التحليل المنطقي لحقيقة ما يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية
باختصار كانت الخطة الأساسية الروسية لغزو أوكرانية مماثلة لخطة غزو شبه جزيرة القرن عام 2014، والتي تعتمد على تحرك مدرع وميكانيكي من جمهوريتي دونيسك ودونباس الانفصاليتين بالخط الموازي للجنوب الأوكراني تجاه العاصمة كييف في ظل قصف صاروخي بالستي تكتيكي وبالصواريخ الجوالة الروسية للأماكن الدفاعية الصاروخية والحيوية الجوية الأوكرانية، إلا أن الأرتال الروسية حينذاك تعرضت لكمائن كبيرة من قوات راجلة أوكرانية خاصة عُززت بأسلحة فردية غربية متطورة مضادة للدروع كان في طليعتاها صاروخ جافلين، الصاروخ الذي لا يوجد وفق المعلن عنه وسيلة صد دفاعية فاعلة لدى الدبابات والمدرعات الروسية ضده، لذلك لقب بجزار الدبابات.
ولكن لوحظ أن هناك دبابات روسية زودت أبراج دباباتها بمظلات أقفاص معدنية خاصة تخفف من تأثير صواريخ جافلين التي تستهدف القسم العلوي الضعيف من الدبابة، وكان مخطط الروس لمثل هذا الظرف، هو محاولة نجاة أطقم الدبابات والمدرعات الناقلة من الموت والتحول لقوات مقاتلة راجلة ضد مثيلاتها، ولكن كثافة استخدام مضادات الدروع الغربية المتطورة والتي منها أيضا NLAW البريطاني والذي يضرب الجزء العلوي للدبابة أيضا ولكن بمسار أفقي مع إطلاق حين الوصول للهدف لسيال حراري سائل معدني اختراقي مسدد شاقولي رأسي أو منحرف باتجاه الخلف، بدل موجة الصدم الحرارية في جافلين المنقض بالمسار الشاقولي، والذي يمنع الدبابة من رصده أيضاً بهذا المسار؛ لذلك كانت خسائر قوة الطليعة الروسية كبيرة جداً نحو 5000 قتيل قبل أن تتفرق راجلة وتتوزع في الأراضي الأكرانية المفتوحة وتتجمع فيما بعد مع تفعيل الخطة الروسية البديلة، كما كان أهم سبب لنجاة الجزء الأكبر من قوات الطليعة الروسية ظهور وحدة إسناد حيوية فائقة الفاعلية والحداثة هي حوامات كاموف 52 الهجومية المعروفة بالتمساح الأمريكي "الغاتور" والتي لم يستطيع أن يطلق المدافعين الاوكران صوبها صواريخ ستنغر المضاد للطائرات لأنها مزودة بنظام حرب إلكترونية سيبراني يوهم نظام التمييز بين الصديق والعدو في قاذف ستنغر بأنه صديق فيمتنع عن الانطلاق وهذا هو الجزء الحساس الذي سحبته أمريكا من صواريخ ستنغر في الدفعات الجديدة منه، والتي تسببت في اسقاط حوامات ونفاثات أوكرانية والتي تم تصوير واحدة منها من نوع مي 24 هايند على أنها روسية؟!، وكذلك صورت نفاثة دعم قريب من نوع سوخوي 25 فورغفوت؛ والحوامة الغاتور "القاطور" التي سقطت في ذلك الوقت ببداية العمليات كانت بسبب كمين لرشاشات ومدفع رشاش مضاد للطائرات؛ كما لوحظ ذلك جلياً على بدنها، وحتى سحب هذا الجزء الحساس في صاروخ ستنغر لم يمكنه من اسقاط ولا واحدة من الثلاثة التي اسقطت منها لأنها مزودة بمنظومة الحماية "برزدنت 3" المزودة بمستشعرات خاصة مرتبطة بعدسات ليزرية تقوم بالمرحلة الأولى بأعماء مستشعر التوجيه باليزر وإلا حرق آلية الاستشعار في حالة متابعة الصاروخ تجاه الهدف.
