بريطانيا تواجه أزمة نقص في إمدادات البنزين

OSORIS

عضو
إنضم
14 ديسمبر 2020
المشاركات
11,311
التفاعل
37,443 92 6
الدولة
Egypt

بريطانيا تواجه أزمة نقص في إمدادات البنزين​

اجتماع حكومي طارئ لمناقشة المشكلة والوزراء منقسمون حول منح تأشيرات مؤقتة لسائقين من الخارج​

FB_IMG_1632586818777.jpg


الجمعة 24 سبتمبر 2021 18:54

يعقد الوزراء المعنيون في اجتماعات مكثفة مساء الجمعة لمناقشة أزمة إغلاق محطات وقود السيارات نتيجة عدم وصول الوقود إليها، بسبب نقص في عدد سائقي الشاحنات الناقلة لها. وبعد ظهر الجمعة، أعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" (بي بي) أن 20 محطة وقود تابعة لها أغلقت في وجه السائقين الراغبين في ملء سياراتهم بالوقود، بينما تأثرت ما بين 50 و100 محطة بنقص نوع واحد على الأقل من أنواع الوقود فيها. ولدى "بي بي" شبكة من نحو 1200 محطة وقود في كلها.

FB_IMG_1632586822905.jpg




كما أعلنت شركة "إسو" أيضاً أن بعض محطات الوقود التابعة لها تأثرت بالأزمة. وأعلنت سلسلة محلات التجزئة "تيسكو" أن اثنتين من محطاتها البالغ عددها 500 قد تأثرت. ومع قدوم نهاية الأسبوع في بريطانيا، يلجأ السائقون لملء سياراتهم بأنواع الوقود من بنزين بدرجاته المختلفة أو الديزل. وفي مقابلة مع "سكاي نيوز"، صباح الجمعة، قال وزير النقل والمواصلات في الحكومة البريطانية غرانت شابس، "على السائقين الاستمرار في التصرف كعادتهم في ما يتعلق بملء سياراتهم بالوقود"، واعداً بحل سريع للأزمة.
وتأتي أزمة وقود السيارات نتيجة نقص سائقي الشاحنات، لتضاف إلى أزمات تتصاعد في بريطانيا في الآونة الأخيرة، آخرها ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي التي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات في شهرين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، بينما لجأت الحكومة لتعويض النقص في شبكات الطاقة بتشغيل محطات تعمل بالفحم وتزيد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.

FB_IMG_1632586825560.jpg



هجرة وفحص السائقين

وتواجه بريطانيا أزمة في سائقي الشاحنات جعلت منافذ بيع التجزئة ومحلات السوبر ماركت تحذر من نقص بعض أنواع الأغذية واختفائها من على أرفف المحلات. كما أن أزمة الغاز الطبيعي والكهرباء أدت إلى أزمة في الأغذية المجمدة مع تعطل التبريد.
وانضمت شركة "إيه إيه" لخدمات الطرق إلى الحكومة في مطالبة السائقين بعدم اللجوء إلى الهلع في تموين سياراتهم. وقال إدموند كينغ، رئيس الشركة، "ليس هناك نقص في وقود السيارات والمحطات تعمل في أغلبها بشكل طبيعي، إنما هناك بعض المحطات تعاني من مشكلات سلاسل التوريد... في أيام الجمعة عادة وعطلات نهاية الأسبوع تزدحم محطات الوقود في الأغلب. إذ يقوم السائقون بملء سياراتهم بالوقود مع خروجهم للتسوق أو استعداداً للسفر الطويل في عطلة نهاية الأسبوع أو استعداداً للتنقل في أيام العمل الأسبوع المقبل".

