على المستوى الأمني، فتُعدّ خطوط أنابيب نقل الغاز والنفط الجزء الأكثر هشاشة بالمعنى البنيوي في أيّ نظام طاقة. فبالنظر إلى أنها تمتد لمسافاتٍ طويلة وتقطع مناطق نائية ومُقفرة في أكثر الأحيان، وبالنظر إلى أنها تمثل عقدة الوصل لأجزاء النظام كلها، فإن هذا يجعلها هدفا مثاليًا للاستهداف وعمليات التخريب، لأن تعطيلها لا يتطلّب الكثير من العتاد لكنه في نفس الوقت يضع النظام كله في حالة تجميد بكل المرافق المرتبطة به. وقد كان «خط الغاز العربي»، وتحديدا الوصلة التي تبدأ بمدينة العريش والتي ترتبط بمدينة عسقلان المحتلة، هدفا لهجمات تفجير متكررة في السنوات التي أعقبت العام 2011 وهو ما أدى حينها إلى إيقاف صادرات الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن. وفي آب الماضي، تعرّض الخط إلى تفجير بالقرب من
بلدة عدرا في ريف دمشق، الأمر الذي نجم عنه انقطاع التيار الكهربائي في كافة أنحاء سوريا آنذاك. ورغم أن إصلاح الأضرار من هذا النوع يمكن أن يجري بسرعة، ورغم أن تطور أنظمة الطائرات المسيّرة يمكن أن يوفر في زمننا هذا رقابة أكثر فاعلية على الخطوط ومعلوماتٍ استخبارية عن المخاطر المحيقة بها في وقتٍ أسرع، إلا أن هذه الحلول التقنية لن تُغني عن ترتيباتٍ أمنية أوسع لحماية الخطوط، وهي ترتيبات قد تتطلّب بالضرورة توافقاتٍ مع الأطراف التي تهدد الأنابيب أو رشوتها أو وعدها بعوائد منها أو اللجوء إلى الاصصدام معها وتصفيتها من أجل حماية مسار الأنابيب كخيارٍ أخير