والجدير بالذكر أن أحد الحوامات الهجومية الغاتور التي سقطت بصاروخ وغالباً هو "ستارسترايك" البريطاني ذلك لأن هذا الصاروخ الفوق صوتي موجه بالليزر فإذا ما تم التشويش عليه يطلق ثلاثة سهام فرط صوتية تجاه الهدف وقد زودت بريطانيا الأوكرانيين فيه بعد فشل ستنغر والذي سوف يستبدل بنظام ستنغر المعزز بالتوجيه الليزري، إلا أن الروس حيدوا جميع الأخطار الصاروخية المضادة ببدء تزويد حواماتهم الهجومية بنظام حماية جديد ثوري ذو آلية حماية سرية عرف باسم الملاك الحارس ونظام لألغاتور يعرف بملك الحماية أشد فاعلية.
وبالعودة لأساس موضوعنا فقد لاحظت القوات الأوكرانية بقوات الطليعة الروسية شيئين هامين الأول أن مدرعاتهم وآلياتهم كانت متقادمة من آليات الحقبة السوفيتية أحدث دباباتها من نوع t-72B1 وأنها زودت بدروع تفاعلية أو رديه سوفيتية أيضأ، إضافة بأن الروس لم يستلموا جثث القتلى الذين كانوا مجهولين الهوية من الاوكران، ومن كان يصل إلى أيديهم كانوا يضعوه في أفران صهر ميدانية؟!.
وهو يدل على أنهم كانوا مرتزقة وغالباً هم من كان يعرف بالمقنعين الخضر أو فدائيين بوتين، وهو ما يدل على أن بوتين كان يتوقع وجود خسائر كبيرة في قوات الطليعة المدرعة والميكانيكية، أو كان يردها عملية نظيفة لا خسائر روسية فيها، وللعلم أن كل الآليات التي عليها حرف "Z" هي للقوات الاتحادية أي من الدول المتحدة مع روسيا ضمن روسيا الاتحادية، أو مرتزقة، أما الجنود الروس فعلامتهم الحرف "V" والتي تمثل في هذه المرحلة قوات الشرطة والأمن العسكري، ووحدات الدعم اللوجستي الجديدة، والدعم المدفعي والمدفعي الصاروخي والصاروخي التكتيكي إضافة إلى الدعم الجوي.
لكن يبدو أن المفاجأة التي فاجأت بوتين في الخطة الأساسية في هذه العملية الخاصة، وهي عدم حدوث انقلاب عسكري وأمني وسياسي مخطط له ومتفق عليه في كييف مع بدء تحرك قوات الطليعة الروسية تجاه كييف، وحجم الكمائن في خطوط تحرك قوات الطليعة الروسية كان مخطط له أيضاً وفق لمعلومات استخباراتية، وهو ما أفشل الخطة العسكرية الاستخباراتية الروسية، والسبب أن أقوى أجهزة الاستخبارات للناتو كانت مع أوكرانية والتي اخترقت جهاز المخابرات الروسي الفدرالي؟!.
وقد أكد ذلك تحويل عدد كبير من ضباط المخابرات الفدرالية الروسية للتحقيق ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.
هنا تحول بوتين للخطة البديلة والتي وضعها سيرغي شريغو وزير الدفاع الروسي ولم يعلم بها إلا بوتين ورئيس الأركان الروسي، والتي تتميز بأن الجهات التنفيذية فيها لا تعلم بمهامها إلا حينما تصدر الأوامر فقط؟!، والتي تباينت معالم المرحلة "أ" منها في اليوم 24 من الحرب والتي ظهر أن أهدافها الرئيسية بشكل متصاعد هو تحيد الألة العسكرية الأوكرانية والصناعية عموماً، وجعل أوكرانية منزوعة السلاح ومتخلفة صناعياً، ومن ثم إتمام حصار المدن الاستراتيجية واضاعف المقاومة فيها.
