الشيخ الزايد رحمة الله عليه أهتم كثيرا بالزرع والغرس ، ومن رؤيته في ذلك الوقت أن أراد حماية البيئة الساحلية وجعلها بيئة أكثر تنوعا وكثافة ومساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالخليج العربي.
الكثير من الخبراء في ذلك الوقت أبلغوا الشيخ الزايد أن درجات الحرارة وملوحة ماء الخليج ستصعب المهمة وأن المسألة ليست مجدية ، لكن الشيخ الزايد أصر على التجربة ومتابعة الامر بنفسه على مدار فترة المحاولة التي أمتدت لسنين حتى تبين له أن القرم الرمادي أو ما يسمى بال Avicennia marina هو الوحيد الذي يتحمل درجة الحرارة وملوحة مياه الخليج.
أعطى رحمة الله عليه أوامره بزراعة القرم الرمادي ومتابعة تأثيره البيولوجي ، وتبين أنه يقوم بحماية السواحل من الانحسار ويقوم بتثبيت التربة ، ويعطي للثروة السمكية محاضن أمنة للعيش فيها ومن ضمنها القشريات والاسماك الصغيرة ، وتبين ان هذه البيئة تقوم بجلب مخلوقات أخرى من مختلف الطيور وأدت هذه الدورة في تحسين التنوع البيولوجي في السواحل والخليج.
القرم هو قصة إصرار الشيخ زايد على النجاح ، والمحاولة المستمرة رغم جميع الدلائل علي صعوبة ذلك و القرم نبتة تعكس القدرة على النمو والازدهار رغم العوامل المحيطة واحتضانها للأخرين لتشكل بيئة للأمن والتعايش مثل قصة هذا الوطن.