31 مارس 1905.. الزيارة التاريخية لإمبراطور ألمانيا للمغرب لإقامة تحالف مغربي ألماني ضد فرنسا وبريطانيا

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
6,952
التفاعل
25,807 131 0
الدولة
Morocco
big-guillaume_tanger.jpg

الإمبراطور الألماني غليوم الثاني والوفد المرافق في مدينة طنجة وقوات الجيش المغربي تتولى تأمين الموكب

في مثل هذا اليوم (31 مارس) من سنة 1905، زار امبراطور ألمانيا غليوم الثاني مدينة طنجة. وشكلت هذه الزيارة حدثا تاريخيا مهما في تاريخ المغرب، لكونها جاءت في مرحلة دقيقية، تميزت بممارسة ضغوط استعمارية على البلاد وخصوصا من فرنسا.

لم يتقبل الألمان الاتفاقية التي وقعت يوم 8 أبريل من سنة 1904 بين الفرنسيين والبريطانيين بخصوص المغرب ومصر، وهي الاتفاقية التي جاءت على حساب ألمانيا، حيث تنازلت من خلالها فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل اعتراف هذه الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.

وأحست الإمبراطورية الألمانية أنها بقيت خارج اللعبة، وهي التي كانت ترغب في توسيع مستعمراتها في القارة السمراء، وبالخصوص أن الاتفاق البريطاني الفرنسي يهم المغرب الذي كان يعتبر منطقة استراتيجية تسيل لعاب الدول الكبرى آنذاك.

f4f9f42d0b71a8257d7ed90dff9e4467.jpg
بعد ذلك سارع الإمبراطور الألماني غليوم الثاني، إلى مراسلة السلطان المغربي مولاي عبد العزيز، من أجل حثه على رفض الاتفاق الموقع بين فرنسا وبريطانيا.

وفي يوم 31 مارس 1905 ، ولأجل الوقوف في وجه تنفيذ الاتفاق الموقع بين فرنسا وبريطانيا، حط الإمبراطور الألماني الرحال في مدينة طنجة في زيارة قصيرة للمغرب، غير أنه كان لها تأثير كبير على مجريات الأمور آنذاك، وتركت هذه الزيارة بصماتها في تاريخ المغرب.

وكانت الزيارة مفاجئة، وساهمت في إنعاش آمال المغرب في التخلص من الأطماع الاستعمارية التي كانت تحدق به، فقد هدفت الزيارة إلى تجاوز تحييد ألمانيا دبلوماسيا، وفرضها طرفا أساسيا في توزيع "الكعكة المغربية"، وتأمين الامتيازات والمصالح الاقتصادية والتجارية الألمانية في المغرب.

first-moroccan-crisis-b483bc54-2540-441e-b8ac-e70f5cffcae-resize-750.jpeg
وألقى الإمبراطور الألماني خطابا أثناء الزيارة وجه فيه رسائل غير مباشرة إلى فرنسا، بتأكيده على استقلال المغرب. وقال في الخطاب:

"هذا هو السلطان، بصفته المستقلة ذات السيادة (...) أنا أقوم بزيارة لبلد مستقل وعليه أن يبقى حرا في سلطته ومفتوحا لجميع الأمم دون احتكار من طرف أو امتياز لطرف بأي شكل من الأشكال."

"أعتبر السلطان ذو سيادة وحر تماما، ومعه أريد أن أعرف الوسائل التي ستمكن من حماية هذه المصالح، أما بالنسبة للإصلاحات التي ينوي السلطان تطبيقها (في إشارة إلى فرض ضريبة الترتيب) يبدو أنه يجب المضي قدما بحذر شديد، مع مراعاة المشاعر الدينية للسكان، وأن تتم المحافظة على النظام العام".

خطاب غليوم الثاني رغم أنه أكد على استقلال المغرب، إلا أن الهدف الحقيقي من ورائه كان هو استفزاز فرنسا وانجلترا والتأثير على الاتفاق الموقع بينهما.
4495601276_498113f6df_b.jpg
وخلقت هذه الزيارة جدلا واسعا في أوروبا استمر لسنوات، خصوصا بين ألمانيا وفرنسا، حيث كادت الأمور تتطور بين البلدين إلى صراع مسلح، وبعد ذلك تم الاتفاق على تنظيم مؤتمر من 16 يناير إلى 7 أبريل سنة 1906، أطلق عليه اسم "مؤتمر الجزية الخضراء"، بهدف إيجاد حل للأزمة المغربية.

