Operation Michael علي الجبهة الغربية فيWW1..

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,743
التفاعل
3,152 13 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
........................

توطئة:

في 11 نوفمبر 1917 باشرت القيادة العليا الألمانية في الإعداد لهجوم ضخم كانت تعول عليه آمال كبيرة في الإنتصار بالحرب علي الجبهة الغربية ، وكان في مواجهتهم الجيش البريطاني الذي إعتقدوا إنه إستنزف بالمعارك عام 1917 في Arras و Messines و Passchendaele و Cambrai ، وفي عام 1918 ، كادت المجاعة توشك أن تضرب الشعب الألماني بسبب قلة الطعام وطول أمد الحرب ، ورأي الجنرال الألماني Erich Ludendorff بأن لديه فرصة سانحة لربح الحرب وإنهاء تلك المعاناة ، فقام بنقل 50 فرقة من الجبهة الشرقية بعد توقيع الروس لمعاهدة Brest Litovsk مما أعطاهم ميزة التفوق العددي علي الحلفاء وتراحت عديد الفرق الألمانية الموجودة بالجبهة الغربية ما بين 177 و 190 فرقة من مجموع 241 فرقة لديها ، منها 110 فرقة بالخطوط الأمامية للجبهة ..



ولكن كل ذلك التفوق كان علي وشك الإنتهاء مع وصول القوات الأمريكية التي كانت بطريقها لأوروبا ، وكان من المقرر أن يتمركز بفرنسا قرابة 318000 جندي بحلول شهر مايو بالإضافة إلي مليون جندي بحلول شهر أغسطس ، وقد أدرك الألمان خطورة ذلك الموقف فكانوا يسابقون الزمن لشن هجوم ساحق يمكنهم من الإنتصار قبل وصول الإمدادات الأمريكية ، فقاموا بالتخطيط لما سمي بهجوم الربيع أو معركة القيصر Kaiserschlacht التي تشتمل في خطوطها العريضة علي سلسلة من الهجمات التي تهدف للوصول إلي تحقيق إختراق شامل للخطوط البريطانية إلي ماقبل بداية الحرب ..

وخطط لهجوم الربيع أن يشتمل علي 4 هجمات ، وكانت أسمائها الرمزية كما يلي Michael مايكل و Georgette و Gneisenau و Blücher-Yorck ، و الهجوم الرئيسي كما خطط له الجنرال Ludendorff سيكون العملية مايكل Michael في السوم ، بالإضافة إلي هجمات ضد البريطانيين في Lys و Ypres بهدف صرف أنظارهم عن الهجوم الرئيسي ..

وعلي الرغم من ذلك ، تمكنت المخابرات البريطانية من معرفة خطط ونوايا الألمان التي أدهشت قادة الحلفاء بسبب إفراط الألمان في مدي المكاسب التي من الممكن أن يتحصوا عليها من هجومهم هذا ، فكان هدف الجنرال Ludendorff بتحقيق إختراق للخطوط البريطانية علي نهر السوم ثم الزحف نحو المنطقة الشمالية الغربية بهدف قطع خطوط الإتصال بجبهة Artois و وقوات البعثة البريطانية بمنطقة Flanders مما يمكنهم من إبعادهم عن موانئ القناة التي كانت ضرورية لإمداد البريطانيين وبالتالي يقع الجيش البريطاني بين كماشة الرحي ويدفعه ذلك للإستسلام ، وعلي الرغم من وضوح أهداف تلك الخطة وبساطتها إلا أنها واجهت صعوبات عدة عند تطبيقها علي أرض الواقع ..

