أوضح صورة حتى الآن للرادار Radar 2، مع أداة إعادة التموضع أحادية المحور المبتكرة، ومثبتة في هيكل نموذجي لجسم مقاتلة Typhoon.
منذ مدة، كان يتم تحديد افتقار مقاتلات Eurofighter Typhoon لرادارات من نوع AESA على أنه عيباً في أسواق التصدير. والآن ومع ذلك، فقد ظهرت خيارات متعددة للمشغلين الحاليين والجدد المحتملين، في حين تم ترقية المقاتلة مع الرادارECRS-Mk2 الفريد من نوعه لتحويل قدرات القوة الجوية في بريطانيا.
وتقوم شركة Leonardo بتطوير رادار ثوري جديد لمقاتلات Eurofighter Typhoon يُعرف باسم "Radar 2" والتي هي الآن في المراحل الأخيرة من عملية التطوير، أو أكثر رسميًا باسم ECRS-Mk2 (حيث أن ECRS تعني نظام الرادار الأوروبي المشترك European Common Radar System)، وهو يجسد قدرات الهجوم الإلكتروني المتقدم (EA) والحرب الإلكترونية (EW)، وقد وصفتها شركة Leonardo بأنها الرادار الأكثر تقدمًا في العالم للمقاتلات.
ويعد الرادار الجديد بتمكين مقاتلات Typhoon من العمل حتى في أكثر البيئات المتنازع عليها تحدياً، بمفرده وبشكل مستقل. وقد كان يُعتقد في البداية أن هذا النوع من البيئات القتالية هو المجال الحصري لمقاتلات الجيل الخامس الشبحية فقط.
ومع الرادار الجديد، سيتمكن طيارو سلاح الجو الملكي البريطاني من تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي المعادية والتعرف عليها وقمعها باستخدام التشويش عالي الطاقة، والتي تضيف قدرات إخماد وتدمير الدفاعات الجوية المعادية (SEAD/DEAD) إلى مهام المقاتلة المتعددة الأدوار.
يمكن أن يستوعب أنف مقاتلات Typhoon العريض نسبيًا هوائي رادار كبير، وهذا بدوره يسمح للهوائي بتركيب عدد كبير من وحدات الإرسال والاستقبال (Transmit-Receive modules - TRMs) مرتبة في مجموعات مشكلةً عناصر الإرسال والاستقبال فيها. وتدعي شركة Leonardo أن الرادار ECRS-Mk2 سيحتوي على عناصر إرسال واستقبال أكثر بشكل ملحوظ من الرادارات المقاتلات الأخرى. ونظرًا لكون الهوائي الكبير الذي يحتوي على عدد كبير من عناصر الإرسال والاستقبال يولد خفة حركة شعاعية كبيرة، فإن الرادار سيكون له مستويات مذهلة من الطاقة المركزة، وبما أن مقاتلات Typhoon يوفر كل الطاقة الكهربائية والتبريد المطلوبة، فسيكون لديه القدرة على توليد بعض القدرات الهجومية الإلكترونية المركزة العالية القوة بشكل استثنائي. سيتميز الرادار الجديد أيضًا بحساسية أكبر، لاكتشاف سلبي لا مثيل له وبمدى بعيد جدًا.
وهذا يعني أن المقاتلة المجهزة بالرادار ECRS-Mk2 ستكتشف الأهداف وتشتبك معها بينما تظل بعيدة عن متناول أنظمة التهديد المعادية، وستكون قادرة على التشويش على رادارات العدو حتى عندما ينظر الهوائي في اتجاه آخر. سيمكّن الرادارECRS-Mk2 مقاتلات Typhoon من استخدام الأسلحة المستقبلية التي تعتمد على البيانات، وتوظيفها لمكافحة الدفاعات الجوية سريعة التطور وضمان أن تكون مقاتلات Typhoon البريطانية قادرة على الاستمرار في السيطرة على ساحة المعركة لسنوات عديدة قادمة.
بالإضافة إلى وظائف الحرب الإلكترونية الهائلة ذات النطاق العريض، وبصرف النظر عن فتح قدرات SEAD/DEAD الحقيقية للمقاتلة، يمكن للرادار الجديد أن "يرى" في نفس الوقت أبعد من الرادارات السابقة للمقاتلة، ويزود الطيار ونظام الأسلحة بمزيد من الدقة (جودة الأسلحة)، وتتبع الأهداف، ومدى مسح أكبر بكثير (النظر إلى زوايا سمت أكبر بكثير وتوفير مديات أكبر في هذه الزوايا خارج خط الاستهداف).
وفي اشتباك تقليدي خارج مدى الرؤية البصري BVR، سيسمح ذلك لطياري مقاتلات Typhoon بالحصول على "الاكتشاف الأول" و "الاطلاق الأول" وتمكينهم من "الانطلاق" بقوة والابتعاد بعيدًا عن مقاتلة العدو. وسيؤدي ذلك إلى ترك مقاتلات Typhoon أقل عرضة لإطلاق صاروخ معادٍ ، مع الاحتفاظ بالهدف أثناء مسح الرادار والاستمرار في عملية دعم الصاروخ وتحديث المسار أثناء الطيران.
وتدعي شركة Leonardo أن الرادار ECRS-Mk2 سيكون الرادار الأكثر تقدماُ في العالم للمقاتلات من نوع AESA، ويقول إنه يعد بجعل مقاتلات Typhoon الشريك المثالي في أي مزيج من القوة الجوية من الجيل الرابع والخامس، والغير آهلة كذلك لعقود قادمة.
كان من المتوقع ذات مرة أن تنتقل العديد من القوات الجوية الرائدة في العالم إلى هيكلية قوة مؤلفة من مقاتلات الجيل الخامس الشبحية بالكامل، وأن مقاتلات من الجيل الرابع لن تلعب أي دور مستقبلي. لكن الضعف المتزايد لمقاتلات الجيل الخامس الشبحية أمام أنظمة مكافحة التخفي الجديدة والمتطورة إلى جانب تكلفتة تلك المقاتلات المرتفعة، أدى إلى زيادة التركيز على تشغيل مقاتلات الجيل الرابع والخامس معًا، بطريقة أكثر تكاملاً وتآزرًا. هذا هو ما يكمن وراء عودة ظهور مقاتلات Block III Super Hornet و Growler، وكذلك تطوير شركة Boeing لمقاتلات F-15EX المتقدمة.