وخلص هذا المؤتمر إلى فرض بنود جديدة قاسية على المغرب، نقصت بشكل شبه تام من استقلاله رغم أن الموقعين على الاتفاق النهائي أكدوا جميعا على "سيادة جلالة السلطان الشريفة ووحدة أراضيه".
ومن أهم الإجراءات التي أقرها مؤتمر الجزيرة الخضراء الاعتراف بالحقوق الخاصة لفرنسا وإسبانيا والتأكيد على مبدأ المساواة الاقتصادية للدول الكبرى، وإقرار مبدأ الباب المفتوح في المجال التجاري، ومنع إجراء أي إصلاح جبائي أو مالي دون موافقة مسبقة من الممثليات الأوربية. فضلا عن تنظيم بوليس في الموانئ بتأطير فرنسي وإسباني، وإنشاء "لجنة مكلفة بالأشغال العمومية"، وتأسيس بنك مخزني مغربي براساميل أجنبية.

وفي سنة 1911 شنت القوات الفرنسية حملة عسكرية على العاصمة المغربية فاس، وقامت باحتلال الرباط. كما قامت اسبانيا باحتلال كل من العرائش والقصر الكبير وأصيلة. وبدأت ألمانيا تحس بأنها بقيت خارج اللعبة، وقامت بإرسال زورق المدفعية الألماني پانثر (SMS Panther) إلى سواحل مدينة أكادير، وهددت بقصف المدينة إذا لم تنسحب فرنسا من المغرب.

4494962367_3514f8b302_b.jpg
ودخلت الدولتان بعد ذلك في مفاوضات جديدة انتهت بالاتفاق على حصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب لكل من فرنسا وإسبانيا.
وبعد ذلك خلت الساحة المغربية لكل من فرنسا وإسبانيا، وشرعت الدولتان في التخطيط للسيطرة النهائية على البلد، وفي يوم 30 مارس من سنة 1912 تم توقيع معاهدة الحماية التي أنهت استقلال البلاد.


للتذكير فإن الأزمة المغربية الأولى (1905) والأزمة المغربية الثانية (1911) كانت بالإضافة إلى أزمة البلقان من مسببات الحرب العالمية الأولى.

 
ليس لدي أدنى شك أنه لو لم تباغت فرنسا وإسبانيا المغرب بحملة منسقة في عام 1911 ولم تحدث محاولة الانقلاب على السلطان عبد الحفيظ في أواخر العام نفسه لدخل المغرب الحرب العالمية الأولى مع دول المحور (ألمانيا وروسيا والدولة العثمانية)، خصوصا أن ألمانيا كانت تروج عبر آلتها الدعائية لدى العرب والمسلمين أن تحالفها مع الدولة العثمانية مثلا يأتي لحماية الإسلام.
بالرغم من حجم الجيش المغربي المتواضع بالمقارنة بالجيش الألماني مثلا، إلا أن السلطان المغربي كان دائما يمتلك خطة، ويتعلق الأمر بقرار التعبئة العامة أو إعلان "الجهاد".
 
ليس لدي أدنى شك أنه لو لم تباغت فرنسا وإسبانيا المغرب بحملة منسقة في عام 1911 ولم تحدث محاولة الانقلاب على السلطان عبد الحفيظ في أواخر العام نفسه لدخل المغرب الحرب العالمية الأولى مع دول المحور (ألمانيا وروسيا والدولة العثمانية)، خصوصا أن ألمانيا كانت تروج عبر آلتها الدعائية لدى العرب والمسلمين أن تحالفها مع الدولة العثمانية مثلا يأتي لحماية الإسلام.
بالرغم من حجم الجيش المغربي المتواضع بالمقارنة بالجيش الألماني مثلا، إلا أن السلطان المغربي كان دائما يمتلك خطة، ويتعلق الأمر بقرار التعبئة العامة أو إعلان "الجهاد".
بعد هزيمتي ايسلي وتطوان, عندنا جيش درويش دخوله مع ألمانيا وروسيا والدولة العثمانية في تحالف يعني نهاية المخزن, الحماية افضل من استعمار يسقط الدولة والادارة المغربية للابد
 
بعد هزيمتي ايسلي وتطوان, عندنا جيش درويش دخوله مع ألمانيا وروسيا والدولة العثمانية في تحالف يعني نهاية المخزن, الحماية افضل من استعمار يسقط الدولة والادارة المغربية للابد
كما قلت لك، كان لدى المخزن دائما خطة جاهزة وهي إعلان الاستنفار العام (الجهاد)، ما حصل بعد عام 1912 في الأطلس من مقاومة قهرت الفرنسيين إلى غاية 1921 ثم من 1921 إلى 1926 في الريف من سحق للجيش الإسباني على يد المقاومين ثم استمرار المقاومة إلى غاية 1933 في جبال بوغافر في الشرق يؤكد أن القوة البشرية اللازمة لقتال الإسبان والفرنسيين كانت موجودة دائما، لكن رهان السلطان عبد الحفيظ كان خاسرا، وكان أشرف له أن يتنحى بدل أن يقبل بتسليم البلاد من دون حرب.
 
