المناضل احمد الشريف السنوسي

Soldier LY

عضو
إنضم
9 أكتوبر 2020
المشاركات
818
التفاعل
1,370 12 0
الدولة
Libya
أحمد الشريف بن السنوسي مجاهد وزعيم وطني من الأسرة .
قاد الجهاد في شرق ليبيا ضد الغزو للبلاد في بدايات . وهو أحد كبار المجاهدين الليبيين.
جاهد وشارك وقاد معارك الجهاد ضد الغزاة الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين في وساهم في نشر الدعوة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي في أرجاء من ، وهو صاحب كتاب (السراج الوهاج في رحلة السيد المهدي من الجغبوب إلى التاج) الذي دوّن فيه الرحلات الدعوية التي رافق فيها عمه محمد المهدي السنوسي.
أحمد الشريف السنوسي

الميلاد
،
23px-Flag_of_Libya.svg.png
الوفاة
23px-Flag_of_Saudi_Arabia.svg.png
مكان الدفن
مواطنة
أبناء
زعيم وطني ليبي، ومناضل ومجاهد ضد الغزو الإيطالي لليبيا


ولادته​

ولد في عام ، في واحة .


زعامة الحركة السنوسية​

تزعّم الحركة السنوسية في عام ، خلفاً لعمه والد الملك الذي كان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره آنذاك.

استمر في إمارة الحركة السنوسيّة من م إلى م، حيث تنازل عنها في ذلك العام لابن عمّه وقبل حوالي عامين من مغادرته لليبيا مرغماً على ظهر غواصة ألمانيّة بعثتها له تركيا في أغسطس م لتنقله من بليبيا ليصل لاحقا إلى ثمّ إلى بتركيا.


جهاده ضد الغزو الإيطالي​

ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام ، كان قد أعاد تنظيم الحركة السنوسية من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة، كما سعى جاهداً لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات الإسلامية الأخرى وتدعيم وشائج الأخوة الإسلامية بينها، كما ارتبط أشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها في ، وما أن وطأ البلاد جنود المستعمر الإيطالي حتى كان السنوسي قد حوّل زوايا الحركة السنوسية إلى معسكرات لإعداد قوة عسكرية من الأهالي والأتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتى الطرق.

وعندما تناهى لأسماع السنوسي اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا، شكل وفداً من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه إلى مدينة درنة لمقابلة "أنور بك" الوالي العثماني، وسلّمه رسالة خطية جاء فيها: "نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه، إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو". ونتيجة ذلك، وصل مبعوث الوالي العثماني بصفته ممثلاً للدولة العثمانية في ومديراً للعمليات العسكرية فيها، وصل "مركز قيادة السنوسية" وأبلغ أحمد السنوسي "أن الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها"، ولكن مع تذبذب الموقف التركي من مسألة الصلح مع إيطاليا، وتوقيع الدولة العثمانية معاهدة الصلح مع إيطاليا التي تنازلت بموجبها لإيطاليا عن ليبيا، عاد أنور باشا لطرح فكرة القبول بالصلح على السنوسي فكان رده أكثر حزما، قائلا "والله لا نسلمهم من أرضنا طراحة حصان". وبعد توقيع الدولة العثمانية " " مع إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلى إيطاليا، بادر السنوسي باعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد، وكان شعار تلك الحكومة "الجنة تحت ظلال السيوف". ثم أعلن الجهاد في منشور عممه على مشائخ الزوايا السنوسية والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 إلى سن 65، أن يذهب إلى الميدان مزودا بمؤونته وسلاحه. ومع توالي الهزائم التركية في ، أصدرت القيادة التركية أوامرها بضرورة الانسحاب النهائي من الأراضي الليبية، ومع الانسحاب الكامل للقوات التركية من البلاد، قرر السنوسي الانتقال بقواته التي بلغت حينئذ السبعة آلاف مقاتل، إلى منطقة على الحدود الشرقية مع ، مما فرض ظروفا وأوضاعا جديدة على المنطقة وخاصة بعدما تبين أن السنوسي قد نجح في تحويل القوات السنوسية إلى جيش نظامي مدرب، ومستعد لخوض غمار حرب فدائية طويلة المدى ضد الطليان. عند اشتداد معارك الجهاد وبسط إيطاليا وجودها على أجزاء من ليبيا كلف السنوسي أخاه صفي الدين السنوسي بقيادة منطقة غرب والتنسيق مع قيادات في محاربة العدو الإيطالي، وفعلاً ترك صفي الدين وتحرك مع كثير من المجاهدين إلى جهة واتصل هناك بالعديد من قادة الجهاد الليبي امثال أحمد بك سيف النصر وعبد النبي بالخير ورمضان السويحلي وغيرهم.


الحرب العالمية الأولى​

بعد اندلاع ، تعزز موقف السنوسي وقواته، حيث جعلت الأطراف المتحاربة تسارع لكسب وده وقواته، من جهة، ومصر من جهة أخرى، فالأولى رغبت ان يقوم بتخفيف الضغط على بمهادنتها، وبفتح جبهة جديدة ضد الإنجليز في ، والأخرى رغبت في مساعدته للقضاء على الطليان، العدو الرئيسي له آنذاك.

وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الدولة العثمانية عليه، بالإضافة إلى الانتصارات الألمانية ـ العثمانية على قوات الحلفاء في أوروبا، وظهور الثورات الشعبية ضد الإنجليز في الهند وأفغانستان والسودان، اختار السنوسي ان يقوم بالإغارة على قوات الإنجليز في أوائل نوفمبر داخل الحدود المصرية وهزمهم في السلوم ولاحقهم حتى حيث اندمج بقواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب في ، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العواقير التي اسر فيها جعفر العسكري، وهرب فيها نوري باشا ، وواصل السنوسي القتال من المحور الجنوبي واحتل عددا من الواحات، وسارع للاتصال بعلي دينار، سلطان ، ومشائخ في محاولا تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز، وخاض السنوسي بقواته عدة معارك آخرها "معركة بئر تونس" التي اضطر فيها للتراجع والانسحاب، وذلك بسبب عدم استجابة زعماء القبائل في الفيوم والصعيد ودارفور من جهة، وفشل قوات جعفر العسكري واستسلامه من جهة أخرى، فضلا عن التباين الكبير بين القوتين، فبينما كانت قوات السنوسي تقاتل ببنادق عادية وعلى ظهور الخيل في أرض مكشوفة، استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات، يضاف إلى ذلك صعوبة التموين بل وانقطاع موارده عن القوات السنوسية.

وهاجمت قوات الحركة السنوسيّة – عشرة آلاف مجاهد – بقيادة السنوسي القوات الاستعماريّة البريطانيّة في الصحراء الغربيّة المصريّة عند . واستمر القتال بين السنوسيين والبريطانيين إلى 1917م العام الذي انتصر فيه البريطانيون بقيادة الجنرال بيتون (Peyton) على قوات المجاهدين.

وكانت حملة السلوم، نهاية المطاف في صراع السنوسي ضد الإنجليز في ليبيا، وقد بادروا بتهديده بضرورة ترك الجغبوب فورا، تحت طائلة ضرب وتهديم ضريح قبر جده الأكبر[ ] محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة.


مغادرة ليبيا​

غادر السنوسي ليبيا إلى المنفى في أوائل أغسطس على متن ألمانية من "مرسى العقيلة" ومعه كبار معاونيه وقادته منهم محمد صالح حرب، ونوري باشا، وصالح أبوعرقوب البرعصي، وحسين الموهوب الدرسي، وعبد الله البسطة. أما الباقي الأتباع في ليبيا وعلى رأسهم فقد انسحبوا إلى ،ومنهم من استدعاه للحاق به مثل الشيخ المفتي والقاضي محمد عزالدين الباجقني حيث كان كاتباً للسنوسي ((بعض الروايات تقول أنه هاجر معه بنفس الوقت)), وقد كان إبعاد السنوسي انتصارا لكافة الأطراف المعادية لنضال الشعب الليبي. وصل السنوسي إلى "ميناء بولاوتريستا" ومنها إلى ثم بالقطار إلى حيث استقبل استقبالا حافلا تدعيما لمواقفه وصموده، وقلده السلطان محمد السادس السيف "علامة السلطنة" ومُنحَه وساماً مجيدياً، وأنعم عليه برتبة الوزارة.


نشاطه في المنفى​

مباشرة بعد استقراره في المنفى أخذ السنوسي يحرض العثمانيين على إعطاء القضية الليبية الأهمية القصوى، وقد نجح بالفعل في اقناع عزت باشا، رئيس الوزراء آنذاك في أكتوبر ، بأن يسمح له بالسفر خفية إلى بعد تزويده بالمعدات والسلاح والأموال، إلا أن اتفاق هدنة حال دون انجاح المهمة، ومع ذلك فقد انتقل السنوسي ورفاقه من إلى بروسه، استعدادا للعودة إلى ، إذا ما اخفقت جهود السلام.

وحتى بعد أن اضطر لمغادرة البلاد، استمر في متابعة حركة الجهاد، والعمل على تأمين ما يستطيع من احتياجات المجاهدين، ولعل المهمة التي أوكلها إلى محمد أسد هي إحدى صور هذا الجهد، الذي كان السنوسي يبذله من المنفى لتقديم الدعم إلى المجاهدين، ولم تنقطع مراسلاته مع المجاهدين، حتى السنوات الأخيرة من الجهاد بعد استشهاد "شيخ الشهداء" ، وعلى احتوائها على توجيهات إلى المجاهدين، خاصة الرسالة المؤرخة في 16 جمادى الآخرة 1350هـ، التي انتدب فيها السنوسي، المجاهد المسماري لتولي القيادة بعد استشهاد عمر المختار.

أدت نتائج الحرب العالمية الأولى إلى الانقسام في تركيا بين الخليفة في الاستانة، وأنور بك في القوقاز، في الاناضول، وحاول كل منهم اجتذاب السنوسي إلى جانبه باعتباره زعيما دينيا موثوقا وذو شعبية كبيرة في تركيا، ولكن السنوسي اتخذ موقف الحياد إزاء الزعماء الثلاث وإن كان يميل إلى أنور باشا في أحاديثه الخاصة، وكان الأخير قد وعده بتسهيل عودته إلى برقة بالسلاح والرجال والأموال إذا ما نجح في حسم الصراع لصالحه وكان ذلك غاية ما يتنماه السنوسي.


