إسرائيل تتذكر حرب "الاستنزاف":
721 قتيلاً على مدار 17 شهرًا من الهجمات..
والهجمات أضعفت سلاحها الجوي في حرب أكتوبر
721 قتيلاً على مدار 17 شهرًا من الهجمات..
والهجمات أضعفت سلاحها الجوي في حرب أكتوبر
وتمر السنين ... وتأتي الحقيقة "علي لسانهم" وتظهر للملأ ...
وسيظهر العديد من الأخبار والحقائق عن حرب الأستنزاف ... والبطولات المصرية
حقا .. كانت حرب 1967 .. نكسة ومصيبة ... ولكنها "علي ما يبدو وأكدته الأيام" كانت لازمة لأن تفيق العقلية القيادية المصرية من غرورها وتتعلم أن الواقع شيء آخر
رحم الله جمال عبدالناصر ....
د. يحي الشاعر
[align=right]
كتب محمد عطية
(المصريون): : بتاريخ 7 - 3 - 2009
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن 721 إسرائيليا، هم إجمالي عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي، الذين سقطوا في الهجمات والعمليات العسكرية التي شنتها مصر على أهداف إسرائيلية في أعقاب هزيمتها في حرب السادس من يونيو 1967م، وذلك على فترات متفاوتة استمرت لمدة 17 شهرا.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، "في الثامن من مارس 1969م بدأت مصر قصفها الثقيل على طول 120 كم في قناة السويس، وعلى مدى 17 شهرا استمر المصريون في عملياتهم العسكرية على طول القناة، وحينها عانى المواطنون الإسرائيلية من بلدة قريات شمونيه شرقا إلى إيلات غربا بعد تساقط الكاتيوشا عليها والعمليات الفدائية المستمرة، وأسفر ذلك عن مقتل 721 إسرائيليا، هم 594 جنديا و 127 مدنيا إسرائيليا.
وكانت الحكومة الإسرائيلية كرمت جنودها الذين شاركوا في حرب "الاستنزاف"، بعد مضي أكثر من 30 عاما، ما أثار سخرية الصحيفة سخرية، قائلة إن الحكومة الإسرائيلية قامت بمحو هذه الحرب من ذاكرتها، وإنها في عام 2002م فقط "تذكرت هذه الحرب وخسائرنا فيها وقررت منح الجنود الذين حاربوا فيها وعائلاتهم أوسام الشرف".
وكشفت تفاصيل عن تلك الحرب بعد 40 عاما من نشوبها، ".. في الثامن من مارس عام 1969 وفي ساعات ما بعد الظهر بدأ المصريون في قصفهم لخط بارليف الذي تم إنشاؤه على قناة السويس، وهو الأمر الذي كان مفاجئا حيث قامت مصر بفتح مدفعيتها على طول 120 كم ورد الجيش الإسرائيلي بنيران ثقيلة مصيبا عددا من مواقع تكرير البترول المصرية في منطقة السويس".
وبعد أيام من نشوب الحرب تم اغتيال الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة الأركان المصرية، لكن العمليات الفدائية استمرت في جنوب إسرائيل وفي جنوب لبنان وسوريا والأردن، وهو ما قالت الصحيفة إن تسبب في معاناة للإسرائيليين من سكان قريت جان شرقا وحتى إيلات غربا جراء صواريخ الكاتيوشا، كما تم اختطاف الطائرات في إسرائيل خلال تلك العمليات.
وأشارت الصحيفة إلى ملابسات الإعلان عن تلك الحرب، قائلة "بعد وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو 1967م، وجدت مصر نفسها أمام أزمة عميقة، فالجيش المصري تم تدميره وكرامة المواطنين المصريين انهارت وبعد الهزيمة استقال الرئيس جمال عبد الناصر وعاد بعد ضغط إلى مقاليد الحكم، وفي مؤتمر الخرطوم الذي عقد بعد الحرب وقعت الدول العربية بزعامة مصر على بيان به ثلاثة لاءات، لا للاعتراف بإسرائيل ولا للمفاوضات معها ولا الدخول معها في سلام".
وأكدت أن "عبد الناصر تبنى استراتيجية جديدة وهي محو أثار العدوان وتحرير الأراضي التي احتلت عام 1967م لكن تحرير الأرض كان هو المرحلة الأخيرة في سلسلة إجراءات؛ أولها تطوير الجيش المصري والذي تلقى ضربة شديدة، بالإضافة إلى عدم إعطاء إسرائيل وقتا للهدنة والاستمتاع بثمار النصر"، لافتة إلى العبارة الشهيرة للرئيس عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لابد أن يسترد بالقوة".
ونقلت الصحيفة عن اللواء احتياط شلولو لاهاط قائد لواء 252، الذي كان مسئولا عن قطاع القناة خلال حرب الاستنزاف قوله، إنه لن ينس طوال حياته قوة النار التي تم توجيهها تجاه الجانب الإسرائيلي للقناة في يوم اندلاع الحرب، مضيفا أن مصر أطلقت 40 ألف قذيفة صاروخية على المواقع المحصنة عسكريا هناك، وهو الأمر الذي لم يكن عاديا بالمرة"، لافتا إلى أن "المصريين بدوا جادين في قصفهم".
وأضافت أن الجنود الإسرائيليين في سيناء حاولوا الرد على هذه القصف عن طريق الدبابات والمدفعية، "لكنهم فشلوا بسبب قوة النار المصرية فالسوفيت قاموا بتحصين المصريين وتدعيمهم وتسليحهم، وكان للجيش المصري الأفضلية من ناحية نيران المدفعية الخاصة به كما دخلت قوات من الكوماندوز المصريين إلى الأراضي الإسرائيلية بهدف الهجوم على المواقع العسكرية مسببين خسائر في صفوفنا".
ووصفت "يديعوت" المرحلة الأخيرة من حرب الاستنزاف بأنها "كانت مهمة جدا وأدى ذلك إلى تقدم ويليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي بمبادرة لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل"، وقد انتهت الحرب بموافقة عبد الناصر على المبادرة في مايو 1970.
وذكرت أن "مصالح إسرائيل الأساسية كانت تتمثل في منع تقدم الصواريخ المصرية السوفيتية إلى مدى لا يمكن لتل أبيب منعها فيه، لذلك قامت بخوض مواجهات عسكرية مع سلاح الدفاع الجوي المصري السوفيتي، وأسقطت عددا من أفضل طياريها، لكن المصريين في المقابل أرادوا التقدم بالصواريخ إلى خط القناة وذلك لحماية القوات البرية التي نجحت في عبور القناة".
وكانت العمليات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي في الأراضي المصرية دفعت مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1969م، تبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام، وقد حمى كل السماء المصرية و أضعف التفوق الجوي الإسرائيلي.
وحسب البروفيسور ديما أدمسكي الباحث في جامعة هارفارد، وصاحب كتاب "حرب القوقاز المتعلق بدور روسيا في الحرب المصرية، فإن "تطوير المجال الجوي المصري الذي جاء بالتعاون مع روسيا، أتى بنجاحه عام 1973 عندما نجح المصريون في عبور قناة السويس".
وقالت "يديعوت" "إن السبب في أن سلاح الجو الإسرائيلي لم ينجح في تحقيق أهدافه بالجبهة خلال حرب الغفران (حرب السادس من أكتوبر) هو خسائرنا خلال حرب الاستنزاف"، ونقلت عن كاباها قوله "المصريون تلقوا ضربة شديدة لكن من الناحية العسكرية أصبحوا جيدون بعد حرب 1967 وذلك عن طريق استخدام ترسانة من الصواريخ في اللحظة الأخيرة".
[/align]