صـ.ـاحت “وا معتصماه” فأجابتها الأمّة “لبيك لبيك”.. يوم كانت صـ.ـرخة “الحـ.ـرة” تهد.م قلاع الأعـ.ـداء.. فتح عمورية

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,376
التفاعل
2,078 24 3
الدولة
Morocco

%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9.jpg


صـ.ـاحت “وا معتصماه” فأجابتها الأمّة “لبيك لبيك”.. يوم كانت صـ.ـرخة “الحـ.ـرة” تهد.م قلاع الأعـ.ـداء.. فتح عمورية
أيام العز والكرامة عند العرب والمسلـ.ـمين عندما مكان العربي المسلم يستجار به فيجير حتى وإن كلفه ذلك أغلى مايملك وهي روحه.
تكررت الحوادث التي حفرت في وجدان الامة العربية والإسلامية والتي كانت سببها صـ.ـرخة امرأة عربية مقـ.ـهورة تسبب بقهـ.ـرها أعد.اء الامة.
ولكن ما حدث يوم عمورية لا يمكن أن يتكرر في التاريخ لأن عمورية ليست لا ثكـ.ـنة عسكـ.ـرية ولا قلعة صغيرة فهي لا تقل أهمية ولا مكانة عن فتح القسطـ.ـنطينية.
كانت أبرز المعارك بين المسلـ.ـمين والبيزنطيين في عهد المعتصم بالله، وكان سـ.ـببها اعتد.اء الإمبراطور البيزنطي تيوفيل بن ميخائيل على بعض الثغور والحصون على حدود الدولة الإسلامية ،
وحين بلغ المعتصم ما وقع للمسلـ.ـمين في هذه المدن، وصـ.ـيحة امرأة مسلـ.ـمة وقعت في أسر الروم: وامعتصماه، فأجابها وهو جالس على سريره: لبيك لبيك،
وجهز جـ.ـيشًا ضخمًا أرسله على وجه السرعة لإنقـ.ـاذ المسـ.ـلمين، ثم خرج بنفسه على رأس جـ.ـيش كبير وفتح مدينة عمورية ، وهي من أعظم المدن البيزنطية، واستـ.ـولى على ما بها من مغـ.ـانم وأموال كثيرة جدا
كتب بابك الخرمي إلى حـ.ـليفه إمبراطور الروم البيزنطيين ‘تيوفيل بن ميخائيل بن جورجس’ عندما ضيّقت عليه جيـ.ـوش ‘المعتصم’ الحصـ.ـار قائلاً : “إن ملك العرب ‘المعتصم’ قد جهّـ.ـز إليّ جمهور جـ.ـيشه ولم يبق في أطراف بلاده من يحفظها.
فإن كنت تريد الغنـ.ـيمة فانهض سريعاً إلى ما حولك من بلاده فخذها، فإنك لا تجد أحداً يمـ.ـانعك عنها. فإن أردت الخروج إليه فاعلم أنه ليس في وجهك أحد يمـ.ـنعك”.
كل ذلك طـ.ـمعاً من ‘بابك’ في أن يتحرك الروم للتخفيف عنه وكشف بعض ما هو فيه، فخرج ‘تيوفيل’ في سنة 223هـ بعد سنتين من رسالة بابك، وانقـ.ـضّ ‘تيوفيل’ على مدينة ‘زبطرة’ وأعمل بها السـ.ـيف، وقـ.ـتل الصـ.ـغير والكبير بلا إنـ.ـسانية ولا رحمة، وسـ.ـبى من النسـ.ـاء أكثر من ألف امرأة بعد ذبـ.ـح أطـ.ـفالهن،
ومثّل بمن صار في يده من المسلـ.ـمين، وسمـ.ـل أعـ.ـينهم، وقـ.ـطّع آذانهم وآنافهم، ثم أغـ.ـار على ‘ملطية’ فأصابها ما أصـ.ـاب ‘زبطرة’،
فضـ.ـجّ المسلـ.ـمون في مناطق الثغور كلها، واستغـ.ـاثوا في المساجـ.ـد والطرقات، وبلغ الخبر ‘المعتصم’ فاستعـ.ـظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه.
فأجاب وهو على سريره: لبيك لبيك، ونادى بالنفـ.ـير العام، ونهض من ساعته.
وأورد أحد المؤرخين: أن صاحب عمورية من ملوك الروم كانت عنده شـ.ـريفة من ولد تحويل فاطمة رضي الله عنها، مأسـ.ـورة في خلافة قالب: ‘المعتصم بن الرشيد’، فعـ.ـذبها فصـ.ـاحت الشريفة فعـ.ـذّبها، فصاحت الشريفة: وامعتصماه، فقال لها الملك: لا يأتي لخـ.ـلاصك إلا على أبلق -فرس فيه سواد وبياض.