المهام والمناصب​

بلغت ثقة الأتراك بالسنوسي حدا جعل "مجلس المبعوثان" يصدر قرارا بتعيينه ملكا على في أبريل 1921م، ولكن ، بدعم الإنجليز نجح في الوصول إلى العراق قبله، ويذهب بعض الباحثين إلى أن قد عرض الخلافة على السنوسي ولكنه رفضها متعللا بأن أحوال العالم الإسلامي آنذاك لا تشجع على اتخاذ مثل تلك الخطوة.[ ]

شهدت سنتي ، تحركا سياسيا واسعا للسنوسي محاولا خلق جبهة إسلامية عريضة تضم "مصر" "أمير نجد"، وأحمد الجابر الصباح "أمير "، والحسن الادريسي "أمير عسير"، وحميد الدين "امام "، هدفها تحرير العالم العربي الإسلامي من الاستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي، ثم انتقل إلى محاولا اثارة الشعور الديني، محرضا اهلها على العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الاتراك غير ان الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه إلى تركيا عام 1924م.

وعلى اثر الانقلاب الذي قاده مصطفى كمال اتاتورك وإلغاء الخلافة العثمانية عام م، أدرك السنوسي أن لإمكان له في دولة اتاتورك العلمانية، فانتقل إلى بعد أن سدت في وجهه أبواب البلاد العربية الأخرى.


اقامته في مكة المكرمة​

كانت الفترة من إلى تمثل جانبا مهما في حياة السنوسي في المنفى حيث اقام في مستفيدا من العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بالملك ، وبدا محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد ويعاونه قجة بن عبد الله السوداني، والفضيل بوعمر، ، وحسين الجويفي، وعبد الله بوسلوم، وعبد الحميد العبار، وقد تبقى من العائلة السنوسية بعد رحيل ادريس السنوسي عام م إلى كل من محمد الصديق ومحمد الرضا والحسن الرضا.

ومن الروايات التي نقلها في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" عن عبد العزيز جاويش المقرب من السنوسي ان ضابطا إيطاليا برتبة عقيد طلب مقابلته عندما كان في مرسى تركيا سنة 1924، وهو يستعد للرحيل إلى مكة المكرمة، ولكن السنوسي رفض الحديث معه بشكل قاطع عندما علم أنه يعرض عليه فكرة عقد صلح بينه وبين الحكومة الإيطالية وكان جوابه "إننا لا نكره الصلح، ولكن على شرط الاستقلال الحقيقي لوطننا" وعندما علم أنه لم يكن مفوضا من قبل حكومته انهى المقابلة معه على الفور، وحتى بعد أن تمكن العقيد الإيطالي من الحصول على التفويض من حكومته رسميا حاول التفاوض مع السنوسي عن طريق معاونه عبد العزيز جاويش إلا ان السنوسي كان حازما في توجيهاته لمعاونه التي ختمها بقولته الشهيرة: "إن طرابلس وبرقة ليستا ملكي لأجود بهما على الطليان، بل هما ملك أهلهما".

وفي م نجح السنوسي في عقد معاهدة بين امام يحي وامام الحسن بن علي الادريسي وملك عبد العزيز آل سعود، أنهى بموجبها الخلافات والحروب الدائرة في المنطقة، وكان هدفه من ذلك القضاء على تلك الحروب الجانبية التي تستنفد الكثير من جهود المسلمين حتى يلتفتوا جميعا إلى العدو "الإنجليزي والإيطالي والفرنسي" الذي كان يحتل جزء كبيرا من العالم الإسلامي.

وظل السنوسي طوال فترة اقامته في مكة المكرمة متفرغا لدعم المجاهدين في الداخل، وكان يتخذ من مواسم وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة إلى من قادة الجهاد، يزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالامدادات كما جعل من مواسم الحج منبرا اعلاميا يحث المسلمين منه على دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات منهم.


قيل عنه​

قال عنه في كتابه "الطريق إلى الإسلام": "ما من رجل ضحى بنفسه تضحية كاملة مجردة، عن كل غاية في سبيل مثل أعلى، كما فعل هو. لقد وقف حياته كلها، عالما ومحاربا، على بعث المجتمع الإسلامي بعثا روحيا، وعلى نضاله في سبيل الاستقلال السياسي".

وقال عنه في "حاضر العالم الإسلامي": "اتحاد الكلمة على نزاهة هذا الرجل، وتجرده عن المآرب الشخصية، وعزوفه عن حظوظ الدنيا، وانصراف همه كله إلى الذب عن بيضة الإسلام بدون غرض سوى مرضاة الله ورسوله، وحفظ استقلال المسلمين" "عندما قدمت إلى الآستانة في أواخر سنة م، وهي أول مرة دخلتها بعد الحرب قررت لأجل الاستجمام من عناء الأشغال وترويح النفس بعد طول النضال، أن أسكن ببلد صغير تتهيأ لي فيه العزلة وتسهل الرياضة، ويكون دانيا من وطني سورية لملاحظة شغلي الخاص، وتعهد أملاكي فيها، فاخترت مرسين، وألقيت مرساة غربتي فيها.

وكان السيد السنوسي بلغه قدومي إلى دار السعادة، فكتب لي يرغب إليَ في سرعة المجيء ويرحب بي. فلما جئت إلى مرسين، ذهبت توا لزيارته فأبى إلا أن أنزل عنده، ريثما أكون استأجرت منزلا في البلدة، وقد رأيت في هذا السيد السند بالعيان ما كنت أتخيله عنه بالسماع، وحقَ لي والله أن أنشد: (من البسيط).

  • كانت محادثة الركبان تخبرنا عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
  • حتى التقينا فلا والله ما سمعت أذني بأحسن مما قد رأى بصري
رأيت في الرجل حبرا جليلا، وسيدا غطريفا، وأستاذا كبيرا، من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي، جلالة قدر، وسراوة حال ورجاحة عقل، وسجاحة خلق، وكرم مهزة وسرعة فهم، وسداد رأي، وقوة حافظة، مع الوقار الذي لا تغض من جانبه الوداعة، والورع الشديد في غير رياء ولا سمعة.