القاتل الصامت
يعد الرادار ECRS-Mk2 بالمساعدة في إنشاء معيار لمقاتلات Typhoon بحيث يعزز من قوة مقاتلات F-35 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، ليس فقط لحمل أسلحة إضافية للعمليات القتالية، ولكن بجلب قدراتها المتقدمة الخاصة التي تعمل على التحسين من بقائية وفعالية مقاتلات F-35. وستكون مقاتلات Typhoon المجهز بالرادار ECRS-Mk2 منصة قابلة للبقاء بفاعلية، لذلك بينما قد يعرف العدو أن المقاتلة "في المنطقة" ، سيكون قادرًا على العمل كما وصفه أحد المطلعين على البرنامج بأنها "فرقة غاشمة" ولا يضطر طيارها إلى القلق بشأن بصمة المقاتلة. ستحمل مقاتلات Typhoon أعدادًا كبيرة من الأسلحة وتسقط هجومًا إلكترونيًا وإمدادات العالم من الذخائر مثل SPEAR Capability III أو قنابل القطر الصغيرة SDBs أو أي سلاح تريد استخدامه ، بينما تعمل مقاتلات الجيل الخامس الشبحية كقاتل صامت ، تتسلل من الخلف لتطعن بالسكين!
"سيكون هذا أحد الأصول التي سيرغب الناس في امتلاكها هناك. وتمامًا كما يريدون الآن من مقاتلات Growlers ، سيحتاجون إلى مقاتلات Typhoon مع الرادار ECRS-Mk2 وذلك بسبب الأشياء التي ستكون قادرة على القيام بها في أكثر البيئات المتنازع عليها تحدياً، وأيضاً بسبب الطريقة التي تتكامل بها وتعزز من قدرات مقاتلات الجيل الخامس وكذلك من المنصات الغير آهلة".
"مزيج القوة، والذي يتألف من مقاتلات Typhoon مع الرادار ECRS-Mk2 ومقاتلات الجيل الخامس F-35 ، هي أكبر من مجرد جمع أعدادهما معاً. وقسم الحرب الإلكترونية في شركة Leonardo في مدينة Luton هو حرفيًا على رأس موردي السلاح في سوق الحرب الإلكترونية، لذلك نحن لدينا شيء يضيف قيمة للقدرة بالفعل، بل حتى لو كنت تعمل كجزء من تحالف مع الولايات المتحدة".
وهذا الانطباع عن الرادار البريطاني الرائد عالميًا، قد يفاجئ بعض الخبراء الذين قاموا ببناء وجهة نظر متشككة بشأن القدرات الرادارية البريطانية. وقد يتعاطف الكثير معهم أو الذين يتذكرون (أو يقرأون عنها) عددًا من برامج الرادار الفاشلة في السبعينيات والثمانينيات. على سبيل المثال، غالبًا ما يتم تصوير ملحمة برنامج طائرات الحرب الإلكترونية البريطانية Nimrod AEW على أنها فشل فاضح ومكلف. والحقيقة الأكثر دقة، أنه بينما فشل رادار GEC-Marconi في تلبية بعض أجزاء من متطلبات سلاح الجو الملكي البريطاني ASR400 ، كذلك فعل الرادار APY-1 لطائرة الإنذار المبكر الأمريكية E-3 ، وبعض مشاكل الرادار البريطاني كانت نتيجة لكونه غارق في حركة مرور المركبات وذلك عند البحث عن الطائرات العمودية بطيئة الحركة والتي تحلق على ارتفاع منخفض، وهي قدرة كانت غائبة تقريبًا في طائرات E-3!
خلفية الرادار
عانى إحدى آخر برامج الرادارات المقاتلة الكبيرة في بريطانيا وهو الرادار AI.24 Foxhunter الخاص بالمقاتلات الإعتراضية Tornado ADV - من "الصحافة السيئة" بالمثل. المشاكل الفنية، وإرتفاع التكلفة، وحالات التعثر المبكرة للرادار، مما أدى إلى تأخير دخول الخدمة لفترة طويلة حتى تم تسليم أوائل المقاتلات بالمعيار F2 مع وجود ثقل في أنوفهم. يتكون هذا الثقل في الواقع من أوزان معدنية، ولكن الأسطورة الحضرية تقول أن الطائرة بها ثقل خرساني، أو "الدائرة الزرقاء". (الدائرة الزرقاء Blue Circle هي علامة تجارية مشهورة للأسمنت، في حين أن المعدات الرادارية في بريطانيا تستخدم دائمًا أسماء رموز مثل "قوس قزح" ذات الصلة بالألوان، مثل Green Satin أو Blue Shadow).
ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه تجارب ومحن رادار AI.24 Foxhunter معروفة جيدًا، لم يتم الإعلان عن التقدم اللاحق في البرنامج بشكل جيد ، ولم يكن الكثيرون على دراية بمدى احترام رادار Foxhunter في النهاية. على أي حال، كان هذا الرادار يعتبر شيئًا من الانحراف.
اعتبر الكثيرون رادار Blue Vixen (ARI 50019) الخاص بالجيل الثاني من مقاتلات BAe Sea Harrier على أنه رادار مقاتلة أفضل من الرادار الأمريكي AN/APG-73 المعاصر الذي استخدمته لاحقًا مقاتلات F/A-18 Hornets. ومن المعروف أنه عندما تم استخدامه لأول مرة في العمليات العسكرية في البوسنة، كانت هناك مزاعم بأنه قد التقط جهات اتصال لا يمكن اكتشافها بواسطة طائرات E-3 AWACS.
