بسم الله الرحمن الرحيم
........................
توطئة:
في 11 نوفمبر 1917 باشرت القيادة العليا الألمانية في الإعداد لهجوم ضخم كانت تعول عليه آمال كبيرة في الإنتصار بالحرب علي الجبهة الغربية ، وكان في مواجهتهم الجيش البريطاني الذي إعتقدوا إنه إستنزف بالمعارك عام 1917 في Arras و Messines و Passchendaele و Cambrai ، وفي عام 1918 ، كادت المجاعة توشك أن تضرب الشعب الألماني بسبب قلة الطعام وطول أمد الحرب ، ورأي الجنرال الألماني Erich Ludendorff بأن لديه فرصة سانحة لربح الحرب وإنهاء تلك المعاناة ، فقام بنقل 50 فرقة من الجبهة الشرقية بعد توقيع الروس لمعاهدة Brest Litovsk مما أعطاهم ميزة التفوق العددي علي الحلفاء وتراحت عديد الفرق الألمانية الموجودة بالجبهة الغربية ما بين 177 و 190 فرقة من مجموع 241 فرقة لديها ، منها 110 فرقة بالخطوط الأمامية للجبهة ..
ولكن كل ذلك التفوق كان علي وشك الإنتهاء مع وصول القوات الأمريكية التي كانت بطريقها لأوروبا ، وكان من المقرر أن يتمركز بفرنسا قرابة 318000 جندي بحلول شهر مايو بالإضافة إلي مليون جندي بحلول شهر أغسطس ، وقد أدرك الألمان خطورة ذلك الموقف فكانوا يسابقون الزمن لشن هجوم ساحق يمكنهم من الإنتصار قبل وصول الإمدادات الأمريكية ، فقاموا بالتخطيط لما سمي بهجوم الربيع أو معركة القيصر Kaiserschlacht التي تشتمل في خطوطها العريضة علي سلسلة من الهجمات التي تهدف للوصول إلي تحقيق إختراق شامل للخطوط البريطانية إلي ماقبل بداية الحرب ..
وخطط لهجوم الربيع أن يشتمل علي 4 هجمات ، وكانت أسمائها الرمزية كما يلي Michael مايكل و Georgette و Gneisenau و Blücher-Yorck ، و الهجوم الرئيسي كما خطط له الجنرال Ludendorff سيكون العملية مايكل Michael في السوم ، بالإضافة إلي هجمات ضد البريطانيين في Lys و Ypres بهدف صرف أنظارهم عن الهجوم الرئيسي ..
وعلي الرغم من ذلك ، تمكنت المخابرات البريطانية من معرفة خطط ونوايا الألمان التي أدهشت قادة الحلفاء بسبب إفراط الألمان في مدي المكاسب التي من الممكن أن يتحصوا عليها من هجومهم هذا ، فكان هدف الجنرال Ludendorff بتحقيق إختراق للخطوط البريطانية علي نهر السوم ثم الزحف نحو المنطقة الشمالية الغربية بهدف قطع خطوط الإتصال بجبهة Artois و وقوات البعثة البريطانية بمنطقة Flanders مما يمكنهم من إبعادهم عن موانئ القناة التي كانت ضرورية لإمداد البريطانيين وبالتالي يقع الجيش البريطاني بين كماشة الرحي ويدفعه ذلك للإستسلام ، وعلي الرغم من وضوح أهداف تلك الخطة وبساطتها إلا أنها واجهت صعوبات عدة عند تطبيقها علي أرض الواقع ..
