وأكد خبراء وزارة الدفاع الأمريكية أن البنتاغون يمكن أن يتعلم الكثير من تعامل القطاع الخاص الأمريكي مع الهجمات الروسية.


 
عنوان الرابط عفوا :

 

سر إخفاق أسلحة روسيا الإلكترونية في شل قدرات أوكرانيا كما كان متوقعاً.. دور أمريكي سري أم تعثر تقني؟​

عربي بوست

------krasukha----1170x600.jpg

نظام الحرب الإلكترونية الروسي المتنقل Krasukha/ ويكيبيديا
واحدة من مفاجآت الحرب الأوكرانية هو ضعف دور أسلحة الحرب الإلكترونية الروسية التي كان يتوقع كثير من الخبراء أنها سوف تشل اتصالات أوكرانيا وحتى أسلحتها.
إذا يفترض أن روسيا عملاق في هذا المجال حتى إنها متهمة من الغرب بتغيير نتيجة الانتخابات الأمريكية في عام 2016 عبر القرصنة الإلكترونية.
وقبل اندلاع الحرب الأوكرانية، كان أحد السيناريوهات المرجحة أن روسيا قد تشن شكلاً من أشكال الحرب الإلكترونية التي ستشل القدرات الأوكرانية مع عمليات عسكرية محدودة، وعزز هذا السيناريو تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن إجراء تقنية وعسكرية.
ولكن ما حدث أن روسيا شنت هجوماً عسكرياً واسع النطاق كان يستبعده الكثيرون، بينما لم تشن الحرب الإلكترونية التي توقعها أغلب الخبراء.

إليك دلائل إخفاقات الحرب الإلكترونية الروسية​

وتعتبر روسيا رائدة على مستوى العالم في قدرات وتكتيكات الحرب الإلكترونية المتقدمة التي لم تظهر حتى الآن قوتها في أوكرانيا؛ الأمر الذي ترك العديد من الخبراء في حيرة من أمرهم.
فأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية هائلة، وجيدة الصنع، وتضم التكنولوجيا الحديثة. ولعقود من الزمان كان يُعتقد أن أي حرب بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون بمثابة حرب ضروس، حسب وصف جيفري فيشر ضابط الحرب الإلكترونية الأمريكي الذي خاص سبع جولات قتالية في العراق وأفغانستان والبلقان في مقال بموقع the Defense Post العسكري.
على الرغم من نشر مجموعة كبيرة من أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، لا يزال الأوكرانيون يتمتعون بالقيادة والسيطرة الجيدتين على قواتهم في الميدان.
وسبق أن قال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي للصحفيين في نهاية مارس/آذار 2022: "لا يزال الأوكرانيون يتمتعون بالقيادة والسيطرة الجيدة على قواتهم في الميدان بطرق لا يمتلكها الروس في الواقع".
4-1.jpeg
طائرات بيرقدار في قاعدة عسكرية أوكرانية، أرشيفية/ الأناضول
ولم يكن هذا ما توقعه العديد من الخبراء، نظراً لتراكم قدرات الحرب الإلكترونية الروسية المتقدمة الموثقة جيداً واستخدامها موسكو المؤكد لها في غزوها عام 2014 لمنطقة دونباس بشرق أوكرانيا وبفاعلية.
"كنت أتوقع قبل الغزو الروسي أن الخدمات اللوجستية والقيادة والسيطرة الأوكرانية ستُعرقل، وأن الطائرات المسيرة الأوكرانية ستتعرض للاستهداف الروسي على نطاق واسع جداً، وأنهم سيكافحون لتنسيق الرد ضد القوات الروسية". هكذا قال كراني إيفانز، محلل أبحاث C4ISR في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية ومقره لندن لموقع Breaking Defense.
ولكن ضعف الحرب الإلكترونية الروسية خاصة من حيث كثافة الاستخدام خاصةً يظهر من خلال نجاح أوكرانيا في استخدام طائرات بيرقدار تي بي 2 المسيرة التركية الصنع وأنواع أخرى من الطائرات المسيرة القاتلة.
وقال سيرجي سوخانكين، زميل أقدم في مؤسسة جيمستاون، إن الطائرات المسيرة الأوكرانية "تمكنت من إخراج جزء على الأقل من إمدادات الوقود والقدرات الروسية المهمة الأخرى عن مسارها، ويبدو أن روسيا لم تكن قادرة على التعامل مع هذه الطائرات".