شكل الرادار Blue Vixen لاحقًا أساس الرادار Captor الأصلي ذو المسح الميكانيكي (M-scan) والذي طوره اتحاد Euroradar لمقاتلات Eurofighter Typhoon، والذي سرعان ما اكتسب سمعة تحسد عليها. تم تركيب الرادار Captor-C على طائرات Tranche 1 ، بينما كان لدى الإصدار Captor-D معالجات PowerPC جديدة وبنية رقاقة جديدة، وتم تصميمه مع الأخذ في الاعتبار التعديل المستقبلي لرادار صفيف مسح إلكتروني نشط (Active Electronically Scanned Array - AESA) لاحقًا. يتميز الإصدار Captor-D بخاصية رادار الفتحة التنسيقية (Synthetic Aperture Radar - SAR) بدقة 0.3 م والإجراءات الألكترونية المضادة المحسّنة (Electronic Counter-CounterMeasures - ECCM) بالإضافة إلى أنماط تشغيل كاملة جو-أرض والتي لم تكن جميعها متوفرة في الإصدار Captor-C.
ولعدة سنوات، كان هناك تحرك نحو استخدام رادارات من نوع AESA، والتي تميل إلى توفير قدرات تتبع أكثر دقة، وموثوقية أفضل، ومقاومة محسنة للتشويش الإلكتروني، مع وظائف متعددة الأدوار بشكل متزامن.
وفي الوقت نفسه، يمكن المبالغة في مزايا رادارات من نوع AESA، في حين لايزال عدد قليل من الطيارين في الخطوط الأمامية يعتقدون أن الرادار ذو المسح الميكانيكي عالي الأداء هو جيد بما فيه الكفاية ، خاصة بالنسبة لبعض الأدوار المتخصصة.
بدأ تطوير رادار AESA لمقاتلات Typhoon منذ بضع سنوات ، على الرغم من أن التميز والقدرات التشغيلية الرائعة للرادار Captor-M ذو المسح الميكانيكي كانت من النوع الذي لم يتم منحه أولوية عالية، والتي قد تم تمويلها في البداية من قبل الشركات الصانعة.
تم إطلاق برنامج البحث والتطوير متعدد الجنسيات البريطاني والفرنسي والألماني لرادار صفيف الحالة الصلبة النشطة ذو الأوضاع المتعددة (Multi-Mode Solid-State Active-Array Radar - AMSAR) المحمول جواً في عام 1993، وهذا البرنامج قد غذى مشروع الحد من المخاطر البريطاني والألماني لعام 2002 (Captor E-sCAn Risk reduction - CECAR). ويهدف هذا المشروع إلى تطوير إشتقاق AESA من الرادار Captor الحالي، وإضافة هوائي AESA جديد إلى الواجهة الخلفية للرادار Captor-D، مع الاحتفاظ بواجهة وقدرات النظام الأصلي.
وقد طار نموذج رادار لاثبات التقنية (Demonstrator) المسمى بـ (Captor AESA Radar - CAESAR) على متن طائرة BAC 1-11 التي تشغلها وزارة الدفاع البريطانية في 24 فبراير 2006، وتم نقله لاحقًا ليتم تركيبه على متن طائرة التطوير الخامسة Eurofighter DA5 بدءًا من 8 مايو 2007، وأكملت أربعة مراحل من رحلات الطيران الاختبارية. في هذه الحالة، تضمن الحل المقترح لـ CAESAR تركيب هوائي AESA ثابت لمقاتلات Typhoon (مثل معظم تصميمات AESA)، لكن بريطانيا على وجه الخصوص قد شعرت أن مثل هذا الهوائي سيكون "معاقاً" بسبب قيود المسح على مستوى زوايا السمت وأيضاً إنخفاض المدى عند حواف تغطية مستوى السمت.
وللتغلب على هذه القيود، استكشف تحالف Euroradar عددًا من تصميمات "AESA المتحركة"، باستخدام أداة إعادة تموضع واسعة النطاق أحادية أو مزدوجة (Wide Field of Regard - WFoR) لتوفير حدود مسح أوسع بكثير. ولهذا تم تطوير الرادار Captor-E النهائي باستخدام أداة إعادة التموضع المزدوجة.
دعت الخطط الأصلية إلى دمج رادار AESA في جميع مقاتلات Typhoon من طراز Tranche 3، والتي قد تم بناؤها مع زيادة القدرة على توليد الطاقة الكهربائية، وتحسين التبريد والتعزيز الهيكلي لهوائي AESA الأثقل.
خارطة طريق رادارات AESA لمقاتلات Typhoon
أدت الرؤى المتنافسة لبرنامج رادار AESA لمقاتلات Typhoon إلى تأخير إطلاق البرنامج، لكن تحالف Eurofighter أنشأ أخيرًا خارطة طريق لرادار AESA في عام 2012، ووقع تحالف Eurofighter ووكالة حلف شمال الأطلسي لإدارة اليورفايتر والتورنادو (NATO Eurofighter and Tornado Management Agency - NETMA) عقدًا بقيمة مليار يورو لتطوير رادار Captor-E ذو المسح الألكتروني في 19 نوفمبر 2014.
في البداية، تم تصوير العديد من إصدارات للرادار Captor-E الأساسية كمتغيرات لتلبية المتطلبات المختلفة للعملاء، وهذا ما كان يشار إليه باسم نظام الرادار الأوروبي المشترك (ECRS).
تم تطوير رادار Captor-E AESA الأصلي على أساس الدول الشريكة الأربعة، حيث قادت شركة Leonardo من بريطانيا وإيطاليا تحالف Euroradar لتصميم نظام الرادار، وهذا التحالف يضم الآن أيضًا شركة Hensoldt من ألمانيا وشركة Indra من إسبانيا.
أيضًا في بريطانيا، كانت شركة BAE Systems مسؤولة عن تصميم المعدات مع دمج الرادار في المقاتلة. وقد تم بناء هوائي من نوع AESA بما في ذلك أداة إعادة التموضع واسعة الرؤية WFoR المزدوجة، من مكونات زودتها جميع الدول الشريكة الأربعة ، بينما كان المعالج وجهاز الاستقبال من مسؤولية بريطانيا وألمانيا، وكان نظام تزويد الطاقة والتحكم بالهوائي من إيطاليا وإسبانيا.