ويبدو أن الألمان قد أفرطوا في الإعتقاد بمدي نجاعة وسائلهم وخططهم التي إنتصروا بها علي الجبهة الشرقية وخصوصا معركة ريغا التي قاموا فيها بتشكيل وحدات خاصة stormtroopers "قوات العاصفة" من النخبة تتبع تكتيكات الجنرال فون هوتيير الذي يعد واحداً من أفضل الجنرالات الألمان في WW1 ، والتي تقوم علي أساس تحقيق تلك القوات الخاصة لإختراق خطوط العدو الأمامية ، وبمجرد نجاح قوات العاصفة في إنجاز مهامهما تندفع قوات المشاة الرئيسية لإستغلال ذلك النجاح والإندفاع عبر الفجوات والدفاعات الضعيفة ، اما دفاعات العدو القوية فسيتم التعامل معها بموجات متتابعة من المشاة والتي ستتمكن بالنهاية من قطع خطوط الإتصال للعدو..
وكان تكتيك قوات العاصفة مبنيا علي السرعة في تنفيذ المهام وقطع خطوط إتصال العدو مما يفقده السيطرة علي قواته بالإضافة إلي القيام بمهاجمة مؤخرة العدو ومرابض مدفعيته ، ولأهمية دور تلك القوات فقد تم تشكيلها من أفضل العناصر بالجيش الألماني مما جعل نوعية قوات الإحتياط علي غير كفاءة تلك القوات ..
رشقات المدفعية الألمانية ضد قوات الحلفاء
ولمجاراة تلك التكيتكات كان لابد من تغيير تكتيكات المدفعية فبدلاً من القصف العنيف والمكثف ضد خنادق العدو الأمامية يتم التحول لقصف خطوط إتصال وإمداد قوات العدو ، وكان ذلك القصف يتم علي 3 مراحل ، فقصف عنيف ضد مراكز قيادة وإتصال العدو ثم تدمير مرابض مدفعية العدو ثم قصف عنيف ضد قوات مشاة العدو بخطوط الجبهة الأمامية ، وقد إبتكر ذلك التكتيك المقدم الألماني Bruchmüller الذي أطلق عليه إسم Feuerwalze ، وقد ساعد علي تنفيذ ذلك التكتيك بهجوم الربيع وفرة بطاريات المدفعية التي تتميز بالدقة في إصابة أهدافها علي مسرح عمليات الجبهة الغربية ..
..................
يتبع
........................
توطئة:
في 11 نوفمبر 1917 باشرت القيادة العليا الألمانية في الإعداد لهجوم ضخم كانت تعول عليه آمال كبيرة في الإنتصار بالحرب علي الجبهة الغربية ، وكان في مواجهتهم الجيش البريطاني الذي إعتقدوا إنه إستنزف بالمعارك عام 1917 في Arras و Messines و Passchendaele و Cambrai ، وفي عام 1918 ، كادت المجاعة توشك أن تضرب الشعب الألماني بسبب قلة الطعام وطول أمد الحرب ، ورأي الجنرال الألماني Erich Ludendorff بأن لديه فرصة سانحة لربح الحرب وإنهاء تلك المعاناة ، فقام بنقل 50 فرقة من الجبهة الشرقية بعد توقيع الروس لمعاهدة Brest Litovsk مما أعطاهم ميزة التفوق العددي علي الحلفاء وتراحت عديد الفرق الألمانية الموجودة بالجبهة الغربية ما بين 177 و 190 فرقة من مجموع 241 فرقة لديها ، منها 110 فرقة بالخطوط الأمامية للجبهة ..
ولكن كل ذلك التفوق كان علي وشك الإنتهاء مع وصول القوات الأمريكية التي كانت بطريقها لأوروبا ، وكان من المقرر أن يتمركز بفرنسا قرابة 318000 جندي بحلول شهر مايو بالإضافة إلي مليون جندي بحلول شهر أغسطس ، وقد أدرك الألمان خطورة ذلك الموقف فكانوا يسابقون الزمن لشن هجوم ساحق يمكنهم من الإنتصار قبل وصول الإمدادات الأمريكية ، فقاموا بالتخطيط لما سمي بهجوم الربيع أو معركة القيصر Kaiserschlacht التي تشتمل في خطوطها العريضة علي سلسلة من الهجمات التي تهدف للوصول إلي تحقيق إختراق شامل للخطوط البريطانية إلي ماقبل بداية الحرب ..
