الحسن الثاني عانى كثيرا من وطئة العسكريين
تعرض الحسن الثاني لست محاولات اغتيال في الـ38 سنة التي قضاها في الحكم، لذلك ينسب إليه البعض "بركة" لخروجه سالما من جميع تلك المحاولات. وكانت محاولة "الصخيرات" ومن بعدها محاولة "القنيطرة" من أبرز ما واجهه الملك الحسن
الجنيرال أوفقير
الجنيرال الدليمي
الجنيرال الدليمي اخر العنقود، و أقوى رجل بعد تصفية الجنيرال أوفقير, شغل منصب القائد العسكري للمنطقة الجنوبية، كما كان يرأس جهاز الاستخبارات الخارجية، وفي نفس الوقت كان يعد لانقلاب كاسح في صيف 1983 لكن مخبري القصر- ادريس البصري كانوا له بالمرصاد حيث تمت تصفيته في حادتة سير مدبرة بمراكش سنة 1983..
الضباط المشاركين في إنقلاب الصخيرات
يعتبر الجنيرال المدبوح وأعبابو، من بين أهم الرؤوس المدبرة لواقعة الصخيرات
------------------------------
رسم تبياني لواقعة الصخيرات
ففي العاشر من تموز (يوليو) عام 1971 وأثناء حفل بهيج لتخليد الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندي الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200. ونجا الملك الحسن عندما اختفى في أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين في الساعات نفسها التي تلت الهجوم
ضيوف الحسن الثاني يفرون من القصر الملكي بالصخيرات
أدى الحادث الى مقتل عشرات الضحايا الذين كانوا مدعوين الى الحفلة، وضمنهم سفراء ووزراء مدنيون وعسكريون. وسيقول عسكريون متورطون في المحاولة إن العقيد محمد عبابو جلب العسكريين من قاعدة "هومومو" التي تبعد عن فاس بحوالي 60 كيلومتراً في منعرجات الأطلس المتوسط، الى الرباط بزعم المشاركة في "تنظيم مناورة بالذخيرة الحية". لكن العقيد كان ينسق مع الجنرال محمد المذبوح، كبير الضباط المرافقين للملك، وشقيقه امحمد عبابو الذي برز دوره في تفاصيل المذبحة التي جرت في فناء القصر في يوم مشمس. وثمة من يذهب الى كون الجنرال محمد أوفقير كان الرأس المدبر للعملية، ما حدا به الى الضغط من أجل التخلص من جميع الجنرالات الذين اعتقلوا على خلفية الحادث بعد فشل محاولته الانقلابية. وبحسب شهود عيان، فإن خلافات وقعت بين الجنرال المذبوح والعقيد عبابو حول وضع الملك الذي كان توارى عن الأنظار بمجرد بدء اطلاق الرصاص وانتشار الجنود الذين كانوا يحطمون أي شيء يجدونه أمامهم. وربما ان الخطة كانت تقتضي بحض الملك على التنازل عن العرش في شبه انقلاب أبيض
ويصف الملك الراحل اللحظات الحرجة في حادث الصخيرات قائلاً: "عندما شرع التلاميذ ضباط الصف في اطلاق النار، توجهت الى جانب آخر في القصر برفقة بعض المقربين، وهناك أخذ المذبوح بيدي قائلا:ً تعال معي يجب أن انقذكم، لذا يتعين أن نذهب لرؤية عبابو، فأجبته: لا، أنا لا اتفاوض مع ضابط تحت إمرتي، فابعث في طلب عبابو هذا ليأتي الي إذا أردت، أما أنا فلن أخرج من هنا". ويروي الضابط محمد الرايس الذي دين في المحاولة الانقلابية الى جانب عسكريين آخرين نقلوا عام 1973 من سجن القنيطرة الى المعتقل السري "تازمامرت"، انه في لحظات الصخب المرعب والفوضى العارمة خرج الجنرال المذبوح من زاوية ما ووجه كلامه الى عبابو قائلاً: "ماذا تفعل؟ أنت لم تحترم اتفاقنا"، فأجابه اعبابو: "لا بأس. لقد أنهيت المرحلة الأولى وعليك الآن الانتقال الى المرحلة الثانية". واستمر الحديث بين الرجلين، فسأل أعبابو أين هو الآن؟ هل تنازل؟ فرد المذبوح "انه في مكان آمن ويريد رؤيتك للحديث معك، وان تنازله في جيبي". لكن اعبابو استدرك: "لماذا أذهب لرؤيته إن كان قد استسلم؟". وفي الطريق الى المكان المفترض لوجود الملك، انتاب اعبابو الارتياب، خصوصاً ان الجنرال المذبوح فاجأه بالقول: "أفسدت خطتي بتغيير الأوامر، ولم يكن عليك أن تصدرها لإطلاق النار، لقد كنت اريد انقلاباً أبيض". وتبادل الرجلان تهم الخيانة بينهما، لكن العقيد أعبابو أصدر أمراً بقتل الجنرال الذي كان همّ بالانصراف الى مصير تصوره منقذاً من ورطته. وسيواصل أعبابو تنفيذ جوانب الخطة من خلال المناداة على أسماء جنرالات كانوا ممددين في إحدى الخيام المنصوبة، وفي مقدمهم محمد حبيبي وبوغرين الخياري ومحمد أمحزون وخاطبهم بالقول: "الانقلاب نجح والمذبوح قُتل جراء رصاصة طائشة بعد أن انتزع تنازل الملك، وعلينا أن نرحل الى الرباط لتشكيل مجلس ثورة". بيد أن انهيار الخطة الأصلية التي وضعها الجنرال مذبوح، دفع العقيد محمد عبابو الى تغيير لهجته. وكان في كل مرة يواجه كلاماً الى العسكريين الآتين من "أهومومو" مفاده أن هناك "خونة يريدون قتل الملك وعلينا أن نبحث عنه لإنقاذه"، ما يؤكد رواية الملك الحسن الثاني حين قال إن مجموعة صغيرة من العسكريين أحاطوا به، وحين سألهم ماذا تفعلون قالوا نحن هنا لحمايتك، فطلب اليهم ترك السلاح وتقديم التحية العسكرية. لكن جنرالاً في قوات الدرك كان محافظاً في مدينة طنجة شمال البلاد سيأمر الإذاعة المحلية هناك ببث أخبار تفيد أن الملك ما زال على قيد الحياة، وانه سيخاطب الشعب بعد قليل. وسينتقل الجنرال حسني بن سليمان بعد ذلك ليصبح محافظاً على مدينة القنيطرة، وهو قائد قوات الدرك حالياً. وكانت مبادرته جاءت رداً على بث الإذاعة المركزية في الرباط خبراً مفاده أن الجيش استولى على السلطة. واللافت أن الانقلابيين بقيادة عبابو توجهوا الى مركز الإذاعة في العاصمة الرباط من دون ان يكون لديهم أي تصور عن ذلك البيان، الى درجة أنهم اقتحموا قاعة لتسجيل الاغاني كان يوجد فيها المطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ وطلبوا اليه قراءة البيان، لكنه اعتذر كونه ضيفاً على المغرب وصوته معروف، إضافة الى كونه مطرباً لا يتدخل في السياسة. لذلك اختاروا الملحن الراحل عبدالسلام عامر وهو ضرير لقراءة بيان تحت تهديد السلاح، وجاء فيه ان "عهداً جديداً انبلج" بعدما "ثار الجيش" ضد حكم الحسن الثاني. وأثناء محاكمة المتورطين في تلك المحاولة أمام المحكمة العسكرية في القنيطرة، سأل رئيس المحكمة أحد الضباط عمن كتب البيان، فرد الأخير: "لا أعرف اللغة العربية. أنا من اصول بربرية ولا أعرف ماذا تعني كلمة انبلج في القاموس". وستنعقد محكمة عسكرية طارئة في اليوم ذاته بعد تحقيقات مع عدد من الجنرالات الذين وجهت اليهم تهم التورط ليصار في الثالث عشر من يوليو (تموز) الى إعدامهم بالرصاص في خلاء في ضواحي الرباط في مكان غير بعيد عن قصر الصخيرات. ويروي قريبون الى الجنرال محمد أوفقير انه ارتدى زيه العسكري ذلك الصباح وبدا أكثر تشنجاً. فقد طلب اليه الملك الإشراف على عملية الإعدام
ويصف الملك الراحل اللحظات الحرجة في حادث الصخيرات قائلاً: "عندما شرع التلاميذ ضباط الصف في اطلاق النار، توجهت الى جانب آخر في القصر برفقة بعض المقربين، وهناك أخذ المذبوح بيدي قائلا:ً تعال معي يجب أن انقذكم، لذا يتعين أن نذهب لرؤية عبابو، فأجبته: لا، أنا لا اتفاوض مع ضابط تحت إمرتي، فابعث في طلب عبابو هذا ليأتي الي إذا أردت، أما أنا فلن أخرج من هنا". ويروي الضابط محمد الرايس الذي دين في المحاولة الانقلابية الى جانب عسكريين آخرين نقلوا عام 1973 من سجن القنيطرة الى المعتقل السري "تازمامرت"، انه في لحظات الصخب المرعب والفوضى العارمة خرج الجنرال المذبوح من زاوية ما ووجه كلامه الى عبابو قائلاً: "ماذا تفعل؟ أنت لم تحترم اتفاقنا"، فأجابه اعبابو: "لا بأس. لقد أنهيت المرحلة الأولى وعليك الآن الانتقال الى المرحلة الثانية". واستمر الحديث بين الرجلين، فسأل أعبابو أين هو الآن؟ هل تنازل؟ فرد المذبوح "انه في مكان آمن ويريد رؤيتك للحديث معك، وان تنازله في جيبي". لكن اعبابو استدرك: "لماذا أذهب لرؤيته إن كان قد استسلم؟". وفي الطريق الى المكان المفترض لوجود الملك، انتاب اعبابو الارتياب، خصوصاً ان الجنرال المذبوح فاجأه بالقول: "أفسدت خطتي بتغيير الأوامر، ولم يكن عليك أن تصدرها لإطلاق النار، لقد كنت اريد انقلاباً أبيض". وتبادل الرجلان تهم الخيانة بينهما، لكن العقيد أعبابو أصدر أمراً بقتل الجنرال الذي كان همّ بالانصراف الى مصير تصوره منقذاً من ورطته. وسيواصل أعبابو تنفيذ جوانب الخطة من خلال المناداة على أسماء جنرالات كانوا ممددين في إحدى الخيام المنصوبة، وفي مقدمهم محمد حبيبي وبوغرين الخياري ومحمد أمحزون وخاطبهم بالقول: "الانقلاب نجح والمذبوح قُتل جراء رصاصة طائشة بعد أن انتزع تنازل الملك، وعلينا أن نرحل الى الرباط لتشكيل مجلس ثورة". بيد أن انهيار الخطة الأصلية التي وضعها الجنرال مذبوح، دفع العقيد محمد عبابو الى تغيير لهجته. وكان في كل مرة يواجه كلاماً الى العسكريين الآتين من "أهومومو" مفاده أن هناك "خونة يريدون قتل الملك وعلينا أن نبحث عنه لإنقاذه"، ما يؤكد رواية الملك الحسن الثاني حين قال إن مجموعة صغيرة من العسكريين أحاطوا به، وحين سألهم ماذا تفعلون قالوا نحن هنا لحمايتك، فطلب اليهم ترك السلاح وتقديم التحية العسكرية. لكن جنرالاً في قوات الدرك كان محافظاً في مدينة طنجة شمال البلاد سيأمر الإذاعة المحلية هناك ببث أخبار تفيد أن الملك ما زال على قيد الحياة، وانه سيخاطب الشعب بعد قليل. وسينتقل الجنرال حسني بن سليمان بعد ذلك ليصبح محافظاً على مدينة القنيطرة، وهو قائد قوات الدرك حالياً. وكانت مبادرته جاءت رداً على بث الإذاعة المركزية في الرباط خبراً مفاده أن الجيش استولى على السلطة. واللافت أن الانقلابيين بقيادة عبابو توجهوا الى مركز الإذاعة في العاصمة الرباط من دون ان يكون لديهم أي تصور عن ذلك البيان، الى درجة أنهم اقتحموا قاعة لتسجيل الاغاني كان يوجد فيها المطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ وطلبوا اليه قراءة البيان، لكنه اعتذر كونه ضيفاً على المغرب وصوته معروف، إضافة الى كونه مطرباً لا يتدخل في السياسة. لذلك اختاروا الملحن الراحل عبدالسلام عامر وهو ضرير لقراءة بيان تحت تهديد السلاح، وجاء فيه ان "عهداً جديداً انبلج" بعدما "ثار الجيش" ضد حكم الحسن الثاني. وأثناء محاكمة المتورطين في تلك المحاولة أمام المحكمة العسكرية في القنيطرة، سأل رئيس المحكمة أحد الضباط عمن كتب البيان، فرد الأخير: "لا أعرف اللغة العربية. أنا من اصول بربرية ولا أعرف ماذا تعني كلمة انبلج في القاموس". وستنعقد محكمة عسكرية طارئة في اليوم ذاته بعد تحقيقات مع عدد من الجنرالات الذين وجهت اليهم تهم التورط ليصار في الثالث عشر من يوليو (تموز) الى إعدامهم بالرصاص في خلاء في ضواحي الرباط في مكان غير بعيد عن قصر الصخيرات. ويروي قريبون الى الجنرال محمد أوفقير انه ارتدى زيه العسكري ذلك الصباح وبدا أكثر تشنجاً. فقد طلب اليه الملك الإشراف على عملية الإعدام
الاحكام العسكرية، تزاوحت ما بين المؤبد ( تازممارت)، والإعدام رميا بالرصاص
منقول