علم المواد والتطبيقات الصناعية |
---|
«روسيا إنموذجًا» |
علم المواد |
---|
هو أحد فروع العلوم التطبيقية الذي يهتم بدراسة وتقويم وفهم العلاقة بين التركيب الكيميائي البنائي للمواد وخواصها بهدف تحسين هذه الخواص لجعلها أكثر ملائمة للتطبيقات المختلفة، ويركز علم المواد أيضًا على إمكانية التوصل إلى مواد جديدة ذات صفات متميزة تتلائم والاستخدامات المتعددة. ويشكل علم المواد أحد الأسس الرائدة في بناء وقيام الحضارة، فالمنشآت الضخمة والمشروعات الإنتاجية العملاقة دليل على أهمية علم المواد وشاهد على الدور الأساسي الذي يسهم به في إنشاء هذه المنشآت وتحقيق الأهداف الإنتاجية لتلك المشاريع، وأقرب مثال على هذا ما نشاهده من صواريخ حاملة للمركبات والأقمار الصناعية تنفث اللهب الحارق خلفها لتصل إلى درجة الحرارة فيه إلى نحو 2000°م، فأين تلك المواد الطبيعية التي تتحمل درجات الحرارة هذه؟ وأين هي من الصمود أمام إنطلاق هذه الصواريخ؟، لقد أنتج البحث المستمر في علم المواد مواد يمكنها أن تقوم بهذا الدور بكفاءة عالية. |
د. إبراهيم صالح المعتاز |
---|
الإشكاليات التي تطرح لتطوير علم المواد: |
- الأبحاث في هذا المجال تتطلب مبالغ مالية ضخمة (احتمالية الفشل في الوصول إلى المواد المطلوبة من الأموار الواردة)
- لا يمكن اختصار الأبحاث في هذا المجال بمجرد زيادة المبلغ فالخبرات التراكمية تولد من التجارب التي تمتد إلى أشهر وسنوات وعقود من الزمن
- غياب الأولويات والخطط الواضحة: من أين نبدأ؟ ومن يتحمل المسؤولية (الحكومة بشكل كامل – شراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص – القطاع الخاص بشكل كبير مع دعم ضئيل من الحكومة – القطاع الخاص بشكل كامل)؟
مقترحات: |
- البحث العلمي: زيادة الاهتمام بالبحث العلمي وتسجيل براءات الاختراع والترويج لها لتحقيق مكاسب اقتصادية تغطي التكاليف المالية كما أنها تدعم استمرار الأبحاث حتى لا تصبح عبأ مالياً بلا مردود اقتصادي
- التعليم والكفاءات: هيكلة النظام التعليمي بحيث يُنمّي الجانب البحثي في جميع مراحل التعليم ولا يقتصر الأمر على الدراسات العليا (الماجستير - الدكتوراه) مع الاهتمام في تطوير الكفاءات وإشراكها في حل مشاكل القطاع الحكومي والخاص! ومما يظهر أن الاستاذ الحاصل على شهادة الدكتوراه مع خبرة عملية في إحدى الشركات أو لديه تعاون مع إحدى الشركات يكون لديه فهم أعمق وإلمام أوسع في المجال التطبيقي!
ملاحظة: لا غنى للشركات المبتكرة والمطورة للتكنولوجيا من الشراكة مع الجامعات أو بعض طاقم الهيئة التدريسية في الجامعات من الحاصلين على شهادة الدكتوراه في إجراء الأبحاث أو أفتتاح قسم للأبحاث ضمن الشركة وتوظيف حملة شهادة الدكتوراه!
- تبني نظرية تريز وهي الحروف الأولى لكلمة روسية الأصل وتعني بالعربية نظرية الحل الابتكاري للمشكلات قام بتطويرها العالم الروسي جينريتش ألتشولر حيث تميزت هذه النظرية عن غيرها بأنها تستخدم طرقاً فريدة وغير تقليدية في حل المشكلات بوسائل إبداعية رائعة وتحفز نحو التفكير الابتكاري والإبداعي.