روسيا حشدت وحدات ضخمة للحرب الإلكترونية​

صممت أنظمة ووحدات الحرب الإلكترونية الروسية لمواجهة الولايات المتحدة وقوات دول الناتو، وليس الجيش الأوكراني فقط.
وحسب ما ورد، أمر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، دعم كتائب وألوية الحرب الإلكترونية الروسية المتخصصة في الصراع الأوكراني بدعم الوحدات القتالية الروسية عبر التشويش، وتحييد، وعرقلة اتصالات العدو وأنظمة تحديد المواقع لديه.
تشمل أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية التي تم نشرها في أوكرانيا نظام RB-341M "Leer-3" الذي تدعمه طائرات Orlan-10 المسيرة، ونظام القمع الإلكتروني RB-301B "Borisoglebsk-2" الأكثر تقدماً، وأنظمة RB-636 "Svet-KU" و RB-109A "Bylina" و Tirada-2.
وتهدف الطائرة RB-341M "Leer-3" بالاشتراك مع الطائرات المسيرة من طراز Orlan-10 إلى اعتراض إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية واتصالات 3G و 4G والرسائل النصية، بينما تهدف أنظمة RB-301B "Borisoglebsk-2" إلى حجب الاتصالات العسكرية الأوكرانية وقنوات الراديو المحمولة جواً ذات التردد العالي والتردد الفائق، أما دور نظام RB-636 "Svet-KU"، فيتمثل في تحديد موقع الإشارات اللاسلكية للعدو واعتراضها.
بينما يتم استخدام أنظمة RB-109A "Bylina" و Tirada-2 لتحطيم وإعاقة إرسال إشارات أقمار الاتصالات.
هناك أيضاً محطة تشويش R-934B "Sinitsa" الروسية ويفترض أنها قادرة على تعطيل، وإذا لزم الأمر، إتلاف أنظمة الاتصالات والتوجيه للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، بالإضافة إلى ذلك هناك محطات تشويش أوتوماتيكية من طرازي 1RL257 "Krasukha-C4" و R-330Zh "Zhitel" للاستطلاع والهجوم الإلكتروني (EA) والتي تهدف إلى التشويش على إشارات الرادار لمسافات طويلة للطائرات التابعة لسلاح الجو الأمريكي AWACS E-3 طائرات Sentry و AEW E-2 Hawkeye للتحذير والتحكم المحمولة جواً، والتي تحاول تحديد موقع المقاتلات الروسية أثناء الطيران وإبلاغ الأوكرانيين بها.

كيف حيَّد الأوكرانيون التفوق الروسي في مجال الحرب الإلكترونية؟​

أولاً اللامركزية​

أحد الأسباب المحتملة التي يقترحها الخبراء هو أن القوات الأوكرانية قد فرقت بعض هياكل قيادتها للحد من آثار الحرب الإلكترونية الروسية.
قال بريان كلارك، الزميل البارز في معهد هيدسون الأمريكي، إن أحد أسباب عدم تمكن الروس من استخدام النطاق الكامل لقدرات الحرب الإلكترونية هو أن الأوكرانيين يخوضون حرباً "غير نظامية" أكثر مما صُممت أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية لتحديه.
وأضاف أنهم متفرقون، ويعملون في وحدات أصغر بكثير ويستخدمون مجموعة من أجهزة الراديو المزودة من الغرب والتي لا يستطيع الروس بالضرورة اكتشافها بسهولة.
وقال الفريق المتقاعد بالجيش الأمريكي بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا لمجلة The National Interest الأمريكية: "تتضمن الحرب الإلكترونية التشويش على الإشارات الإلكترونية من أنظمة الرادار أو الترددات اللاسلكية أو الأسلحة الموجهة لتعمية أو تعطيل عمليات العدو".
وأضاف: "يمكن أن تساعد اللامركزية في هذه الأصول في ضمان الاتصال دون الاعتماد على بنية مركزية واحدة (C2) لأن البنية المركزية يمكن استهدافها بسهولة أكبر".
اقترح هودجز أن الروس قد لا يكون لديهم الخبرة لاستهداف ومهاجمة العمليات اللامركزية التي يبدو أن الأوكرانيين يستخدمونها، والتي سيكون من الصعب تحديد موقعها في حين أن بنية C2 المركزية ستبعث إشارة إلكترونية كبيرة ويمكن اكتشافها بسهولة أكبر لأجهزة استشعار الحرب الإلكترونية الروسية.
بينما أشار بريان كلارك، إلى أن الانبعاثات الصادرة عن القوات الأوكرانية التي تستخدم الهواتف المحمولة العادية وبالتالي اتصالاتها تأتي ضمن حزمة اتصالات مدنية أخرى، مما يجعل من الصعب على القوات الروسية العثور على الاتصالات العسكرية الأوكرانية في غابة انبعاثات الطيف الكهرومغناطيسي هذه.