وفي النهاية كان الرادار Captor-E الناتج عبارة عن نسخة يحتفظ بالحد الأدنى من المتغيرات للرادار Captor-D ذو المسح الميكانيكي، ومزاوج مع هوائي من نوع AESA جديد مع واجهة خلفية للرادار Captor الحالي. وتم تركيب الهوائي على أداة إعادة التموضع المزدوجة ، مما يعني أن "شعاع" الرادار سيتم توجيهه ميكانيكيًا وإلكترونيًا معاً، مما يسمح بالوصول إلى زوايا أعلى خارج خط الإستهداف مع تحسين المدى عند حدود مستوى السمت العالية.
بدأ العمل على الرادار Captor-E باستخدام التمويل الصناعي أولاً، وتم تركيب رادار أولي على طائرة الاختبار البريطانية Typhoon IPA5/ZJ700 في الوقت المناسب ليتم عرضها في العرض الثابت خلال معرض فانبرا الدولي للطيران 2014. وبدأت تجارب الطيران بعد ذلك في 8 يوليو 2016 منطلقة من مطار Warton التابع لشركة BAE Systems في بريطانيا. كما انضمت طائرة الاختبار الالمانية Typhoon IPA8/98+08 من طرازTranche 3 والتي تديرها شركة Airbus Defense and Space، إلى برنامج الاختبار اعتبارًا من سبتمبر 2016 في مدينة Manching (مقر شركة Airbus في المانيا).
تم إنتاج جميع هوائيات الرادار Captor-E بواسطة شركة Hensoldt الألمانية، في حين تم تجهيز بعضها بوحدات الإرسال والإستقبال TRMs قادمة من بريطانيا والبعض الآخر مزود بوحدات TRMs قادمة من Hensoldt. ومع ذلك، فقد تم تجهيز هوائيات AESA المحمولة على طائراتي الاختبار IPA5 و IPA8 بوحدات TRMs قادمة في بريطانيا.
وقد أكدت اختبارات الطيران (باستخدام مجموعات رادار AESA المعيارية للإنتاج الكمي) الميزة التكتيكية التي يمنحها أداة إعادة التموضع للرادار، فقد وجد أنه يوفر مجالًا أوسع بنسبة 50% من الأنظمة التقليدية ذات هوائي AESA ثابت.
استمرار وتيرة الزخم
تسارعت وتيرة برنامج رادار AESA بعد أن وقعت شركتا Eurofighter و Finmeccanica (المعروفة الآن باسم Leobardo) عقدًا بقيمة 8.7 مليار دولار أمريكي مع الكويت في أبريل 2016 لشراء عدد 28 مقاتلة Typhoon، تلاها توقيع قطر عقدًا مع بريطانيا لشراء 24 مقاتلة في ديسمبر 2017. وكلا العميلين الجديدين قد طلبا مقاتلة مجهزة بالرادار AESA، وأصبح دمج رادار AESA جزءًا من برنامج مرحلة التعزيز الثالثة للمقاتلة (Phase 3 Enhancement B - P3Eb).
وهذا يعني أن الإصدار الأول للإنتاج لرادار Captor-E AESA الجديد (المعروف باسم +Radar 1 ولاحقًا باسم ECRS-Mk0) تم تطويره بشكل أساسي لتلبية متطلبات الكويت وقطر. سلمت شركة Hensoldt أول هوائي إنتاج في 5 ديسمبر 2018، قائلة إنها واثقة من الحفاظ على إيقاع التسليم عند "القدرة الكاملة لمعدل الإنتاج".
أكمل الرادار الجديد بنجاح حملتي طيران اختباريتين في Warton من قبل شركة BAE Systems و في Manching من قبل شركة Airbus Defense and Space في ربيع عام 2018. كانت هذه رحلات الطيران الاختبارية لأجل اختبار الدمج الميكانيكية والكهربائية الأساسية، وهذا قد سمح للرادار بتلبية متطلبات مراجعة التصميم النهاية (Critical Design Review - CDR) تمامًا في الموعد المحدد له.
انضمت أول مقاتلة Typhoon مجهزة بجميع عناصر متطلبات القوات الجوية الكويتية وهي طائرة الانتاج المتسلسل الاختبارية السادسة ISPA6 إلى جهود الاختبار في 23 ديسمبر 2019. وأجرت ما يسمى بحملة اختبار الطيران E-scan XCR#1 بين 3 و 27 مارس 2020 وذلك باستخدام مقاتلات Typhoon الأخرى كأهداف للرادار. ومع إكمال اختبارات الطيران لدخول الرادار الخدمة وحملة اختبار الطيران الشاملة لحزمة التطوير P3Eb، فإن هذا قد مهد الطريق لتسليم المقاتلات إلى الكويت، على الرغم من تأجيلها بعد ذلك بسبب جائحة COVID-19.
وكان من المتوقع ذات مرة أن يكون رادار التصدير مكافئًا في الأداء لرادار Captor-M ذو المسح الميكانيكي ، في حين أن إصدار الدول الشريكة الأربعة للرادار سيوفر نطاقات اكتشاف وتتبع متزايدة مقارنةً بالرادار Captor-M القياسي، بالإضافة إلى توسيع من قدرات جو-أرض، بما في ذلك إنشاء خرائظ عالية الوضوح عبر قدرات رادار الفتحة التنسيقية SAR. ولكن منذ ذلك الحين، فقد تقاربت معايير التصدير والدول الأربع مع إصدار الرادار +Radar 1، لإمتلاكها نفس المكونات ونفس البرمجيات ونفس الأداء، بحيث يكون خط أساس الأداء هو الإصدار +Radar 1 متساويًا لجميع العملاء، وكذلك مع الوظائف الإضافية التي يطلبها البعض والتي تكون مغطاة بإصدارات برمجيات أخرى.
وبالتالي، كان هناك توقع أن يستخدم الإصدار Radar 1 من الرادار Captor-E للقوات الجوية للدول الأربع الشريكة في برنامج Eurofighter نفس المكونات كالتي موجودة لدى الإصدار +Radar 1 التصديري، ولكن مع وثائق إضافية وبيانات أداء لتلبية متطلبات الدول الأربع التي حددتها وكالة NETMA.
