طائرة التجسس العتيقة "التي لا غنى عنها" في سلاح الجو الأمريكي

madodedo

عضو
إنضم
25 أغسطس 2020
المشاركات
5,845
التفاعل
21,704 181 5
الدولة
Egypt
_116244265_3c4d428b-1450-4e41-b6d2-98d930883fbc.jpg


By Mark Piesing

رغم أنه كان يُفترض أن تحل محلها الطائرات المُسيّرة والأقمار الاصطناعية، فإن طائرة التجسس من طراز (لوكهيد يو-2)، التي بدأ استخدامها قبل 65 عاما، لا تزال متفوقة في مجالها وتصل إلى أجواء لا يتسنى لأي طائرة أخرى مماثلة العمل فيها.

تُشكِّل طائرة التجسس من طراز (لوكهيد يو-2)، التي يبلغ عرضها ضعف طولها تقريبا، إحدى الطائرات ذات التصميم المميز في سلاح الجو الأمريكي، كما أنها أكثر طائرات هذا الأسطول صعوبة في قيادتها والتحليق بها، ما أكسبها لقب "ذا دراغون ليدي" (السيدة التنين).

فتصميم هذه الطائرة، المعروفة اختصارا باسم (يو-2)، يرمي لجعلها قادرة على تنفيذ مهام على ارتفاع يفوق 70 ألف قدم (21 كيلومترا)، وكذلك تمكينها - وهذا هو الأهم - من البقاء مُحلقة على هذا العلو الشاهق. ويكفيك أن تتأمل في هذا الشأن البدن النحيف للطائرة، الذي يبلغ طوله 63 قدما (19 مترا)، ومحركها القوي، وجناحيْها الأملسيْن الشبيهيْن بأجنحة الطائرات الشراعية.

ولعدة ساعات في كل مرة، تؤدي (يو-2) مهامها على مثل هذه الارتفاعات الشاهقة، دون أن يفصل بين سرعتها القصوى وأبطأ سرعة يمكن أن تواصل التحليق بها دون أن ينخفض ارتفاعها سوى شعرة دقيقة على الأرجح.
اللافت أنه قد يصعب على المرء في بعض الأحيان أن يرى بدن الطائرة النحيف، فهو مغطى غالبا بحجيرات الوقود والهوائيات ذات الأذرع المتشابكة، بجانب انتفاخات غامضة، وأشكال مخروطية تخفي أجهزة الاستشعار والرادار والكاميرات ومعدات الاتصالات، التي تحتاجها (يو-2) لإنجاز مهامها.

ولعل الكثيرين لا يعلمون تلك الأسطورة التي يتناقلها البعض، وتقول إن أحد الانتفاخات الموجودة على بدن الطائرة يحتوي على جهاز إخفاء يُصدر إشارة إلكترونية، تجعل (يو-2) لا تظهر على شاشات الرادار.

وعندما تصل "السيدة التنين" إلى ارتفاع 70 ألف قدم أو أكثر، تبدو كما لو كانت قد احتكرت الأجواء على هذا الارتفاع لنفسها، تماما كما فعلت في رحلتها الأولى قبل 65 عاما. اللافت أن قائد (يو-2) يصبح على ذلك الارتفاع الهائل أشبه برائد فضاء منه بطيار، إذ يجلس في القمرة المضغوطة التي تبدو شبيهة بالشرنقة، مُرتديا سترة ضغط ضخمة، ذات خوذة كروية كبيرة. وفي هذه الحالة، يتنفس الطيار هواءً مليئا بالأكسجين النقي بنسبة 100 في المئة. وفي الوقت الحاضر، يمكنك أن تجد بعض خصائص تلك السترة، في الملابس التي يرتديها رواد الفضاء خلال مهامهم.

وبالنسبة لقائد طائرة تحلق على مثل هذه الارتفاعات، يصبح الفارق بين الحياة والموت يكاد لا يُذكر. ولا يشكل طيارو (يو-2) استثناءً من ذلك بالطبع. فمن بين المخاطر التي تحدق بهم بشكل مستمر في هذه الحالة، إمكانية مواجهتهم لنقص الأكسجين، أو إصابتهم بما يُعرف بمرض "تخفيف الضغط"، الناجم عن الصعود لارتفاعات عالية.

