بطل الإسلام عز الدين قلج أرسلان بن مسعود
التعريف به ونشأته
هو عز الدين قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني.
نشأ عز الدين قلج أرسلان في دولة السلاجقة، وكان يعرف بين أقرانه بشدة ذكائه، وكان يحتل مكانة متميزة بين أمراء دولة السلاجقة، وقد رباه والده على حسن إدارة البلاد؛ فقد ولاه حاكمًا على البلاد المفتوحة في الجنوب الشرقي لآسيا الصغرى، وذلك ليعرف كيف يسوس البلاد حتى لا تضعف دولته، وتنهار إزاء التحديات التي تواجه دولته من الخارج أو الداخل، وكان والده حريصًا على أن يوليه حاكمًا على كل البلاد في حياته؛ ونظرًا لهذه التنشئة فقد عمل قلج أرسلان الثاني على النهضة ببلاده ثقافيًّا واقتصاديًّا لما يعلم أن في ذلك نهضة الأمم.
جهاده وأهم المعارك ودوره فيها
لم يذكر المؤرخون شيئًا عن حروب قلج أرسلان إلا أنهم قالوا أنه كان كثير الغزو في بلاد الروم، أما الدكتور محمد سهيل طقوش فأورد في كتابه -سلاجقة الروم في آسيا الصغرى- حروبًا لقلج أرسلان الثاني مع الروم معتمدًا على المصادر الأجنبية.
ورث قلج أرسلان الثاني الدولة عن أبيه وهي محاطة بالأخطار من الداخل والخارج، فقام بإجراء معاهدت للصلح بينه وبين ياغس سيان وشاهنشاه، ومع بلدوين ملك بيت المقدس، ومع الأرمن، وكانت هذه المعاهدات حتى لا يطعن من الخلف أثناء قتاله للبيزنطيين، إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح إلا مع الأرمن لكسب ود عز الدين قلج أرسلان، ورأى مانويل البيزنطي أن هذا التحالف موجه ضده، وتحققت مخاوفه من هذا الخطر، خاصة بعد توحد الجبهة الداخلية بين الدانشمنديون والسلاجقة الذين تناسوا الخلافات في هذه المرحلة، وتوحدوا لمواجهة الخطر البيزنطي، وكانت بدايات الحرب أن هاجم السلاجقة البيزنطيون وتمكنوا من فتح (سلوقية، ولارندة) الواقعتين في الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا الصغرى، وتوسع الدانشمنديون في الأقليم الشمالي الشرقي فاستولوا على مدينتي (يونة وبافرا) الواقعتين في إقليم البنطس.
كانت هذه أولى المعارك بين قلج أرسلان وبين مانويل البيزنطيني، طلب الأخير الصلح لأن مصلحته كانت تقتضي محاربة الأرمن، وفي ذات الوقت أراد بلدوين الثالث في بيت المقدسمن يسانده في حربه ضد نور الدين محمود فلم يكن أمامه إلا بني جلدته ومن على دينه مانويل فراسله ووافق مانويل واتجه إلى الشام، واستطاع نور الدين محمود أن يعقد معاهدة مع مانويل البيزنطي، وكان هذا الصلح رغم قوة نور الدين محمود حتى لا تقع بلاده تحت عدوين هما (بلدوين، ومانويل).
بعد هذا الصلح اتجه مانويل من أنطاكية إلى أرمينية الصغرى، ورغم سهولة السير في الطريق إلا أنه كان محفوفًا بالمخاطر لأنه يمر عبر الأراضي السلجوقية، ولعل سلوكه في هذا الطريق اعتمادًا على الصلح الذي عقده مع قلج أرسلان، أو اغتر بما حققه من نصر في أرمينية الصغرى، وفي بلاد الشام، وفي الطريق وعند اقتراب الجيش البيزنطي من مدينة قونية أصاب أهلها الرعب فقد ظنوا أنمانويل يريد حصارهم إلا أنه لم يتعرض لهم متابعًا سيره إلى فيلوميليوم، وعندما وصل إلى كوتاهية هاجمته جماعات من التركمان، وفتكت بمؤخرة جيشه، فوصل الجيش إلى القسطنطينة وهو منهك من جراء هذا التصرف، وجرحت هذه المضايقات كبرياء مانويل فعزم على قتال السلاجقة فجهز حملته عابرًا إلى آسيا الصغرى بعد ثلاثة أشهر من عودته وذلك في عام "554"، لينتقم من السلاجقة فتوجه أولاً إلى إقليم بيثينيا حيث تقيم القبائل التركمانية التي اعترضت طريق أثناء عودته من الشام، واجتاز بعد ذلك بحر سيستوس، واستولى على بعض المدن، وهاجم الفرق السلجوقية المسلحة في واديةنهر تمبريس، تحرك قلج أرسلان الثاني بسرعة حتى أصاب من الجيش البيزنطي وكان تحركه سريعًا حتى أن كشافة الجيش البيزنطي عجزت عن تحديد مكانه، لقد دافع السلاجقة عن بلادهم ووقفوا إزاء الخطر البيزنطي الذي هدد بلادهم، واضطر مانويل بالانسحاب قافلاً إلى عاصمته خاصة بعد دخول فصل الشتاء ومرض زوجته التي ما لبثت أن توفيت.