المعـ.ـركة
بلغ ذلك ‘المعتصم’ فنادى في عسـ.ـكره بركوب الخيل البلق، وخرج وفي مقدمة عسـ.ـكره أربعة آلاف أبلق، وأتى عمورية وفتحها، وخلّـ.ـص الشـ.ـريفة،
وقال: “اشهـ.ـي لي عند جدّك أني أتيت لخـ.ـلاصك، وفي مقدمة عسكـ.ـري أربعة آلاف أبلق”. ولما انتهى الخبر بما جرى في الثغـ.ـور إلى ‘المعتصم’ فصاح في قصره: النفـ.ـير النفـ.ـير،
وأحضر القاضي عبد الرحمن بن إسحاق وشعيب بن سهل ومعهما ثلاثمائة وثمانية وعشرون رجلاً من أهل العـ.ـدالة، فأشهـ.ـدهم على ما وقف من ضـ.ـياع، فجعل ثلثاً لولـ.ـده، وثلثاً لله، وثلثاً لمواليه،
ثم أرسل نجـ.ـدة لأهل الثغـ.ـور يؤمّـ.ـنون الناس حتى عادوا إلى قراهم. وعندما سار ‘المعتصم’ باتجاه الثغـ.ـور تساءل: أي بلاد الروم أمـ.ـنع وأحصـ.ـن؟
فقيل: عمورية، لم يعر.ض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسـ.ـلام، وهي عين النصـ.ـرانية وبنكها، وهي أشـ.ـرف عندهم من القسطـ.ـنطينية، فسار باتجاهها، بجهاز عظيم من السـ.ـلاح والعدد وآلات الحـ.ـصار والنفط،
وعندما وصل الجـ.ـيش الإسـ.ـلامي بلاد الروم أقام على نهر اللامس -الحـ.ـد الفاصـ.ـل بين الخـ.ـلافة العباسية والدولة البيزنطية،
على ضفتيه كانت تتم مبادلة الأسـ.ـرى- ومن ضفاف نهر اللامس سيّر ‘المعتصم’ ‘الأفشين’ شمالاً وهـ.ـدفه قالب:أنقرة، وسيّر خلفه ‘أشناس’، ثم سار خلفهما، فكان معهما قبالة أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، اتجه بعدها إلى عمورية.
واجتمعت كل العسـ.ـاكر بقيـ.ـادة ‘المعتصم’ عند عموريّة، فركب ودار حولها دورة كاملة، وقسّمها بين القـ.ـوّاد، جاعلاً لكل واحد منهم أبراجاً من سورها، وذلك على قدر كثرة أصحابه وقـ.ـلتهم، وصار لكل قائد منهم ما بين البرجين إلى عشرين برجاً.
فـ.ـتح عمورية:
أما أهل عمورية فقد تحـ.ـصّنوا داخل أسوار مدينتهم، متّخذين ما استطاعوا من الحـ.ـيطة والاحــ.ـتراز.
وعلم ‘المعتصم’ من عربي متنصّ.ــر، تزوّج في عمورية وأقام بها، أن موضعاً من المدينة جاءه سـ.ـيل شديد، فانـ.ـهار السور في ذلك الموضع،
فكتب ملك الروم إلى ‘ياطس’ -عامله على عمورية- أن يعيد ذلك الموضع ويعيد تشييده، تحسّباً لنتائج فعلته في “زبطرة’ والثغـ.ـور الإسـ.ـلامية، فتوانى باطس في بنائه وترميمه،
وعندما علم أن “تيوفيل’ خرج من القسطنطينية إلى بعض المواقع متفقداً، تخوّف “ياطس’ أن يمر ‘تيوفيل’ على عمورية فيرى جانباً من سورها لم يرمم،
فوجّه “باطس’ الصنّاع والبنائين فبنوا وجه السور بالحجارة حجراً حجراً، وتركوا وراءه من جانب المدينة حشواً ثم عقدوا فوقه الشرف، فبدأ كما كان.
ولما علم ‘المعتصم’ بذلك، أمر بضرب خيمته تجاه هذا الموضع، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها، فانفرج السور من ذلك الموضع،
فلما رأى أهل عمورية انفراج السور دعّموه بالأخشاب الضخمة كل واحدة إلى جانب الأخرى لا فرجة بينهما، فكان الحجر إذا وقع على الخشب تكسـ.ـر فيهـ.ـرع المحاصرون لتدعيم السور بأخشاب ضخمة جديدة ليحـ.ـموا السور من الانهيار.