ولكن بدلاً من ذلك، يتم الآن تطوير إصدار جديد من الرادار Captor-E لتلبية المتطلبات الألمانية والإسبانية معاً. ألمانيا لديها متطلبات لتركيب رادارات AESA على عدد 110 من مقاتلات Typhoon Tranche 2/3 مع تجهيز عدد 38 مقاتلة حديثة يتم شراؤها لتحل محل مقاتلات Typhoon Tranche 1 المتقادمة وذلك ضمن إطار مشروع Quadriga. وتخطط إسبانيا أيضاً لتعديل عدد 19 من مقاتلات Typhoon Tranche 3 لتركيب الرادار الجديد.
حصلت شركة Hensoldt على عقد بقيمة 1.5 مليار يورو من شركة Airbus Defense and Space لتطوير وإنتاج رادار ECRS-Mk1 AESA جديد لأسطول مقاتلات Typhoon الألمانية والإسبانية. الرادار ECRS-Mk1 هو تطوير للإصدار الخاص بالكويت و قطر ECRS-Mk0 وسيتم تزويده بجهاز استقبال رقمي جديد متعدد القنوات مع وحدات إرسال واستقبال جديدة سيتم تطويرها بواسطة شركة Hensoldt. كذلك، سيتم تزويد المقاتلات الألمانية والإسبانية مبدئيًا بنفس الرادار ECRS-Mk0 الذي يتم تزويده للكويت وقطر، ولكن سيتم ترقية هذه الرادارات لاحقًا إلى معيار Mk1 من خلال تعديل المعدات الجديدة.
ستكون شركة Hensoldt هي المسؤولة عن تصميم الرادار ECRS-Mk1 ، بالاعتماد على سنوات من الشراكة مع شركة Leonardo في إنتاج رادار المقاتلة الحالي. وستتحمل شركة Airbus مسؤولية تصميم المعدات بالنسبة للنوع الجديد. وستقدم شركة Leonardo مستوى كبير من الدعم لتمكين Hensoldt من تولي مسؤولية التصميم وستواصل أيضًا توفير المعالج للرادار الألماني.
الرادار Radar 2 لبريطانيا
على الرغم من قيادة الشركات البريطانية لمشروع الرادار Captor-E، لم تكن هناك أي فرصة على الإطلاق لاستخدام رادار خط الأساس Mk0 بواسطة سلاح الجو الملكي البريطاني. وقد تم وضع قلب الشركة دائمًا على رادار أكثر قدرة وأكثر تقدمًا، والذي من شأنه أن يشتمل على قدرات هجوم إلكترونية وقدرات حرب إلكترونية واسعة النطاق.
قاومت بريطانيا دائمًا الضغط لتبني ما كان يؤمل في السابق أن يكون برنامج رادار AESA للدول الأربع، وأصرت على أن سلاح الجو الملكي البريطاني يحتاج إلى مجموعة أكثر تقدمًا، تُعرف باسم Radar 2 أو ECRS-Mk2. وقد أدى ذلك إلى اختلاف في تطوير رادار AESA لمقاتلات Typhoon.
تم اشتقاق الرادار ECRS-Mk2 البريطاني جزئيًا من نظام استهداف الرادار المتقدم (Advanced Radar Targeting System - ARTS) ومن نموذج إثبات التقنية لمشروع Bright Adder، وليس من الرادار الأصلي Captor-C/D أو Captor-E المجهز بهوائي AESA.
بدأت جهود برنامج نظام استهداف الرادار المتقدم ARTS في فبراير 2006 ، عندما منحت وزارة الدفاع البريطانية عقدًا لشركة QinetiQ لإثبات قدرة الاستهداف المتقدمة التي توفرها تقنية رادار المسح الإلكتروني E-scan. كان الهجوم الإلكتروني جزءًا أساسيًا من برنامج ARTS. وقد تعاونت شركة QinetiQ مع شركة Selex Sensors وشركة Airborne Systems (الآن Leonardo) وشركة BAE Systems Customer Solutions & Support لدمج نظام استهداف الرادار المتقدم ARTS على مقاتلة Tornado GR4A ZG707 والتي كانت تلعب دور مركبة تورنيدو لاستغلال الأبحاث (Tornado Research Exploitation Vehicle - TREV) لأجل التقييم من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني في عام 2007.
كان الهدف النهائي هو ترقية مقاتلات Tornado GR4 برادارات من نوع AESA، وبذلك تحل محل النظام ذو المسح الميكانيكي لتتبع التضاريس ورسم الخارئط من حقبة السبعينيات. وكان هذا لتلبية متطلبات ما يُعرف باسم Reforger، وكان تاريخ الخدمة المخطط له بعد عام 2010 بقليل. وعلى الرغم من إلغاء برنامج Reforger، فقد شكل برنامج ARTS أساس جهود بريطانيا لتوفير رادار AESA لمقاتلات Typhoon، وبشكل أساسي عبر برنامج لإثبات التقنية Bright Adder.
تم إطلاق برنامج Bright Adder في وقت ما من عام 2010، بناءً على مفهوم برنامج ARTS، ولكن في شكل مناسب لمقاتلات Typhoon. وكان القصد منها هو إظهار القدرة بشكل أفضل من تلك التي تم تحقيقها مع أنماط رادار جو-جو الحالية في المقاتلة، ومع تقديم قدرات الهجوم الإلكتروني أيضًا. يُذكر أن برنامج Bright Adder قد أثبتت بنجاح تقنيات ووظائف جديدة لـ "التشويش من خلال الرادار". وعلى الرغم من أنه قد تم بنائه في الأصل ليكون قابلاً للطيران، لكنه لم يطير قط، وتم استخدامه بدلاً من ذلك في مختبر شركة Leonardo في مدينة Crewe Toll في Edinburgh.
وبحلول منتصف عام 2020، كان من المتوقع على نطاق واسع التوقيع على عقد اختبار وتقييم للرادار المعروف سابقاً باسم Radar 2 وذلك للسماح بإكمال تطويره. كما كان متوقعاً أن يتضمن عقد التطوير إنتاج خمس مجموعات من الرادار لأجل تجارب الطيران.
