أولا كل الخير للمغرب و سائر بلاد المسلمين، الرزق من عند الله فزيادة رزق أحدهم لن ينقص رزقك، بعض الأسئلة ، إذا كان خط بحري بهذا الطول سيكون الأمر نوعا معقد بالنسبة لمحطات الضخ فعندما يكون في البر الأمر سهل كل مقطع توجد به محطة ضخ لكن 7000 كلم في المحيط كيف سيتم الضخ؟ إذا كان موجه لدول غرب إفريقيا فما هو إستهلاكها هذه الدول فإذا كان المغرب الأكثر تطورا من كل هذه الدول يستهلك حوالي 1 مليار متر مكعب سنويا فكيف سيكون حال دول صغيرة مثل غامبيا وما شابه؟ حتى إسالة الغاز في المغرب فلماذا ستلجاء نيجيريا لنقل الغاز للمغرب وترفع تكلفته لتسيله ، يمكن إسالته في نيجيريا وبناء مصانع الإسالة هناك؟!!
هناك امور تقنية لا يمكن الإجابة عنها و هي رهينة لنتائج الدراسات الهندسية و التقنية التي تجرى حاليا و التي يتحدد كلفة المشروع و التكنلوجيا المستخدمة و هو ليس اول مشروع يستخدم تقنيات الضخ تحت الماء و هناك أمثلة عدة في شمال أوروبا خصيصا، المرور عبر البحر هو أأمن و أقل تكلفة بيئية و اجتماعية فلن يتطلب استخدام أراضي أو تحويل السكان من أماكن عيشهم و سيكون من الصعب استهدافه عن ريق الارهاب او غيره فالمليشيات لا تتوفر على غواصات،
النقطة الثانية حول الاستهلاك، الغاز يهدف إلى الرفع من انتاج الكهرباء بهته الدول المستفيدة و نسبة الكهربة بأغلب الدول الغرب افريقيا لا تتجاوز 5٪ كما ان استغلال الغاز في المغرب لانتاج الكهرباء لا يتجاوز 12٪ يعني الانبوب سيوفر الغاز في دول غرب أفريقيا لرفع نسبة المهربة من 12٪ الى 90٪ على مدى 20 سنة و هنا سيكون مشروع مشترك بين المكتب الوطني للكهرباء و المكتب النيجيري من أجل إنجاز محطات توليد الكهرباء بالغاز في هاه الدول( وهذا لوحده ورش جد مربح للشركات المغربية) و بالتالي سيرتفع استهلاك الغاز الى عشرات الملايير سنويا، المغرب مجبر على الرفع من استهلاك الغاز في انتاج الكهرباء لكي يحافظ على تنافسيته الصناعية و لكي يحترم معايير الكاربون التي تم اقرارها بالاتحاد الاوربي و بالتالي في أفق 35 /2030( تاريخ انتهاء انجاز المشروع) سيرتفع استهلاك الغاز بالمغرب الى اكثر من 12 مليار متر مكعب سنويا.
و بالتالي ان أضفنا الكميات التي سيتم تصديرها لأوروبا الى الكميات المستهلكة بغرب افريقيا فالكمية التي سيتم نقلها ستكون جد مهمة.
نقطة أخرى من حيث الكلفة فكلما كان قطر او حجم الانبوب كبير كلما انخفضت كلفة النقل المترية و بالتالي فبالنظر إلى سعة الانبوب فإن الcapex و ال opex سيكونان جد منخفظين و المشروع سيكون أكثر مردودية.
على عكس البترول الذي يتم ضخه من الارض نحو الاعلى و بالتالي يمكن التحكم بالكميات المستخرجة وكذلك طبيعته السائلة تمكن من تخزينها بسهولة، بينما الغاز لا يمكن التحكم في تدفقه و خصوصا الغاز الذي يتدفق من آبار البترول و هذا الغاز لا يمكن تخزينها بسبب طبيعته الغازية و بالتالي يجب تحويلها إلى سائل كي يتم تخزينه، كلفة النقل للغاز المسال تكون جد مرتفعة بالمقارنة مع كلفة تحويله إلى سائل و تصل الى 40٪ من الثمن و بالتالي فتقل الغاز عن طريق أنبوب الى المغرب ثم بعد ذلك تسييله من أجل تصديره لدول أخرى بحوض البحر الابيض المتوسط او شمال أوروبا أو حتى شرق آسيا مرورا بقناة السويس هو أقل تكلفة و لكن فقط في حالة وجود فائض كبير في تدفق الغاز فعوض حرقه يتم تصديره بأثمنة قريبة من كلفة الانتاج و النقل و غالبا هاه العمليات تتم عن القيام لدراسات مالية مسبقة و بعقود تصدير. طويلة الامد.
ميناء الناضور المتوسطي مخصص لهته الغاية (le transbordement des produits énergétiques) بطاقة ايتعابية تقدر بملايين الأطنان و بمصنع ضخم لتحويل الغاز و سيكون هناك تجهيزات مشابهة لما من ميناء الجرف الاصفر بأسفي، و ميناء الداخلة الأطلسي.
الصعوبة التي ستواجه هذا المشروع هو التمويل لكن بفضل الحرب الروسية الاكرانية و ارتفاع سعر المحروقات حاليا سيكون المشروع محط اهتمام الممثلين و البنوك لان مردوديته المالية سترتفع.