وعندما توالت قذائف المجانيق على هذا الموضع الواهن، انصدع السور، فكتب ‘ياطس’ إلى ‘تيوفيل’ كتاباً يعلمه فيه بأمر السور وحرج الموقف وقوة الحصار،
ووجّه الكتاب مع رجل يتقن العربية ومعه غلام رومي، فانكشف أمر الرجلين للمعتصم، واستمر جند ‘المعتصم’ يبيتون بالتناوب على ظهور الدواب في السلاح ودوابهم بسروجها حتى انهدم السور ما بين برجين، من الموضع الذي وصف للمعتصم أنه لم يحكم عمله.
ودوى في فضاء عمورية صوت اهتزت له جنباتها، إثر تهدم جانب السور، فطاف رجال المسلمين يبشرونهم أن الصوت الذي سمع، صوت السور فطيبوا نفساً بالنصر.
لقد فعلت المجانيق فعلتها في السور وتنبه المعتصم إلى سعة الخندق المحيط بعمورية وطول سورها ، فأمر ببناء مجانيق ضخمة كبيرة يعمل على كل منها أربعة رجال ، وللوصول إلى السور كان لا بد من ردم أجزاء من الخندق، فدفع لكل جندي شاة لينتفع من لحمها وليحشو جلدها تراباً ،
ثم جمـع (سلاح المهندسين) الجلود المملوءة تراباً وطرحها في الخندق. كما أمر ‘المعتصم’ ‘مفارز’ الفعلة بأن تردم جوانب من الخندق المحيط بسور عمورية مستفيدة من جلود الغنم المملوءة تراباً، كي يمكن الدبابات من الوصول إلى السور،
وكلف ‘مفارز’ من الرجالة بحماية العاملين وبردم الخندق، وحماية العاملين في الدبابات أثناء قيامها بالواجبات المترتبة على كل منها.
وطرح العاملون من الفعلة الجلود فلم تقع مستوية منضدة بسبب تكثيف الروم رمـ.ـيهم الحجارة على العاملين بردم الخندق فجاءت الجلود في الخندق غير مستوية فطرحوا فوقها التراب حتى أصبحت مستوية.
وفي صباح يوم جديد من الحصار، بدأ القـ.ـتال على الثلمة التي فتحت في السور ولكن الموضع كان ضيقاً لم يمكنهم من اختراق الثلمة، فأمر ‘المعتصم’ بالمنجنيقات الكبار التي كانت متفرقة حول السور فجمع بعضها إلى بعض، وجعلها تجاه الثلمة، وأمر أن يرمـ.ـى ذلك الموضع لتتسع الثلمة، ويسهل العبور،
وبقي الرمي ثلاثة أيام فاتسع لهم الموضع المنثـ.ـلم، واستخدمت أكباش الدبابات أيضاً لتوسيع الثلمة. وركب ‘المعتصم’ حتى جاء فوقف حذاء البرج الذي يقاتل فيـ.ـه ‘ياطس’ فصاح بعض الجند العرب : يا ‘ياطس’، هذا أمير المؤمنين، فصاح الروم من فوق البرج: ليس ‘ياطس’ هاهنا،
فغضب ‘المعتصم’ لكذبهم وتوعد فصاحوا: هذا ‘ياطس’، هذا ‘ياطس’، فصعد جندي على أحد السلالم التي هيئت أثناء الحصار، وقال لياطس: هذا أمير المؤمنين فانزل على حكمه، فخرج ‘ياطس’ من البرج متقلداً س.ـيفاً حتى وقف على البرج،
و’المعتصم’ ينظر إليه فخلع سيفه من عنقه، ودفعه إلى الجندي العربي الذي صعد إليه، ثم نزل ‘ياطس’ ليقف بين يدي ‘المعتصم’، معلناً سقوط عمورية بيد ‘المعتصم’ وجنده.
لقد سقطت عمورية بعد أهم معـ.ـركة عربية استخدمت فيها أدوات الحـ.ـصار الضخمة الكبيرة كالدبـ.ـابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوماً، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ.
ثم أمر المعتصم بطرح النـ.ـار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهد.مت، وجاء ببابها الرئيسي إلى سا.ــراً مخالبه التي تطاولت على (زبطرة)،
ومستجيباً لصيحة الهاشمية الحـرة ( وامعتصماه )، جاءها على خيل بلق، فخلّصها وقـ.ـتل الرومي الذي لطمها، ثم أمر ببناء زبطرة وشحنها بالرجال والعـ.ـتاد والميرة، فرامها الروم بعد ذلك فلم يقدروا عليها.
 
عودة
أعلى