سمعت أنه لا يرقد في الليل أكثر من ثلاث ساعات، ويقضي سائر ليله في العبادة والتلاوة، والتهجد، ورأيته مرارا تنفج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزئ هو بطعام واحد لا يصيب منه إلا قليلا، وهكذا هي عادته.

وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الأخضر الذي يؤثره المغاربة. فيأمر بحضور من هناك من الأضياف ورجال المعية، ويتناول كل منهم ثلاثة أقداح شايٍ ممزوجا بالعنبر. فأما هو فيتحامى شرب الشاي لعدم ملاءمته لصحته، وقد يتناول قدحا من النعناع.

ومن عادته أنه يوقد في مجالسه غالبا الطيب، وينبسط السيد إلى الحديث، وأكثر أحاديثه في قصص رجال الله وأحوالهم ورقائقهم وسير سلفه السيد محمد بن علي بن السنوسي، والسيد المهدي، وغيرهما من الأولياء والصالحين. وإذا تكلم في العلوم قال قولا سديدا، سواء في علم الظاهر والباطن.

وقد لحظت منه صبرا قلَ أن يوجد في غيره من الرجال، وعزما شديدا تلوح سيماؤه على وجهه، فبينا هو في تقواه من الأبدال إذا هو في شجاعته من الأبطال. وقد بلغني أنه كان في حرب طرابلس يشهد كثيرا من الوقائع بنفسه، ويمتطي جواده بضع عشر ساعة على التوال بدون كلال وكثيرا ما كان يغامر بنفسه ولا يقتدي بالأمراء وقوَاد الجيوش الذين يتأخرون عن ميدان الحرب مسافة كافية، أن لا تصل إليهم يد العدو فيما لو وقعت هزيمة. وفي إحدى المرار أوشك أن يقع في أيدي الطليان، وشاع أنهم أخذوه أسيرا، وقد سألته عن تلك الواقعة فحكى لي خبرها بتفاصيله، وهو أنه كان ببرقة فبلغ الطليان بواسطة الجواسيس أن السيد في قلة من المجاهدين، وغير بعيد عن جيش الطليان، فسرحوا إليه قوة عدة آلاف ومعها كهرباة خاصة لركوبه، إذ كان اعتقادهم أنه لا يفلت من أيديهم تلك المرة، فبلغه خبر زحفهم وكان يمكنه أن يخيم عن اللقاء أو أن يتحرف بنفسه إلى جهة يكون فيها بمنجاة من الخطر، أو يترك الحرب للعرب تصادمهم فلم يفعل، وقال لي: ((خفت أنني إن طلبت النجاة بنفسي أصاب المجاهدين الوهل فدارت عليهم الدائرة فثبت للطليان وهم بضعة آلاف بثلث مائة مقاتل لا غير، واستمات العرب وصدموا العدو، فلما رأى وفرة من وقع من القتلى والجرحى ارتدوا على أعقابهم، وخلصنا نحن إلى جهة وافتنا فيها جموع المجاهدين.

والسيد أحمد الشريف سريع الخاطر، سيال القلم، لا يمل الكتابة أصلا، وله عدة كتب منها كتاب كبير أطلعني عليه في تاريخ السادة السنوسية، وأخبار الأعيان من مريديهم والمتصلين بهم، ينوي طبعه ونشره فيكون أحسن كتاب لمعرفة أخبار السنوسيين."


وفاته​

توفي يوم الجمعة في منتصف ذي القعدة سنة الموافق في ، ودفن في مقبرة
 
٢٠٢٠١٢٢٥_٠٣٤٧١٧.jpg

وقد حارب وجاهد ضد اقوى ثلاث دول في ذلك الوقت وهي ايطاليا وفرنسا وبريطانيا.
ملاحظة:
ابنته فاطمة الشريف كانت زوجة الملك الراحل ادريس السنوسي
 
أحمد الشريف بن السنوسي مجاهد وزعيم وطني من الأسرة .
قاد الجهاد في شرق ليبيا ضد الغزو للبلاد في بدايات . وهو أحد كبار المجاهدين الليبيين.
جاهد وشارك وقاد معارك الجهاد ضد الغزاة الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين في وساهم في نشر الدعوة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي في أرجاء من ، وهو صاحب كتاب (السراج الوهاج في رحلة السيد المهدي من الجغبوب إلى التاج) الذي دوّن فيه الرحلات الدعوية التي رافق فيها عمه محمد المهدي السنوسي.
أحمد الشريف السنوسي

الميلاد
،
23px-Flag_of_Libya.svg.png
الوفاة
23px-Flag_of_Saudi_Arabia.svg.png
مكان الدفن
مواطنة
أبناء
زعيم وطني ليبي، ومناضل ومجاهد ضد الغزو الإيطالي لليبيا

ولادته​

ولد في عام ، في واحة .

زعامة الحركة السنوسية​

تزعّم الحركة السنوسية في عام ، خلفاً لعمه والد الملك الذي كان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره آنذاك.

استمر في إمارة الحركة السنوسيّة من م إلى م، حيث تنازل عنها في ذلك العام لابن عمّه وقبل حوالي عامين من مغادرته لليبيا مرغماً على ظهر غواصة ألمانيّة بعثتها له تركيا في أغسطس م لتنقله من بليبيا ليصل لاحقا إلى ثمّ إلى بتركيا.