أراد قلج أرسلان إقامة معاهدة بينه وبين مانويل إلا أن الأخير رفض ذلك وبدأ في تجهيز جيش لمحاربة السلاجقة وفي نفس الوقت طمع ياغي سيان في السلاجقة فبدأ بمحاربته واجتاح ملطية ووجد مانويل الفرصة سانحة لغزو السلاجقة بعد اجتياح ياغي سيان، وأيضًا بدأ نور الدين محمود بمهاجمة السلاجقة، ونجح الأخير في السيطرة على (بهنسا، ورعبان، وكيسوم، ومرعش، وهاجم بعض المدن الأخرى.
أضحى قلج أرسلان مهددًا من ثلاث جبهات، وكان مدركًا أنه لا يستطيع المحاربة في الجبهات الثلاث، فعمل على الصلح مع ياغي سيان ونجح في ذلك، بعد تنازله للأخير عن البستان والمناطق المحيطة بها في جبال اللكام.
وتوصل أيضًا إلى صلح مع نور الدين محمود وبذلك استطاع توحيد الجبهة الداخلية، ليتمكن من جيش مانويل الذي جمع فيه المرتزقة وحشد جيشًا غايته القضاء على السلاجقة، تحرك مانويل على رأس جيش ضخم فاجتاح وادي المياندر، وتحرك يوجنا كونتوستيفانوس، في الوقت نفسه، من قليلقية باتجاه الأناضول فاجتاز الدروب القليلقية، مما جعل قلج أرسلان يقسم جيشه إلى قسمين لمواجهة الجيوش البيزنطية مما كان له أثرًا كبيرًا على إضعاف جبهة قلج أرسلان القتالية.
فاجأ مانويل السلاجقة حين أغار على أراضيهم انطلاقًا من فيلادفيا، لأن الأخبار التي وصلت إلي إلى قلج أرسلان كانت غير ذلك، فاستطاع أن يمتص غضبه وأعاد تنظيم قواته مما أذهل البيزنطيين، ودخل في المعركة واتسمت أعماله بالكر والفر، وأجرى مانويل مفاوضات مع الأمراء المسلمين في المنطقة ليحاصر قلج أرسلان ويمنعه من حرية التحرك إلا أنه فشل في ذلك وأحبطت مساعيه بعد أن تفاهم معهم قلج أرسلان، لقد عانى الجيش الصليبي من هجمات السلاجقة ومن وعورة المسالك الجبلية، وأصابه التعب ولم يسترد قوته إلى بعد أن وصل إلى منطقة السهول واصطدم بالجيش السلجوقي وهزمه، وتلقى السلاجقة ضربة ثانية من يوجنا كونتوستيفانوس، مما جعل قلج أرسلان يطلب الصلح مع مانويل، وبدأ الصلح بالشروط التي وضعها مانويل، وأثناء الصلح تعرض يوجنا كونتوستيفانوس لكمين نصبته له قوات السلطان قلج أرسلان، مما جعل مانويل يشدد في شروطه.
وكانت أخذه المعاهدة لقلج أرسلان حتى يستطيع استرداد قوته من جديد، وكان من شروط المعاهدة أن يزوره قلج أرسلان مرة في السنة فاستغلها السلطان ليتجسس على الدولة البيزنطية ويعرف مواطن الضعف والقوة، ولا شك أن هذا الأمر يدل على حنكة سياسية.
لقد ظن مانويل أنه أخضع السلاجقة لسلطانه إلا أنه كان خضوعًا مؤقتًا، استغله قلج أرسلان في صراعه مع الدانشمندين.
