بسم الله الرحــمن الرحيم
......................................
......................................
30 يوليو 1970 ، إسرائيل تواجه الإتحاد السوفييتي:
إبتدأت مصر حرب الإستنزاف بعد فترة قصيرة من نهاية حرب الأيام الستة 1967 ، علي أمل أن ينتزعوا بعض التنازلات من إسرائيل بعد فشل تحقيق ذلك ميدانيا أو في المحافل الدولية ، العمليات كانت محدودة ، وكانت تقوم علي أساس ضرب القوات الإسرائيلية بإستمرار بالمدفعية علي أمل ان تؤدي خسائرهم في الجنود إلي تحريك الموقف ، ولم يؤدي ذلك إلي تحقيق شيئ.
إبتدأت مصر حرب الإستنزاف بعد فترة قصيرة من نهاية حرب الأيام الستة 1967 ، علي أمل أن ينتزعوا بعض التنازلات من إسرائيل بعد فشل تحقيق ذلك ميدانيا أو في المحافل الدولية ، العمليات كانت محدودة ، وكانت تقوم علي أساس ضرب القوات الإسرائيلية بإستمرار بالمدفعية علي أمل ان تؤدي خسائرهم في الجنود إلي تحريك الموقف ، ولم يؤدي ذلك إلي تحقيق شيئ.
بالإضافة إلي الفشل المصري في تحقيق في تكبيد إسرائيل خسائر جسيمة ، لم يكن في مقدور الإسرائليين الجلوس متفرجين علي الهجمات المصرية ، فبدأت إسرائيل هجمات إنتقامية بالإستعانة بقواتها البرية والبحرية والجوية لشن الغارات علي مصر ، وكان مغزي أفعالها تلك ، إرسال رسالة إلي المصريين بان في مقدورهم الرد علي هجماتهم ..
بحلول العام 1970 ، أصبح التفوق الإسرائيلي اكثر ضوحاً ، حيث كان سلاح الجو الإسرائيلي يمرح بحرية فوق الأراضي المصرية ، وأنظمة الدفاع الجوي المحلية ( المصرية ) كانت غير قادرة علي إيقاف هجمات سلاح الجو الإسرائيلي علي الأهداف الأرضية أو القيام بالمهمات الجوية ..
ولم تخسر مصر مورد السلاح الرئيسي بالنسبة لها ، وهو الاتحاد السوفييتي الذي أمد مصر بأفضل الأسلحة السوفييتية المعروضة ، ولكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة إلي مصر ، وطلب الرئيس المصري "ناصر" مساعدات متقدمة ، ورد الإتحاد السوفييتي بإرسال طيارين روس للمساعدة في الدفاع عن العمق المصري ..
وفي فبراير 1970 وصل الطيارون الروس مع 80 ميج 21 جديدة وأعداد كبيرة من بطاريات الصواريخ "سام" بالإضافة إلي أسلحة أخري لصالح الترسانة المصرية.
في البداية ، إنحصر دور الطيارين الروس في الدفاع عن المجال الجوي لقواعدهم مع الدفاع عن اجواء القاهرة ، ومع مرور الوقت بدأت تظهر نتائج ثمار المساعدات السوفييتية لقوات الدفاع الجوي المصرية ، حيث أصبح يقف أمام الإختراقات الإسرائيلية للاجواء المصرية التي كانت تتم سابقاً بحرية ، مما دفع الروس إلي التورط اكثر ، وبدأو يتولون المهام التي كانت تنفذ بواسطة سلاح الجو المصري ، مما جعلهم قريبين من الإحتكاك مع سلاح الجو الإسرائيلي ..
بدأ الطيارين الروس بالتحرش بالطائرات الإسرائيلية خلال شهر إبريل 1970 ، ولكن كانت هناك أوامر صادرة إلي الطيارين الإسرائيليين بتفادي الإشتباك مع تلك الطائرات ، وحدث ذلك الأمر مرات متعدة ( أيام 13 و 18 و 29 إبريل) ، وعلي الرغم من انه لم يكن هناك أي إشتباكات ، إلا ان تلك الاحداث وصلت صداها إلي وسائل الإعلام الدولية ، وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي تحييد عمليات سلاح الجو الإسرائيلي بمنطقة قناة السويس إذا بقي الروس فوق القاهرة وداخل الأراضي المصرية ، وبالفعل لم يظهر أي نشاط روسي علي مدار شهرين فوق قناة السويس ..