وقد كانت هناك تقارير تفيد بأنه تم تشغيل نسخة تجريبية من الرادار في مختبر شركة Leonardo في مدينة Crewe Toll وأن الرادار Radar 2 قد شكلت جزءًا من عرض Eurofighter لتلبية متطلبات برنامج مقاتلات HX الفنلندية. حتى أن بعض المصادر أشارت إلى أن الرادار قد تم عرضه بالفعل على الموظفين الفنلنديين.
وقت سداد الاستثمار
وأخيرًا، في 3 سبتمبر 2020، أعلن وزير مشتريات الدفاع البريطاني Jeremy Quin، أنه تم توقيع عقد بقيمة 317 مليون جنيه إسترليني يغطي دمج رادار AESA جديد على مقاتلات Typhoon، وذلك لتلبية متطلبات سلاح الجو الملكي البريطاني. وكشف أن الرادار الجديد ECRS-Mk2 سيتم تطويره من قبل شركة Leonardo وأنه سيتم دمجه من قبل شركة BAE Systems، المقاول الرئيسي في بريطانيا لمقاتلات Typhoon.
كان العقد نتاج عشر سنوات من استثمار وزارة الدفاع في برامج الرادار والحرب الإلكترونية في بريطانيا، على الرغم من أنه لازال هناك الحاجة إلى عقود إضافية للرادار ECRS-Mk2 قبل بدء مرحلة الإنتاج المتسلسل له، حتى مع إدراج بعض عمليات الشراء والتصنيع طويلة الأمد في هذا العقد الأخير. في حين أن عقد سبتمبر 2020 لازال بعيدًا عن كونه الخطوة الأخيرة في تجهيز سلاح الجو الملكي البريطاني لمقاتلات Typhoon برادار جديد، إلا أنه قد كان خطوة حاسمة في خطة القدرة الجوية طويلة الأمد.
كان من المفترض بشكل كبير أن الرادار Radar 2 في بريطانيا سيكون نسخة محسنة بشكل تدريجي من خط الأساس Captor-E، بحيث يتقاسم الحد الأقصى من القواسم المشتركة مع الرادار +Radar 1 في مكوناته وواجهات التشغيل، وإن كان ذلك على الأرجح بهوائي مختلف. ولكن في أعقاب إعلان العقد، ظهرت معلومات أكثر تفصيلاً حول الرادار الجديد. سرعان ما أصبح واضحًا أنه لا يوجد لديه الكثير من القواسم المشتركة مع وحدات رادارات Euroradar AESA السابقة، على الرغم من أنه يتشارك معهم بنفس التعيين وهو ECRS.
الرادار ECRS-Mk0 سوف تجهز بها مقاتلات Typhoon الكويتية والقطرية ، وأما الرادار ECRS-Mk1 الذي يتم تطويره الآن لبرنامج ترقية الأساطيل الألمانية والإسبانية، وكلا الرادارين مشتقان من الرادار Captor-C/D ذو المسح الميكانيكي. وهذين الرادارين ECRS-Mk0/Mk1 يستخدمان نفس الواجهة الخلفية، ومزاوجين بهوائي من نوع AESA جديدة ومثبتة على أداة إعادة التموضع المزدوجة. وتُعرف مجتمعة باسم إصدارات الرادار Captor-E.
يشترك الرادار ECRS-Mk2 في منصته وواجهة نظام الأسلحة مع إصدارات Captor-E الأخرى، وذلك عبر جهاز الحاسوب الهجومي القادم من ألمانيا، ويستخدم أيضاً نفس مولد الطاقة ونظام التبريد. ومع ذلك، لا يحتوي الإصدار الجديد على أجهزة مشتركة بدءً من مزود الطاقة فصاعدًا، ولا يعتمد في الواقع على تقنية الرادار Captor على الإطلاق.
فبدلاً من ذلك، فإن الرادار Radar 2 يستخدم واجهة خلفية جديدة تمامًا للهندسة المعمارية المفتوحة، مقترنة بما أشارت إليه شركة Leonardo على أنها مصفوفة متعددة الوظائف (Multi-Function Array - MFA) "ثورية". وسيحتوى هذا الهوائي على أشباه موصلات من نوع أرسينيد الغاليوم (GaAs) ونيتريد الغاليوم (GaN) معاً، وهذا الخليط سيجمع نقاط القوة من هاتين التقنيتين المختلفتين لتوفير قدرة عسكرية متمايزة بشكل فعال من حيث التكلفة.
وتشمل الواجهة الخلفية للرادار ECRS-Mk2 على معالج وجهاز استقبال جديدين تمامًا وجهاز استقبال مخصص للحرب الإلكترونية ومولد تقنيات. وتهدف بنيته المفتوحة إلى تمكين دورات التطوير السريعة منخفضة التكلفة اللازمة للرادار ليتم تكييفه لمواجهة التهديدات الديناميكية والمتطورة. ومن المفهوم هو أن الرادار بأكمله سيصبح ما يسمى بـ أدوات المهمة (Mission Ware)، والتي يمكن تغييرها بنفس مستوى الصعوبة والجهد الذي يتطلبه الأمر الآن لتغيير بيانات المهمة (Mission Data). ويمكن تحقيق ذلك بشكل حاسم دون الرجوع إلى حالة الأمان في كل مرة يتم فيها تغيير البرمجيات.
وأيضاً سيستخدم الرادار Radar 2 نظامًا مختلفًا تمامًا لإعادة تموضع الهوائي، وذلك باستخدام وصلة دوارة واحدة فقط، مثل تلك المستخدمة في الرادار ES-05 Raven المجهز بها في مقاتلات Gripen-E، وذلك بدلاً من تركيب لوحة تبديل مزدوجة كما في إصدارات الرادار Captor-E السابقة. وكذلك ستستخدم المقاتلة قبة أنف جديدة مصممة خصيصاً لدعم نطاق التردد العريض للرادار ECRS-Mk2.
وتتمثل الخطة الأولية في بريطانيا بتعديل عدد 40 مقاتلة Typhoon Tranche 3A وتجهيزها بالرادار ECRS-Mk2 ، على الرغم من وجود خيار لإعادة تجهيز مقاتلات Typhoon Tranche 2 أيضًا، إذ تحتوي كلا الأصدارين Tranche 2/3 على التعديلات المسبقة اللازمة للسماح بالترقية الرادارية المستقبلية، ولكن لم يتم اتخاذ القرار بعد.