أما ما أتوقعه عن الخطة "ب" والتي لم تنفذ بعد والتي سبقها اختفاء وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان، فيبدو أن العد التنازلي لها قد بدأ وهي تنفيذ مناورة فوستوك "الشرق" 2018 بشكل ميداني عملي، وما يرجح ذلك الأسباب التالية:
1. القوات الروسية في أوكرانية لا يتجاوز تعدادها 200 ألف أو 190 ألف حيد منها وفق معلومات الناتو بين قتيل ( 7000 إلى 15000 ) وجريح وأسير نحو 40 ألف أي بقي نحو 150 ألف وهي قوة لا تكفي للعمل الهجومي خاصة وأن عديد المدافعين الأوكرانيين ما بين 450 إلى 600 ألف أي ثلاث أو أربع أضعاف القوات الروسية والقاعدة العسكرية تقول أن الهجوم يجب أن يكون ثلاثة أضعاف الدفاع خاصة بوجود أسلحة أرضية متقاربة القوة وطائرات نفاثة ضاربة روسية لا يتعدى عددها 100 طائرة؟!.
2. عدم وجود حشود عسكرية كبيرة روسية على الحدود الأوكرانية من كل اتجاه مما يوحي بعدم وجود قوة تدخل احتياطية تغيير اتجاه دفة الحرب وجمودها النسبي لصالح الروس، والقوات البلاروسية المحتشدة على الحدود الشمالية لأوكرانية، فيما إذا تدخلت فهي لإغلاق خطوط امداد ودعم الناتو من جهة رومانيا.
3. تعزيز وجود سفن إنزال برمائي مدرع روسي تجاه الشواطئ الأوكرانية التي تم السيطرة على أكثرها حتى الآن، يؤكد لحد ما حاجة التعزيز والدعم للتحول للهجوم وليس لإكمال الطوق حول كييف فقط، وأن باقي الإنزالات سوف تكون غالباً جوية كما حصل في تشكوسلوفاكيا من قِبل السوفييت في عهد خيرشوف حيث أنزل السوفييت 70 ألف مظلي مع دباباتهم ومدرعاتهم وأرعبوا العالم، وحتى لا يكون وجود لأي إنذار غربي مبكر للأوكرانيين.
4. حتى لو تمكن الروس من تدمير الأسطول الجوي الأوكراني وأكثر من 80 % من الآليات البرية الأوكرانية فإن حرب المدن وحرب العصابات لا تعتمد كثيراً على هذه الآلة الحربية خاصة مع وجود أسلحة فردية غربية متطورة وشديدة الفتك.
5. المرحلة الحالية من الحرب مكلفة جداً فوفق بعض الأجهزة الإعلامية المختصة، فإن وسطي الإنفاق العسكري الروسي يعادل 20 مليار دولار يومياً، إضافة إلى توسع آثر الحملة الإعلامية المضادة مع طول الحرب، لذلك كان لا بد من التحول إلى الخطة الجديدة وتنفيذ الحسم بشكل سريع وفق استراتيجيات الحرب الخاطفة دون اللجوء لأسلحة التدمير الشامل الإشعاعية والبيولوجية والكيميائية إلا من احتمالية استخدام أسلحة شل القدرة مثل غاز البنج الروسي أو قنبلة أولغا البروتونية السرية وهي أقوى من قنبلة الميكروويف الإلكترومغناطيسية الروسية.
الانزال الجوي الضخم للجيش الروسي لنحو 300 ألف روسي مع 36 ألف آلية برية، وزيادة الدعم جوي بنحو 1000 طائرة نفاثة وحوامة، والذي إن تم سوف يبدأ باقتحام جوي بالحوامات بالأماكن المفتوحة خارج المدن يسبقه غالباً اسقاط قنابل فراغية مهولة تؤمن قوات الاقتحام من الكمائن أو المقاومة العاجلة، وأكثر مرشح هي قنبلة "أبو القنابل الروسي" ATBIP أتبايب "عتاد الحرارة الضغطية الزائد القوة" والذي أتوقع أن تكون مثالية التأثير لمساحة أوسع، لوفرة الأكسجين وهو عنصره الأساسي التفعيلي لها، ووحدة الاقتحام الجوي الخاصة مهمتها الأولى تأمين الانزال المظلي الرئيسي مع العتاد الثقيل من الأخطار اللاحقة والمرحلة الثالثة هي الابرار الجوي للدبابات ولوجستيات الإنزال الجوي الهائل بالقواعد الجوية التي أستولى عليها الروس.
