قالت شبكة CNN الأميركية، أمس الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن حاملة طائرات صينية جديدة ذات تكنولوجيا تعادل قدرات نظيراتها الأميركية، يمكن أن تنطلق بحلول شهر فبراير/شباط الأول القادم، وذلك وفقاً لتحليل لصور الأقمار الصناعية أجرته مؤسسة فكرية مستقرة في واشنطن.
في الصور التي قدمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ليوم 23 أكتوبر/تشرين الأول، يمكن رؤية أن حاملة الطائرات المعروفة باسم Type 003 تقترب من الاكتمال في حوض جيانغنان لبناء السفن بشنغهاي.
تتمتع بخصائص أكثر تطوراً
تبدو تركيبات المكونات الرئيسية الداخلية والخارجية، بما فيها محطات توليد الطاقة ونظام انطلاق الطائرات، إما مكتملة أو قريبة من الاكتمال، وذلك حسبما قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وأوضح المحللون أنه لم يبقَ إلا تثبيت قليل من العناصر الإضافية، مثل الرادار وأنظمة التسليح، وهي عناصر يمكن إضافتها قبل إطلاق السفينة في نهر يانغستي.
في تعليق نُشر بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني، قال المركز: “استناداً إلى المعلومات المتاحة والتقدم الملحوظ في جيانغنان، يقدر المؤلفون أن Type 003 سوف تنطلق في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر”.
سوف تصير هذه الحاملة ثالث حاملة طائرات صينية وثاني حاملة طائرات مصنعة محلياً.
لكن خلافاً لشقيقتيها من حاملات الطائرات الصينية، لياونينغ وشاندونغ، قال الخبراء إن الحاملة Type 003 سوف تحمل خصائص أكثر تطوراً على صعيد تكنولوجيا إطلاق الطائرات، على غرار نظام المجنقة المستخدم من قبل حاملات الطائرات الأميركية.
سوف تسمح منصات الإطلاق الجديدة للصين بأن تُطلق مجموعة أوسع من الطائرات من الحاملة Type 003 بصورة أسرع وذخيرة أكثر.
يقول ماثيو فونيولي، الباحث الكبير في مشروع الصين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الحاملة Type 003 سوف تكون أول غزوة للجيش الصيني في عالم صناعة حاملات الطائرات المتطورة.
كما تابع قائلاً: “هذه خطوة كبيرة جداً للأمام. لقد التزموا بإنشاء برنامج حاملات، واستمروا في تجاوز حدود ما يقدرون على القيام به”.
سباق تسلح
تملك الصين الآن أكبر قوة بحرية في العالم، وتعد حاملات الطائرات السفن الرئيسية لأي أسطول من أساطيل القوى الكبرى في العالم.
تعد هذه السفن الضخمة قواعد جوية متحركة في الأساس تسمح بالانتشار السريع طويل الأجل للطائرات والأسلحة الأخرى في أي ميدان قتالي.
لكن قيمتها ليست مقصورة على القدرات القتالية، وذلك حسبما قال فونيولي. فلدى هذه الحاملات كذلك قيمة كبيرة فيما يتعلق بالهيبة الدبلوماسية وإظهار القوة وبسط النفوذ.
بهذا الخصوص، يوضح فونيولي: “تريد الصين أن يكون لديها قوة بحرية ذات طراز عالمي، إنها تريد أن تلمح للعالم أن لديها بحرية ذات طراز عالمي، وأن تحاول إقناع البلاد حول المنطقة وحول العالم بأنها على قدم المساواة مع الولايات المتحدة”، وأضاف أن رمزية القوة البحرية الأميركية دولياً تكمن في أسطولها من حاملات الطائرات.
صحيحٌ أن حاملتي الطائرات اللتين لدى الصين الآن زادت كلتاهما من القوة البحرية لها، لكن قدراتها لا تزال متخلفة بدرجة كبيرة عن الولايات المتحدة التي تملك 11 حاملة طائرات. إضافة إلى أن كلاً من الحاملتين الصينيتين لياونينغ وشاندونغ تستندان إلى تكنولوجيا سوفييتية عفا عليها الزمن.
يقول فونيولي إنه مع أن حاملة الطائرات الصينية المنتظرة Type 003 لديها أنظمة إطلاق متطورة، فإنها تتخلف عن نظيراتها الأميركية التي تملك أنظمة مجنقة أكثر، ومساراً جوياً أكبر، ومزيداً من المصاعد التي تسمح بعمليات نشر أسرع للطائرات.
يُضاف إلى ذلك أن حاملات الطائرات الأميركية تعمل بالطاقة النووية، بينما يُعتقد أن الحاملة الصينية Type 003 تعمل بالدفع البخاري التقليدي، الذي قال عنه فونيولي إنه سيقيد من النطاق الذي تستطيع الوصول إليه.