طبعا احنا بنستورد فسائل النخيل بشكل مؤقت لكن هيتم الاعتماد مستقبلا على احدث واكبر معامل العالم اللي بيت انشائها في مصر لانتاج فسائل النخيل واللي بتتفوق على المعامل الموجودة في اسرائيل والسعودية
يقول «خليل»: أكبر شركة فرنسية متخصصة فى تصميم المعامل، واسمها «استرادار» STADER، هى التى صممت المعمل، وبالتالى فإن كل سنتيمتر فى المعمل له مواصفات، بداية من مناطق الغسيل والتعقيم وحجرات تغيير الملابس، وحتى الحجرات المخصصة لنمو النباتات، مروراً بأجهزة ومعدات ضبط الإضاءة والحرارة والرطوبة والضغط.. إلخ.
وعلى سبيل المثال، فإن «كشافات الإضاءة التى تم تركيبها فى المعمل والتى يتعدى ثمنها وحدها الـ36 ألف يورو لكل حجرة من حجراته، توفر أحدث إضاءة مستخدمة فى علم زراعة الأنسجة LED من حيث أنها تحاكى الإضاءة الطبيعية الضرورية لإتمام عملية التركيب الضوئى عند النباتات، بهدف تسريع عملية النمو، وهى تعطى 8 مجالات «طيف أشعة» من الإضاءة فى وقت واحد، حيث تم دراستها وتطبيقها فى المختبر الدولى للأبحاث الزراعية والتطوير فى فرنسا، وكانت حصيلة 15 عاماً من الأبحاث على الإضاءة لتسريع عملية الإنتاج».
فى صالة كبيرة تتوسط المعمل تقريباً، أشار الدكتور سعيد خليل إلى أنها مخصصة لـ50 جهازاً لتقطيع وإكثار النباتات، يسمى بـ«لامنر فلو» أو «كبائن العزل الجرثومى»، بها ما يسمى بـ«الهيبا فلتر» لتعقيم الهواء داخلها، وهو لا يسمح بمرور جرثومة بمعدل 0.2 ميكروليتر، أى إنه لا يسمح بمرور أقل جرثومة، وهو الأمر اللازم لإنتاج شتلات سليمة خالية من الأمراض، هذا ناهيك عن أن الهواء داخل المعمل مُفلتر.
ولا تقتصر معايير السلامة فى المعمل عند هذا الحد، كما يؤكد «خليل»، فبمجرد أن يبدأ تشغيل المعمل فعلياً «أنا وانت مش هنعرف ندخل، وعاملين شبابيك ممكن فقط تبص من بره، ومن المستحيل بنى آدم من غير العاملين يدخل، اللهم إلا فى منطقة محدودة، يمكن أن يشاهد منها الزوار من الخارج عبر جدار زجاجي تم تصميمه خصيصاً لهذا الغرض للحد من عملية التلوث الميكروبى داخل المعمل، وذلك بعد مرورهم على منطقة عازلة يتم من خلالها إزالة الميكروبات العالقة بالملابس».
أما عن الحجرات المخصصة لنمو النباتات داخل المعمل والمسماة بحجرات النمو GROWTH ROOM، والتى يمكن تشبيهها بـ«الحضانات»، فيبلغ عددها 9 حجرات.
ويسعى المعمل، بحسب مستشاره العلمى، لتلاشى المشكلات التى مرت بها ولا تزال تعانى منها معامل زراعة أنسجة النخيل بالخارج، ومن بينها المعامل الموجودة بإنجلترا وإسرائيل والسعودية، وذلك بعمل وحدة مستقلة بالشراكة مع المختبر الفرنسى الدولى IRD لإجراء تحاليل البصمة الوراثية لجميع الشتلات التى يتم إنتاجها فى المعمل من أجل مراقبة جميع مراحل الإنتاج، والاحتفاظ بها من خلال معمل خاص اسمه R&D وتكنولوجيا اسمها ISSR للتأكد من مطابقة البصمة الوراثية للفسائل المنتجة مقارنة بالأمهات الأصلية.
والاختلافات الوراثية، حسبما يشير «خليل»، تحدث فى معظم المختبرات التى تتبع تقنية تكاثر الأجنة فى زراعة أنسجة النخيل، وتم رفع دعاوى قضائية ضدها على مستوى العالم، بسبب إنتاجها نباتات غير مطابقة للصنف الأصلى، ومع بداية إثمارها بعد 5 سنوات من زراعتها اتضح أن بها اختلافات كبيرة عن النبات الأم، وهى المشكلة التى تظهر فى النخيل أكثر من أى نبات آخر.
تحاول مصر، التى تنمو على أرضها 15 مليون نخلة، وتتصدر دول العالم فى إنتاج التمور بـ1.7 مليون طن سنوياً، الاستفادة من كنوز «النخيل» المُهدرة
m.elwatannews.com