والروس يخشون أن يشوشوا على اتصالاتهم الخاصة​

ورد أيضاً أن القوات الروسية تستخدم الهواتف المحمولة وحتى إنها سرقت بطاقات SIM من الأوكرانيين، مما يعني أن الروس ربما يعتمدون على البنية التحتية للاتصالات الأوكرانية المحلية.
وتشير التقارير الإعلامية أيضاً إلى أن القوات الروسية غالباً ما تعتمد على الاتصالات الخلوية، وفي بعض الحالات أكثر من اعتمادها على أجهزة الراديو العسكرية. السبب البسيط لذلك؟ "أنت تقاتل كما تتدرب."
من المحتمل جداً أن يكون الجنود الروس قد أصبحوا أكثر راحة في التحدث على هذه الأجهزة التي توفر وضوحاً أكبر من أنظمة الاتصالات ذات التصميم العسكري المرهقة، والصاخبة والصعبة لوجستياً.
إذا كانت هذه التقارير دقيقة حول الهواتف المحمولة الروسية والاتصالات اللاسلكية الصينية المفتوحة، فستكون بمثابة منجم ذهب لجمع المعلومات الاستخبارية من قبل أوكرانيا، وهو جزء آخر من معركة الحرب الإلكترونية الكبرى التي تسمى "المراقبة الإلكترونية".
ولكن استخدام الروس للهواتف المحمولة يقدم تفسيراً آخر محتملاً لضعف الحرب الإلكترونية الروسية في أوكرانيا، وهو أن الروس لا يستخدمون أجهزة التشويش لعدم تعطيل اتصالاتهم الخاصة في ساحة المعركة، لأنه في حال لو كان التشويش فعالاً في منع اتصالات الأوكرانيين، فإنه يمكن أن يتداخل أيضاً مع الاتصالات الروسية إذا لم يتم القيام به بشكل صحيح؛ مما يشير إلى أن القوات الروسية تفتقر إلى التكتيكات المناسبة للحرب الإلكترونية.
فالتشويش سيؤثر على الجانبين، لكن من هو الجانب الذي يتألم أكثر؟ القوة الهجومية التي تحاول التحرك والهجوم، ورغم أن القوات الدفاعية والموجودة مسبقاً ليست محصنة ضد التشويش، لكن التأثير عليها سيكون أقل ضرراً لجهودهم، وفي هذه الحالة الجيش الروسي كقوة هجومية قد يتأثر أكثر بالتشويش من المدافعين الأوكرانيين.
----avtobaza-m---1024x663.png
روسيا نظام المراقبة اللاسلكية الروسية Avtobaza-M/ ويكيبيديا
وقد لوحظ ظاهرة تشويش الروس على أنفسهم ليس فقط في شبكات الاتصالات الأرضية، ولكن أيضاً في حالة إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية حيث تعرضت القوات المسلحة الروسية لـ"قتل الإخوة الإلكتروني" بسبب عمليات التشويش التي تقوم بها.
ولاحظ الميجور جنرال ب.كريمينيتسكي، الملحق الدفاعي بالسفارة الأوكرانية في الولايات المتحدة، مشكلة إمكانية التشغيل البيني لدى القوات المسلحة الروسية التي من شأنها التشويش على الترددات الأوكرانية، حيث تبين أنه سينتهي بها الأمر بتشويش الأنظمة الروسية باستخدام نفس الترددات، على سبيل المثال، الطائرات الروسية المسيرة تستخدم إشارات الأقمار الصناعية التي يرسلها نظام غلوناس الروسي، ويستخدم ترددات قريبة من التي يستخدمها الأوكرانيون، ولذا إذا استهدفت القوات الروسية عمليات إرسال UHF الأوكرانية، فقد ينتهي بهم الأمر في بعض الأحيان إلى التشويش على الطائرات المسيرة الخاصة.