ويبدو أن الألمان قد أفرطوا في الإعتقاد بمدي نجاعة وسائلهم وخططهم التي إنتصروا بها علي الجبهة الشرقية وخصوصا معركة ريغا التي قاموا فيها بتشكيل وحدات خاصة stormtroopers "قوات العاصفة" من النخبة تتبع تكتيكات الجنرال فون هوتيير الذي يعد واحداً من أفضل الجنرالات الألمان في WW1 ، والتي تقوم علي أساس تحقيق تلك القوات الخاصة لإختراق خطوط العدو الأمامية ، وبمجرد نجاح قوات العاصفة في إنجاز مهامهما تندفع قوات المشاة الرئيسية لإستغلال ذلك النجاح والإندفاع عبر الفجوات والدفاعات الضعيفة ، اما دفاعات العدو القوية فسيتم التعامل معها بموجات متتابعة من المشاة والتي ستتمكن بالنهاية من قطع خطوط الإتصال للعدو..

وكان تكتيك قوات العاصفة مبنيا علي السرعة في تنفيذ المهام وقطع خطوط إتصال العدو مما يفقده السيطرة علي قواته بالإضافة إلي القيام بمهاجمة مؤخرة العدو ومرابض مدفعيته ، ولأهمية دور تلك القوات فقد تم تشكيلها من أفضل العناصر بالجيش الألماني مما جعل نوعية قوات الإحتياط علي غير كفاءة تلك القوات ..


رشقات المدفعية الألمانية ضد قوات الحلفاء

ولمجاراة تلك التكيتكات كان لابد من تغيير تكتيكات المدفعية فبدلاً من القصف العنيف والمكثف ضد خنادق العدو الأمامية يتم التحول لقصف خطوط إتصال وإمداد قوات العدو ، وكان ذلك القصف يتم علي 3 مراحل ، فقصف عنيف ضد مراكز قيادة وإتصال العدو ثم تدمير مرابض مدفعية العدو ثم قصف عنيف ضد قوات مشاة العدو بخطوط الجبهة الأمامية ، وقد إبتكر ذلك التكتيك المقدم الألماني Bruchmüller الذي أطلق عليه إسم Feuerwalze ، وقد ساعد علي تنفيذ ذلك التكتيك بهجوم الربيع وفرة بطاريات المدفعية التي تتميز بالدقة في إصابة أهدافها علي مسرح عمليات الجبهة الغربية ..
..................
يتبع
 
رد: Operation Michael علي الجبهة الغربية فيWW1..

الخطوط الألمانية والبريطانية قبل الهجوم:

Frontline_21031918_copy.jpg

ببداية عام 1918 كانت أوضاع قوات البعثة البريطانية BEF غير مطمئنة فمثل تلك الهجمات قد يشكل خطراً داهماً عليها ، بالإضافة إلي إنخفاض الروح المعنوية للجنود البريطانيين في كثير من الخطوط الأمامية للجبهة بسبب الخسائر الفادحة التي عانوا منها إبان معركة السوم الأولي والظروف الصعبة التي إكتنفت معركة Passchendaele ، كل ذلك ولّد لديهم شعوراً بالإحباط من نجاح الألمان في هجومهم هذا الأمر الذي سيجعل نجاحاتهم التي كسبوها في معركة Cambrai تتلاشي بالهواء ، فبريطانيا العظمي الآن متورطة في حرب منذ 3 سنوات وحالة جنودها تدعو للرثاء ، فتعييناتهم لاتكفي والمرض يتفشي بينهم ويحصد أرواحهم ..

