وفقا للمعلومات التي اوردها اخر تقرير الصادر من مركز اتحاد العلماء الأمريكيين Federation of American Scientists ، لعام 2009 فان عدد دوريات الردع النووي التي تقوم بها الغواصات الروسية النووية SSBN الاحدة العشرة قد انخفض الى 3 دوريات عام 2008 ، مقابل 5 دوريات في عام 2006 ، وبالمقابل فان الطرف المقابل لسواحل الروسية اي الولايات المتحدة قد قام في عام 2008 باكثر من 54 دورية ردع نووي بمعنى اكثر بثلاث مرات من جميع الدوريات التي تقوم بها الدول التي تمتلك قدرات ردع نووية بحرية...
هذا الانخفاض البطيء ولكن المستمر لعدد الدوريات الروسية والذي بدات معالمه بظهور مع بدايات نهاية الحرب الباردة وبتحديد منذ تاريخ 26 اكتوبر 1986 حين امرت القيادة السوفياتية العليا انذاك بايقاف دوريات الغواصات النووية قرابة السواحل الامريكية ، يدل على ان روسيا لم تعد تحتفظ بقوة ردع نووية بحرية دائمة في المحيطات كالتي تحتفظ بها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، حتى ان الاحصائيات التي قامت بها الاستخبارات البحرية الامريكية تشير انه في سنة 2002 لم تسجل اي دورية روسية في المناطق التي اعتادت الغواصة النووية الروسية النشاط فيها ، بل ان العقيدة الروسية قد اخذت تنتهج سياسية جديدة في ما يتعلق بسياسة الردع النووي البحري وهي تتمثل في ارسال غواصة نووية واحدة كل عام تقوم بمهمتين مزدوجتين وهما مهام الردع النووي ومهام التدريب..
هذا التحول في سياسة الردع البحري الروسي بدات معالمه الواضحة بظهور منذ العام 2008 ، حين صرح وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي ايفانوف في شهر ماي من عام 2008 ، انه من بين 11 غواصة نووية روسية تقوم 3 غواصات نووية SSBN في الوقت الراهن بدوريتها على امتداد 3 اشهر في المناطق التي اعتادت النشاط فيها ، مشيرا الى ان الغرض من هذه الدوريات هو سعي روسيا للمحافظة على قدرات ردع نووية دائمة في البحار اضافة الى قيامها بمهام التدريب ، الى انه بعد مضي 7 اشهر من صدور تصريح وزير الدفاع الروسي ، نشرت الاستخبارات البحرية الاميركية تقريرا توضح فيه ان الدوريات التي اجرتها الغواصات النووية الروسية 3 هي الدوريات الوحيدة التي قامت بها جميع الغواصات الروسية على مدار السنة وانه لم يتم تسجيل اي دورية روسية خلال المدة المحصورة بين شهري يوليو- نوفمبر من عام 2008 ، ومن خلال تصريح وزير الدفاع الروسي وتقرير الاستخبارات الامريكية يتضح ان الدوريات الروسية قد سيرت جميعها في وقت واحد بدلا من تسيرها على طول السنة مما يعني ان القدرة الردعية لروسيا في البحار لم تتخطى مدة 3 اشهر خلال عام 2008...