جهاده ضد الغزو الإيطالي​

ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام ، كان قد أعاد تنظيم الحركة السنوسية من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة، كما سعى جاهداً لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات الإسلامية الأخرى وتدعيم وشائج الأخوة الإسلامية بينها، كما ارتبط أشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها في ، وما أن وطأ البلاد جنود المستعمر الإيطالي حتى كان السنوسي قد حوّل زوايا الحركة السنوسية إلى معسكرات لإعداد قوة عسكرية من الأهالي والأتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتى الطرق.

وعندما تناهى لأسماع السنوسي اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا، شكل وفداً من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه إلى مدينة درنة لمقابلة "أنور بك" الوالي العثماني، وسلّمه رسالة خطية جاء فيها: "نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه، إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو". ونتيجة ذلك، وصل مبعوث الوالي العثماني بصفته ممثلاً للدولة العثمانية في ومديراً للعمليات العسكرية فيها، وصل "مركز قيادة السنوسية" وأبلغ أحمد السنوسي "أن الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها"، ولكن مع تذبذب الموقف التركي من مسألة الصلح مع إيطاليا، وتوقيع الدولة العثمانية معاهدة الصلح مع إيطاليا التي تنازلت بموجبها لإيطاليا عن ليبيا، عاد أنور باشا لطرح فكرة القبول بالصلح على السنوسي فكان رده أكثر حزما، قائلا "والله لا نسلمهم من أرضنا طراحة حصان". وبعد توقيع الدولة العثمانية " " مع إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلى إيطاليا، بادر السنوسي باعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد، وكان شعار تلك الحكومة "الجنة تحت ظلال السيوف". ثم أعلن الجهاد في منشور عممه على مشائخ الزوايا السنوسية والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 إلى سن 65، أن يذهب إلى الميدان مزودا بمؤونته وسلاحه. ومع توالي الهزائم التركية في ، أصدرت القيادة التركية أوامرها بضرورة الانسحاب النهائي من الأراضي الليبية، ومع الانسحاب الكامل للقوات التركية من البلاد، قرر السنوسي الانتقال بقواته التي بلغت حينئذ السبعة آلاف مقاتل، إلى منطقة على الحدود الشرقية مع ، مما فرض ظروفا وأوضاعا جديدة على المنطقة وخاصة بعدما تبين أن السنوسي قد نجح في تحويل القوات السنوسية إلى جيش نظامي مدرب، ومستعد لخوض غمار حرب فدائية طويلة المدى ضد الطليان. عند اشتداد معارك الجهاد وبسط إيطاليا وجودها على أجزاء من ليبيا كلف السنوسي أخاه صفي الدين السنوسي بقيادة منطقة غرب والتنسيق مع قيادات في محاربة العدو الإيطالي، وفعلاً ترك صفي الدين وتحرك مع كثير من المجاهدين إلى جهة واتصل هناك بالعديد من قادة الجهاد الليبي امثال أحمد بك سيف النصر وعبد النبي بالخير ورمضان السويحلي وغيرهم.

الحرب العالمية الأولى​

بعد اندلاع ، تعزز موقف السنوسي وقواته، حيث جعلت الأطراف المتحاربة تسارع لكسب وده وقواته، من جهة، ومصر من جهة أخرى، فالأولى رغبت ان يقوم بتخفيف الضغط على بمهادنتها، وبفتح جبهة جديدة ضد الإنجليز في ، والأخرى رغبت في مساعدته للقضاء على الطليان، العدو الرئيسي له آنذاك.

وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الدولة العثمانية عليه، بالإضافة إلى الانتصارات الألمانية ـ العثمانية على قوات الحلفاء في أوروبا، وظهور الثورات الشعبية ضد الإنجليز في الهند وأفغانستان والسودان، اختار السنوسي ان يقوم بالإغارة على قوات الإنجليز في أوائل نوفمبر داخل الحدود المصرية وهزمهم في السلوم ولاحقهم حتى حيث اندمج بقواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب في ، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العواقير التي اسر فيها جعفر العسكري، وهرب فيها نوري باشا ، وواصل السنوسي القتال من المحور الجنوبي واحتل عددا من الواحات، وسارع للاتصال بعلي دينار، سلطان ، ومشائخ في محاولا تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز، وخاض السنوسي بقواته عدة معارك آخرها "معركة بئر تونس" التي اضطر فيها للتراجع والانسحاب، وذلك بسبب عدم استجابة زعماء القبائل في الفيوم والصعيد ودارفور من جهة، وفشل قوات جعفر العسكري واستسلامه من جهة أخرى، فضلا عن التباين الكبير بين القوتين، فبينما كانت قوات السنوسي تقاتل ببنادق عادية وعلى ظهور الخيل في أرض مكشوفة، استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات، يضاف إلى ذلك صعوبة التموين بل وانقطاع موارده عن القوات السنوسية.

وهاجمت قوات الحركة السنوسيّة – عشرة آلاف مجاهد – بقيادة السنوسي القوات الاستعماريّة البريطانيّة في الصحراء الغربيّة المصريّة عند . واستمر القتال بين السنوسيين والبريطانيين إلى 1917م العام الذي انتصر فيه البريطانيون بقيادة الجنرال بيتون (Peyton) على قوات المجاهدين.

وكانت حملة السلوم، نهاية المطاف في صراع السنوسي ضد الإنجليز في ليبيا، وقد بادروا بتهديده بضرورة ترك الجغبوب فورا، تحت طائلة ضرب وتهديم ضريح قبر جده الأكبر[ ] محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة.

