أهم التطورات في نظم الملاحة والهجوم الجوي

إنضم
1 أكتوبر 2007
المشاركات
870
التفاعل
88 0 0
p050_1_1.jpg




إن التغير الكبير في تكتيك المعارك الجوبرية خلال العقود الأخيرة لم يكن ليحدث لولا تقدم نظم التصويب والملاحة الجوية، فالحروب الحديثة شهدت تنوعاً في القصف الجوي من الهجوم المنخفض إلى إلقاء القنابل والصواريخ من الارتفاعات المتوسطة إلى الضرب من منطقة أمان Stand off. والدقة في القصف على هذه المستويات تؤدي إلى النجاح في أداء المهمة بالإضافة إلى تقليل الخسائر إلى حد كبير بالنسبة للمناطق المدنية المحيطة بالهدف. وهذه الهجمات تتطلب مستشعرات كهروبصرية سواء من النوع النشط أو الخامد ذات أمدية تتوافق مع الأسلحة التي ترشدها هذه المستشعرات. إن مفهوم القتال الناجح يرتكز على مبدأ: اكتشف العدو قبل أن يكتشفك وعلى مدى تاريخ القتال الجو أرضي أو الجو-جو لم يتغير هذا المبدأ. ومن هنا أصبحت نظم الملاحة والهجوم الجوي (Nav/Attack System) لا غنى لأي مقاتلة سواء كانت قاذفة أو معترضة عنها. إن الأجيال الأولى من نظم الملاحة والتصويب كانت تتصف بالضخامة والثقل ولا يعول عليها ومرتفعة الثمن. واستمر التطور في الأجيال اللاحقة لتكون نظم الملاحة والهجوم الجوية أفضل بعدة مرات من سالفتها في الأداء ويمكن الوثوق بها والاعتماد عليها في القتال الجوي وبتكلفة أقل بكثير من الأجيال الأولى ويمكن صيانتها بسهولة وبتكاليف قليلة وأصبحت حاويات الملاحة والتصويب تشمل شريحة واسعة من المستشعرات مع أنها أصغر وأخف وزناً من سابقتها.
وكلما كانت نظم الملاحة والهجوم تتميز بقدر كبير من الخفاء كلما بقيت الطائرة غير مكتشفة لأطول فترة ممكنة خلال المهمة ولذلك فإن نظم الملاحة والتصويب المتقادمة سوف تكتشفها أنظمة الدفاع الجوي المعادية بسهولة وذلك بسبب الإشعاعات الناتجة عن الإشارات الكهرومغناطيسية الصادرة عن النظم المتقادمة والتي تستخدمها الطائرة سواء في الملاحة أو الهجوم الجوي حيث معطيات المسافة التي قطعتها الطائرة المهاجمة والارتفاع والسرعة هي معطيات أساسية وحيوية للملاحة الجوية، وبالنسبة للهجوم فلا بد من تحديد مكان ووضع العدو في الجو لتتمكن الطائرة من إطلاق أسلحتها بدقة عالية.
والمصفوفات الرادارية المكتشفة للأهداف تتاح الآن على الموجة المتوسطة للأشعة تحت الحمراء وهي الموجة (3 5) ميكرون والتي حلت محل الموجة الطويلة في المسح بالكاميرات الحرارية التي تعمل في نطاق (8 12) ميكرون ذلك لأن الموجة المتوسطة تتميز بالاختراق الجديد لطبقات الجو المشبعة بالضباب كما تعمل بكفاءة عالية في البيئات ذات الحرارة المرتفعة. كذلك فالكاميرات التلفزيونية المعتمدة على أجهزة تكثيف ذات القوى المضاعفة يمكن أن تمد بتغطية إضافية تزيد من قوة وضوح الصورة لدعم الهجوم وتقييم الإصابات سواء في ضوء النهار أو في العتمة وليلاً عندما لا تستطيع أنظمة الرؤية الحرارية أن تقدم الرؤية بالكفاءة المطلوبة.