لم يرق لنور الدين محمود توسع قلج أرسلان في بلاد الأناضول فتحالف مع الدانشمند، ومع أمراء الموصل وماردين وحصن زياد وحليفه الأرميني مليح حاكم قليقية، وتماطل نور الدين محمود في الحرب حتى أراد الحلفاء مهجامة السلاجقة دون نور الدين محمود، وكان هدف الأخير هو إتمام الوحدة الإسلامية، ولم يشأ إضعاف دولة السلاجقة، ودعاه إلى التحالف معه ضد الصليبيين إلا إن قلج أرسلان رفض التحالف مع نور الدين بسبب معاهدته مع البيزنطيين،إزاء هذا الرفض لم يجد نور الدين مخرجًا من حربه مع قلج أرسلان، فعسكر الفريقان على نهر بيراموس كل على ضفة واستمر هذا لأمر ستة أشهر دون قتال فبادر قلج أرسلان بمراسلة نور الدين للصلح، فأجابه إلى الصلح، وقال له: أريد منك أمورًا وقواعد مهما تركت فلا أترك منها ثلاثة: أحدها: أن تجدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام، فإني لا أعتقد أنك مؤمن - وكان قلج أرسلان يتهم باعتقاد الفلاسفة؛ والثاني: إذا طلبت عسرك للغزاة تسيره، فإنك قد ملكت طرفًا كبيرًا من بلاد الإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم، فإما أن تكون تنجدني بعسكرك لأقاتل الفرنج، وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم ونتبذل الجهد في جهادهم.
والثالث: أن تزوج ابنتك لسيف الدين غازي ولد أخي، وذكر أمورًا غيرها. فلما سمع قلج أرسلان الرسالة قال: ما قصد نور الدين إلا الشناعة علي بالزندقة، وقد أجبته إلى ما طلب، وأنا أجدد إسلامي على يد رسوله.
أراد مانويل بعد فراغه من ماكله في أوربا أن يتوجه إلى آسيا الصغرى لإخضاعها ومن الواضح أن قلج أرسلان لم ينفذ بنود المعاهدة بينه وبين مانويل، إلا أن قلج أرسلان قد استفاد من هذه المدة فقد نجح في كسب وقته في تجهيز الجيش وإقامة بعض التحصينات، الدفاعية في وادي نهر المياندر ونهر هرس لتربط بين مدن المنطقة.
توترت العلاقة بين السلاجقة والبيزنطين خاصة بعد الصلح بين نور الدين والسلاجقة، وأتيحت فرصة الحرب بين السلاجقة وبين البيزنطين بعد أن لاحت في الأفق بعض العوامل التي تساعد على نشوب الحرب ومن هذه العوامل التجاء كل من شاهنشاه وذا النون إلى القسطنطينية وترحيب الإمبراطور بهما، مما أثار مخاوف قلج أرسلان، وعلى الصعيد الأخر راسل إمبراطور ألمانيا فريدرك بربوسا قلج أرسلان ليحثه على قتال البيزنطيين، وكان هدفه أن يتحول مانويل عن الاهتمام بمسائل أوربا.
اندلعت شرارة الحرب عندما طلب مانويل من قلج أرسلان إعادة بلاد شاهنشاة وذا النون إليهما بالإضافة إلى المدن التي كان قد وعد بتسليمها له، وهنا تظهر حنكة هذا الرجل السياسي فعمد إلى خطة ذكية وهو عازم على عدم تنفيذ مطالب الإمبراطور، وحتى يُظهر حسن نواياه طلب من مانويل إرسال من يتسلم هذه المدن، وراسل هو أهلها بأن لا يسلموها لرسول مانويل مما اعتبره مانويل خدعة ومكر من قلج أرسلان، ففكر جديًّا في الحرب واستخدام القوة، وأراد شاهنشاه أن يستغل الحملة البيزنطية ليسترد أملاكه التي ضمها قلج أرسلان إلى ملكه، فحرض الإمبراطور على مهاجمة أماسية، إلا أن مانويل لم يكن لديه استعداد لخوض حرب جانبية فأرسل غابراس إلى المدينة وانضم إليه شاهنشاه مع قواته، وسار الجيشان بشكل منفصل مما يسر على قلج أرسلان مهمته فقد هاجم جيش شاهنشاه من الخلف واستطاع أن يلحق به الهزائم واضطره إلى الرجوع، إلا أن غابراس نجح في الوصول إلى أماسية ورحب به أهلها لولم يدخل المدينة خوفًا من أن يحاصره قلج أرسلان فقرر الانسحاب واستولى قلج أرسلان على المدينة مرة أخرى، بعد أن فشل في إخضاع قلج أرسلان عمد مانويل إلى تحصين مركز الحدود لإغلاق المداخل إليها إلا أن عمله هذا جاء متأخرًا وبعد أن استولى قلج أرسلان على كل آسيا الصغرى، أراد قلج أرسلان أن يستفسر عن هذه الأعمال فقد أعدها سوء نية من الإمبراطور، فأرسل إليه مانويل أنه هو البادئ بالعدوان، وأنه كان السبب في فشل غابراس في مهمته، ولم يشأ السلطان في قطع العلاقات فأرسل سقيرًا يعرض عليه الصلح مرة أخرى إلا أن مانويل يقابل هذا السفير بالرفض لأن السلطان لا يحترم تعهداته، وبات أمر الحرب واضحًا لا يخفى على أحد، فأخذ كل منهما أهبته للحرب القادمة وأراد مانويل أن يضفى على حملته طابع الصليبية ليتعاطف معه النصارى ويكبهم في صفه، وراسل البابا لإرسال نجدات إليه خاصة وأنه استطاع أن يؤلف جيشًا من جنسيات متعددة وسر البابا لهذه الحملة الجديدة على بلاد الإسلام، ولم يكن يعرف البابا أن هذه الحملة ستلقى أشد العذاب بأيدي المؤمنين.