المغرب في ذلك الوقت أضعف بشكل كبير بسبب كثرة التدخلات الأوروبية (معارك + الأزمات الداخلية)
الولايات المتحدة كانت أيضا معنية بمؤتمر الجزيرة الخضراء ودافعت عن حقها في الولوج إلى المغرب
لديها مراسلات كثيرة في هذه الفترة تصف الوضع والتطورات..
كانت هناك مخاوف من إنزال عسكري ألماني في المغرب، واستعداد أساطيل التحالف الفرنسي - الإنجليزي على إجهاضه.. والألمان كان لديهم دور في إمداد المقاومة في الريف المغربي بالسلاح
كانت هناك ما يشبه حرب عالمية باردة حول المغرب، مثلا طنجة (منطقة دولية) منحها الفرنسيين والإنجليز لإسبانيا حتى لا يسيطر عليها الألمان أو الإيطاليين..
بصراحة وضعنا كان بئيس مثل الطفل اليتيم على مؤدبة اللئام، الأوروبيين يتخاصمون ويتفاهمون على اقتسام النفوذ في المغرب، وفرض الحماية عليه، وهو محاصر من جميع الجهات، فرنسا في الجزائر والأساطيل الأوروبية من الشمال والغرب
استسلام سلطان المغرب للأمر الواقع كان تحصيل حاصل، بصراحة أنا كنت ألوم بشدة السلطان عبد الحفيظ على الاستسلام وقبول الحماية، لكن بعد إضطلاعي الجزئي على وضعنا ووضع العالم من حولنا بت أعرف أن الهزيمة تحصيل حاصل، ربما لو كان هناك استراتيجي في المغرب في ذلك الوقت لربما استطعنا تحسين شروط الاستسلام فقط والحرص على عدم اقتطاع أجزاء المغرب وتقسيمه ليس أكثر..

الإنجليز والفرنسيين وحلفاءهم كانوا سيفعلون أي شيء للحيلولة دون ولوج الألمان إلى المغرب، لأن ذلك كان سيعني السيطرة على مضيق جبل طارق ومنع الولوج البريطاني إلى البحر الأبيض المتوسط ويهدد فرنسا ومستعمراتها في شمال أفريقيا

هذه مثلا برقية من السفير الأمريكي في باريس لوزارة الخارجية يشرح فيها التنافس على المغرب الذي استمر طويلا (بعد هذه الفترة التي تطرقت إليها)

أوروبا كانت ولازالت هي فرنسا وبريطالنا وألمانيا
حين أقرأ التاريخ بنظرة أمريكية وبريطانية ألاحظ أن اسبانيا مجرد زائدة دودية لا وجود لها، تقتات على بقايا صراع الدول العضمى الثلاث وأحيانا يعطون لها منطقة هنا أو هناك كحل وسط لأن الوجود الفرنسي سيضر الإنجليز أو لمنع الألمان والطاليان..
 

بزيارة للمغرب.. كادت تندلع الحرب بين ألمانيا وفرنسا (الأزمة المغربية الأولى 1905)​

(الأزمة المغربية الثانية كانت أحد الأسباب الرئيسية لقيام الحرب العالمية الأولى)

عقب اعتلائه عرش ألمانيا خلفاً لوالده فريدريك الثالث، اتجه القيصر الألماني فيلهلم الثاني (Wilhelm II) للتخلص من مستشاره أوتو فون بسمارك، بطل الوحدة الألمانية، الذي انتهج سياسة سلمية حاول من خلالها الحد من التوترات على الساحة الأوروبية مانحاً بذلك ألمانيا دور الوسيط.