وناشد كينغ السائقين بعدم الشراء بهلع، مضيفاً "ننصح السائقين بعدم ملء سياراتهم بالوقود بغير الطريقة التي اعتادوا عليها دوماً. فحتى إذا كانت المحطة التي اعتادوا على ملء سياراتهم منها مغلقة، فهناك أخرى تعمل قريباً منهم".
تقدر بعض الجهات في بريطانيا أن النقص في عدد سائقي الشاحنات وصل إلى حوالى 100 ألف سائق. وبحسب أرقام مكتب الإحصاء الوطني، غادر حوالى 14 ألف سائق من دول أوروبا بريطانيا في العام الأخير. ويعود النقص في أعداد سائقي الشاحنات لعدة أسباب، منها عدم توافر سائقين من خارج بريطانيا بسبب تأخرهم في إجراء اختبارات فيروس كورونا، وكذلك اضطرار عدد منهم للدخول في الحجر بعد مخالطتهم مصابين بالوباء.
مشكلة بريكست
من بين الحلول العاجلة التي يناقشها الوزراء الجمعة، إصدار تأشيرات مؤقتة لسائقي الشاحنات من أوروبا للعمل في بريطانيا، بعد التعقيدات التي تسبب بها . لكن وزير النقل ووزير الأعمال كوازي كوارتنغ يعارضان تلك الفكرة. بينما هناك وزراء آخرون يؤيدون هذا الحل الذي يشبه "تأشيرات العمالة الموسمية" من أوروبا.
وفي مقابلته مع قناة "سكاي نيوز"، رد وزير النقل والمواصلات غرانت شابس مدافعاً عن بريكست بالقول إن "المشكلة ليست جديدة. هناك نقص في أعداد سائقي الشاحنات منذ أشهر خلال فترة وباء كورونا. لأنه في فترات الإغلاق كان يصعب على السائقين اجتياز اختبارات فحص قيادة الشاحنات وذلك ما أدى إلى المشكلة. لكننا الآن سنوفر المزيد من اختبارات الفحص وستحل المشكلة قريباً".
لكن رئيس رابطة سائقي النقل رود ماكنزي لا يرى أن الحكومة ستحل المشكلة. ويقول "ليست هناك نهاية قريبة في المدى المنظور للمشكلة، بل إننا ربما نضطر للتعايش مع أزمة نقص سائقي الشاحنات لمدة عام آخر أو أكثر، حتى لو تعاملت الحكومة مع المشكلة بسرعة".
يذكر أن مسحاً لسائقي الشاحنات في بريطانيا في يوليو (تموز) الماضي، شمل 615 سائقاً، بيّن أن بريكست هو ثاني أهم سبب في أزمة النقص. أما السبب الأول فهو تقاعد السائقين كبار السن وعدم حلول جدد محلهم.
مضخات مغلقة
وقد انتشرت صور لمضخات وقود مغلقة وأمامها طوابير سيارات اصطفّت للتزود خوفا من نفاد البنزين، وهي مثال صادم على صعوبات الإمداد التي يعاني منها البريطانيون نتيجة وباء كوفيد-19 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في حي شيفرد بوش بغرب لندن، اكتشف سائقو سيارات جاؤوا للتزود أن الوقود نفد في محطة "بي بي".
ومن بينهم شين كينيلي (38 عاما) التي أرجعت المشكلة إلى بريكست، وقالت "منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، صار هناك نقص عمالة في جميع القطاعات. كان ينبغي أن نفكر في الأمر، لكن هذه الحكومة لم تتوقعه أبدا".
تقدر "جمعية النقل البري" (ار اتش ايه) أن المملكة المتحدة تحتاج إلى حوالي 100 ألف سائق شاحنة إضافيين، وهو نقص أدى إلى مشاكل في الإمداد في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك في المتاجر الكبرى.
وقال غرانت شابس إن الوباء الذي أدى إلى إغلاق مراكز تدريب السائقين لأشهر، هو "السبب الرئيسي" لنقص السائقين، وهي مشكلة لا تقتصر على بريطانيا.
وتضاف إلى ذلك "مشاكل طويلة الأمد"، وفق الوزير الذي شدد على أن سياقة الشاحنات "عمل شاق ومردوده المالي لا يزال ضعيفا".
ولجذب المزيد من السائقين، حضّ وزير النقل على زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل في هذا القطاع.
دفع الوباء أيضا كثيرا من سائقي الشاحنات الأجانب إلى العودة إلى بلدانهم. وقد أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تعقيد وصول سائقين جدد من الاتحاد الأوروبي بسبب إجراءات الهجرة التي صارت أكثر تعقيدا.
لكن شابس اعتبر أن الناس "مخطئون" في عزو أصل المشكل إلى بريكست، وقال إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قدم بالفعل جزءا من الحل".
وأضاف "بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تمكنت من تغيير القانون وتغيير طريقة اختبارات القيادة بطرق لم أكن لأفعلها إذا كنا لا نزال جزءا من الاتحاد الأوروبي".