تقدم مانويل إلا بلاد السلاجق ولم يكن يعرف هذا المسكين أن الهزيمة تلاحقه، فقسم جيشه إلى قسمين تولى أحدهما ابن عمه فاتازس ومعه ذا النون حاكم سيواس، وكانت مهمته إعادة بلاد ذا النون إليه، وضرب هذا الجيش حصارًا مركزًا على إقليم بافلاجونيا، ولما رأى قائد الحامية أنه لا طاقة له بهذا الجيش عمد إلى خدعة فقد ألقى أصحاب الإقليم تجاه البيزنطيين ما يشككهم في الدانشمندين، وبخدعتهم بعد أن يأخذوا بلادهم فصدق قائد الفرس هذه الشائعة مما كان له أثرًا كبيرًا في نفوس الجيش البيزنطي خاصة بعد الشائعة الثانية والتي انطلقت بموت مانويل، فاضطر فاتازاس لفك الحصار وانصرفوا في غير نظام فتتبعهم أهل المدينة فكبدوهم خسائر فادحة كان من بينها القائد فاتازاس الذي حملت رأسه إلى قلج أرسلان.
تلقى مانويل هذه الهزيمة بانزعاج شديد وظن أن العاصمة السلجوقية خالية من حامية تحميها وأن الجيش السلجوقي لا زال في الشمال، فانطلق نحو العاصمة السلجوقية واتخذ ممر تبزيبرتز الضيق، والذي يقع في نهاية حصن ميريوكيفالون ليكون في مواجهة قونية مباشرة.
تابع قلج أرسلان تحركات هذا الجيش حتى وصل إلى الممر الضيق وحشر فيه وحاولوا الخروج منه بسرعة مما أوقعهم في زحام شديد، وكانت القوات السلجوقية فوق التلال تنتظر هذه اللحظة إلا أن بلدوين هاجمهم واستطاعوا القضاء عليه وعلى جنوده وقتله ثم نزلوا إلى الممر حيث جيش مانويل الذي يقوده بنفسه وهو القسم الثاني من جيشه الذي اقتسمه ودارت الحرب من طرف واحد فلم يعد بمقدور البيزنطيين حمل السيف، وعملت فيهم سيوف المؤمنين تحصد أرواحهم، حتى وصلوا إلى موكب مانويل وجده قد هرب بعد تشتيت جيشه، وكانت حالة الجيش البيزنطي في حالة يرثى لها فقد كان من بين قتيل أو أسير أو جريح، أو مشرد هائم على وجه في الشعاب، لم يجد مانويل في هذا الوقت إلا الصلح مع قلج أرسلان.
تعد معركة ميريوكيفالون من المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، لقد أوهم مانويل الغرب بأن هذه المعركة كانت أقل خسارة من معركة مانزكريت التي حدثت قبل مائة عام، فقد استطاع أن ينجو بنفسه بينما وقع سلفه في الأسر.
لقد تحطمت القوة العسكرية البيزنطية والتي استغرق بناؤها أعوام عديدة والواقع أنه لم يتم بناؤها مطلقًا، وكشفت هذه المعركة عن ضعف القوة البيزنطية من الناحية العسكرية فضاعت هيبتها كحامية للإمارات الصليبية.
استثمر السلطان هذه المعركة ليدلل على صدق إيمانه بالله عز وجل بعد اتهامه باعتناق مذاهب الفلاسفة والتقاعس عن الجهاد، وأرسل جزءًا من الغنائم إلى خليفة المسلمين، ومدحه الشعراء على أنه بطل الإسلام.
وفاته
قسم قلج أرسلان بلاده بين أبنائه حتى يجنبهم الخلافات بعد مماته إلا أن بعض أبنائه قام بالحجر عليه، وقوي عليه أولاده حتى لم يبق له معهم إلا مجرد الاسم لكونه شاخ، فأقام عند ولده غياث الدين كيخسرو حتى توفي بقونية سنة ثمانٍ وثمانين وخمسمائة.
قالوا عنه
أثنى عليه العلماء ووصفوه بأنه بطل الإسلام، فقال عنه الذهبي: "كان فيه عدل وحسن سياسة، وسداد رأي".
وقال عنه صاحب الوافي بالوفيات: "كان ذا سياسة وعدل، وهيبة عظيمة، وغزوات كثيرة في الروم"[1].
[1] المراجع: الوافي بالوفيات للصفدي - تاريخ الإسلام للذهبي.
