تحديد معنى القوّة والغلبة عند الرسول صلى الله عليه وسلم

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan
[ مَنْ هو القويّ ؟
هذا سؤال أجاب عنه النبيّ (ص) في أكثر من حادثة ، نحاول أن نلتقط بعضها لأ نّها تأتي في سياق موضوعنا :
1 ـ مرّ رسول الله (ص) بقوم يرفعون أحجاراً ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : نختبر أشدّنا وأقوانا .
فقال : ألا أخبركم بأشدّكم وأقواكم ؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال (ص) : أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه عن قول الحقّ ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحقّ .
فالقوّة هنا قوّة أخلاقيّة ، وإلاّ فما قيمة قويّ في بدنه يصرع الأقوياء وهو لا يتورّع عن الدخول في الإثم والباطل والانحراف ، فهو هنا يُصرَع بسهولة ، رغم أ نّه يصعب التغلّب عليه هناك .
2 ـ مرّ رسول الله (ص) بجمع من الفتيان يتصارعون ، فسألهم عن ذلك ، فقالوا : نختبر أشدّنا وأقوانا .
فقال (ص) : ألا أخبركم بالصرعة ؟
فقالوا : بلى يا رسول الله .
فقال : الصرعة كلّ الصرعة (وكرّرها ثلاثاً) الرجل الذي إذا غضب يشتدّ غضبه ، ويحمرّ وجهه ، ويقشعر جلده ، ويطيع غضبه .
وقد قال (ص) لرجل جاءه يطلب النصيحة ، فقال له (ص) : «لا تغضب» وحينما رجع إلى قومه رآهم يتأهبون لقتال قوم آخرين ، فتدخّل لمنع القتال بتعويض قومه عن مغانمه ، وبذلك حقن دماء قومه ودماء الآخرين بحقنه غضبه وكظمه غيظه ، وفي ذلك يقول علي (عليه السلام) : «أشجع الناس مَنْ غلب حلمه غضبه» .
3 ـ كان المسلمون مولعين بسباق الخيل والجمال والرماية كجزء من فنون الحرب والقتال . وينقل أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يشترك في مثل هذه السباقات ، وكانت له ناقة معروفة بالجري لا تُسبق ، فظنّ بعض الصحابة بأ نّها سبّاقة لأ نّها ناقة النبيّ (ص) .
وذات يوم سابق النبيّ (ص) أعرابياً بناقته ، وكان الصحابة حاضرين يشاهدون السباق ، ولكنّ النتيجة جاءت بخلاف المعهود ، حيث سبقت ناقة الإعرابيّ ناقة النبيّ (ص) فصعق الصحابة ، فقال النبيّ (ص) : إنّها ترفّعت ، وحق على الله أن لا يترفّع شيء إلاّ وضعه .
وهي لفتة نبويّة لأولئك الرياضيين الذين يعيشون الغرور والتكبّر والعجب والخيلاء لمجرّد فوز في سباق ، ثمّ انّه (ص) رغم فوزه في السباقات السابقة ، لكنّه أراد أن يفنّد نظرتهم إلى أنّ ناقة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)لا تُسبق لعلاقتها بالنبيّ (ص) .
وممّا يروى في هذا الصدد ، أنّ النبيّ (ص) أجرى الإبل مقبلة من تبوك ، فسبقت العضباء (فرسه) وعليها أسامة بن زيد ، فجعل الناس يقولون : سبق رسول الله (ص) والرسول (ص) يقول : سبق أسامة، أي أنّ السبق للراكب وليس للمركوب .
فهذه المفاهيم الرياضية هي مفاهيم إسلامية في تحديد معنى (القوّة) ومعنى (الغلبة) .
* البلاغ
 
عودة
أعلى