وقد أعلنت الحكومة الشهر الماضي عن تغيير القواعد لتسريع تدريب سائقي الشاحنات.

بدوره، حاول "اتحاد صناعة البترول في المملكة المتحدة" (يو كاي بي آي ايه) طمأنة البريطانيين، وقال إن "سلسلة إمداد الوقود مرنة والوقود يصل حاليا إلى الغالبية العظمى من المستهلكين".
لكن النائب عن حزب العمال ديفيد لامي حذّر الحكومة من أنها ستواجه "شتاء ساخطا" نتيجة نقص العمال والإمدادات.
 
أزمة وقود حادة في بريطانيا
446.png



رغم تصريحات الوزراء التي أشارت إلى ان أزمة الوقود في المملكة المتحدة لا ينبغي أن تستمر لأكثر من أسبوع آخر وإنها تتراجع، فإن صوراً التقطتها شبكة سكاي نيوز الإخبارية اليوم الجمعة أظهرت العكس.

وقال كيت مولتهاوس وزير الدولة لشؤون الشرطة إن الموقف بصدد العودة للاستقرار، لكن الوقود ما زال نادراً حيث تخلق السيارات المصطفة في محاولة للدخول إلى ساحات محطات الوقود، اختناقات مرورية.

وترجع مشكلات إمدادات الوقود إلى نقص في أعداد سائقي الشاحنات بلغ 100 ألف سائق، وذلك يرجع لمجموعة كبيرة من العوامل منها تعطل أعمال تدريب السائقين بسبب الجائحة، وكبر سن السائقين العاملين بالفعل، إضافة إلى نزوح العمال الأجانب بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي العام الماضي.


رغم تصريحات الوزراء التي أشارت إلى ان أزمة الوقود في المملكة المتحدة لا ينبغي أن تستمر لأكثر من أسبوع آخر وإنها تتراجع، فإن صوراً التقطتها شبكة سكاي نيوز الإخبارية اليوم الجمعة أظهرت العكس.
وقال كيت مولتهاوس وزير الدولة لشؤون الشرطة إن الموقف بصدد العودة للاستقرار، لكن الوقود ما زال نادراً حيث تخلق السيارات المصطفة في محاولة للدخول إلى ساحات محطات الوقود، اختناقات مرورية.
وترجع مشكلات إمدادات الوقود إلى نقص في أعداد سائقي الشاحنات بلغ 100 ألف سائق، وذلك يرجع لمجموعة كبيرة من العوامل منها تعطل أعمال تدريب السائقين بسبب الجائحة، وكبر سن السائقين العاملين بالفعل، إضافة إلى نزوح العمال الأجانب بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

وبالرغم من أن دولاً أخرى منها الولايات المتحدة وألمانيا، تعاني أيضا نقصاً في أعداد سائقي الشاحنات، فإن المشكلة كانت أكبر في المملكة المتحدة، إذ أدت إلى خلو المتاجر من البضائع والمنتجات وإغلاق مضخات الوقود.
ذلك يرجع بشكل جزئي لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي.
تقضي قواعد الهجرة بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي بعدم تمكن مواطني الاتحاد الأوروبي من الإقامة أو العمل في المملكة المتحدة بدون تأشيرة، كما اعتادوا عندما كانت المملكة المتحدة عضوا في التكتل الأوروبي.