و رغم ان الاسباب التي دفعت الروس الى انتهاج هذه السياسة تبقى لحد الان غامضة وغير مفهومة ، الى ان اغلب المحليلن والمتتبعين للبحرية الروسية يرجعوا اسباب هذه السياسية الى المشاكل المالية والتقنية التي ضربت البحرية الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، فكل الغواصات النووية SSBN الحالية لروسيا تعود للحقبة السوفياتية وقد قارب معظمها على الخروج من الخدمة العملية وتلك التي لا تزال في الخدمة الفعلية تعاني من مشاكل تقنية كبيرة وخطيرة لا تاهلها للقيام بمهام الردع النووي ، وبما ان الغواصات النووية الروسية لها القدرة على اطلاق صواريخها وهي راسية في موانئها في حالة الضرورة فان روسيا لا ترى ضرورة تكثيف دوريتها النووية في البحار حتى تحافظ على قدراتها الردعية ما دامت غواصتها تضمن لها تلك القدرة انطلاقا من موانئها ، الى ان القيام باجراءت مماثلة يجعل من هذه الغواصات هدف سهلا ومغريا لتدمير بسب سهولة تحديد موقعها وسهولة ضربها ، وعليه فان السبب المرجح لانتهاج روسيا لهذه السياسة هو ان الروس اصبحوا يرو بكل بساطة انه لم يعود من الضروري المحافظة على قوات ردع نووية دائمة الحضور في البحار في ظل الظروف الحالية و ان بعض الدوريات النووية التي تقوم بمهام التدريب والجهوزية ستكون كافية للانتشار والردع في حال اندلاع اي ازمة افتراضية ، والامر الذي ياكد هذه النظرة الروسية الجديدة هو الانخفاض المتناقض لعدد دوريات الغواصات النووية مع الزيادة الكبيرة لطلعات القاذفة الاسترتيجية الروسية التي اعيدت للخدمة بالاضافة الى زيادة نشاط دوريات سفن السطح الروسية الثقيلة التي زادت من نشاطها من حيث المدى و المسافة ، وعلى الرغم من انخفاض معدل دوريات الغواصة النووية الروسية واتجاه روسيا الى التركيز على قدراتها الردعية المتمثلة في صواريخها الاستراتيجية وقاذتها البعيدة المدى ، الى ان المحليلين يرو ان الروس لن يستطيعوا التخلي عن قدراتهم الردعية المتمثلة في الغواصات النووية الهجومية التي شكلت العمود الفقري للقوات البحرية الروسية منذ العهد السوفياتي خصوصا وان مايقارب 20% من الرؤس النووية الروسية هي محملة على الغواصات النووية SSBN ، لذالك شرعت روسيا في برنامج اعادة تجهيز اسطول الغواصات النووية بغواصات حديثة واخراج الغواصات القديمة من الخدمة العملية حيث سيتم استبدال جميع غواصات فئة Delta III / SSBN وصواريخها ذات الروس الثلاثية بغواصات الجيل الجديد من فئة Borey والتي ستجهز بصواريخ boulava ذات 6 رؤس ، حيث يتوقع الخبراء ان نسبة قدرة الردع النووي البحري لروسيا سترتفع الى نسبة 30% من مجمل قدرات الردع النووي بعد استكمال ادخال الفئة الجديدة من الغواصات النووية..
____________
هذا الانخفاض البطيء ولكن المستمر لعدد الدوريات الروسية والذي بدات معالمه بظهور مع بدايات نهاية الحرب الباردة وبتحديد منذ تاريخ 26 اكتوبر 1986 حين امرت القيادة السوفياتية العليا انذاك بايقاف دوريات الغواصات النووية قرابة السواحل الامريكية ، يدل على ان روسيا لم تعد تحتفظ بقوة ردع نووية بحرية دائمة في المحيطات كالتي تحتفظ بها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، حتى ان الاحصائيات التي قامت بها الاستخبارات البحرية الامريكية تشير انه في سنة 2002 لم تسجل اي دورية روسية في المناطق التي اعتادت الغواصة النووية الروسية النشاط فيها ، بل ان العقيدة الروسية قد اخذت تنتهج سياسية جديدة في ما يتعلق بسياسة الردع النووي البحري وهي تتمثل في ارسال غواصة نووية واحدة كل عام تقوم بمهمتين مزدوجتين وهما مهام الردع النووي ومهام التدريب..