- شراء المعرفة (know-how): يوجد مراكز بحثية تقوم ببيع المعرفة وبراءات الاختراع
ونقل التقنية: العديد من الشركات والجامعات والمنظمات الحكومية الآن لديها مكتب نقل التقنية مخصصة لتحديد البحوث التي لها فوائد تجارية محتملة واستراتيجيات لكيفية استغلالها.
تجربة شركتي Siemens و GE في المملكة العربية السعودية!
للمزيد في هذه المشاركة |
البنية التحتية |
---|
وللإنطلاق في مجال الصناعة لا بد من تجهيز البنية التحتية للتحول إلى دولة صناعية!
أولا: المراكز البحثية |
---|
لا يمكن الإنطلاق في مجال علم المواد إلا من خلال إنشاء المراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال! فهي النواة الأولى للإنطلاق في عالم التصنيع |
حيث تمتلك روسيا العديد من المراكز البحثية المتخصصة في علم المواد وعلى سبيل المثال لا الحصر
- معهد عموم روسيا علم مواد الطيران
- معهد بروميتي المركزي للبحوث العلمية للمواد الإنشائية
- معهد بوشفار لأبحاث المواد غير العضوية
ثانيا: المصانع |
---|
هي مصانع متخصصة لها القدرة على إنتاج مواد أو سبائك تختلف في خواصها عن خواص العناصر المكونة لها |
وهنا قائمة لبعض المصانع الروسية
بعض مجالات تطبيقات علم المواد |
---|
في المجال النووي |
صناعة وعاء الضغط (Pressure Reactor Vessel)
يلاحظ أن الوعاء الروسي مقارنة بالأمريكي والفرنسي-الألماني والكوري يتفوق على نظرائه ، فنرى أن إرتفاعه هو الأقل من نظرائه! وأن سماكة جدار الوعاء هي الأقل 197.5 وضغط الوعاء 17.6 ميغاباسكال هي الأعلى مع نظيره الفرنسي-الألماني! أما درجة حرارة التصميم فتبلغ 350 درجة مئوية أقل بدرجة من الوعاء الفرنسي-الألماني ، أما وزن النقل فهو الأخف 330 طن، أما في الوزن المخصص حيث يتم حساب مقدار الميغاواط من الطاقة نسبة للوزن فهي الأقل في الروسي حيث تبلغ 0.28 طن لكل ميغاواط منتجة! وهذا راجع لسبائك الفولاذ المستخدمة في الوعاء الروسي! حيث نرى أن الوعاء الكوري هو الأطول وسماكة جدار الوعاء هي الأكبر وأقل في ضغط الوعاء وأقل في درجة حرارة الوعاء والأثقل وزنا والأثقل في الوزن المخصص!
وهذا يجيب على تساؤول أحد الأعضاء عن الفرق بين وعاء الضغط الروسي ووعاء الضغط الذي تم تصنيعه من قبل شركة الزامل!
وهذا يجيب على تساؤول أحد الأعضاء عن الفرق بين وعاء الضغط الروسي ووعاء الضغط الذي تم تصنيعه من قبل شركة الزامل!
وش الفرق بينه وبين وعاء الزامل
السر يكمن في علم المواد!
وأحد الاتجاهات الواعدة الجديدة هو تطوير وبحث وتطبيق سبائك التيتانيوم المقاومة للتآكل لهياكل بدن المفاعل النووي (VVER) والمولدات البخارية المتقدمة لمحطات الطاقة النووية.
الوقود النووي |
---|
تمتلك روسيا مركزا بحثيا متخصصا في تطوير المواد الخاصة بصناعة الوقود النووي (فهناك الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع) |
في عام 2018 أعلنت شركة TVEL عن التعديل الجديد للوقود النووي للجيل الرابع TVSA-T.mod.2 مع ارتفاع مؤشرات الموثوقية واستهلاك اليورانيوم والذي تم تحميله في مفاعل الوحدة رقم 2 في المحطة النووية Temelin NPP (VVER-1000)
وجرى مؤخرا الحديث عن إنهيار الوقود النووي في المفاعل الصيني حيث تمتلك قضبان الوقود النووي عوازل لضمان السلامة: |
---|
أولا: يتم صناعة حبيبات الوقود النووي عند درجة حرارة 1000 درجة مئوية وتكتسب خصائص السيراميك |
ثانيا: كسوة قضيب الوقود تتميز بمقاومتها العالية للتآكل وتم صناعتها من سبائك الزركونيوم من درجة صالحة للاستعمال في المفاعلات النووية |
السمة الخاصة للوقود النووي TVS-K هي استخدام نوعين من سبائك الزركونيوم الروسية. وهي سبيكة E110 لكسوة قضيب الوقود وسبيكة E635 لهيكل تجميع الوقود. ومن وجهة نظرنا ، فإن الجمع بين هاتين المادتين ، بخصائصهما المختلفة قليلاً ، هو ما يمكّن العملاء من تحقيق نتائج جيدة في التشغيل والأداء والموثوقية للوقود على المدى الطويل. وتواصل شركة TVEL في تحسين هذه السبائك ، وتحسين خصائصها الميكانيكية وسلوكها داخل المفاعل النووي.