وتواجه "السيدة التنين" مثلها مثل أي طائرة معضلة تتمثل في ضرورة تحركها بسرعة كافية لئلا تتوقف في الجو، دون أن تصل إلى سرعة مفرطة تؤدي إلى تفكك أجزائها. ويتمثل التحدي الحقيقي، الذي يواجه قائد مثل هذا الطراز من طائرات التجسس، في أن الفارق بين هاتين السرعتين على ارتفاع 70 ألف قدم، قد لا يتعدى بضعة أميال في الساعة. ويعني ذلك أن أي ضغطة عرضية على أي من مكونات لوحة التحكم، قد تقود لحدوث كارثة.

وعندما تقترب الطائرة من الأرض في طريقها للهبوط، تصبح أجهزة التحكم الميكانيكية الموجودة فيها، والتي كان يسهل السيطرة عليها على ارتفاعات شاهقة، بحاجة إلى قوة كبيرة للإمساك بزمامها. فالبدن الخفيف لـ (يو-2)، يجعلها عرضة للتأرجح فوق المَدْرَج، بل ويجعل من الممكن أن تعود للارتفاع مرة أخرى، إذا ما كانت عملية الهبوط أصعب من اللازم. وتبين أنه من العسير على الطائرة التعامل مع الرياح التي تهب بشكل عمودي على اتجاه حركتها. وتزيد "عِدَة الهبوط" المستخدمة في (يو-2) من صعوبة هبوطها. فبهدف تخفيف وزن الطائرة، صُمِمَت هذه العِدَة التي تضم العجلات على شكل دراجة، ما يجعل من العسير على "السيدة التنين" السير في خط مستقيم والحفاظ على مستوى جناحيْها، بالتزامن مع تقليل قائدها لسرعتها.

وبحكم كون مستوى الرؤية محدودا من داخل قُمرة القيادة، يُضطر الربان للاعتماد خلال هبوطه على تعليمات يوجهها له طيار آخر يجيد قيادة الطراز نفسه من الطائرات، لكنه يستقل في هذه الحالة سيارة، تبدأ سيرها بسرعة على المدْرَج، مع اقتراب (يو-2) من الهبوط. وتصل سرعة هذه السيارة إلى قرابة 140 ميلا/ساعة (224 كيلومترا/ساعة).

_116244267_a07af973-f169-4bdf-a94a-de2f3669eedd.jpg

تم تصميم (يو-2) للقيام بمهام تجسس فوق الأراضي السوفيتية، وذلك لإبقاء الجيش هناك تحت مراقبة مستمرة ودورية

ويقول غريغ بيردسل، نائب مدير البرنامج الخاص بإنتاج هذا الطراز من الطائرات في شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للصناعات العسكرية، إن تلك الطائرة "تجتذب ذاك النوع من الطيارين، الذين يريد كل منهم القول بتفاخر `أنا أقود الطائرة الأكثر صعوبة لديكم`. ولذا نأخذ الطيار المُرشح للتحليق بها، ونضعه على متن طائرة تدريب مع مدرب طيارين متمرس يجلس في المقعد الخلفي، كي يتسنى له رصد كيفية تعامل ذلك الطيار مع السمات والخصائص المُميَزة والغريبة لـ `يو-2`". وتشير التقديرات إلى أن نسبة المقبولين من الطيارين الذين يتقدمون لقيادة (السيدة التنين)، يتراوح ما بين 10 في المئة و15 في المئة فقط.

وفي عصر التشغيل الآلي واستخدام الخوارزميات، ربما يسهل على المرء تصور أن طائرة التجسس هذه وطياريها، ليسوا سوى "جانب من بقايا أو حتى رفات الحرب الباردة". لكن ذلك لن يكون سوى خطأ محض. فطوال 31 عاما، تلت انهيار جدار برلين، واصلت (يو-2) اعتراض اتصالات صوتية أو نصية، والتقاط صور وإشارات إلكترونية، واستخدام نوع خاص من أجهزة الرادار، لكي تلتقط صورا رقمية.