هذا التحول في سياسة الردع البحري الروسي بدات معالمه الواضحة بظهور منذ العام 2008 ، حين صرح وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي ايفانوف في شهر ماي من عام 2008 ، انه من بين 11 غواصة نووية روسية تقوم 3 غواصات نووية SSBN في الوقت الراهن بدوريتها على امتداد 3 اشهر في المناطق التي اعتادت النشاط فيها ، مشيرا الى ان الغرض من هذه الدوريات هو سعي روسيا للمحافظة على قدرات ردع نووية دائمة في البحار اضافة الى قيامها بمهام التدريب ، الى انه بعد مضي 7 اشهر من صدور تصريح وزير الدفاع الروسي ، نشرت الاستخبارات البحرية الاميركية تقريرا توضح فيه ان الدوريات التي اجرتها الغواصات النووية الروسية 3 هي الدوريات الوحيدة التي قامت بها جميع الغواصات الروسية على مدار السنة وانه لم يتم تسجيل اي دورية روسية خلال المدة المحصورة بين شهري يوليو- نوفمبر من عام 2008 ، ومن خلال تصريح وزير الدفاع الروسي وتقرير الاستخبارات الامريكية يتضح ان الدوريات الروسية قد سيرت جميعها في وقت واحد بدلا من تسيرها على طول السنة مما يعني ان القدرة الردعية لروسيا في البحار لم تتخطى مدة 3 اشهر خلال عام 2008...
و رغم ان الاسباب التي دفعت الروس الى انتهاج هذه السياسة تبقى لحد الان غامضة وغير مفهومة ، الى ان اغلب المحليلن والمتتبعين للبحرية الروسية يرجعوا اسباب هذه السياسية الى المشاكل المالية والتقنية التي ضربت البحرية الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، فكل الغواصات النووية SSBN الحالية لروسيا تعود للحقبة السوفياتية وقد قارب معظمها على الخروج من الخدمة العملية وتلك التي لا تزال في الخدمة الفعلية تعاني من مشاكل تقنية كبيرة وخطيرة لا تاهلها للقيام بمهام الردع النووي ، وبما ان الغواصات النووية الروسية لها القدرة على اطلاق صواريخها وهي راسية في موانئها في حالة الضرورة فان روسيا لا ترى ضرورة تكثيف دوريتها النووية في البحار حتى تحافظ على قدراتها الردعية ما دامت غواصتها تضمن لها تلك القدرة انطلاقا من موانئها ، الى ان القيام باجراءت مماثلة يجعل من هذه الغواصات هدف سهلا ومغريا لتدمير بسب سهولة تحديد موقعها وسهولة ضربها ، وعليه فان السبب المرجح لانتهاج روسيا لهذه السياسة هو ان الروس اصبحوا يرو بكل بساطة انه لم يعود من الضروري المحافظة على قوات ردع نووية دائمة الحضور في البحار في ظل الظروف الحالية و ان بعض الدوريات النووية التي تقوم بمهام التدريب والجهوزية ستكون كافية للانتشار والردع في حال اندلاع اي ازمة افتراضية ، والامر الذي ياكد هذه النظرة الروسية الجديدة هو الانخفاض المتناقض لعدد دوريات الغواصات النووية مع الزيادة الكبيرة لطلعات القاذفة الاسترتيجية الروسية التي اعيدت للخدمة بالاضافة الى زيادة نشاط دوريات سفن السطح الروسية الثقيلة التي زادت من نشاطها من حيث المدى و المسافة ، وعلى الرغم من انخفاض معدل دوريات الغواصة النووية الروسية واتجاه روسيا الى التركيز على قدراتها الردعية المتمثلة في صواريخها الاستراتيجية وقاذتها البعيدة المدى ، الى ان المحليلين يرو ان الروس لن يستطيعوا التخلي عن قدراتهم الردعية المتمثلة في الغواصات النووية الهجومية التي شكلت العمود الفقري للقوات البحرية الروسية منذ العهد السوفياتي خصوصا وان مايقارب 20% من الرؤس النووية الروسية هي محملة على الغواصات النووية SSBN ، لذالك شرعت روسيا في برنامج اعادة تجهيز اسطول الغواصات النووية بغواصات حديثة واخراج الغواصات القديمة من الخدمة العملية حيث سيتم استبدال جميع غواصات فئة Delta III / SSBN وصواريخها ذات الروس الثلاثية بغواصات الجيل الجديد من فئة Borey والتي ستجهز بصواريخ boulava ذات 6 رؤس ، حيث يتوقع الخبراء ان نسبة قدرة الردع النووي البحري لروسيا سترتفع الى نسبة 30% من مجمل قدرات الردع النووي بعد استكمال ادخال الفئة الجديدة من الغواصات النووية..
____________