باختصار كانت الخطة الأساسية الروسية لغزو أوكرانية مماثلة لخطة غزو شبه جزيرة القرن عام 2014، والتي تعتمد على تحرك مدرع وميكانيكي من جمهوريتي دونيسك ودونباس الانفصاليتين بالخط الموازي للجنوب الأوكراني تجاه العاصمة كييف في ظل قصف صاروخي بالستي تكتيكي وبالصواريخ الجوالة الروسية للأماكن الدفاعية الصاروخية والحيوية الجوية الأوكرانية، إلا أن الأرتال الروسية حينذاك تعرضت لكمائن كبيرة من قوات راجلة أوكرانية خاصة عُززت بأسلحة فردية غربية متطورة مضادة للدروع كان في طليعتاها صاروخ جافلين، الصاروخ الذي لا يوجد وفق المعلن عنه وسيلة صد دفاعية فاعلة لدى الدبابات والمدرعات الروسية ضده، لذلك لقب بجزار الدبابات.
ولكن لوحظ أن هناك دبابات روسية زودت أبراج دباباتها بمظلات أقفاص معدنية خاصة تخفف من تأثير صواريخ جافلين التي تستهدف القسم العلوي الضعيف من الدبابة، وكان مخطط الروس لمثل هذا الظرف، هو محاولة نجاة أطقم الدبابات والمدرعات الناقلة من الموت والتحول لقوات مقاتلة راجلة ضد مثيلاتها، ولكن كثافة استخدام مضادات الدروع الغربية المتطورة والتي منها أيضا NLAW البريطاني والذي يضرب الجزء العلوي للدبابة أيضا ولكن بمسار أفقي مع إطلاق حين الوصول للهدف لسيال حراري سائل معدني اختراقي مسدد شاقولي رأسي أو منحرف باتجاه الخلف، بدل موجة الصدم الحرارية في جافلين المنقض بالمسار الشاقولي، والذي يمنع الدبابة من رصده أيضاً بهذا المسار؛ لذلك كانت خسائر قوة الطليعة الروسية كبيرة جداً نحو 5000 قتيل قبل أن تتفرق راجلة وتتوزع في الأراضي الأكرانية المفتوحة وتتجمع فيما بعد مع تفعيل الخطة الروسية البديلة، كما كان أهم سبب لنجاة الجزء الأكبر من قوات الطليعة الروسية ظهور وحدة إسناد حيوية فائقة الفاعلية والحداثة هي حوامات كاموف 52 الهجومية المعروفة بالتمساح الأمريكي "الغاتور" والتي لم يستطيع أن يطلق المدافعين الاوكران صوبها صواريخ ستنغر المضاد للطائرات لأنها مزودة بنظام حرب إلكترونية سيبراني يوهم نظام التمييز بين الصديق والعدو في قاذف ستنغر بأنه صديق فيمتنع عن الانطلاق وهذا هو الجزء الحساس الذي سحبته أمريكا من صواريخ ستنغر في الدفعات الجديدة منه، والتي تسببت في اسقاط حوامات ونفاثات أوكرانية والتي تم تصوير واحدة منها من نوع مي 24 هايند على أنها روسية؟!، وكذلك صورت نفاثة دعم قريب من نوع سوخوي 25 فورغفوت؛ والحوامة الغاتور "القاطور" التي سقطت في ذلك الوقت ببداية العمليات كانت بسبب كمين لرشاشات ومدفع رشاش مضاد للطائرات؛ كما لوحظ ذلك جلياً على بدنها، وحتى سحب هذا الجزء الحساس في صاروخ ستنغر لم يمكنه من اسقاط ولا واحدة من الثلاثة التي اسقطت منها لأنها مزودة بمنظومة الحماية "برزدنت 3" المزودة بمستشعرات خاصة مرتبطة بعدسات ليزرية تقوم بالمرحلة الأولى بأعماء مستشعر التوجيه باليزر وإلا حرق آلية الاستشعار في حالة متابعة الصاروخ تجاه الهدف.