وخلال هذه السنوات، اضطلعت تلك الطائرة بمهام جديدة، من قبيل نقل البيانات من نقطة إلى أخرى، إذ أن قدرتها على التحليق عاليا في السماء، تعني أن بوسعها أن تكون في المكان الأمثل لنقل المعلومات من ميدان المعركة إلى مقار القيادة. وقد تفوقت (يو-2) في هذا المضمار على الطائرات المُنافسة، بل وعلى الأقمار الاصطناعية التي تُستخدم للمراقبة، والتي كان يُفترض أن تجعل "السيدة التنين" بلا فائدة.
وفي الوقت الحالي، تستعد طائرات (يو-2) الـ 31، التي لا تزال قيد التشغيل ضمن سلاح الجو الأمريكي، للخضوع لعملية تحديث تبلغ تكاليفها 50 مليون دولار، وتجعل بوسعها مواصلة البقاء في الخدمة لـ 30 عاما قادمة. بل إن هذه العملية قد تؤدي إلى أن تدخل تلك الطائرات في منافسة مع طائرة مُسيّرة للتجسس، لا تزال تُحاط بسرية بالغة، إلى حد أن وجودها نفسه، لم يُعترف به رسميا حتى الآن.
وتقول آيرين هيلي، مديرة برنامج تصنيع (يو-2) في "لوكهيد مارتن"، إن هذا البرنامج لن يتلاشى "ونحن نستثمر فيه بقوة، لوضع هذه الطائرة في بيئة مهامها الجديدة. وفي هذه الحقبة الجديدة للطائرة، لا يوجد موعد مقرر لأفول شمسها".
لكن على الرغم من أننا لا نستطيع - كما قلنا من قبل - اعتبار "السيدة التنين" من ضمن بقايا الحرب الباردة، فإن هذه الطائرة بالقطع مرادفة لتلك الحرب تحديدا. فقصة نشأتها تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما تلقت إدارة الرئيس الأمريكي وقتذاك دوايت أيزنهاور، عددا من الصدمات المرتبطة باكتشافها متأخرة القدرات النووية التي يمتلكها الاتحاد السوفيتي. وكان ذلك يعود إلى وجود فجوة استخباراتية بين الجانبين.
وفي تلك الفترة، كان الاتحاد السوفيتي منغلقا، على نحو يجعل من الصعب اختراقه، من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي آيه). وبسبب افتقار الولايات المتحدة للقدرة على زرع جواسيسها في المكان الصحيح هناك، بات أيزنهاور بحاجة إلى طائرة تجسس قادرة على التحليق على ارتفاع عال، لكي يعلم من خلالها تحديدا ما الذي بات الاتحاد السوفيتي عازما على القيام به، وقادرا عليه كذلك. وكان الرئيس الأمريكي يحتاج إلى ذلك على وجه السرعة.
تكتنف صعوبات شديدة عملية هبوط الطائرات من طراز (يو-2)

ولحسن حظه، كان لدى "لوكهيد مارتن" الفريق الملائم تماما لأداء هذه المهمة تحديدا، متمثلا في المهندس العبقري كيلي جونسون ومساعديه ممن كانوا يعملون في أماكن سرية، في إطار ما كان يُعرف بمجموعة "سكَنك ووركس"، التي تُكلف عادة في "لوكهيد مارتن" بالعمل على مشروعات متقدمة أو سرية. وقد وُلِدَت أسطورة هذه المجموعة عندما صمم جونسون وفريق عمله من المهندسين في عام 1943 وخلال 143 يوما فقط، هيكل أول طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، بل وصنعّوه كذلك. وفي أواخر عام 1954، شرع هذا الفريق في العمل على تطوير (يو-2) في سرية تامة.

ومنذ البداية، كان مطلوبا من المصممين والمصنعّين أن تكون هذه الطائرة قادرة على التحليق على ارتفاع 70 ألف قدم، وأن يبلغ مداها ثلاثة آلاف ميل (4800 كيلومتر)، وأن يكون بوسعها أيضا حمل معدات يبلغ وزنها قرابة 700 رطل (212 كيلوغراما). ولم تمض ثمانية أشهر على انطلاق عمليات التصميم والتصنيع، حتى طارت (يو-2) للمرة الأولى؛ تحديدا في الأول من أغسطس/آب 1955. وأُجريت هذه المهمة في منطقة نائية بولاية نيفادا، تُعرف الآن باسم المنطقة 51. وكان واضحا في تلك الآونة أن جونسون وفريقه قد توصلوا إلى شيء مميز بالفعل.

