مشاهدة المرفق 441289
كيف تم اغتيال ليون تروتسكي ؟
شرارة الصراع بين ستالين و تروتسكي ( صراع الرفاق الشيوعيين )
كان تروتسكي يسعى دوماً إلى تولي زمام السلطة في الحزب والدولة. لكن لينين الذي حظي في مرحلة الثورة والحرب الاهلية بشعبية أكبر منه حال دون وقوع ذلك. بدأ التصادم مع ستالين، ونشأ أول جدال حول نقابات العمّال، فقد أراد تروتسكي جعلها تحت سلطة الدولة، ولم يرغب ستالين في ذلك . إلا أنه بعد موت لينين عام 1924م لم يحضر تروتسكي الجنازة لعدم تواجده في المدينة وقتها، فيما أعلن ستالين نفسه خليفة للزعيم واتهم تروتسكي بقلة الاحترام للينين، فاحتدم الصراع من أجل السلطة بينه وبين ستالين الذي تمكن من التحالف مع زينوفييف وكامنييف وبوخارين وغيرهم بل وتمكن أيضاً من عزل انصار تروتسكي في الحزب واشعال خلافات بينه من جهة وانصاره من جهة أخرى. وفي عام 1926م تم اعفاء تروتسكي عن العضوية في المكتب السياسي في الحزب البلشفي بتهمة النشاط المعادي للحزب. ونفيه من الحزب الشيوعي من قبل ستالين .
مجزرة التروتسكيين في روسيا وهروب تروتسكي
تم تهجيره عام 1929م، خارج الأتحاد السوفيتي إلى مدينة آلما آتا في آسيا الوسطي ، ثم إلى تركيا. أما أنصاره في الحزب الذين اعترفوا باخطائهم مثل زينوفيف وكامينيف وراديك وانتونوف اوفسينكو وغيرهم تم اعدامهم كلهم على يد ستالين في ثلاثينات القرن الماضي. وفي عام 1932م تم نزع جنسية الأتحاد السوفيتي عن تروتسكي، فانتقل إلى فرنسا ثم إلى الدنمارك والنرويج عام 1935م. ثم اعتقلته الحكومة النرويجية وصادرت مؤلفاته كلها خشية لتأثيره السلبي على الوضع الداخلي في البلاد. واضطر إلى مغادرة البلاد خوفاً من تسليمه إلى الحكومة السوفيتية. وفي عام 1936 هرب تروتسكي إلى المكسيك حيث أقام في منزل الفنان ديوغو ريفيرا.
الحكم من المحكمة باعدام ليون تروتسكي ولكنه هرب من روسيا
اقيم في عام 1937م في الأتحاد السوفيتي المحاكمة على تروتسكي التي أصدرت بحقه حكم الإعدام الغيابي، ووجّه إليه تهمة الخيانة العظمى .
اغتيال ليون تروتسكي
عرض تروتسكي في مايو عام 1940م لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي ترأسها المكسيكي سيكيروس الستاليني والفنان المعروف. في أغسطس عام 1940م .
صعّد ستالين جهوده لإزالة هذه الشوكة التي تؤذي خاصرته، وتمكن رجاله عام 1938م من التسلل إلى مشفى باريس ، حيث كان ابن تروتسكي ليون يرقد مريضاً هناك، وخطفوه ثم قتلوه باسم الثورة .
وفي صباح 24 من شهر مايو أيار سنة 1940م، اندفع عشرون رجلاً - متخفّين بملابس رجال الشرطة المكسيكية - داخل منزل تروتسكي في مدينة مكسيكو سيتي ، وزرعوه بالديناميت ، وأمطروه بالرصاص ... ولم يكن تروتسكي في المنزل .. لكنهم اقتادوا حارسه القادم من نيويورك : روبرت شيلدون .. وقد عثر على جثته ممزّقة بفعل شفرات السكاكين الستالينية .
