القائد الماهر وبناء على نظرة أكثر شمولية، يمكن أن يتخذ قراراً بتجنب وتحاشي bypass اقتحام المدينة للسيطرة عليها والاكتفاء فقط بتجاوزها. فعندما يستشعر القائد عدم وجود تهديد كبير ومباشر صادر عن تلك المنطقة بحيث تعيق إنجاز المهمة الموكلة لقواته، فإنه يستطيع تلافي القتال الحضري وبالتالي الاحتفاظ بزخم قواته وقابلياتها القتالية من جهة ومن جهة أخرى كسب عامل الوقت الذي قد يكون ليس في صالحه. القائد أيضاً قد يدرك بأن قواته لا تتحصل على الدعم اللوجستي الكافي logistics support أو أنه لا يمتلك القوة اللازمة للاستيلاء على المنطقة المبنية وتطهيرها من مقاتلي العدو، مما يتطلب إعادة دراسة الخطط المطروحة.
الفرص لاستعمال الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ستكون محدودة في مركز المدينة بسبب قصر مديات المشاغلة والعديد من العوائق التي تتدخل في طيران الصاروخ. ويمكن القول بشكل عام، أن المدافع الماهر والمدرب بشكل جيد، سوف يمتلك فوائد ومزايا تكتيكية تتجاوز كثيراً ما يمتلكه المهاجم في هذا النوع من المعارك. إذ باستطاعته التمركز وشغل مواقع ثابته قوية strong static-positions، بينما المهاجم يجب أن يكشف عن نفسه لكي يتقدم. كثافة القوات المخصصة لكلتا عمليات الهجوم والدفاع في البيئة الحضرية يمكن أن تصل إلى ثلاثة أو خمس أضعاف مثيلتها المخصصة للهجوم أو الدفاع في البيئات المفتوحة.
القوات المشاركة في قتال المناطق المبنية تستهلك كميات كبيرة من الذخيرة بسبب الحاجة للاستطلاع بالنار reconnaissance by fire(وسيلة لتحديد وكشف مواقع العدو عن طريق توجيه نيران مباشرة نحو مواضعه المحتملة لتحريضه على القيام بردة فعل) وذلك نتيجة مديات المشاغلة القصيرة والرؤية المحدودة limited visibility. هي حقيقتاً تستهلك ذخيرة لنحو خمسة إلى عشرة أضعاف ما يتم استهلاكه في قتال البيئات والتضاريس المفتوحة. الأسلحة الكتفية المضادة للدبابات، ذخيرة الرشاشات والبنادق، قاذفات القنابل من عيار 40 ملم، القنابل اليدوية، والمتفجرات، هي في المجمل مواد واسعة الاستخدام في هذا النوع من القتال.
الوحدات المقاتلة في البيئة الحضرية يجب أن تكون مجهزة أيضاً بمعدات خاصة مثل خطافات المسك، الحبال، أدوات التكسير، السلالم قابلة للطي. أيضاً في العمليات الحضرية، تلعب الاتصالات communications دور مهم للغاية. مع ذلك يجب التوضيح أن الاتصالات الراديوية في البيئة الحضرية تكون عادة أكثر عرضة للكبح والتشويش نتيجة التراكيب الخرسانية العالية وكذلك التمركز الكبير لشبكة خطوط الطاقة الكهربائية electrical power-lines. العديد من المباني المشيدة لا يمكن لموجات الراديو العبور خلالها. الأجهزة اللاسلكية الحديثة يمكنها تجاوز هذه المعضلة، لكن توفيرها لجميع الوحدات المشاركة في العمليات أمر غير محتمل، لذا يجب البحث في وسائل تواصل بديلة.
خلال التحضير لغزو وإحتلال أوكرانيا, أعداد كبيرة من الدبابات الروسية جرى تجهيزها بما يسمى "المظلة الوقائية"protective umbrella التي صنعت من أنابيب أو قضبان معدنية، وكان من المفترض نظريا أنها سوف تحفز الرأس الحربي للصاروخ الأمريكي المضاد للدروع "جافلين"Javelin على الانفجار بشكل مبكر وبالتالي تخفيف ضرر الهجوم (الصاروخ سلم بأعداد كبيرة إلى أوكرانيا قبل الحرب).
مع ذلك، القوات المسلحة لأوكرانيا قامت بتوزيع صور لإحتراق دبابة روسية من نوع T-72B كانت مجهزة بهذه المظلة !!! التعليق يذكر التالي: في ذلك التاريخ 26 فبراير، وأثناء محاولة لإقتحام مدينة Chernigov(في منطقة Aleksandrovka)، دبابتان روسيتان جرى تدميرهم من قبل جنود الأوكران!! وزارة الدفاع الروسية لم تعلق على هذه المعلومات المتعلقة بخسائرها المدرعة، على الرغم من وجود الأدلة الفوتوغرافية.