ويقول بيتر جيه ويستيك، مدير مشروع تاريخ الطيران في معهد "هنتنغتون - يو إس سي بشأن كاليفورنيا والغرب الأمريكي"، إن ظهور الـ (يو-2) شكَّل "بداية التحول باتجاه التجسس التقني، الذي أتاح الفرصة لحل مشكلات استخباراتية، لا عن طريق نشر جواسيس على الأرض، من بين أولئك الذين قد تصادفهم في روايات الكاتب البريطاني الراحل جون لو كاريه، وإنما عبر الاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة".

وأضاف ويستيك، الذي سبق أن ألف كتاب "الطائرة الشبح: المنافسة السرية لاختراع طائرة غير مرئية"، بالقول إن "السيدة التنين" تشكل إحدى "أوائل القفزات التكنولوجية الكبيرة باتجاه التجسس التقني".

المفارقة أن مسار حياة هذه الطرز من الطائرات، كان يمكن أن يكون مختلفا تماما. ففي عام 1966، بدا مستقبلها قاتما، فمن بين 55 طائرة كان يتألف منها الأسطول الأصلي لـ (يو-2)، لم يكن متبقيا قيد التشغيل وقتذاك سوى 15. لكن قرارا حاسما، اتُخِذَ في ثمانينيات القرن الماضي، قضى باستئناف عمليات الإنتاج، في ما مثّلَ أمرا محفوفا بالمخاطر، نظرا إلى أن الكثير من المهندسين، الذين شاركوا في تصنيع النموذج الأصلي للطائرة، كانوا قد أحيلوا إلى التقاعد. ورغم أن الطائرات التي صُنعِّت عبر خط الإنتاج الجديد بدت مشابهة تماما لنظيرتها الأصلية، فإنها كانت أكبر حجما، بنسبة تصل إلى 40 في المئة، وتم تصميمها بشكل يسمح لها بزيادة حمولتها من المعدات، كما وكيفا. فضلا عن ذلك، سهل هذا التصميم استخدامها في أنواع مختلفة من المهام.

ولذا، تستطيع النسخ المستخدمة حاليا من "السيدة التنين" حمل ما يزيد على حمولتها الأصلية بواقع ثلاثة أضعاف، وأن تطير لمسافات أطول من نظيرتها التي ابْتُكِرَت قبل 65 عاما بنحو ضعفين. كما أصبح بمقدور هذه الطائرات المُحدّثة الطيران لفترة تزيد بنحو ثلاثة أمثال عن النسخة الأصلية. وخلال تسعينيات القرن الماضي، تم تحديث هذا الطراز بشكل كبير مرة أخرى، ولا تزال عملية التطوير جارية حتى اليوم.

ومنذ ظهورها للمرة الأولى، شهدت (يو-2) خمسة طرز لطائرات كان من الممكن أن تحل محلها. وبدأ ذلك في سبعينيات القرن الماضي، مع أول جيل ظهر من الطائرات بدون طيار. وشملت قائمة المنافسين كذلك طائرة استطلاع شبيهة بالحوت، من طراز يحمل اسم "آر كيو-4 غلوبال هوك". وصُنِعّت هذه الطائرة على يد شركة "نورثروب غرومان"، وتحلق على علوٍ مرتفع ويتم التحكم فيها عن بعد. وعندما ظهر هذا الطراز عام 1998، كان عمر الـ (يو-2) يفوق 40 عاما. لكن وفي نهاية المطاف، تم إلغاء خطط لإنتاج 24 من طائرات "آر كيو-4 غلوبال هوك"، من أجل تمويل عملية تحديث طائرات "السيدة التنين".

وهكذا وفي ظل إبعاد "آر كيو-4 غلوبال هوك" عن الساحة، بات من الممكن أن تخطوا جهود تطوير (يو-2) خطوتها التالية، التي ستشمل تزويدها بمعدات أفضل، على صعيد إلكترونيات الطيران، وبقُمرة قيادة تعمل باللمس، فضلا عن كمبيوتر مهام جديد، يسمح باستخدام نظام تشغيل، يُعرف باسم "منظومة المهام المفتوحة" (أو إم إس). ويشبه هذا النظام، نظام تشغيل أندرويد للهواتف الذكية. ويتيح (أو إم إس) للطائرات من طرز مثل (يو-2)، التواصل بيسر وسهولة مع أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن الدبابات والسفن والطائرات والأقمار الاصطناعية، بل وحتى مع الأسلحة السيبرانية، وهي البرمجيات الخبيثة التي تُستخدم لتحقيق أهداف عسكرية أو شبه عسكرية أو استخباراتية.
_116244271_a6d7b249-3fae-4720-bc6d-88fde3640d58.jpg