عن موقع قصة الإسلام
التعريف به ونشأته
هو عز الدين قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني.
نشأ عز الدين قلج أرسلان في دولة السلاجقة، وكان يعرف بين أقرانه بشدة ذكائه، وكان يحتل مكانة متميزة بين أمراء دولة السلاجقة، وقد رباه والده على حسن إدارة البلاد؛ فقد ولاه حاكمًا على البلاد المفتوحة في الجنوب الشرقي لآسيا الصغرى، وذلك ليعرف كيف يسوس البلاد حتى لا تضعف دولته، وتنهار إزاء التحديات التي تواجه دولته من الخارج أو الداخل، وكان والده حريصًا على أن يوليه حاكمًا على كل البلاد في حياته؛ ونظرًا لهذه التنشئة فقد عمل قلج أرسلان الثاني على النهضة ببلاده ثقافيًّا واقتصاديًّا لما يعلم أن في ذلك نهضة الأمم.
جهاده وأهم المعارك ودوره فيها
لم يذكر المؤرخون شيئًا عن حروب قلج أرسلان إلا أنهم قالوا أنه كان كثير الغزو في بلاد الروم، أما الدكتور محمد سهيل طقوش فأورد في كتابه -سلاجقة الروم في آسيا الصغرى- حروبًا لقلج أرسلان الثاني مع الروم معتمدًا على المصادر الأجنبية.
ورث قلج أرسلان الثاني الدولة عن أبيه وهي محاطة بالأخطار من الداخل والخارج، فقام بإجراء معاهدت للصلح بينه وبين ياغس سيان وشاهنشاه، ومع بلدوين ملك بيت المقدس، ومع الأرمن، وكانت هذه المعاهدات حتى لا يطعن من الخلف أثناء قتاله للبيزنطيين، إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح إلا مع الأرمن لكسب ود عز الدين قلج أرسلان، ورأى مانويل البيزنطي أن هذا التحالف موجه ضده، وتحققت مخاوفه من هذا الخطر، خاصة بعد توحد الجبهة الداخلية بين الدانشمنديون والسلاجقة الذين تناسوا الخلافات في هذه المرحلة، وتوحدوا لمواجهة الخطر البيزنطي، وكانت بدايات الحرب أن هاجم السلاجقة البيزنطيون وتمكنوا من فتح (سلوقية، ولارندة) الواقعتين في الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا الصغرى، وتوسع الدانشمنديون في الأقليم الشمالي الشرقي فاستولوا على مدينتي (يونة وبافرا) الواقعتين في إقليم البنطس.
كانت هذه أولى المعارك بين قلج أرسلان وبين مانويل البيزنطيني، طلب الأخير الصلح لأن مصلحته كانت تقتضي محاربة الأرمن، وفي ذات الوقت أراد بلدوين الثالث في بيت المقدسمن يسانده في حربه ضد نور الدين محمود فلم يكن أمامه إلا بني جلدته ومن على دينه مانويل فراسله ووافق مانويل واتجه إلى الشام، واستطاع نور الدين محمود أن يعقد معاهدة مع مانويل البيزنطي، وكان هذا الصلح رغم قوة نور الدين محمود حتى لا تقع بلاده تحت عدوين هما (بلدوين، ومانويل).
بعد هذا الصلح اتجه مانويل من أنطاكية إلى أرمينية الصغرى، ورغم سهولة السير في الطريق إلا أنه كان محفوفًا بالمخاطر لأنه يمر عبر الأراضي السلجوقية، ولعل سلوكه في هذا الطريق اعتمادًا على الصلح الذي عقده مع قلج أرسلان، أو اغتر بما حققه من نصر في أرمينية الصغرى، وفي بلاد الشام، وفي الطريق وعند اقتراب الجيش البيزنطي من مدينة قونية أصاب أهلها الرعب فقد ظنوا أنمانويل يريد حصارهم إلا أنه لم يتعرض لهم متابعًا سيره إلى فيلوميليوم، وعندما وصل إلى كوتاهية هاجمته جماعات من التركمان، وفتكت بمؤخرة جيشه، فوصل الجيش إلى القسطنطينة وهو منهك من جراء هذا التصرف، وجرحت هذه المضايقات كبرياء مانويل فعزم على قتال السلاجقة فجهز حملته عابرًا إلى آسيا الصغرى بعد ثلاثة أشهر من عودته وذلك في عام "554"، لينتقم من السلاجقة فتوجه أولاً إلى إقليم بيثينيا حيث تقيم القبائل التركمانية التي اعترضت طريق أثناء عودته من الشام، واجتاز بعد ذلك بحر سيستوس، واستولى على بعض المدن، وهاجم الفرق السلجوقية المسلحة في واديةنهر تمبريس، تحرك قلج أرسلان الثاني بسرعة حتى أصاب من الجيش البيزنطي وكان تحركه سريعًا حتى أن كشافة الجيش البيزنطي عجزت عن تحديد مكانه، لقد دافع السلاجقة عن بلادهم ووقفوا إزاء الخطر البيزنطي الذي هدد بلادهم، واضطر مانويل بالانسحاب قافلاً إلى عاصمته خاصة بعد دخول فصل الشتاء ومرض زوجته التي ما لبثت أن توفيت.