 
انصح اهل المملكة المتحدة يجون يعبون عندنا بنزين ، لا زحمة ويعتبر رخيص بالنسبة لكم :شاهي:
 
:Cc

للدول الخليجية والتي تعتقد ان الاجنبي اصول ثابتة لاتحركها الصراعات والامراض والحروب والسياسة....
 
لم تصل بريطانيا بالطبع إلى مرحلة الجوع بعد، ولكنها لأول مرة منذ حرب أكتوبر/ رمضان 1973 تشهد تدافعا كبيرا على ، ما اضطر الحكومة لأن إرسال عدة آلاف من جنوده، ليتولوا سياقة سيارات النقل الكبيرة وتزويد المحطات بالوقود اللازم للطوابير الطويلة في شوارع لندن وغيرها من المدن الكبيرة المزدحمة في بريطانيا.

ومع أن "الجوع" لم يحدث بعد، إلا أن استخدام هذه الكلمة في العنوان ليس من قبيل الإثارة، ولكن لأنه يبقى أحد الاحتمالات الممكنة إذا لم تتخذ الحكومة قرارات سريعة لحل أزمة العمالة الناتجة عن الهجرة المعاكسة لمواطني الاتحاد الأوروبي، وخصوصا من دول شرق أوروبا الفقيرة نسبيا.

ثمة أخبار كثيرة متناثرة حول ما تسببه أزمة نقص العمالة، ستُظهر - إذا تم تجميعها - صورة قاتمة عن الوضع في بريطانيا بعد أقل من سنة من بدء المرحلة الانتقالية للخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت). من ضمن هذه الأنباء أن أصحاب التي تعتبر جزءا من مائدة الغالبية العظمى للشعب البريطاني؛ قد يضطرون لقتل 150 ألف حيوان بسبب نقص العمالة المطلوبة للعمل في هذا المجال، فيما بدأت التحذيرات من أزمة في توصيل الطلبات التي تزداد وتيرتها مع اقتراب أعياد الميلاد، وبات من الواضح أن "الديك الرومي" الذي يمثل تقليدا من تقاليد أعياد الميلاد لن يكون كافيا لتأمين الطلب المرتفع عليه في هذه الفترة.

مع أن "الجوع" لم يحدث بعد، إلا أن استخدام هذه الكلمة في العنوان ليس من قبيل الإثارة، ولكن لأنه يبقى أحد الاحتمالات الممكنة إذا لم تتخذ الحكومة قرارات سريعة لحل أزمة العمالة الناتجة عن الهجرة المعاكسة لمواطني الاتحاد الأوروبي، وخصوصا من دول شرق أوروبا الفقيرة نسبيا

بعيدا عن الطعام والوقود، يعاني أيضا قطاع الصحة من أزمة في العمالة، وتشمل هذه الأزمة المستشفيات وعيادات الأسرة، التي تجاوز عددها العام الماضي (2020) 17600 دار، يقيم فيها حوالي نصف مليون إنسان.

لا يشكل الوضع الحالي بكل تأكيد كارثة أو انهيارا، ولكنه يمثل خطرا حقيقيا على أسس دولة الرفاه التي تشكلت في أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. قامت دولة الرفاه على تعاقد غير مكتوب بين الشعوب وحكوماتهم، تقدم الحكومات -المنتخبة - وفق هذا التعاقد حياة مرفهة تؤمن الحد المتوسط من الحياة للغالبية العظمى للمواطنين، حتى لو لم يكونوا قادرين على العمل، ويلتزم المواطن بالمقابل بدفع الضرائب والالتزام القوي بالقانون. هذا التعاقد الاجتماعي استطاع أن يضع دول أوروبا الغربية في مقدمة دول العالم من حيث الثروة والديمقراطية والحريات ومحاسبة الحكام، إضافة لجعلها دولا متقدمة في السلام الاجتماعي، إذ أن الرفاهية تحسن من جودة الحياة وتحقق سلاما اجتماعيا تلقائيا؛ لا يتحقق لمواطني الدول التي يبذل الناس فيها قصارى جهدهم للحصول على الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