وتقوم أنظمة الليزر بتحديد المسافات واكتساب الأهداف لإطلاق الأسلحة من مدى آمن Stand off. وبالإضافة إلى إمداد أنظمة الليزر بالمعلومات عن الأهداف وبدخول الأسلحة التي تعتمد في توجيهها على النظام العالمي لتحديد الموقع (GPS) تطلب الحال أنظمة مساندة لضمان دقة الإصابة للأهداف الأرضية. ونتيجة لذلك فإن كثيراً من حاضنات أنظمة الملاحة الجوية تدمج مع وحدة (INS) وهو نظام ملاحي يعمل بالقصور الذاتي ويعتمد على أجهزة جيروسكوبية ميكانيكية، تم تطويرها في الحقبة الأخيرة بشكل كبير حتى وصلت إلى درجة عالية من الدقة. وتتميز أنظمة الملاحة الهامدة الحديثة (INS) بخلوها من الأجزاء الميكانيكية المتحركة التي استبدلت بشعاع ليزري يدور في حيز محكم، وهذه الأجهزة أدق بكثير من سابقتها الميكانيكية حيث لا تحتاج إلى إعادة ضبط مع طول المهمة، ودمج النظام (INS) مع النظام العالمي لتحديد الموقع يفيد في تحديث معطيات نظام (INS) بصورة منتظمة وآلية باستخدام المعطيات الواردة من النظام الكوني (GPS) ويوفر ذلك باستمرار معطيات تحديد الموقع التي تعتبر حيوية للملاحة الجوية خلال المعارك القتالية، وقد تدمج نظم الهجوم والملاحة الجوية في حاضنة واحدة وقد تكونا منفصلتين كما في عائلة الحاضنات (LANTIRN) التي تشهد تطوراً خلال هذا العام حيث يجري تغيير الموجة العاملة عليها من الموجة الطويلة إلى الموجة المتوسطة كما أسلفنا في أول المقال حيث إتجاه التطوير الحالي هو إحلال الموجة المتوسطة محل الموجة الطويلة في حاضنات الملاحة والهجوم الجوي حيث يتم دمجها مع المقاتلة الأوروبية الحديثة (يورفايتر).
لقد دخلت عدة نوعيات من حاضنات الملاحة والهجوم الجوي إلى الخدمة في الخمس سنوات الماضية ولكن العديد من الدول تبحث الآن عن الجيل الرابع من حاضنات الهجوم والملاحة الجوية، وقد تكونت شركة اطلق عليها (JOANNA) متعددة الجنسيات من شركات إنجليزية وفرنسية واسكتلندية لتطوير حاضنة الكترونية مستقبلية أو قد تم رصد مبلغ 20 مليون جنيه استرليني لبرنامج التطوير وسوف تمثل الحاضنة المذكورة تقنية الملاحة والهجوم الجوي للجيل الرابع Airborne System for target recognition indentification Designation (ASTRID) وسوف يتم تطوير الحاوية (ASTRID) ما بين عامي (2005 2007 ) لتدخل الخدمة الفعلية عام (2008) وسوف يتم تجهيز الطائرات الأحدث بهذه الحاوية مثل الطائرة (يورفايتر) والطائرة (رافال) كذلك سوف يتم تجهيز الطائرات بدون طيار بها من الداخل.
وسوف تسمح الحاضنة (ASTRID) بتصنيف الأهداف واكتشافها وتعقبها وتعيينها والاشتباك معها من مسافات بعيدة (Stand off) أكثر مما تسمح به الأجيال الحالية من الحاويات.
كما سوف يخف العمل عن الطيار خصوصاً في حالة الطائرات ذات المقعد الواحد، كما أنها سوف يكون لها فائدة كبيرة في القتال الجوي وأيضاًَ الاشتباكات الجو أرضية والجو-بحرية، كما سوف تدعم هذه الحاضنات بإضاءة الهدف ليزرياً لإعطاء صورة أكثر وضوحاً، وكذلك تشهد الحاضنة (TIALD) للتصوير الحراري وتعيين الأهداف ليزريا تحديثاً جوهرياً وهي التي تجهز بها طائرات الهارير والجاجوار والتورنادو حيث تقوم شركة (BAE) المنتجة لها بتطوير النسخة الجديدة والمخطط إجراء تجارب الطيران عليها خلال هذا العام لتدخل الخدمة عام (2003م) حيث تتميز هذه النسخة عن سابقتها باستبدال كاميرا المسح التي تعمل بالموجات الطويلة بكاميرات تعمل بالموجات المتوسطة وسوف تزيد قوة كشفها للأهداف من جراء هذا التعديل لترتفع بنسبة 30 40% في الاكتشاف والتعرف وتعيين الأهداف.