وتقوم الشركة الروسية بتصميم الوقود النووي TVS-K للمفاعلات العاملة بالماء المضغوط وهي مخصصة لمفاعلات المبنية على تصاميم شركة Westinghouse ، وقد تم تصميم هذه النوعية من الوقود للمنافسة في السوق الغربية حيث يختلف تصميم الوقود النووي للمفاعلات الروسية حيث يتميز الروسي بشكله السداسي بينما الغربي بشكله الرباعي!
إمتلاك مفاعلات نووية لتطوير مواد جديدة |
مفاعل الأبحاث BOR-60
الدكتور جون بارمينتولا (عَمِلَ في منصب نائب الرئيس الأول في جنرال أتوميكس في الفترة من 2009 إلى 2015)
حاليًا ، لا توجد منشأة أمريكية تتمتع بخصائص الأداء العالي المطلوبة لإجراء هذا النوع من البحث. أفضل ما لدينا هو مفاعل الاختبار المتقدم في مختبر أيداهو الوطني ، ومفاعل النظائر عالية التدفق في مختبر أوك ريدج الوطني ، لكن كلاهما غير مناسب لعدد من الأسباب. والأفضل في العالم هو في روسيا (BOR-60) ، ولكن هذا سيتم إغلاقه قريبًا لأسباب أخرى. على أي حال ، قد يبدو من الغريب تطوير مثل هذه التكنولوجيا للأمن القومي في روسيا.
وحاليا يتم بناء المفاعل النووي MBIR وهو الأفضل من حيث الأداء
أجهزة الطرد المركزي |
---|
عند صناعة أجهزة الطرد المركزي الروسية قام العالم الروسي جوزيف فريدلاندر بتطوير سبائك الألومنيوم V96ts لحل مشكلة إنسيابية المعدن!
وفي عام 2017 ، أدت الجهود المشتركة للمطورين والمصممين والمختبرين والمشغلين إلى زيادة عمر أجهزة الطرد المركزي المتسلسلة إلى حد كبير: من ثلاثة إلى خمسة أعوام في نماذج الجيل الأول إلى 35 عاماً في الآلات الحديثة. أي أن دوار جهاز الطرد المركزي الحديث سيستمر لمدة 35 سنة بسرعة تزيد على 1500 دورة في الثانية.
وتشير التقديرات إلى أن كل جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي الغازي الروسية لتخصيب اليورانيوم تزيد إنتاجيته بنسبة 50٪ تقريبًا عن الجيل السابق.
وتشير التقديرات إلى أن كل جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي الغازي الروسية لتخصيب اليورانيوم تزيد إنتاجيته بنسبة 50٪ تقريبًا عن الجيل السابق.
أما أجهزة الطرد المركزي فوق الحرجة ، بما في ذلك ما يسمى بـ "الجيل التاسع" ، تتجاوز الترددات الاهتزازية الرنانة أثناء التسارع. فقط الانتقال إلى أجهزة الطرد المركزي فوق الحرجة مكّن المصممين الروس من تحقيق قفزة أخرى في زيادة أداء أجهزة الطرد المركزي الغازية.
أصبح هذا ممكناً ، أولاً وقبل كل شيء ، بفضل استخدام مواد جديدة في تصميم الدوار ، وهي مواد تتحمل الأحمال الثقيلة.
للإستزادة يمكن الرجوع إلى موضوع |