بعد ذلك الهجوم الرهيب، تحول منزل تروتسكي إلى ما يشبه القلعة ، فقد أضيف المزيد من الفولاذ إلى الأبواب والنوافذ ، وحشدت الأسلحة الأوتوماتيكية حول منافذه، فيما جُنّد جيش من الحراس للمراقبة .
وكما يحدث عادة، أهمل تروتسكي حماية نفسه من أصدقائه، ففي عام 1940م، قدمت فتاة أمريكية سيلفيا آغليوف صديقها فرانك جاكسون إلى تروتسكي، وكانت قد عرفت فرانك قبل سنتين في باريس .
لقد حاز فرانك صفات محببة، فهو مستمع جيد، وطالب مجدّ، ويحسن الإطراء ، وبذلك صار ضيفاً دائماً على مائدة تروتسكي، وأحد أفراد الحلقة المحبّبة لديه .
أما من حيث الهواية ، فكان فرانك يمارس تسلق الجبال ، ويتدرّب على استعمال الفأس أثناء التسلّق .
لم يخطر ببال أحد أن يتساءل عن مصدر دخل فرانك مع أنه ينفق الكثير دون أن تنضب أمواله .
لم تدرك سيلفيا أن فرانك كان في الحقيقة عميلاً سوفييتاً اسمه رامون ميركادير ، ويحمل على عاتقه مهمة اغتيال تروتسكي بمساعدة إفريقا دي لاس إراس.
وفي يوم 20 من شهر أغسطس سنة 1940م دخل رامون منزل تروتسكي متسلّحاً بمسدس وخنجر ، وحاملاً فأساً في ثنايا معطفه . ثم توجّه المتآمر إلى غرفة المكتب حيث أخفى الفأس، وبعد ذلك توجّه لمجالسة تروتسكي .
دخل رامون مع تروتسكي إلى غرفة المكتب، وفجأة سمعت زوجة تروسكي ضجة في تلك الغرفة فنادت الحراس واندفعت تفتح الباب، ويا لهول المنظر الذي شاهدته في الداخل ... فالدم يغطّي المكان بلونه الأحمر القاني .
حسب اعترافات القاتل، فإنَّ الجريمة وقعت على هذا الشكل :
وضعت معطفي على المنضدة كي أتمكّن من تناول الفأس في اللحظة المناسبة من جيب المعطف ... لقد حملت الفأس وقد تشنّجت قبضتي، ثم أغمضت عيناي وضربته بقوة على رأسه ... وأطلق الرجل صرخة لن أنسى صداها ما حييت .. كانت صرخة طويلة طويلة .. ولا زالت تطرق رأسي ..
لم يسقط تروتسكي على الأرض ، فحاول القاتل إطلاق رصاص المسدس ، لكن الباب فتح ودخل اثنان من الحرّاس وانقضّا على القاتل وأوسعاه ضرباً قاسياً مؤذيا .. وفي تلك الأثناء سقط تروتسكي متهالكاً ...
نقل الرجلان إلى المشفى المركزي في مكسيكو ، وقد تعافى رامون سريعاً، ومات تروتسكي في المستشفى بعد 26 ساعة متاثرا بجراحه يوم 21 اغسطس عام 1940
قبر ليون تروتسكي في مدينة مكسيكو.
وبموت تروتسكي انتهى نشاطه الثوري وضعف التيار التروتسكي في العالم لصالح الشيوعية الستالينية
اريد اضافة شيء اخر غفل عنه كثير من الباحثين في تاريخ الحقبة السوفييتية جزء من الصراع بين ستالين و تروتسكي يعود الى اسباب الخلفية الدينية لهما ، فجوزيف ستالين اتى من خلفية مسيحية ارثوذوكسية بينما ليون تروتسكي اتى من خلفية يهودية وما قبل اندلاع الثورة البلشفية كانت هناك حساسيات بين الارثوذوكس واليهود ، طبعا هذا ليس السبب الرئيسي لصراع الرفاق الشيوعيين ولكنه في رأيي احد اسبابه !