يساعد تصميم (يو-2)، بشكل يجعل بدنها نحيفا وجناحيْها طويليْن، على أن تبقى مرتفعة خلال تحليقها في طبقة الهواء الرقيق الموجودة في الغلاف الجوي العلوي

وتقول آيرين هيلي إن "كون `يو-2` قادرة على البقاء في الخدمة لثلاثين عاما قادمة، يعود بحق إلى عبقرية من وضعوا تصميمها" الأصلي. وتشير إلى أن هذه الطائرة "أثبتت قدرتها على أداء مهامها على ارتفاعات عالية. كما أن ثمة إقرارا بأن هيكلها لا يزال في مرحلة الفتوة". فضلا عن هذا وذاك، تبين أن الاعتماد على منظومات إلكترونية يتحكم فيها البشر، أفضل في التعامل مع المواقف المفاجئة، من التعويل في ذلك على أجهزة الكمبيوتر.

ويقول الصحفي الذي كان متخصصا في السابق في شؤون الطيران كريس بُكوك، إن السؤال الذي يُطرح عليه في أغلب الأحيان، يتمحور حول السبب الذي يجعل الأقمار الاصطناعية عاجزة عن القيام بما تفعله هذه الطائرة. ويجيب بُكوك، الذي سبق أن ألف عددا من الكتب بشأن الـ (يو-2)، على هذا السؤال قائلا: "حسنا، تتمتع هذه الأقمار بقدرات رائعة الآن، لكن لديها مسارا مداريا يمكن توقعه. ويعني ذلك أن أي قمر اصطناعي للتجسس يدور في مدار منخفض، لا يستطيع البقاء فوق منطقة بعينها من الأرض لوقت طويل للغاية، وذلك في الوقت الذي تستطيع فيه الطائرة `يو-2` أن تمكث في أجواء بقعة ما لفترة طويلة".

علاوة على ذلك، تتسم الأقمار الاصطناعية بأنها عرضة على نحو أكبر لتحركات مضادة من قبيل استخدام أشعة الليزر، التي يمكن أن تمنع أقمار التجسس من القيام بعملها، وأن تشوش عليها. ومن بين المخاطر، التي تواجه هذه الأقمار أيضا، أن تتعرض لهجوم صاروخي، يمكنه إلحاق الضرر بها أو حتى تدميرها.

في الوقت نفسه، ساعد وجود (يو-2) على بدء استخدام روابط البيانات لنقل المعلومات الاستخباراتية، إلى المحطات الأرضية، التي قد تبعد عنها آلاف الأميال. والآن سيصبح هذا الدور أكثر أهمية، في ظل سعي سلاح الجو الأمريكي إلى جعل كل أجهزة الكمبيوتر التابعة له قادرة على التفاعل والتواصل مع بعضها بعضا، بغض النظر عن اسم الشركة المُنتِجة لكل منها. وفي المرحلة المقبلة، سيصبح بالإمكان تزويد الـ (يو-2) بأجهزة استشعار أو كاميرات جديدة، ونزعها منها أيضا، بشكل أسرع وأرخص من أي وقت مضى، مقارنة بالطائرات المُنافسة لها.

لكن هذه الطائرة تعاني من مشكلة واحدة، وهي أنها لا تندرج في فئة "الطائرات الشبح" التي لا يرصدها الرادار. ويعني ذلك أنها لا تستطيع التحليق في أجواء دول أخرى، دون علم سلطاتها. ولذا رُصِدَت إحداها مؤخرا من جانب الجيش الصيني، وهي تطير فوق منطقة في بحر الصين الجنوبي، كانت تشهد تدريبات لقواته.