الأوكرانيون يستخدمون أساليب عتيقة منيعة على التشويش​

هناك أيضاً تقارير عن استخدام الأوكرانيين للهاتف الميداني ذي الأسلاك الصلبة من الحقبة السوفييتية TA-57 كنسخة احتياطية لأسوأ السيناريوهات وهو هاتف أرضي بحجم صندوق الأحذية.
تم إدخال TA-57 في الجيش السوفييتي في عام 1957، وهو مُرهق وعفا عليه الزمن ولكنه أيضاً منيع إلى حد كبير على أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية الحديثة، لذلك تظل هذه القطعة التي تعود للحقبة السوفييتية في الخدمة النشطة داخل القوات المسلحة الأوكرانية.
وقال هودجز إنه من المرجح أن الأوكرانيين يستخدمون أجهزة راديو فقط، بدون معدات شبكات وأجهزة استشعار من الجيل التالي. ومن المحتمل أيضاً أن الأوكرانيين يستخدمون استراتيجيات قد تتجنب بشكل فعال جهود الحرب الإلكترونية الروسية.
وقال أندري ميخيتشينكو، الملازم الأول في الخدمة الفعلية في الجيش الأوكراني قبل الغزو الروسي: "لم تتوقف القوات المسلحة لأوكرانيا عن استخدام وسائل الاتصال التقليدية والبدائية".
كما يجب ملاحظة أن أوكرانيا متقدمة نسبياً في مجال البرمجيات حتى لو تكن في نفس مستوى روسيا.
وقال صامويل بينديت، الزميل الأول المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNA): "إن النقص الواضح في أنظمة الخطوط الأمامية للحرب الإلكترونية الروسية أمر محير لأولئك الذين تعقبوا تكتيكات ومفاهيم الحرب الإلكترونية الروسية".

المشكلات اللوجستية والعسكرية أثرت على نشاط الروس الإلكتروني​

أيضاً منذ بداية الحرب الأوكرانية، كانت هناك تقارير عديدة عن توقف القوافل العسكرية الروسية بسبب نقص الوقود ومسائل لوجستية أخرى، وبالتالي ألقى الخبراء باللوم أيضاً على الإخفاقات اللوجستية في عرقة استخدام النطاق الكامل لقدرات الحرب الإلكترونية الروسية.
على سبيل المثال، قال لوري بوكهوت، وهو كولونيل متقاعد بالجيش الأمريكي متخصص في الحرب الإلكترونية، لموقع Breaking Defense إن نظام الحرب الإلكترونية الروسية المحمولة جواً، مثل طائرة هليكوبتر بحمولة حرب إلكترونية (EW)، يكون ذا قيمة فقط إذا كان هناك هجوم أرضي فعال، ولكن إذا تعثرت المدرعات في مستنقعات أو الوحول أو أن الجنود استسلموا أو تخلوا عن مركباتهم لأن وقودهم نفد فلا جدوى من وضع طائرة هليكوبتر للدعم الإلكتروني.
تظهر مفارقة الحرب الإلكترونية الروسية وأزمتها مع اللوجستيات والمشكلات العسكرية على الأرض في نشر صور لأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية الحديثة وهي تجر بواسطة الجرارات الزراعية الأوكرانية بعد أن وقعت على ما يبدو في أسر الأوكرانيين.

أخطاء في التدريب​

يرجح جيفري فيشر ضابط الحرب الإلكترونية الأمريكي في مقاله بموقع the Defense Post أن تدريبات الحرب الإلكترونية الروسية تمت في ظل غياب وجود قوى معادية حقيقية، وبالتالي لم يكن هناك تدريب حقيقي للقوات الروسية لتعلم كيفية "القتال من خلال" التشويش.
يقول فيشر: "معظمنا افترض أن روسيا دربت قواتها على أنظمة الحرب الإلكترونية على غرار الولايات المتحدة. ومن الواضح أن الأمر ليس كذلك".
وقال هودجز: "لدى الروس نظام مركزي للغاية". "إنهم ليسوا على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في إجراء عمليات مشتركة واسعة النطاق. لقد كان ذلك واضحاً، نظراً لعدم قدرتهم على المزامنة بشكل صحيح".