أراد قلج أرسلان إقامة معاهدة بينه وبين مانويل إلا أن الأخير رفض ذلك وبدأ في تجهيز جيش لمحاربة السلاجقة وفي نفس الوقت طمع ياغي سيان في السلاجقة فبدأ بمحاربته واجتاح ملطية ووجد مانويل الفرصة سانحة لغزو السلاجقة بعد اجتياح ياغي سيان، وأيضًا بدأ نور الدين محمود بمهاجمة السلاجقة، ونجح الأخير في السيطرة على (بهنسا، ورعبان، وكيسوم، ومرعش، وهاجم بعض المدن الأخرى.
أضحى قلج أرسلان مهددًا من ثلاث جبهات، وكان مدركًا أنه لا يستطيع المحاربة في الجبهات الثلاث، فعمل على الصلح مع ياغي سيان ونجح في ذلك، بعد تنازله للأخير عن البستان والمناطق المحيطة بها في جبال اللكام.
وتوصل أيضًا إلى صلح مع نور الدين محمود وبذلك استطاع توحيد الجبهة الداخلية، ليتمكن من جيش مانويل الذي جمع فيه المرتزقة وحشد جيشًا غايته القضاء على السلاجقة، تحرك مانويل على رأس جيش ضخم فاجتاح وادي المياندر، وتحرك يوجنا كونتوستيفانوس، في الوقت نفسه، من قليلقية باتجاه الأناضول فاجتاز الدروب القليلقية، مما جعل قلج أرسلان يقسم جيشه إلى قسمين لمواجهة الجيوش البيزنطية مما كان له أثرًا كبيرًا على إضعاف جبهة قلج أرسلان القتالية.
فاجأ مانويل السلاجقة حين أغار على أراضيهم انطلاقًا من فيلادفيا، لأن الأخبار التي وصلت إلي إلى قلج أرسلان كانت غير ذلك، فاستطاع أن يمتص غضبه وأعاد تنظيم قواته مما أذهل البيزنطيين، ودخل في المعركة واتسمت أعماله بالكر والفر، وأجرى مانويل مفاوضات مع الأمراء المسلمين في المنطقة ليحاصر قلج أرسلان ويمنعه من حرية التحرك إلا أنه فشل في ذلك وأحبطت مساعيه بعد أن تفاهم معهم قلج أرسلان، لقد عانى الجيش الصليبي من هجمات السلاجقة ومن وعورة المسالك الجبلية، وأصابه التعب ولم يسترد قوته إلى بعد أن وصل إلى منطقة السهول واصطدم بالجيش السلجوقي وهزمه، وتلقى السلاجقة ضربة ثانية من يوجنا كونتوستيفانوس، مما جعل قلج أرسلان يطلب الصلح مع مانويل، وبدأ الصلح بالشروط التي وضعها مانويل، وأثناء الصلح تعرض يوجنا كونتوستيفانوس لكمين نصبته له قوات السلطان قلج أرسلان، مما جعل مانويل يشدد في شروطه.
وكانت أخذه المعاهدة لقلج أرسلان حتى يستطيع استرداد قوته من جديد، وكان من شروط المعاهدة أن يزوره قلج أرسلان مرة في السنة فاستغلها السلطان ليتجسس على الدولة البيزنطية ويعرف مواطن الضعف والقوة، ولا شك أن هذا الأمر يدل على حنكة سياسية.
لقد ظن مانويل أنه أخضع السلاجقة لسلطانه إلا أنه كان خضوعًا مؤقتًا، استغله قلج أرسلان في صراعه مع الدانشمندين.
لم يرق لنور الدين محمود توسع قلج أرسلان في بلاد الأناضول فتحالف مع الدانشمند، ومع أمراء الموصل وماردين وحصن زياد وحليفه الأرميني مليح حاكم قليقية، وتماطل نور الدين محمود في الحرب حتى أراد الحلفاء مهجامة السلاجقة دون نور الدين محمود، وكان هدف الأخير هو إتمام الوحدة الإسلامية، ولم يشأ إضعاف دولة السلاجقة، ودعاه إلى التحالف معه ضد الصليبيين إلا إن قلج أرسلان رفض التحالف مع نور الدين بسبب معاهدته مع البيزنطيين،إزاء هذا الرفض لم يجد نور الدين مخرجًا من حربه مع قلج أرسلان، فعسكر الفريقان على نهر بيراموس كل على ضفة واستمر هذا لأمر ستة أشهر دون قتال فبادر قلج أرسلان بمراسلة نور الدين للصلح، فأجابه إلى الصلح، وقال له: أريد منك أمورًا وقواعد مهما تركت فلا أترك منها ثلاثة: أحدها: أن تجدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام، فإني لا أعتقد أنك مؤمن - وكان قلج أرسلان يتهم باعتقاد الفلاسفة؛ والثاني: إذا طلبت عسرك للغزاة تسيره، فإنك قد ملكت طرفًا كبيرًا من بلاد الإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم، فإما أن تكون تنجدني بعسكرك لأقاتل الفرنج، وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم ونتبذل الجهد في جهادهم.