وفي الوقت الحاضر، يبدو أن شركة "نورثروب غرومان" المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية، تعكف على تطوير أسطول محدود من الطائرات المُسيّرة شديدة السرية، يشبه تصميمها تصميم قاذفة القنابل (بي-2) التي تنتجها الشركة نفسها، وذلك للقيام بمهام التجسس ذاتها التي تضطلع بها الـ (يو-2). ويعتقد البعض أن تلك الطائرات المُسيّرة قادرة على أن تحل محل "السيدة التنين".
_116260847_9543d2be-b2aa-4bbd-a13f-175d89a2166a.jpg

يمكن للطائرة الفضائية (بوينغ إكس 37) أن تطلق في يوم ما أقمارا اصطناعية صغيرة الحجم، لأداء بعض من مهام طائرات (يو-2)

ويبدو في حكم المؤكد احتواء تصميم طائرات الاستطلاع المُسيّرة هذه، التي لم يصدر بعد قرار بالكشف عنها رسميا، على معدات تجعلها غير مرئية بالنسبة لأجهزة الرادار. فحتى الآن، لم تظهر لها صور رسمية، وسط تسريبات لصور تبدو فيها تلك الطائرة غريبة الملامح. ويمثل هذا الشُح في الصور، إنجازا مذهلا في ذاك العصر الرقمي الذي نعيش فيه. بجانب ذلك، لم يُطلق بعد اسم رسمي على هذا الطراز من الطائرات، شديد التحمل والقادر على التحليق على ارتفاعات شاهقة. لكن الكثيرين يطلقون على تلك الطائرة، التي يُفرض عليها غطاء كثيف من السرية، اسم (آر كيو-180). كما تُعرف بلونها الفاتح على نحو غير معتاد، ما يجعل من العسير رصدها خلال تحليقها في الأجواء. وقد أكسبها ذلك لقب "الخفاش الأبيض العظيم"، فيما يطلق آخرون عليها "شيكاكا"، وهو لقب أكثر غرابة، مستوحى من اسم "وطواط أبيض مقدس"، ظهر في الجزء الثاني من فيلم " ايس فنتورا".

وقد دفع الغموض الذي يكتنف هذه الطائرة، الصحفي بُكوك للقول: "لا بد أن يُنظر إلى كل ما أقوله بشأنها على أنه قابل للتغيير. فمثلا، إذا أُريد لهذه الطائرة التحليق فوق أراضٍ محظورة، لفعل ما تقوم به `يو-2` فوق الأراضي الصديقة، لا بد أن تكون مخفية بشدة عن أنظار أجهزة الرادار. لكنني لا أعتقد أن `آر كيو-180` ستحل محل `يو-2`، لأنها باهظة التكاليف بشدة على ما يبدو، فلم يُصنِّعوا منها عددا كبيرا (أقل من سبع)".

لذا تشكل الأقمار الاصطناعية صغيرة الحجم تهديدا أكبر لمستقبل (يو-2). فوزنها يتراوح ما بين 10 و100 كيلوغرام (22 - 220 رطلا)، ما يعني أنها صغيرة بما يكفي، لكي تُطلق من طائرات فضائية مثل الطائرة "بوينغ إكس-37". ويقول بُكوك في هذا الشأن: "يمكن إطلاق هذا النوع من الأقمار بأعداد كبيرة، من مكان مخصص لإطلاق صاروخ واحد، بحيث يتسنى لها أن تشرع في التغلب على نقاط الضعف التي تتسم بها أقمار التجسس التي تدور في المدار الأرضي المنخفض. وهكذا، فإذا كان لديك 10 أقمار أو أكثر تدور حول الأرض في شكل سلاسل متوالية، سيجعلك ذلك قادرا على إعادة المرور فوق البقعة نفسها من الأرض، بفارق ساعات لا أيام، بين كل مرة وأخرى".

رغم ذلك، تعرب هيلي عن ثقتها، في أنه سيكون بوسع (يو-2) التفوق على ما تواجهه من تهديدات متمثلة في أي بدائل مستقبلية محتملة لها، تماما كما فعلت مع الطائرات، التي حاولت منافستها في الماضي. وتشير إلى أنه لا توجد طائرة أخرى يمكنها أداء المهام التي تضطلع بها (السيدة التنين)، على صعيد "جمع المعلومات في `الوقت الحقيقي` وتوزيعها".