والجدير بالذكر أن أحد الحوامات الهجومية الغاتور التي سقطت بصاروخ وغالباً هو "ستارسترايك" البريطاني ذلك لأن هذا الصاروخ الفوق صوتي موجه بالليزر فإذا ما تم التشويش عليه يطلق ثلاثة سهام فرط صوتية تجاه الهدف وقد زودت بريطانيا الأوكرانيين فيه بعد فشل ستنغر والذي سوف يستبدل بنظام ستنغر المعزز بالتوجيه الليزري، إلا أن الروس حيدوا جميع الأخطار الصاروخية المضادة ببدء تزويد حواماتهم الهجومية بنظام حماية جديد ثوري ذو آلية حماية سرية عرف باسم الملاك الحارس ونظام لألغاتور يعرف بملك الحماية أشد فاعلية.
وبالعودة لأساس موضوعنا فقد لاحظت القوات الأوكرانية بقوات الطليعة الروسية شيئين هامين الأول أن مدرعاتهم وآلياتهم كانت متقادمة من آليات الحقبة السوفيتية أحدث دباباتها من نوع t-72B1 وأنها زودت بدروع تفاعلية أو رديه سوفيتية أيضأ، إضافة بأن الروس لم يستلموا جثث القتلى الذين كانوا مجهولين الهوية من الاوكران، ومن كان يصل إلى أيديهم كانوا يضعوه في أفران صهر ميدانية؟!.
وهو يدل على أنهم كانوا مرتزقة وغالباً هم من كان يعرف بالمقنعين الخضر أو فدائيين بوتين، وهو ما يدل على أن بوتين كان يتوقع وجود خسائر كبيرة في قوات الطليعة المدرعة والميكانيكية، أو كان يردها عملية نظيفة لا خسائر روسية فيها، وللعلم أن كل الآليات التي عليها حرف "Z" هي للقوات الاتحادية أي من الدول المتحدة مع روسيا ضمن روسيا الاتحادية، أو مرتزقة، أما الجنود الروس فعلامتهم الحرف "V" والتي تمثل في هذه المرحلة قوات الشرطة والأمن العسكري، ووحدات الدعم اللوجستي الجديدة، والدعم المدفعي والمدفعي الصاروخي والصاروخي التكتيكي إضافة إلى الدعم الجوي.
لكن يبدو أن المفاجأة التي فاجأت بوتين في الخطة الأساسية في هذه العملية الخاصة، وهي عدم حدوث انقلاب عسكري وأمني وسياسي مخطط له ومتفق عليه في كييف مع بدء تحرك قوات الطليعة الروسية تجاه كييف، وحجم الكمائن في خطوط تحرك قوات الطليعة الروسية كان مخطط له أيضاً وفق لمعلومات استخباراتية، وهو ما أفشل الخطة العسكرية الاستخباراتية الروسية، والسبب أن أقوى أجهزة الاستخبارات للناتو كانت مع أوكرانية والتي اخترقت جهاز المخابرات الروسي الفدرالي؟!.
وقد أكد ذلك تحويل عدد كبير من ضباط المخابرات الفدرالية الروسية للتحقيق ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.
هنا تحول بوتين للخطة البديلة والتي وضعها سيرغي شريغو وزير الدفاع الروسي ولم يعلم بها إلا بوتين ورئيس الأركان الروسي، والتي تتميز بأن الجهات التنفيذية فيها لا تعلم بمهامها إلا حينما تصدر الأوامر فقط؟!، والتي تباينت معالم المرحلة "أ" منها في اليوم 24 من الحرب والتي ظهر أن أهدافها الرئيسية بشكل متصاعد هو تحيد الألة العسكرية الأوكرانية والصناعية عموماً، وجعل أوكرانية منزوعة السلاح ومتخلفة صناعياً، ومن ثم إتمام حصار المدن الاستراتيجية واضاعف المقاومة فيها.