وفي 25 يوليو ، وقف إطلاق النار (الغير معلن) تم كسره ، عندما أغارت سكاي هوك إسرائيلية علي قوات مصرية بمنطقة القناة ، وتمت ملاحقة تلك الطائرة بواسطة طائرتين ميج 21 إلي داخل سيناء ، وأطلقت إحدي طائرتي الميج صاروخ جو / جو ضد السكاي هوك التي تضررت وهبطت إضطراريا في مطار قريب ، هذا التصرف "العدائي" من قبل الروس جعل الإسرائيليين يلغون التحفظات السابقة ضد حدوث مواجهة مع الإتحاد السوفييتي ، وبدأ إعداد خطة إسرائيلية لمجابهة محتملة مع الروس لتعليم الروس بأنهم خارج إتحادهم ( الذي يفعلون به ما يشاءون)..
وفي الطريق بين السويس والقاهرة ، دفعت إسرائيل 12 من أكفأ طياريها ( لديهم 59 إنتصار ضد طائرات العدو) لمهمة معينة ..
في يوم الثلاثاء 30 إبريل ، هاجم زوج من طائرات الفانتوم يرافقهم 4 طائرات ميراج 3 ، محطة رادار مصرية علي الضفة الغربية للقناة ، ولم يتم مشاهدة اي رد روسي ، وبدأت طائرات الميراج 3 في إختراق أكبر داخل الأجواء المصرية ، بعد 8 دقائق من حدوث الإختراق ، إنطلقت 8 مقاتلات ميج 21 روسية لملاحقة الطائرات الإسرائيلية ، حدث الإتصال الأول في الساعة الثانية والثلث ظهراً ، وفي إتجاه الشرق ، كانت طائرات الميراج تتقدم تجاه القاهرة ، وظهر تشكيل من 4 طائرات ميراج اخري ، وأصبحت المواجهة علي وشك الحدوث ، فأطلقت طائرات الميج كل الأسلحة المتاحة ضد طائرات الميراج ، وفي خلال ثوان كانت 12 طائرة ميج أخري في الجو ..
وبدأت المعركة الجوية ، 8 طائرات ميراج تواجه 20 طائرة ميج 21 ، لكن 4 مقاتلات فانتوم كانت علي وشك الإنضمام للمعركة قريبا ، وكان يقودهم أفيف بن نون قائد السرب الأول للفانتوم ( رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي خلال حرب الخليج 1991) ..وعزز الروس طائراتهم بـ4 طائرات ميج أخري للمشاركة في قتال تلاحمي بين 36 طائرة !.
خسارة الروسية الأولي تم بواسطة إحدي طائرات الميراج 3 ، واتبعت بخسارة أخري علي يد أفيف بن نون الذي أطلق صاروخ AIM-7 سبارو ، وخسارة ثالثة بواسطة رشاش إحدي طائرات الميراج ، والخسارة الرابعة تم أسقاطها بواسطة الفانتوم ..
توقف الروس عن الإشتباك ، وأخذ الإسرائيليون يلاحقونهم ولكن طلب منهم العودة لرغبة قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في عدم حدوث خسائر بصفوفهم..
تفاصيل تلك المعركة الجوية ظلت سراً لمدة شهرين ، حتي نشرت صحيفة "الديلي إكسبريس" قصة المعركة التي أدت إلي تغير النظرة إلي القوة الجوية السوفييتية ، وكششفت عن خسارة 4 طائرات في القتال الجوي وطائرة تحطمت عند عودتها إلي القاعدة نتيجة لإصابتها في المعركة لتصبح نتيجة المعركة 5 إلي صفر !!.
3 طيارين روس قفزوا بمظلة النجاة بسلام فيما قتل طيارين آخران ، وعلي ما يبدو ان مصدر التقرير كان مصرياً ، للرد علي التكبر الروسي وإدعاءات العجز السابقة للمصريين في التعامل مع سلاح الجو الإسرائيلي.
إسقاط إحدي طائرات الميج 21
........................
تم بحمد الله
........................
تم بحمد الله