الهجوم الألماني الرئيسي الوحيد علي الجبهة الغربية تم خلال معركة يبيريس Ypres الثانية عام 1915 ضد القوات الفرنسية بجبهة Verdun الأمر الذي أعطي البريطانيين خبرة قليلة في كيفية تنظيم الدفاعات في مواجهة الألمان ، ودفعت التكتيكات الألمانية المتقدمة في نظام دفاعات الخنادق البريطانيين إلي تبني تلك التكتيكات التي أثبتت نجاعتها عام 1917 ، وكان ذلك النظام " الدفاع العميق " يشتمل علي 3 مناطق ، منطقة الخط الأمامي للمعركة ومنطقة المعركة ومنطقة الخطوط الخلفية ، وبالتالي يستطيع منطقة الخط الأمامي الصمود بوجه العدو مع قيام منطقة ساحة المعركة بتدعيم تلك القوات وخلف ذلك منطقة الخطوط الخلفية التي تعمل علي معالجة أي اخطاء تظهر أثناء القتال ، عند حدوث أي إختراق في أي قطاع من الجبهة تندفع قوات الإحتياط لشن هجوم مضاد لغلق منطقة الإختراق ، هذا النظام "الدفاع العميق" قد أتاح للقوات المدافعة خفض نسبة القوات بالخطوط الأمامية والتي عادة ما تتحمل إصابات فادحة ، وبالتالي أصبح تشكيل فرقة المشاة البريطانية تبعاً لأسلوب الدفاع السابق والتي تضم 9 كتائب مشاة ، 3 كتائبمشاة في منطقة الخطوط الأمامية و 4 كتائب في منطقة المعركة و2 كتيبة في منطقة الخطوط الخلفية ..

وإختار الألمان مهاجمة قطاع مدينة St Quentin الذي سبق وأخذه البريطانيين منهم بعد قيامهم بالإنسحاب إلي خط هيدنبرج ربيع عام 1917 ، عقب تنفيذهم للإنسحاب أعطي رئيس الوزراء البريطاني اوامره بالإستيلاء علي تلك المنطقة وذلك خلافاً لرأي القادة العسكريين الذي رأو أن ذلك مضيعة للجهد خصوصا وأن مسئلة تحصينه تتطلب كثير من الرجال وهو ما لم يكن متوافراً حينها ..

وكانت ألمانيا قد قامت ببناء خط سيغفريد" يطلق عليه خط هيدنبرج" أثناء معركة السوم عام 1916 وإمتد من القناة حتي نهر موسيل Moselle بطول أكثر من 300 ميل وأشرف علي تصميمه العقيد فون لوسبرج von Lossberg وبني بواسطة الأسري البلجيكيين والروس ، وكانت أقوي خطوطه القريبة من مدينة St. Quentin بين Arras و Soissons ، وكانت نهاية الخط عبارة عن نظام الخنادق المتطور "الدفاع العميق" وكان كل خندق بعمق ميل ومحاط بسلك شائك لمسافة 50 قدم متعرجة ويحمي كما أشرنا سابقاً 3 مناطق ، وترتبط تلك الخنادق مع بعضها البعض بأنفاق ، وبمؤخرة نظام الخنادق هذا كان يوجد نظام دفاع من الخرسانة كملجأ للإحتياط وتم إخفاء بطاريات المدفعية علي المنحدرات الخلفية للخط ..

وبعد قيام الألمان بالإنسحاب من تلك الخطوط فيما سمي بعملية Alberich والتي إستمرت لمدة 5 أسابيع وإتبعت خلالها القيادة العليا الألمانية سياسة حرق الأرض وتخريب كل شئ ..

وفي شتاء العام 1917/1918 تم إنشاء الخط البريطاني الدفاعي حول المنطقة والذي تشكل علي هيئة قوس حول St Quentin والقري المجاورة المخربة ، وإختلف الخط البريطاني بتلك المنطقة عن خطوطهم الأخري بالجبهة فلم يتم إكمال بناء نظام الخنادق الدفاعية كما وجدت بعض النقاط المعزولة بالخط ، وحاول البريطانيين تعويض النقص في دفاعات الخط بتطبيق تكتيك الـ3 مناطق فيما يعرف بنظام "الدفاع العميق" وإكتملت إنشاءات مناطق الخطوط الأمامية والمعركة بحلول شهر مارس 1918 فيما لا تزال منطقة الخطوط الخلفية قيد الإنشاء ..
........................
يتبع
 
رد: Operation Michael علي الجبهة الغربية فيWW1..

شكرا لك على الموضوع
 
عودة
أعلى