ومن أهم النظم المستقبلية نظام (ATFLIR) الذي سوف يحل محل ثلاثة نظم دفعة واحدة من الموجودة في الخدمة وهي نظام الهجوم (Nite Hawk FLIR) ونظام الملاحة (AN/AAR-50 FLIR) ونظام تعيين الأهداف ليزرياً (AN/ASG-173). وسوف يكون النظام (AIFLIR) في حاوية واحدة بطول 83.1 متراً وعرض 33 سم وتزن 191 كجم. وهي بهذا توفر في الحجم والوزن حيث أنها تشغل حيزاً لا يزيد عن النظم القديمة وتحل محل ثلاث معدات هجوم ورؤية بوزن 350 كج وتقوم بعمل الثلاثة أنظمة المذكورة ودمجها في حاضنة واحدة بدلاً من ثلاث حاضنات مما يوفر مساحة إضافية تستغل في زيادة تسليح الطائرة من الأسلحة (جو-جو). وسوف تحتوي الحاضنة (ATFLIR) نظام تصويب يعمل بالأشعة تحت الحمراء على الموجة المتوسطة وكاميرا تلفزيونية ومحدد مسافات ليزري قوي يمكن الطائرة من إطلاق الأسلحة حتى ارتفاع 000.50 قدم بالإضافة إلى نظام ملاحة جوية FLIR يثبت على الوصلة التي تربط الحاضنة بالطائرة والحاضنة مزودة بمقود يسمح لها بالدوران (360 درجة). وسوف تسمح هذه الحاصنة للطائرات المقاتلة الأمريكية بإلقاء الأسلحة من على ارتفاع 000،50 قدم بدلاً من الارتفاع الحالي حيث تقوم القاذفات الأمريكية في الوقت الحاضر بإلقاء القنابل من على ارتفاع 20 ألف قدم باستخدام نظام الهجوم (لانترن) يجعل الطائرات هدفاً لأنظمة الدفاع الجوي، وبهذا سوف توفر الحاوية الجديدة للطائرات إمكانية إطلاق الأسلحة من منطقة أمان (Stand off) كما أن هذه الحاوية أقل في التكاليف بنسبة 40% عن الحاوية (لانترن) وتفوقها في القدرة ثلاث مرات. وقد طلب سلاح الجو الأمريكي عدد (68) حاضنة (ATFLIR) لتجهيز طائرات (F-16c)، (F-15) على أن يرتفع عدد الحاضنات بعد ذلك إلى (522) حاضنة. وسوف تستخدم هذه الحاضنات أيضاً في تجهيز الطائرات بدون طيار الهجومية التي تقوم بتطويرها الولايات المتحدة.
الخلاصة:
يتوقف الهجوم الناجح على الملاحة الدقيقة وأنظمة التصويب ذات الكفاءة العالية. ويمكن تأمين ذلك من خلال التقنية المتاحة حالياً التي تقود المهاجم إلى مكان هدفه بدقة كبيرة. وبإمكان المهاجم إطلاق الأسلحة بشكل آلي ولكن مع تطور أنظمة القتال الجوي والأرضي أصبح من المطلوب تطوير حاضنات الهجوم والملاحة الجوية بشكل كبير ليمكن إصابة الأهداف خلال الظلام أو الضباب أو الأحوال الجوية الرديئة. من هنا بدأت الشركات المنتجة في تغيير الموجة التي تستخدمها أنظمة الهجوم والملاحة الجوية من الموجة الطويلة إلى الموجة المتوسطة التي توفر اختراق الأجواء وتتبع الهدف. والسوق ملئ بأنواع كثيرة من أنظمة الملاحة والهجوم الجوية ومنها ما يجمع الملاحة والهجوم في حاوية واحدة ومنها ما يستخدم عدة حاضنات واحدة للملاحة الجوية وواحدة لتعيين الأهداف ليزرياً وواحدة للتعرف على الهدف وتتبعه باستخدام أنظمة الرؤية الأمامية التي قد تعتمد على كاميرا تلفزيونية تقوم بتكثيف الضوء أو حرارية للرؤية الليلية، أو الاثنان معاً ويتركز التحديث على استبدال الموجة العاملة من طويلة إلى متوسطة واستخدام أنظمة ليزرية قوية لإطلاق الليزر من مسافات بعيدة لتعيين الأهداف من منطقة أمان ودمج نظم الهجوم الجوي والملاحة الجوية في حاضنة واحدة بدلاً من عدة حاضنات.

المصدر

http://www.al-difaa.com/Detail.asp?InSectionID=1069&InNewsItemID=86812
 
تقرير جميل جدا يبين اهميه الملاحة كركائز اساسية لأنجاح اي مهمة
يعطيك العافية
 
عودة
أعلى