وفي النهاية، يقول غريغ بيردسل إن "البيئة التي تعمل فيها (يو-2) تحفل بالصعوبات" بالنسبة لطائرات التجسس. ويشير إلى أن "محاولة تطوير طائرة أخرى للحلول محلها، أو حتى الإضافة إليها وتعزيز أدائها، على هذا الارتفاع الشاهق، لن يكون بالأمر السريع أو اليسير، وسيصبح أيضا باهظ التكاليف للغاية".

ويختتم حديثه قائلا: "إذا كان لدينا هذه القدرات (التي توفرها `يو-2`) بالفعل، فلماذا تُبذل الجهود لإحلال طائرة أخرى محلها؟".


 
تصميم الطائرة و ما اعطاها التفوق على مثيلاتها ايضاً جعلها الاصعب بالطيران اذ ان الطيار لابد و ان يكون بكامل انتباهه للطيران بها و لارتفاعها العالي حينها توجب ان يكون هنالك بعض الاجراءات قبل ان تبدا اي مهمة بها مثل البدلة مشابهه لبدلات رجال الفضاء و ان يتنفس باكسجين صافي لمدة ساعة قبل الرحلة للتخلص من النتروجين بالدم و للتقليل من اثار مرض انعدام الضغط و بعد كل هذا و حتى باستخدام الاكسجين ايضاً خلال الرحلة ينقص من كتلة الجسم 5% كل 8 ساعات طيران
 
انت متأكد من المعلومه هذي؟

عندما يقوم رواد الفضاء بالسير في الفضاء ، فإنهم يرتدون بدلات فضائية للحفاظ على سلامتهم. ويوجد داخل بدلات الفضاء كميات من الأكسجين يحتاجونها للتنفس وماء للشرب.

يلبس رواد الفضاء بدلاتهم الفضائية قبل عدة ساعات من السير في الفضاء وتكون البدلات مضغوطة، ما يعني أنها مليئة بالأكسجين.

وبمجرد ارتدائها ، يتنفس رواد الفضاء الأكسجين النقي لبضع ساعات. ويعمل تنفس الأكسجين على المساعدة في التخلص من كل النيتروجين في جسم رائد الفضاء. وإذا لم يتخلص من النيتروجين ، فقد تتولد فقاعات غازية في جسمه عندما يسير في الفضاء. ويمكن أن تسبب فقاعات الغاز بشعور رواد الفضاء بألم في أكتافهم وفي المرافق والركب. ويسمى هذا الألم الإصابة بـ "الانحناءات" لأنه يؤثر على الأماكن التي ينحني فيها الجسم.
 
عندما يقوم رواد الفضاء بالسير في الفضاء ، فإنهم يرتدون بدلات فضائية للحفاظ على سلامتهم. ويوجد داخل بدلات الفضاء كميات من الأكسجين يحتاجونها للتنفس وماء للشرب.

انا اقصد جزئيه 100 بالمئة أكسجين نقي... ما اعرفه انهم يتنفسون خليط من الغازات لا تتعدى نسبه الأكسجين فيه 30 بالمئة لأن تنفس غاز الأكسجين فقط يسبب التسمم
 
انا اقصد جزئيه 100 بالمئة أكسجين نقي... ما اعرفه انهم يتنفسون خليط من الغازات لا تتعدى نسبه الأكسجين فيه 30 بالمئة لأن تنفس غاز الأكسجين فقط يسبب التسمم
فعلا" انا لما بعمل غطس بيكون فيه خليط بس مش عارف وضع الفضاء ايه هبحث شوية واحاول اعرف
 
انا اقصد جزئيه 100 بالمئة أكسجين نقي... ما اعرفه انهم يتنفسون خليط من الغازات لا تتعدى نسبه الأكسجين فيه 30 بالمئة لأن تنفس غاز الأكسجين فقط يسبب التسمم




بص كل المصادر الى قرتها لحد دلوقت بتقول انهم بيتنفسو اكسجين نقى زى الارض بالضبط
 
بص كل المصادر الى قرتها لحد دلوقت بتقول انهم بيتنفسو اكسجين نقى زى الارض بالضبط

بالطبع يتنفسون الأكسجين لكن سوف يكون مخلوط مع غازات خامله أخرى مثل النيتروجين

الأوكسجين في الغلاف الجوي تقريباً 21 بالمئة

تنفس غاز الأكسجين فقط يسبب التسمم
 
عودة
أعلى