مغادرة ليبيا​

غادر السنوسي ليبيا إلى المنفى في أوائل أغسطس على متن ألمانية من "مرسى العقيلة" ومعه كبار معاونيه وقادته منهم محمد صالح حرب، ونوري باشا، وصالح أبوعرقوب البرعصي، وحسين الموهوب الدرسي، وعبد الله البسطة. أما الباقي الأتباع في ليبيا وعلى رأسهم فقد انسحبوا إلى ،ومنهم من استدعاه للحاق به مثل الشيخ المفتي والقاضي محمد عزالدين الباجقني حيث كان كاتباً للسنوسي ((بعض الروايات تقول أنه هاجر معه بنفس الوقت)), وقد كان إبعاد السنوسي انتصارا لكافة الأطراف المعادية لنضال الشعب الليبي. وصل السنوسي إلى "ميناء بولاوتريستا" ومنها إلى ثم بالقطار إلى حيث استقبل استقبالا حافلا تدعيما لمواقفه وصموده، وقلده السلطان محمد السادس السيف "علامة السلطنة" ومُنحَه وساماً مجيدياً، وأنعم عليه برتبة الوزارة.

نشاطه في المنفى​

مباشرة بعد استقراره في المنفى أخذ السنوسي يحرض العثمانيين على إعطاء القضية الليبية الأهمية القصوى، وقد نجح بالفعل في اقناع عزت باشا، رئيس الوزراء آنذاك في أكتوبر ، بأن يسمح له بالسفر خفية إلى بعد تزويده بالمعدات والسلاح والأموال، إلا أن اتفاق هدنة حال دون انجاح المهمة، ومع ذلك فقد انتقل السنوسي ورفاقه من إلى بروسه، استعدادا للعودة إلى ، إذا ما اخفقت جهود السلام.

وحتى بعد أن اضطر لمغادرة البلاد، استمر في متابعة حركة الجهاد، والعمل على تأمين ما يستطيع من احتياجات المجاهدين، ولعل المهمة التي أوكلها إلى محمد أسد هي إحدى صور هذا الجهد، الذي كان السنوسي يبذله من المنفى لتقديم الدعم إلى المجاهدين، ولم تنقطع مراسلاته مع المجاهدين، حتى السنوات الأخيرة من الجهاد بعد استشهاد "شيخ الشهداء" ، وعلى احتوائها على توجيهات إلى المجاهدين، خاصة الرسالة المؤرخة في 16 جمادى الآخرة 1350هـ، التي انتدب فيها السنوسي، المجاهد المسماري لتولي القيادة بعد استشهاد عمر المختار.

أدت نتائج الحرب العالمية الأولى إلى الانقسام في تركيا بين الخليفة في الاستانة، وأنور بك في القوقاز، في الاناضول، وحاول كل منهم اجتذاب السنوسي إلى جانبه باعتباره زعيما دينيا موثوقا وذو شعبية كبيرة في تركيا، ولكن السنوسي اتخذ موقف الحياد إزاء الزعماء الثلاث وإن كان يميل إلى أنور باشا في أحاديثه الخاصة، وكان الأخير قد وعده بتسهيل عودته إلى برقة بالسلاح والرجال والأموال إذا ما نجح في حسم الصراع لصالحه وكان ذلك غاية ما يتنماه السنوسي.

المهام والمناصب​

بلغت ثقة الأتراك بالسنوسي حدا جعل "مجلس المبعوثان" يصدر قرارا بتعيينه ملكا على في أبريل 1921م، ولكن ، بدعم الإنجليز نجح في الوصول إلى العراق قبله، ويذهب بعض الباحثين إلى أن قد عرض الخلافة على السنوسي ولكنه رفضها متعللا بأن أحوال العالم الإسلامي آنذاك لا تشجع على اتخاذ مثل تلك الخطوة.[ ]

شهدت سنتي ، تحركا سياسيا واسعا للسنوسي محاولا خلق جبهة إسلامية عريضة تضم "مصر" "أمير نجد"، وأحمد الجابر الصباح "أمير "، والحسن الادريسي "أمير عسير"، وحميد الدين "امام "، هدفها تحرير العالم العربي الإسلامي من الاستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي، ثم انتقل إلى محاولا اثارة الشعور الديني، محرضا اهلها على العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الاتراك غير ان الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه إلى تركيا عام 1924م.

وعلى اثر الانقلاب الذي قاده مصطفى كمال اتاتورك وإلغاء الخلافة العثمانية عام م، أدرك السنوسي أن لإمكان له في دولة اتاتورك العلمانية، فانتقل إلى بعد أن سدت في وجهه أبواب البلاد العربية الأخرى.

اقامته في مكة المكرمة​

كانت الفترة من إلى تمثل جانبا مهما في حياة السنوسي في المنفى حيث اقام في مستفيدا من العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بالملك ، وبدا محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد ويعاونه قجة بن عبد الله السوداني، والفضيل بوعمر، ، وحسين الجويفي، وعبد الله بوسلوم، وعبد الحميد العبار، وقد تبقى من العائلة السنوسية بعد رحيل ادريس السنوسي عام م إلى كل من محمد الصديق ومحمد الرضا والحسن الرضا.