والثالث: أن تزوج ابنتك لسيف الدين غازي ولد أخي، وذكر أمورًا غيرها. فلما سمع قلج أرسلان الرسالة قال: ما قصد نور الدين إلا الشناعة علي بالزندقة، وقد أجبته إلى ما طلب، وأنا أجدد إسلامي على يد رسوله.
أراد مانويل بعد فراغه من ماكله في أوربا أن يتوجه إلى آسيا الصغرى لإخضاعها ومن الواضح أن قلج أرسلان لم ينفذ بنود المعاهدة بينه وبين مانويل، إلا أن قلج أرسلان قد استفاد من هذه المدة فقد نجح في كسب وقته في تجهيز الجيش وإقامة بعض التحصينات، الدفاعية في وادي نهر المياندر ونهر هرس لتربط بين مدن المنطقة.
توترت العلاقة بين السلاجقة والبيزنطين خاصة بعد الصلح بين نور الدين والسلاجقة، وأتيحت فرصة الحرب بين السلاجقة وبين البيزنطين بعد أن لاحت في الأفق بعض العوامل التي تساعد على نشوب الحرب ومن هذه العوامل التجاء كل من شاهنشاه وذا النون إلى القسطنطينية وترحيب الإمبراطور بهما، مما أثار مخاوف قلج أرسلان، وعلى الصعيد الأخر راسل إمبراطور ألمانيا فريدرك بربوسا قلج أرسلان ليحثه على قتال البيزنطيين، وكان هدفه أن يتحول مانويل عن الاهتمام بمسائل أوربا.
اندلعت شرارة الحرب عندما طلب مانويل من قلج أرسلان إعادة بلاد شاهنشاة وذا النون إليهما بالإضافة إلى المدن التي كان قد وعد بتسليمها له، وهنا تظهر حنكة هذا الرجل السياسي فعمد إلى خطة ذكية وهو عازم على عدم تنفيذ مطالب الإمبراطور، وحتى يُظهر حسن نواياه طلب من مانويل إرسال من يتسلم هذه المدن، وراسل هو أهلها بأن لا يسلموها لرسول مانويل مما اعتبره مانويل خدعة ومكر من قلج أرسلان، ففكر جديًّا في الحرب واستخدام القوة، وأراد شاهنشاه أن يستغل الحملة البيزنطية ليسترد أملاكه التي ضمها قلج أرسلان إلى ملكه، فحرض الإمبراطور على مهاجمة أماسية، إلا أن مانويل لم يكن لديه استعداد لخوض حرب جانبية فأرسل غابراس إلى المدينة وانضم إليه شاهنشاه مع قواته، وسار الجيشان بشكل منفصل مما يسر على قلج أرسلان مهمته فقد هاجم جيش شاهنشاه من الخلف واستطاع أن يلحق به الهزائم واضطره إلى الرجوع، إلا أن غابراس نجح في الوصول إلى أماسية ورحب به أهلها لولم يدخل المدينة خوفًا من أن يحاصره قلج أرسلان فقرر الانسحاب واستولى قلج أرسلان على المدينة مرة أخرى، بعد أن فشل في إخضاع قلج أرسلان عمد مانويل إلى تحصين مركز الحدود لإغلاق المداخل إليها إلا أن عمله هذا جاء متأخرًا وبعد أن استولى قلج أرسلان على كل آسيا الصغرى، أراد قلج أرسلان أن يستفسر عن هذه الأعمال فقد أعدها سوء نية من الإمبراطور، فأرسل إليه مانويل أنه هو البادئ بالعدوان، وأنه كان السبب في فشل غابراس في مهمته، ولم يشأ السلطان في قطع العلاقات فأرسل سقيرًا يعرض عليه الصلح مرة أخرى إلا أن مانويل يقابل هذا السفير بالرفض لأن السلطان لا يحترم تعهداته، وبات أمر الحرب واضحًا لا يخفى على أحد، فأخذ كل منهما أهبته للحرب القادمة وأراد مانويل أن يضفى على حملته طابع الصليبية ليتعاطف معه النصارى ويكبهم في صفه، وراسل البابا لإرسال نجدات إليه خاصة وأنه استطاع أن يؤلف جيشًا من جنسيات متعددة وسر البابا لهذه الحملة الجديدة على بلاد الإسلام، ولم يكن يعرف البابا أن هذه الحملة ستلقى أشد العذاب بأيدي المؤمنين.
