قصة وفاة غامضة قادت لاكتشاف سلاح !!

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
11,737
التفاعل
53,309 960 17
قصــة وفــاة غامضــة قــادت لاكتشــاف ســلاح !!

1635787513084.png

أحداث القصة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية العام 1936 مع حالة وفاة غامضة mysterious death لفتاة شابة وجدت مقتولة في البيت، على ما يبدو من خلال شظية معدنية نافذة في منطقة الصدر، تسببت في حدوث نزيف حتى الموت. لم يكن هناك إشارة أو دلائل على وجود دخيل غريب للمنزل، أو دافع للانتحار. كان هناك دليلان متوافران فقط: الأول أن الضحية كانت قد فتحت باب فرن التدفئة heating furnace، والدليل الآخر أن الطلقة كانت جداً غير عادية، فقد كانت صغير الحجم بشكل مثير (بحجم رأس الدبوس pin's head تقريباً) ومصنوعة من النحاس بدلاً من الرصاص. الفيزيائي الأمريكي المشهور "روبرت وود" Robert Wood دعي إلى المساعدة في التحقيقات وتفسير مصدر الشظية القاتلة. روبرت ألمح إلى أن شظية النحاس جاءت على الأرجح من مفجر استخدم في التنقيب عن الفحم، حيث ترك المفجر بدون إيقاد داخل كومة الفحم الحجري، ومع حرارة الفرن العالية حدث التحفيز والانفجار. لكن السؤال الأهم كان في كيفية تشكل غلاف المفجر النحاسي الرقيق إلى قذيفة قاتلة بدلاً من تحوله إلى رذاذ من الجزيئات غير المؤذية harmless particles؟؟

1635787551833.png

المفجر القياسي كان عبارة عن اسطوانة مجوفة بقطر 5 ملم وطول 40 ملم، مملوءة بمادة متفجرة. لاحظ روبرت أن الرأس الطرفي لأسطوانة المفجر كان أشبه في هيأته إلى الكأس أو القدح السطحي غير العميق shallow cup، لذلك هو اعتقد بأن الشظية المستقرة في جسد الضحية كانت قَد شكلت بصورة مكورة نتيجة ضغط الانفجار المتطور. لاختبار نظريته، علق روبرت مفجر مشابه فوق جرة من الفخار مملوءة بخمسة غالونات من الماء. ومع إشعال المفجر، ضربت قذيفة صادرة عن المفجر جرة الماء بقوة وسرعة عالية جداً للحد الذي حطمتها معها (القذيفة التي تم استعادتها بعد ذلك من بقايا الجرة المحطمة، حملت نفس شكل الشظية النحاسية محل البحث). الانفجار ضغط طرف المفجر المقعر concave وحوله لما يشبه الكرة، وأطلقه بسرعة مقدرة بنحو ثلاثة مرات سرعة رصاصة البندقية، أو نحو 1800 م/ث. هكذا وبمحض الصدفة أكتشف روبرت وود تأثير السلاح الجديد الذي سيطلق عليه لاحقاً في الدوائر العسكرية اسم "المقذوف المشكل انفجارياً" أو اختصاراً EFP.
 
عودة
أعلى