ومما يمكن مشاهدته من الصور، تصميم المظلة متضرر بشدة ويشير بوضوح لوصول شيء ما إلى سقف الدبابة. إذ وبعد الضربة، الدبابة إشتعلت بها النيران، وإن كانت الذخيرة الداخلية لم تنفجر بشكل هائل كما هو معهود مع الدبابات شرقية التصميم، لكن كان هناك حريق وانفجار جزئي explosive burning قذف بالبرج لمقدمة هيكل الدبابة. لا يوجد معلومات حول مصير الطاقم، لكن تبين لاحقا أن هناك جنديين روسيين جرى أسرهم، بضمن ذلك رئيس هيئة أركان الوحدة العسكرية المرقمة 41659، وغير معروف على وجه الدقة علاقتهم بالحادث.
لن تصمد دبابه أمام تلك المضادات خصوصا فى حرب مدن
مصر فشخت إسرائيل بمضادات تعبانه
وكانت حرب مفتوحه مش حرب مدن
امريكا خسرت كتير فى حروبها فى العراق
خصوصا سلاح المدرعات ،كانت زى الذبدة مع العبوات
الى عايز اقوله مافيش حماية ١٠٠ ,%
نهيك ان عقليه الروس مختلفة عن عقلية الغرب
وياريت الجماعه بتوع خردة السلاح الروسي دول ينقطونا بسوكتهم لانهم كل يوم بيثبتولى جهلهم بالعسكريه
في الحقيقة إستاذي الجانبين يستخدمون تقريبا نفس الدبابات مع فوارق بسيطة في نمط التدريع الخارجي !!! مع ذلك، أحيانا أضطر للرجوع لمصادر الحرب للتأكد من المعلومة !!
نحن في القرن الواحد والعشرين والغرب يتحدث عن دخول الجيل الثالث من أنظمة التصوير الحراري في أنظمة السيطرة على النيران لدباباته، ودبابات روسيا "العظمى" لا تزال تستخدم أنظمة الرؤية الليلة تحت الحمراء النشطة active infrared night vision (كما في صورة الدبابة T-80U الروسية للأعلى التي كسبتها القوات الأوكرانية مؤخرا) التي طورت أولاً لصالح الدبابات الألمانية في الحرب العالمية الثانية واستخدمت بنجاح ضد الدبابات السوفيتية في العام 1944.
أسبانيا تزود القوات الأوكرانية بكميات من قاذفها الكتفي المضاد للدروع C90-CR(يستخدم لمرة واحدة فقط) !!
خلال الحرب الشيشانية، أجادت فرق قتل الدروع الشيشانية تشكيل مجموعات قتالية مؤلفة من 15-20 مقاتل، حيث قسمت هذه إلى ثلاثة أو أربعة خلايا قتالية. هذه المجموعات جرى تسليحها بقواذف كتفية مضادة للدروع من نوع RPG-7 وRPG-18 بالإضافة لمدافع رشاشة وبنادق قنص. تشكيل آخر قياسي لفرق الصيد الشيشانية hunter-killer teams اعتمد على فريق من رامي قاذف كتفي RPG وقناص وآخر برشاشة آلية، حيث ثلاثة إلى خمسة فرق قاتلة من هذا النوع كانت تعمل سوية في نفس القطاع.
وفي حين يتولى القناصة ومشغلي المدافع الرشاشة توفير الدعم الناري ومشاغلة المشاة المرافقين للعربات المدرعة والدبابات، فإن رماة قذائف RPG كانوا يتولون الاشتباك المباشر وضرب الأهداف المدرعة في مواضع الضعف المعروفة، في حين تولى أفراد آخرون مهمة حمل الذخيرة والعمل كرماة مساعدين مسلحين ببنادق AK.
في المجمل، توظيف دبابات المعركة tanks employment في البيئة الحضرية يتطلب مراعاة عدد من الشروط. فالوحدات المدرعة كبيرة العدد يمكن أن تواجه أضرار وخسائر شديدة أثناء المعركة الحضرية، لكن بضع دبابات تعمل مع المشاة يمكن أن يكون خيار مناسب وأكثر فاعلية، خصوصاً إذا عملوا سوية بمستوى الوحدات الصغيرة small-unit level. الدبابات والمشاة ووحدات الهندسة تشكل عادة القوة المهاجمة للمناطق المحصنة، حيث يمكن لكل زوج من الدبابات أن يعمل سوية مع وحدة عسكرية بحجم فصيل platoon.
بالنسبة لأفراد المشاة، خيار السير خلف هياكل الدبابات واتخاذها حاجزاً منيعاً لا يبدو على الدوام خيار ذو أفضلية، فتجارب الحرب العالمية الثانية تخبرنا كيف عرف جنود المشاة أن فرصهم للبقاء والنجاة survival تكون أعلى بكثير عند حركتهم في المناطق المشجرة أو خلف الأنقاض بدلاً من السير وراء الدبابات المرغوب استهدافها بشدة من قبل المدافعين. ففي هذه الأماكن يستطيع جندي المشاة التقاط أنفاسه وإعادة شحن سلاحه وتجهيزه.