تقدم مانويل إلا بلاد السلاجق ولم يكن يعرف هذا المسكين أن الهزيمة تلاحقه، فقسم جيشه إلى قسمين تولى أحدهما ابن عمه فاتازس ومعه ذا النون حاكم سيواس، وكانت مهمته إعادة بلاد ذا النون إليه، وضرب هذا الجيش حصارًا مركزًا على إقليم بافلاجونيا، ولما رأى قائد الحامية أنه لا طاقة له بهذا الجيش عمد إلى خدعة فقد ألقى أصحاب الإقليم تجاه البيزنطيين ما يشككهم في الدانشمندين، وبخدعتهم بعد أن يأخذوا بلادهم فصدق قائد الفرس هذه الشائعة مما كان له أثرًا كبيرًا في نفوس الجيش البيزنطي خاصة بعد الشائعة الثانية والتي انطلقت بموت مانويل، فاضطر فاتازاس لفك الحصار وانصرفوا في غير نظام فتتبعهم أهل المدينة فكبدوهم خسائر فادحة كان من بينها القائد فاتازاس الذي حملت رأسه إلى قلج أرسلان.
تلقى مانويل هذه الهزيمة بانزعاج شديد وظن أن العاصمة السلجوقية خالية من حامية تحميها وأن الجيش السلجوقي لا زال في الشمال، فانطلق نحو العاصمة السلجوقية واتخذ ممر تبزيبرتز الضيق، والذي يقع في نهاية حصن ميريوكيفالون ليكون في مواجهة قونية مباشرة.
تابع قلج أرسلان تحركات هذا الجيش حتى وصل إلى الممر الضيق وحشر فيه وحاولوا الخروج منه بسرعة مما أوقعهم في زحام شديد، وكانت القوات السلجوقية فوق التلال تنتظر هذه اللحظة إلا أن بلدوين هاجمهم واستطاعوا القضاء عليه وعلى جنوده وقتله ثم نزلوا إلى الممر حيث جيش مانويل الذي يقوده بنفسه وهو القسم الثاني من جيشه الذي اقتسمه ودارت الحرب من طرف واحد فلم يعد بمقدور البيزنطيين حمل السيف، وعملت فيهم سيوف المؤمنين تحصد أرواحهم، حتى وصلوا إلى موكب مانويل وجده قد هرب بعد تشتيت جيشه، وكانت حالة الجيش البيزنطي في حالة يرثى لها فقد كان من بين قتيل أو أسير أو جريح، أو مشرد هائم على وجه في الشعاب، لم يجد مانويل في هذا الوقت إلا الصلح مع قلج أرسلان.
تعد معركة ميريوكيفالون من المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، لقد أوهم مانويل الغرب بأن هذه المعركة كانت أقل خسارة من معركة مانزكريت التي حدثت قبل مائة عام، فقد استطاع أن ينجو بنفسه بينما وقع سلفه في الأسر.
لقد تحطمت القوة العسكرية البيزنطية والتي استغرق بناؤها أعوام عديدة والواقع أنه لم يتم بناؤها مطلقًا، وكشفت هذه المعركة عن ضعف القوة البيزنطية من الناحية العسكرية فضاعت هيبتها كحامية للإمارات الصليبية.
استثمر السلطان هذه المعركة ليدلل على صدق إيمانه بالله عز وجل بعد اتهامه باعتناق مذاهب الفلاسفة والتقاعس عن الجهاد، وأرسل جزءًا من الغنائم إلى خليفة المسلمين، ومدحه الشعراء على أنه بطل الإسلام.
وفاته
قسم قلج أرسلان بلاده بين أبنائه حتى يجنبهم الخلافات بعد مماته إلا أن بعض أبنائه قام بالحجر عليه، وقوي عليه أولاده حتى لم يبق له معهم إلا مجرد الاسم لكونه شاخ، فأقام عند ولده غياث الدين كيخسرو حتى توفي بقونية سنة ثمانٍ وثمانين وخمسمائة.
قالوا عنه
أثنى عليه العلماء ووصفوه بأنه بطل الإسلام، فقال عنه الذهبي: "كان فيه عدل وحسن سياسة، وسداد رأي".
وقال عنه صاحب الوافي بالوفيات: "كان ذا سياسة وعدل، وهيبة عظيمة، وغزوات كثيرة في الروم"[1].
[1] المراجع: الوافي بالوفيات للصفدي - تاريخ الإسلام للذهبي.
عن موقع قصة الإسلام