أزمة المركزية في العقيدة العسكرية الروسية​

تعني عقيدة "التنفيذ المركزي" المعروفة منذ زمن طويل لدى الجيش الروسي، أنه لا أحد في ساحة المعركة يمكنه فعل أي شيء حتى يعطي القائد العام الضوء الأخضر.
ولكن نظراً للتطورات التكنولوجية الحديثة، لا يمكن إدارة التعقيد الهائل للعمليات المشتركة اليوم بواسطة شخص واحد. لذلك، دعا الغرب من الناحية العقائدية إلى "التنفيذ اللامركزي" ودرب قواته على تنفيذ هذا النهج، مما سمح للضباط الشباب وضباط الصف بحرية اتخاذ قرارات محلية بشأن كيفية تحقيق الأوامر الصادرة عن القيادة.
كما يخلق نهج التنفيذ المركزي في روسيا مشكلة خطيرة هي ضرورة أن يكون القادة قريبين من ميادين القتال؛ الأمر الذي يعرضهم لمخاطر متزايدة، وهذا هو السبب على الأرجح في أن روسيا فقدت أكثر من حفنة من الجنرالات في الشهر الأول من القتال.
وتتطلب العقيدة الروسية من القادة إصدار أوامر وتوجيهات باستمرار على مستوى التسلسل القيادي وإلا لن تتحرك قواتهم.
ويعلق جيفري فيشر على هذه العقيدة قائلاً: "لقد قلت مراراً إن جندياً روسياً مدرباً جيداً سيسمح للعدو بالصعود إلى خندقه دون أن يقاتله إذا لم يكن هناك أمر بالاشتباك. السبب هو أن الجندي لديه خوف أكبر من القيادة العسكرية الروسية أكثر من خوفه من العدو".

ولكن يظل تحديد مدى نجاح أو إخفاق الحرب الإلكترونية أمراً صعباً​

من المهم أيضاً تذكر أنه ليس من الممكن تحديد مدى استخدام وفعالية قدرات الحرب الإلكترونية الروسية على وجه اليقين وسط ضباب الحرب المستمرة، حيث يعد الطيف الكهرومغناطيسي مجالاً غير مرئي.
في كثير من الحالات، يصعب تقييم نجاح أنظمة أسلحة الحرب الإلكترونية، فلا يوجد انفجار جراء هذه الحرب، وما لم تكن أجهزة الاستخبارات الصديقة تنقل إحباط العدو من التشويش، فإن المشغلين غالباً ما "يؤمنون" بأن تكتيكاتهم تعمل، حسب جيفري فيشر.
وقال كراني إيفانز إنه لمجرد عدم ملاحظة الحرب الإلكترونية الروسية لا يعني ذلك أنها لا تحدث.
وأردف قائلاً: "لذلك أنا متحفظ للغاية للقول بعدم نجاح الحرب الإلكترونية الروسية لمجرد أنها لم تتم ملاحظتها".
وأضاف: "سيكون الأوكرانيون آخر من يعترف بأن لديهم مشاكل في التواصل".
ومع ذلك، قال الخبراء إن روسيا ستزيد على الأرجح من استخدامها للحرب الإلكترونية مع تقدم الحرب. وقال كلارك إن الجيش الروسي "يتكيف ويتعلم" التعامل مع أجهزة الراديو الجديدة التي تستخدمها القوات الأوكرانية وكيف يمكن تشويشها.
"لذا أعتقد أن ما سنراه هو زيادة مطردة في استخدام القوات الروسية للحرب الإلكترونية؛ لأنني أعتقد في وقت مبكر أن الروس كانوا متحفظين على استخدام الكثير من أنظمة الحرب الإلكترونية القائمة على الطائرات المسيرة لأن الأوكرانيين كان لديهم مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي وخاصة صواريخ ستينغر الأمريكية الصنع".

هل يساعد الأمريكيون أوكرانيا سراً؟​

ما يتم تجاهله من قبل المحللين الغربيين أيضاً احتمال مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية للأوكرانيين في مجال الحرب الإلكترونية سواء بالتدريب أو تزويدهم بالمعدات أو المعلومات أو حتى التشويش.
مؤخراً، كشفت صحيفة the Times البريطانية أن واحدة من أكثر طائرات البحرية الأمريكية تقدماً في مجال رصد السفن والغواصات حلَّقت سراً قرب الطراد الروسي موسكفا قبيل الإعلان عن غرقه وأنها أخفت موقعها خلال التوقيت المشتبه أنه غرق فيه.
إذ حلقت الطائرة الأمريكية وهي من طراز بوينغ P8 Poseidon على بعد نحو 100 ميل من طراد الصواريخ موسكفا في 13 أبريل/نيسان 2022، أي اليوم الذي تعرض فيه الطراد الروسي للهجوم، وقد جاءت هذه الطائرة من قاعدة أمريكية في جزيرة صقلية الإيطالية إلى البحر الأسود ثم عادت للقاعدة.
ويعتقد أن البحرية الأمريكية استخدمت هذه الطائرة لتوفير بيانات استهداف دقيقة للقوات الأوكرانية لإغراق السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود، حسبما ورد في تقرير صحيفة the Times.
ولا يمكن استبعاد فرضية أن الطائرة شوشت على أجهزة الرصد في الطراد، مما سمح للصاروخين اللذين أطلقتهما القوات الأوكرانية باختراق أنظمة الطراد الدفاعية الثلاثية الطبقات.