ومن الروايات التي نقلها في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" عن عبد العزيز جاويش المقرب من السنوسي ان ضابطا إيطاليا برتبة عقيد طلب مقابلته عندما كان في مرسى تركيا سنة 1924، وهو يستعد للرحيل إلى مكة المكرمة، ولكن السنوسي رفض الحديث معه بشكل قاطع عندما علم أنه يعرض عليه فكرة عقد صلح بينه وبين الحكومة الإيطالية وكان جوابه "إننا لا نكره الصلح، ولكن على شرط الاستقلال الحقيقي لوطننا" وعندما علم أنه لم يكن مفوضا من قبل حكومته انهى المقابلة معه على الفور، وحتى بعد أن تمكن العقيد الإيطالي من الحصول على التفويض من حكومته رسميا حاول التفاوض مع السنوسي عن طريق معاونه عبد العزيز جاويش إلا ان السنوسي كان حازما في توجيهاته لمعاونه التي ختمها بقولته الشهيرة: "إن طرابلس وبرقة ليستا ملكي لأجود بهما على الطليان، بل هما ملك أهلهما".

وفي م نجح السنوسي في عقد معاهدة بين امام يحي وامام الحسن بن علي الادريسي وملك عبد العزيز آل سعود، أنهى بموجبها الخلافات والحروب الدائرة في المنطقة، وكان هدفه من ذلك القضاء على تلك الحروب الجانبية التي تستنفد الكثير من جهود المسلمين حتى يلتفتوا جميعا إلى العدو "الإنجليزي والإيطالي والفرنسي" الذي كان يحتل جزء كبيرا من العالم الإسلامي.

وظل السنوسي طوال فترة اقامته في مكة المكرمة متفرغا لدعم المجاهدين في الداخل، وكان يتخذ من مواسم وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة إلى من قادة الجهاد، يزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالامدادات كما جعل من مواسم الحج منبرا اعلاميا يحث المسلمين منه على دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات منهم.

قيل عنه​

قال عنه في كتابه "الطريق إلى الإسلام": "ما من رجل ضحى بنفسه تضحية كاملة مجردة، عن كل غاية في سبيل مثل أعلى، كما فعل هو. لقد وقف حياته كلها، عالما ومحاربا، على بعث المجتمع الإسلامي بعثا روحيا، وعلى نضاله في سبيل الاستقلال السياسي".

وقال عنه في "حاضر العالم الإسلامي": "اتحاد الكلمة على نزاهة هذا الرجل، وتجرده عن المآرب الشخصية، وعزوفه عن حظوظ الدنيا، وانصراف همه كله إلى الذب عن بيضة الإسلام بدون غرض سوى مرضاة الله ورسوله، وحفظ استقلال المسلمين" "عندما قدمت إلى الآستانة في أواخر سنة م، وهي أول مرة دخلتها بعد الحرب قررت لأجل الاستجمام من عناء الأشغال وترويح النفس بعد طول النضال، أن أسكن ببلد صغير تتهيأ لي فيه العزلة وتسهل الرياضة، ويكون دانيا من وطني سورية لملاحظة شغلي الخاص، وتعهد أملاكي فيها، فاخترت مرسين، وألقيت مرساة غربتي فيها.

وكان السيد السنوسي بلغه قدومي إلى دار السعادة، فكتب لي يرغب إليَ في سرعة المجيء ويرحب بي. فلما جئت إلى مرسين، ذهبت توا لزيارته فأبى إلا أن أنزل عنده، ريثما أكون استأجرت منزلا في البلدة، وقد رأيت في هذا السيد السند بالعيان ما كنت أتخيله عنه بالسماع، وحقَ لي والله أن أنشد: (من البسيط).

  • كانت محادثة الركبان تخبرنا عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
  • حتى التقينا فلا والله ما سمعت أذني بأحسن مما قد رأى بصري
رأيت في الرجل حبرا جليلا، وسيدا غطريفا، وأستاذا كبيرا، من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي، جلالة قدر، وسراوة حال ورجاحة عقل، وسجاحة خلق، وكرم مهزة وسرعة فهم، وسداد رأي، وقوة حافظة، مع الوقار الذي لا تغض من جانبه الوداعة، والورع الشديد في غير رياء ولا سمعة.

سمعت أنه لا يرقد في الليل أكثر من ثلاث ساعات، ويقضي سائر ليله في العبادة والتلاوة، والتهجد، ورأيته مرارا تنفج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزئ هو بطعام واحد لا يصيب منه إلا قليلا، وهكذا هي عادته.

وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الأخضر الذي يؤثره المغاربة. فيأمر بحضور من هناك من الأضياف ورجال المعية، ويتناول كل منهم ثلاثة أقداح شايٍ ممزوجا بالعنبر. فأما هو فيتحامى شرب الشاي لعدم ملاءمته لصحته، وقد يتناول قدحا من النعناع.

ومن عادته أنه يوقد في مجالسه غالبا الطيب، وينبسط السيد إلى الحديث، وأكثر أحاديثه في قصص رجال الله وأحوالهم ورقائقهم وسير سلفه السيد محمد بن علي بن السنوسي، والسيد المهدي، وغيرهما من الأولياء والصالحين. وإذا تكلم في العلوم قال قولا سديدا، سواء في علم الظاهر والباطن.