أما ما أتوقعه عن الخطة "ب" والتي لم تنفذ بعد والتي سبقها اختفاء وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان، فيبدو أن العد التنازلي لها قد بدأ وهي تنفيذ مناورة فوستوك "الشرق" 2018 بشكل ميداني عملي، وما يرجح ذلك الأسباب التالية:
1. القوات الروسية في أوكرانية لا يتجاوز تعدادها 200 ألف أو 190 ألف حيد منها وفق معلومات الناتو بين قتيل ( 7000 إلى 15000 ) وجريح وأسير نحو 40 ألف أي بقي نحو 150 ألف وهي قوة لا تكفي للعمل الهجومي خاصة وأن عديد المدافعين الأوكرانيين ما بين 450 إلى 600 ألف أي ثلاث أو أربع أضعاف القوات الروسية والقاعدة العسكرية تقول أن الهجوم يجب أن يكون ثلاثة أضعاف الدفاع خاصة بوجود أسلحة أرضية متقاربة القوة وطائرات نفاثة ضاربة روسية لا يتعدى عددها 100 طائرة؟!.
2. عدم وجود حشود عسكرية كبيرة روسية على الحدود الأوكرانية من كل اتجاه مما يوحي بعدم وجود قوة تدخل احتياطية تغيير اتجاه دفة الحرب وجمودها النسبي لصالح الروس، والقوات البلاروسية المحتشدة على الحدود الشمالية لأوكرانية، فيما إذا تدخلت فهي لإغلاق خطوط امداد ودعم الناتو من جهة رومانيا.
3. تعزيز وجود سفن إنزال برمائي مدرع روسي تجاه الشواطئ الأوكرانية التي تم السيطرة على أكثرها حتى الآن، يؤكد لحد ما حاجة التعزيز والدعم للتحول للهجوم وليس لإكمال الطوق حول كييف فقط، وأن باقي الإنزالات سوف تكون غالباً جوية كما حصل في تشكوسلوفاكيا من قِبل السوفييت في عهد خيرشوف حيث أنزل السوفييت 70 ألف مظلي مع دباباتهم ومدرعاتهم وأرعبوا العالم، وحتى لا يكون وجود لأي إنذار غربي مبكر للأوكرانيين.
4. حتى لو تمكن الروس من تدمير الأسطول الجوي الأوكراني وأكثر من 80 % من الآليات البرية الأوكرانية فإن حرب المدن وحرب العصابات لا تعتمد كثيراً على هذه الآلة الحربية خاصة مع وجود أسلحة فردية غربية متطورة وشديدة الفتك.
5. المرحلة الحالية من الحرب مكلفة جداً فوفق بعض الأجهزة الإعلامية المختصة، فإن وسطي الإنفاق العسكري الروسي يعادل 20 مليار دولار يومياً، إضافة إلى توسع آثر الحملة الإعلامية المضادة مع طول الحرب، لذلك كان لا بد من التحول إلى الخطة الجديدة وتنفيذ الحسم بشكل سريع وفق استراتيجيات الحرب الخاطفة دون اللجوء لأسلحة التدمير الشامل الإشعاعية والبيولوجية والكيميائية إلا من احتمالية استخدام أسلحة شل القدرة مثل غاز البنج الروسي أو قنبلة أولغا البروتونية السرية وهي أقوى من قنبلة الميكروويف الإلكترومغناطيسية الروسية.
الانزال الجوي الضخم للجيش الروسي لنحو 300 ألف روسي مع 36 ألف آلية برية، وزيادة الدعم جوي بنحو 1000 طائرة نفاثة وحوامة، والذي إن تم سوف يبدأ باقتحام جوي بالحوامات بالأماكن المفتوحة خارج المدن يسبقه غالباً اسقاط قنابل فراغية مهولة تؤمن قوات الاقتحام من الكمائن أو المقاومة العاجلة، وأكثر مرشح هي قنبلة "أبو القنابل الروسي" ATBIP أتبايب "عتاد الحرارة الضغطية الزائد القوة" والذي أتوقع أن تكون مثالية التأثير لمساحة أوسع، لوفرة الأكسجين وهو عنصره الأساسي التفعيلي لها، ووحدة الاقتحام الجوي الخاصة مهمتها الأولى تأمين الانزال المظلي الرئيسي مع العتاد الثقيل من الأخطار اللاحقة والمرحلة الثالثة هي الابرار الجوي للدبابات ولوجستيات الإنزال الجوي الهائل بالقواعد الجوية التي أستولى عليها الروس.