إيلون ماسك ينقذ أوكرانيا​

ووجه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركة "سبيس إكس" الفضائية التي تطلق أقمار "ستار لينك" التابع للشركة والتي توفر خدمة الإنترنت، الآلاف من الأطباق التي تستقبل هذه الخدمة إلى أوكرانيا، بعد طلب مسؤول كبير فيها المساعدة منه.
وذكر موقع "ديفينس نيوز" الإخباري الأمريكي أن روسيا بذلت في مارس/آذار الماضي جهوداً كبيرة للتشويش على قمر خدمة النطاق العريض للاتصالات "ستار لينك"، الذي أبقى أوكرانيا على اتصال بالإنترنت.
ماسك
الملياردير الأمريكي إيلون ماسك/رويترز
ولكن شركة "سبيس إكس" أبدت قدرات مذهلة على صد الهجوم، كما يقول "البنتاغون ".
وقال ديف تريمبر، مدير الحرب الإلكترونية في مكتب وزير الدفاع الأمريكي: "بعد تقارير عن جهود روسية للتشويش على القمر الاصطناعي المملوك لماسك، جرى تعليق تراميز الخط، التي تشفِّر البيانات في قمر ستارلينك، ولكن جرى إصلاحه بعد ذلك".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "فجأة لم يعُد الهجوم الروسي فعّالاً، من منظور الحرب الإلكترونية هذا رائع. كيف فعلوا ذلك (شركة إيلون ماسك)؟
وأكد خبراء وزارة الدفاع الأمريكية أن البنتاغون يمكن أن يتعلم الكثير من تعامل القطاع الخاص الأمريكي مع الهجمات الروسية.


مقال جميل جدا وشكرا لك اخي الكريم
 
هراء ..

لم تنجح في سوريا عدة مرات
فكيف جير فشلها مع اوكرانبا فقط

الأنظمة الروسية قدراتها جدا محدوده
 
طلعت الكراسوخا مجرد مزهريه اخرى من المزهريات الروسية... بس للأمان عرباتها كبيره يقدرون يحملون غيها غسالات و ثلاجات اكثر
 
السر معلوم. اما تكون من المطبلين نسخه تصديرية.
يوه نسيت في اعذار. جديده روسيا لم تزج. في صناعاتها الحديثه. هذا اخر شيء سمعناه
اما الطرف الاخر. خرده يقول
 
ما الدليل أن روسيا استخدمت منظومة الكترونية متطورة ومتكاملة للحرب الالكترونية في أوكرانيا؟.
 
طلعت الكراسوخا مجرد مزهريه اخرى من المزهريات الروسية... بس للأمان عرباتها كبيره يقدرون يحملون غيها غسالات و ثلاجات اكثر
منظومة كارسوكا المستخدمة في أوكرانيا والتي دمرتها البيرقدار هي كارسوكا 3 المتقادمة وليست كارسوكا 4 المتقدمة.
 
منظومة كارسوكا المستخدمة في أوكرانيا والتي دمرتها البيرقدار هي كارسوكا 3 المتقادمة وليست كارسوكا 4 المتقدمة.
ولماذا تستخدمها روسيا مع علمها انها مجرد مزهرية و لديها النسخة الاحدث؟
 
كاراسوكا 2 رغم تقادمها حرفت قنابل JDAM الذكية الأمريكية الموجهة بالأقمار الصناعية عن أهدافها في حرب العراق 2003 باعتراف أميركي.
 
كارسوكا 4 تسببت بسقوط عدة درونات بيرقدار في هذه المرحلة بالعزل اللاسلكي والتعطيل الإلكتروني، لأنه تبين أن تحطمها نتيجة السقوط وليس بوسيلة تدميرية.
 
ما الدليل أن روسيا استخدمت منظومة الكترونية متطورة ومتكاملة للحرب الالكترونية في أوكرانيا؟.

اخى الفاضل, الاوكران بالفعل غنموا كارسوخا 4 بالقرب من كييف من حوالى شهر وتم شحنه لل"اصدقاء الغربيين" للمعاينه,
 
عودة
أعلى