ومنذ بداية فترة حكمه، عمد فيلهلم الثاني لوضع حد لهذه السياسة البسماركية مفضلاً بدلاً منها منح ألمانيا مكانة عالمية عن طريق إقحامها بشكل أكبر بالسباق الاستعماري في القارة الإفريقية. وانطلاقاً من ذلك، عاشت أوروبا خلال عام 1905 على وقع تصعيد خطير عقب واقعة طنجة المغربية التي عمد خلالها القيصر الألماني لزيارة المغرب متحدياً بذلك الفرنسيين والبريطانيين.
guillaume-II.jpg

الإمبراطور فيلهلم

الأطماع الفرنسية بالمغرب​

منذ احتلالها للجزائر عام 1830، وجهت فرنسا أطماعها نحو المغرب الذي حافظ على استقلال حدوده حتى مطلع القرن العشرين تزامناً مع نجاحه بالقرون الماضية في صد المحاولات الاستعمارية العثمانية. وإضافة لفرنسا، جذب المغرب أطماع قوى استعمارية أوروبية أخرى كانت على رأسها كل من بريطانيا وإسبانيا وألمانيا.


وتزامناً مع توقيع الاتفاق الودي في أبريل 1904، قبلت بريطانيا بمبدأ الحماية الفرنسية على المغرب الذي عرف حينها بالسلطنة الشريفية.

من جهة ثانية، باشرت فرنسا بالتدخل بالشؤون المغربية منذ عام 1901. فعقب حادثة مقتل أحد رعاياها بمنطقة الريف، أجبرت فرنسا السلطات المغربية على قبول معاهدة ثنائية سمحت للقوات الفرنسية بضبط الأمن بمناطق التوتر عند الحدود الجزائرية المغربية. وعام 1904، استغل الجنرال الفرنسي هوبير ليوطي (Hubert Lyautey) الوضع ليقوم بعدد من الحملات الاستطلاعية داخل المغرب.

وسنة 1905، عرض الفرنسيون على السلطان المغربي عبد العزيز بن الحسن إصلاحات اقتصادية وعسكرية، بمساعدة مستشارين فرنسيين، لمساعدته في ضبط الأمن والاستقرار بالبلاد. وعلى إثر خروج لندن من السباق حول المغرب عقب إبرام الاتفاق الودي، فضّل السلطان المغربي التوجه نحو الألمان للحفاظ على استقلال بلاده من الأطماع الفرنسية. وبسبب بداية اعتمادها لسياسة توسعية ومطالبتها بمكاسب في إفريقيا، عارضت ألمانيا بشدة التدخل الفرنسي بالشؤون المغربية.
Abdelaziz_ben_hassan.JPG

السلطان عبد العزيز

زيارة القيصر الألماني​

أثناء توجهه نحو كوكسهافن (Cuxhaven) للقيام بجولة في المتوسط، عرض المستشار الألماني برنارت فون بولوف (Bernhard von Bülow) على القيصر فيلهلم الثاني التوقف بمدينة طنجة المغربية بهدف إرسال رسالة دبلوماسية لفرنسا حول المصالح الألمانية بالمنطقة.

ويوم 31 مارس 1905، نزل القيصر الألماني فيلهلم الثاني بشكل مفاجئ في طنجة المغربية واجتاز المدينة على متن حصانه. وقد رافقه خلال هذه الزيارة موكب ضخم ضم في صفوفه عدداً كبيراً من العسكريين الألمان والمغاربة. ولاحقاً، التقى القيصر الألماني بالسلطان المغربي وألقى خطاباً أكد من خلاله على دعم ألمانيا لاستقلال المغاربة وتوعد فرنسا بالحرب في حال عدم تخليها عن أطماعها الاستعمارية بالمغرب.

صورة لزيارة فيلهلم الثاني لطنجة


فيما أثارت حادثة طنجة حالة من القلق بفرنسا وأدت لاستقالة وزير الخارجية الفرنسي تيوفيل ديكلاسي (Théophile Delcassé). وبالعام التالي، احتضنت مدينة الجزيرة الخضراء بإسبانيا مؤتمراً ما بين يناير وأبريل 1906 أكد من خلاله المجتمعون على استقلال المغرب وضمان فتح أسواقها أمام جميع المؤسسات الغربية.

من جهة ثانية، استاء القيصر الألماني فيلهلم الثاني من قرار منح كل من فرنسا وإسبانيا حقوق حماية المواني المغربية وتعيين فرنسي على رأس بنك المغرب. (ملاحظة: المغاربة هم من استاؤوا من الموقف المتخاذل لألمانيا بشأن المغرب في مؤتمر الجزيرة الخضراء في عام 1906)

 
عودة
أعلى