وقد لحظت منه صبرا قلَ أن يوجد في غيره من الرجال، وعزما شديدا تلوح سيماؤه على وجهه، فبينا هو في تقواه من الأبدال إذا هو في شجاعته من الأبطال. وقد بلغني أنه كان في حرب طرابلس يشهد كثيرا من الوقائع بنفسه، ويمتطي جواده بضع عشر ساعة على التوال بدون كلال وكثيرا ما كان يغامر بنفسه ولا يقتدي بالأمراء وقوَاد الجيوش الذين يتأخرون عن ميدان الحرب مسافة كافية، أن لا تصل إليهم يد العدو فيما لو وقعت هزيمة. وفي إحدى المرار أوشك أن يقع في أيدي الطليان، وشاع أنهم أخذوه أسيرا، وقد سألته عن تلك الواقعة فحكى لي خبرها بتفاصيله، وهو أنه كان ببرقة فبلغ الطليان بواسطة الجواسيس أن السيد في قلة من المجاهدين، وغير بعيد عن جيش الطليان، فسرحوا إليه قوة عدة آلاف ومعها كهرباة خاصة لركوبه، إذ كان اعتقادهم أنه لا يفلت من أيديهم تلك المرة، فبلغه خبر زحفهم وكان يمكنه أن يخيم عن اللقاء أو أن يتحرف بنفسه إلى جهة يكون فيها بمنجاة من الخطر، أو يترك الحرب للعرب تصادمهم فلم يفعل، وقال لي: ((خفت أنني إن طلبت النجاة بنفسي أصاب المجاهدين الوهل فدارت عليهم الدائرة فثبت للطليان وهم بضعة آلاف بثلث مائة مقاتل لا غير، واستمات العرب وصدموا العدو، فلما رأى وفرة من وقع من القتلى والجرحى ارتدوا على أعقابهم، وخلصنا نحن إلى جهة وافتنا فيها جموع المجاهدين.

والسيد أحمد الشريف سريع الخاطر، سيال القلم، لا يمل الكتابة أصلا، وله عدة كتب منها كتاب كبير أطلعني عليه في تاريخ السادة السنوسية، وأخبار الأعيان من مريديهم والمتصلين بهم، ينوي طبعه ونشره فيكون أحسن كتاب لمعرفة أخبار السنوسيين."

وفاته​

توفي يوم الجمعة في منتصف ذي القعدة سنة الموافق في ، ودفن في مقبرة
ليبيا ولادة الابطال كالعادة ، ممكن استفسار عن أصل السلالة السنوسية قرأت انهم أدارسة أصولهم من فاس و كانت تربطهم مع العائلية الملكية المغربية الحالية اواصر القرابة ؟
 
ليبيا ولادة الابطال كالعادة ، ممكن استفسار عن أصل السلالة السنوسية قرأت انهم أدارسة أصولهم من فاس و كانت تربطهم مع العائلية الملكية المغربية الحالية اواصر القرابة ؟
صحيح هم في الاصل الاول ادارسة من فاس ثم يبدو انهم انتقلوا إلى مستغانم ومن ثم إلى شبه الجزيرة العربية واستقر بهم الحال في الجغبوب بليبيا +نعم كانت تربطهم علاقات قرابة وحتى في عهد الملك ادريس السنوسي وقعت اتفاقية دفاع مشترك مع المغرب
 
صحيح هم في الاصل الاول ادارسة من فاس ثم يبدو انهم انتقلوا إلى مستغانم ومن ثم إلى شبه الجزيرة العربية واستقر بهم الحال في الجغبوب بليبيا +نعم كانت تربطهم علاقات قرابة وحتى في عهد الملك ادريس السنوسي وقعت اتفاقية دفاع مشترك مع المغرب
القدافي و بوخروبة ضيعوا على شمال أفريقيا فرصة كبيرة للإتحاد لو بقيت الملكية في ليبيا كان سيكون كلام اخر
 
القدافي و بوخروبة ضيعوا على شمال أفريقيا فرصة كبيرة للإتحاد لو بقيت الملكية في ليبيا كان سيكون كلام اخر
القذافي لو هداه ربي مكانش يقسم دولة شقيقة لكن قدر الله ما شاء فعل دمر ليبيا وادخلها في الفوضى التي تعانيها ليبيا الان
 
القذافي لو هداه ربي مكانش يقسم دولة شقيقة لكن قدر الله ما شاء فعل دمر ليبيا وادخلها في الفوضى التي تعانيها ليبيا الان
و هو من اسس البوليساريو و ابوهم الروحي و تسبب هو جنرالات المرادية في عرقلة المغرب طوال 45 سنة الى اليوم هذا ما انتجه لنا الفكر الشيوعي الاشتراكي و القومجية العربية و اليسار المخصي
 
و هو من اسس البوليساريو و ابوهم الروحي و تسبب هو جنرالات المرادية في عرقلة المغرب طوال 45 سنة الى اليوم هذا ما انتجه لنا الفكر الشيوعي الاشتراكي و القومجية العربية و اليسار المخصي
أعرف ولهذا السبب هو ما جعل العلاقات المغربية الليبية في ذاك الوقت متضعضعة وهشة
 
أعرف ولهذا السبب هو ما جعل العلاقات المغربية الليبية في ذاك الوقت متضعضعة وهشة
ان شاء الله تتجاوز ليبيا هذه الأزمة لكم الإمكانات البترولية من أجل إعادة بناء إقتصاد البلد بشكل سريع ، لهذا هناك دول بترولية في المنطقة تسعى لان تبقى ليبيا مشتتة و ممزقة
 
ان شاء الله تتجاوز ليبيا هذه الأزمة لكم الإمكانات البترولية من أجل إعادة بناء إقتصاد البلد بشكل سريع ، لهذا هناك دول بترولية في المنطقة تسعى لان تبقى ليبيا مشتتة و ممزقة
تحليلك صحيح والدليل على ذلك كثير
 
عودة
أعلى