وخطط لهجوم الربيع أن يشتمل علي 4 هجمات ، وكانت أسمائها الرمزية كما يلي Michael مايكل و Georgette و Gneisenau و Blücher-Yorck ، و الهجوم الرئيسي كما خطط له الجنرال Ludendorff سيكون العملية مايكل Michael في السوم ، بالإضافة إلي هجمات ضد البريطانيين في Lys و Ypres بهدف صرف أنظارهم عن الهجوم الرئيسي ..
وعلي الرغم من ذلك ، تمكنت المخابرات البريطانية من معرفة خطط ونوايا الألمان التي أدهشت قادة الحلفاء بسبب إفراط الألمان في مدي المكاسب التي من الممكن أن يتحصوا عليها من هجومهم هذا ، فكان هدف الجنرال Ludendorff بتحقيق إختراق للخطوط البريطانية علي نهر السوم ثم الزحف نحو المنطقة الشمالية الغربية بهدف قطع خطوط الإتصال بجبهة Artois و وقوات البعثة البريطانية بمنطقة Flanders مما يمكنهم من إبعادهم عن موانئ القناة التي كانت ضرورية لإمداد البريطانيين وبالتالي يقع الجيش البريطاني بين كماشة الرحي ويدفعه ذلك للإستسلام ، وعلي الرغم من وضوح أهداف تلك الخطة وبساطتها إلا أنها واجهت صعوبات عدة عند تطبيقها علي أرض الواقع ..
ويبدو أن الألمان قد أفرطوا في الإعتقاد بمدي نجاعة وسائلهم وخططهم التي إنتصروا بها علي الجبهة الشرقية وخصوصا معركة ريغا التي قاموا فيها بتشكيل وحدات خاصة stormtroopers "قوات العاصفة" من النخبة تتبع تكتيكات الجنرال فون هوتيير الذي يعد واحداً من أفضل الجنرالات الألمان في WW1 ، والتي تقوم علي أساس تحقيق تلك القوات الخاصة لإختراق خطوط العدو الأمامية ، وبمجرد نجاح قوات العاصفة في إنجاز مهامهما تندفع قوات المشاة الرئيسية لإستغلال ذلك النجاح والإندفاع عبر الفجوات والدفاعات الضعيفة ، اما دفاعات العدو القوية فسيتم التعامل معها بموجات متتابعة من المشاة والتي ستتمكن بالنهاية من قطع خطوط الإتصال للعدو..
وكان تكتيك قوات العاصفة مبنيا علي السرعة في تنفيذ المهام وقطع خطوط إتصال العدو مما يفقده السيطرة علي قواته بالإضافة إلي القيام بمهاجمة مؤخرة العدو ومرابض مدفعيته ، ولأهمية دور تلك القوات فقد تم تشكيلها من أفضل العناصر بالجيش الألماني مما جعل نوعية قوات الإحتياط علي غير كفاءة تلك القوات ..
رشقات المدفعية الألمانية ضد قوات الحلفاء
ولمجاراة تلك التكيتكات كان لابد من تغيير تكتيكات المدفعية فبدلاً من القصف العنيف والمكثف ضد خنادق العدو الأمامية يتم التحول لقصف خطوط إتصال وإمداد قوات العدو ، وكان ذلك القصف يتم علي 3 مراحل ، فقصف عنيف ضد مراكز قيادة وإتصال العدو ثم تدمير مرابض مدفعية العدو ثم قصف عنيف ضد قوات مشاة العدو بخطوط الجبهة الأمامية ، وقد إبتكر ذلك التكتيك المقدم الألماني Bruchmüller الذي أطلق عليه إسم Feuerwalze ، وقد ساعد علي تنفيذ ذلك التكتيك بهجوم الربيع وفرة بطاريات المدفعية التي تتميز بالدقة في إصابة أهدافها علي مسرح عمليات الجبهة الغربية ..
..................
يتبع