الجدول الزمني للاختبار
ستضمن خطة الاختبار المنسقة بعناية تحقيق جدول زمني طموح، وذلك باستخدام مجموعة شاملة من الأصول الاختبارية المحمولة جواً والأرضية أيضاً. وتشمل الأخيرة مختبر شركة Leonardo في Edinburgh ومرافق الاختبار في Warton، حيث يمكن تشغيل الرادار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع إذا لزم الأمر ذلك. سيتم أيضًا استخدام الأصول التركيبية والنمذجة، مما يقلل من مخاطر البرنامج ووقت اختبار الطيران، إذ تعتبر اختبارات الطيران باهظة الثمن وغالبًا ما تكون محدودة بسبب حالة الطقس ومدى توافر الأصول، مما يؤدي إلى التأخير.
والآن، سيطير رادار الاختبار Bright Adder على مقاتلات Typhoon كجزء من جهود اختبار وتقييم (Test & Evaluation – T&E) للرادار الجديد ECRS-Mk2 ، إلى جانب عدد من الرادارات الاختبارية الأخرى مع أول ثلاث أنظمة إنتاج للرادار. وسيطير أول رادار Radar 2 على متن مقاتلات Typhoon في عام 2022، ومنذ ذلك الحين سيبني له أسطول للاختبار والتقييم T&E، مما يحقق القدرات العملياتية الأولية (Initial Operational Capability - IOC) للرادار ECRS-Mk2 بعد عام 2025 بقليل.
وقد أشار أحد المطلعين على البرنامج إلى أن العقد الذي عقد في سبتمبر 2020، كان بمثابة الدورة الخامسة من النشاط الذي شاهدها شخصيًا على الرادار ECRS-Mk2، وأنه من خلال تلك الدورات، تم الحفاظ على الجدولة والمخطط الزمني المعد له سلفاً، مما يمنحه الثقة في تحقيق القدرات العملياتية الإبتدائية IOC في الوقت المحدد.
تشكل رادارات ECRS-Mk2 جزءًا رئيسيًا من رؤية بريطانيا طويلة المدى لمقاتلات Typhoon، مما يؤسس حجر الزاوية لما يسمى ببرنامج التطوير طويل الأمد (Long Term Evolution - LTE) لمقاتلات Typhoon. لكنها أيضًا لبنة أساسية للقدرات الجوية القتالية المستقبلية على نطاق أوسع، وهي جزء من جهد أوسع لنضج التقنيات الرئيسية والمفاهيم التشغيلية والقدرات لأنظمة الطائرات القتالية المستقبلية، وربما بما في ذلك مقاتلات Tempest.
يقدم عقد تطوير ECRS-Mk2 فرص العمل إذ سيحافظ على أكثر من 600 وظيفة تتطلب مهارات عالية في جميع أنحاء بريطانيا. وهذا يشمل أكثر من 300 وظيفة في موقع شركة Leonardo في Edinburgh، وأكثر من 100 متخصص في الحرب الإلكترونية في موقع الشركة في Luton، و 120 مهندسًا في موقع شركة BAE Systems في Lancashire، و 100 آخرون في منشأتها في Dunfermline، و 50 مقاول فرعي في Stevenage. ومن المأمول أن يحافظ برنامج الرادار ECRS-Mk2 على بعض المهارات الأساسية اللازمة لإبقاء بريطانيا في طليعة قطاع الطيران القتالي العالمي، والذي كان طموحًا كبيرًا للاستراتيجية الجوية القتالية الأوسع لبريطانيا عام 2018.
تقديم العروض للمنافسات
يتم أيضًا تقديم الرادار الجديد لعملاء التصدير. وبهذا فإنه يعد بالسماح للقوى الجوية بالاكتفاء بتشغيل أسطول مؤلف من مقاتلات Typhoon فقط، حتى عندما تكون في أكثر البيئات المتنازع عليها تحديًا، وليست مجرد مساعدة لمقاتلات الجيل الخامس.
من المعروف أن الرادار Radar 2 تشكل جزءًا من عرض Eurofighter في فنلندا ، حيث يعتمد عرض مقاتلات Typhoon على التوافق مع الإصدار Tranche 3 في سلاح الجو الملكي البريطاني. ومن المرجح أيضًا أن يتم تضمين الرادار Radar 2 في أي مشتريات أخرى من مقاتلات Typhoon من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث تحظى القواسم المشتركة مع مقاتلات Typhoon في سلاح الجو الملكي البريطاني بتقدير كبير.
وقد صرح المدير السابق لحملة تسويق مقاتلات Typhoon في فنلندا في شركة BAE Systems ، قائد الجناح السيد Anthony Foxy" Gregory، أن الرادار ECRS-Mk2 "تجعل حالة شركة Eurofighter في فنلندا أكثر إقناعًا".
ويقول إن فنلندا لديها "موقف في الغالب دفاعي ضد الخصوم، وتتطلع إلى حماية حدود برية طويلة" ، مما يجعل منافسة HX في الغالب نوعًا متطورًا من متطلبات الدفاع الجوي، على الرغم من أنها تعمل في بيئة شديدة الخطورة، من وجهة نظر بعض أنظمة التهديد المعادية التي قد يتم نشرها".
ويقول أيضاً إن مقاتلات Typhoon تقدم مزايا على مقاتلات F-35 من حيث السرعة والمدى والوصول، مع قدر أكبر من الاستقلالية والسيادة في بيانات المهمة، وبفضل الرادار Radar 2، فإن المقاتلة ستتمتع بقدرة مماثلة على العمل والبقاء في البيئات المتنازع عليها.