إذا فشلت الحكومة البريطانية في حل أزمة نقص العمالة في المجالات الرئيسية مثل الصحة والطعام والوقود، فإن التدافع الحاصل الآن على محطات الوقود قد يصبح جزءا من الحياة اليومية للبريطانيين، في محلات السوبرماركت والمستشفيات والشوارع، وهو الأمر الذي قد يتحول مع الوقت إلى شجارات يومية ونزاعات ستشكل بقعة قاتمة على حالة السلام الاجتماعي الذي يحظى به البريطانيون منذ عقود بفضل "دولة الرفاه".
إذا فشلت الحكومة البريطانية في حل أزمة نقص العمالة في المجالات الرئيسية مثل الصحة والطعام والوقود، فإن التدافع الحاصل الآن على محطات الوقود قد يصبح جزءا من الحياة اليومية للبريطانيين، في محلات السوبرماركت والمستشفيات والشوارع، وهو الأمر الذي قد يتحول مع الوقت إلى شجارات يومية ونزاعات

لم يكن لأزمة العمالة في بريطانيا أن تحدث لولا تصويت غالبية البريطانيين (حوالي 52 في المائة) لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2017. كانت نتيجة التصويت متأثرة بشعارات شعبوية لزعماء سياسيين، أحدهم ترك السياسة بعد "بريكسيت" وصار يجني الملايين من الإعلانات! بينما استفاد قائد حملة الخروج في حزب المحافظين بوريس جونسون من الفوضى السياسية التي خلقتها مفاوضات البريكسيت ليصبح رئيسا للوزراء بأغلبية غير مسبوقة منذ ثمانية عقود، فيما بدأ المواطنون بجني الثمار السيئة لهذا التصويت، سواء كانوا من الذين قالوا "نعم" أو "لا".

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس هو المثال الوحيد على مخاطر الشعبوية، حيث كانت أزمة وباء كورونا مثالا صارخا على هذه المخاطر. تلكأ قادة "شعبويون" مثل دونالد ترامب وبوريس جونسون في التعامل مع الأزمة ما أخّر فترة التعافي الجزئي منها، بينما ظل زعماء آخرون يطرحون شعارات شعبوية عن كون الوباء مؤامرة كما حصل في البرازيل، التي أصبحت بسبب شعارات رئيسها وسلوكه الشعبوي ثالث دولة في العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات .
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس هو المثال الوحيد على مخاطر الشعبوية، حيث كانت أزمة وباء كورونا مثالا صارخا على هذه المخاطر. تلكأ قادة "شعبويون" مثل دونالد ترامب وبوريس جونسون في التعامل مع الأزمة ما أخّر فترة التعافي الجزئي منها، بينما ظل زعماء آخرون يطرحون شعارات شعبوية

قد يكون لدى الكثيرين - ونحن منهم - مآخذ كثيرة على النظام الدولي والعولمة وحتى الديمقراطية، ولكن هذا النظام الذي استقر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح متجذرا في الحياة، ولذلك فإن إصلاحه يجب أن يحصل بالتدريج وليس بالانقلاب عليه تماما وبشكل مفاجئ، لأن هذا سيؤدي إلى اختلالات كبيرة يدفع المواطنون البسطاء ثمنها. ينطبق هذا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وطريقة التعامل مع وباء كورونا، وعلى شعارات شعبوية أخرى تنسف مفهوم الدولة، كما هو الحال مع الرئيس التونسي قيس سعيد على سبيل المثال.

ثمة انتقادات وعلامات استفهام كبيرة على النظام العالمي وإدارة الدول الحديثة، ولكن الإجابة عليها لا يمكن أن تكون "بالشعبوية" التي تمثل خطرا على الدولة وعلى الشعوب على حد سواء!

 
عودة
أعلى