ومن المفارقات أيضاً، وفي ضوء اختيارها للرادار ECRS-Mk1 لترقية أساطيل Tranche 2/3، وكذلك تلبية لمتطلبات استبدال أسطول Tranche 1 لديها، يمكن أن تظل ألمانيا عميلًا محتملاً للرادار ECRS-Mk2. ألمانيا بحاجة إلى استبدال حوالي 85 مقاتلة Tornado باقية في الخدمة، وهي لاتزال تختار تقسيم الشراء بين مقاتلات Super Hornets ومقاتلات Eurofighters، بحيث تكون مقسمة بين 30 مقاتلة F/A-18E/F Block III مع عدد 15 مقاتلة من الإصدارE/A-18G Growler متخصص لمهام الهجوم الإلكتروني EA ولمهام SEAD، بالإضافة إلى عدد 40 مقاتلة Typhoon لاستبدال مقاتلات Tornado في مهام الضربات الهجومية القاصفة مع خيار لـ 15 مقاتلة إضافية لمهام الهجوم الإلكتروني EA.
ولايزال بإمكان ألمانيا اختيار الحل القائم على مقاتلات Typhoon بالكامل بدلاً من تقسيم الشراء بين نوعين من المقاتلات. وقد تم الإبلاغ عن أن وزيرة الدفاع الألمانية آنذاك Ursula von der Leyen ، ربما فضلت تزويد هذه المقاتلات بالرادار Radar 2، على الرغم من أن شركة Airbus قد كشفت عن نوع متخصص لمهام SEAD (فيما يعرف بـ Eurofighter ECR) وذلك لتلبية متطلبات الإجراء المحمول جواً في الطيف الكهرومغناطيسي (Luftgestätze Wirkung im Elektromagnetischen Spektrum - LUWES)، لكن قد يكون هذا الخيار أقل احتمالية.
إحدى الصورتين اللتين تم إصدارهما تظهران الرادار ECRS-Mk2 في أنف مقاتلة Typhoon. سيكون سلاح الجو الملكي البريطاني هو المستخدم الأول لـ Radar 2، ولكن يبدو أن طلبات التصدير مرجحة أيضاً.
يُظهر هنا الرادار Captor-E مثبت على أداة إعادة التموضع المبتكرة المزدوجة المستخدمة في إصدارات Mk0 و Mk1.
يعود الفضل في الرادار ECRS-Mk2 إلى رادار Raven من شركة Leonardo والمثبت في مقاتلات Gripen E (والذي تم اختباره على Gripen Demo كما هو موضح هنا) أكثر مما يدين به إلى Captor الأصلي، و يستخدام نفس أداة إعادة التموضع أحادية المحور المبتكرة.
أول صورة تم إصدارها للرادار Radar 2 في غرفة اختبار تابعة لشركة Leonardo. وستكون الخطوة التالية هي تثبيت الرادار في مقاتلة Typhoon.
تجري دراسة عدد من التحسينات على مقاتلات Typhoon. يمكن أن ترافق شاشة عرض كبيرة جديدة مع الرادار ECRS-Mk2، جنبًا إلى جنب مع خوذة Striker 2 الجديدة ، مما يجعل شاشة الرأس العلوية التقليدية غير ضرورية.
تمثيل رسمي لمزايا أداة إعادة التموضع (التغطية الموضحة باللون الأزرق الغامق) ، مقارنة بهوائي AESA التقليدية الثابتة.
ستسمح هوائي AESA بالاستغلال الكامل لصاروخ Meteor جو-جو بعيد المدى من MBDA، والذي يظهر هنا أثناء مهمة QRA منطلقة من قاعدة RAF Lossiemouth الجوية.
تظل هذه الصورة الوحيدة التي تم إصدارها لرادار Captor-E على مقاتلات Typhoon بدون غطاء أمني. تم التلاعب بالصورة لمنع أي شخص من حساب عدد وحدات TRMs على المصفوفة. الطائرة هي طائرة الاختبار IPA5 أحد الأصول من بريطانيا، والذي تم تعديله باستخدام المكونات والبرمجيات القياسية الانتاجية للرادار ECRS-Mk0.
حصلت شركة Meggitt على عقد بقيمة 4.2 مليون جنيه إسترليني لتزويدها بتقنية جديدة ومبتكرة لأنف جديد Radome لتمكين التشغيل الفعال لرادار ECRS-Mk2. سيتم تصميم الأنف الجديد لعرض نطاق ترددي أعلى وأوسع ، ولكنه سيتبع نفس خط القالب الخارجي مثل العنصر الحالي لشركة Meggitt.
أول نموذج لإثبات التقنية للرادار CAESAR (Captor AESA Radar) مخصص لمقاتلات Typhoon، والتي طارت على متن طائرة BAC 1-11 ومقرها بريطانيا، قبل أن تخضع لسلسلة قصيرة من التجارب على طائرة اختبار Typhoon DA5 الألمانية. وكان لدى رادار CAESAR هوائي ثابت.
كان افتقار مقاتلات Typhoon لرادار AESA نقطة ضعف ملحوظة في أسواق التصدير. الآن وبشكل متأخر يتم تقديم ثلاثة رادارات مختلفة من نوع AESA.
ظهر الرادار Captor-E لأول مرة في عرض ثابت خلال معرض فانبرا الدولي للطيران 2014. تم إخفاء المصفوفة نفسها خلف غطاء أمان أحمر. ولسبب غير مفهوم، استغرق الأمر عامين آخرين قبل أن تبدأ رحلات الطيران الاختبارية.
رادار APG-79 على Super Hornet هو نموذج لرادارات AESA القديمة ذات الهوائي الثابت. تعتمد المصفوفات الثابتة كليًا على إزاحة الطور لتوجيه "الحزمة" وتعاني من انخفاض المدى عند زوايا السمت والارتفاع الأعلى.
أحدث صورة للرادار Mk1 لا تقدم شيئاً عن عدد وحدات الإرسال والاستقبال TRM ، لكنها تُظهر ميزة أداة إعادة التموضع المزدوجة الأصلية.
سيقوم الرادار Radar 2 بتجهيز مقاتلات Typhoon Tranche 3 في سلاح الجو الملكي البريطاني، ويعد بإثبات التقنية التي ستستخدمها مقاتلات Tempest الجديدة.
المصدر: مجلة AirForces Monthly عدد شهر أبريل 2021، للكاتب Jon Lake
التعديل الأخير: