أغرب الوحدات العسكرية التي عرفها التاريخ

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,376
التفاعل
2,078 24 3
الدولة
Morocco
أغرب الوحدات العسكرية التي عرفها التاريخ

يبدو أن الصراعات التاريخية كانت واحدة من المحركات الرئيسية للنشاط البشري والابتكار. في سعينا لمعرفة ما يُميّز العدوّ، تطورت الجيوش واختبرت الاستراتيجيات والتكتيكات التي تشذ بشكل كبير عن المُعتاد. وهذا البحث غير المُنتهي عن ميزة في الحرب قاد إلى خلق وحدات قتالية غير عادية بدرجة كبيرة وغريبة تماماً، والتي مع ذلك كان لها دورها الفريد لتقوم به.
نقدم لكم في مقالنا هذا 5 من أغرب الوحدات العسكرية التي شهدها التاريخ:

1. عمالقة بوتسدام:
عمالقة بوتسدام.
صورة:
سعت الجيوش باستمرار لتجنيد أكبر، وأقوى، وأكثر المحاربين مهارة في صفوفها العسكرية أملاً في الحصول على ميزة عسكرية ضد مُنافسيها.
هل يتعذر عليك إكمال قراءة كل المقال الآن؟ يمكنك حفظه في المفضلة والعودة إليه لاحقا..

على أية حال، في القرن الثامن عشر حول (فريدريك ويليام) أول ملوك (بروسيا) هذه الرغبة إلى هاجس غريب واستحوذت على كل اهتمامه، فراح ينفق مبالغ لا تُصدّق من ثروته على إنشاء فوج عسكري خاص من جنود عمالقة.

عند تولي (فريدريك) العرش البروسي عام 1713، بدأ بتوسيع حجم الجيش البروسي بشكل كبير لأكثر من الضعف، من 38 إلى أكثر من 83 ألف جندي في نهاية فترة حكمه، وكذلك قام بمجموعة من الإصلاحات العسكرية التي حولت هذا الجيش الى واحد من أكثر الجيوش المهيبة والمنضبطة في (اوروبا)، خالقاً بذلك قوة مُقاتلة ستُستخدم في النهاية من قبل ابنه وخليفته (فريدريك العظيم) لينقل (بروسيا) من مملكة ألمانية صغيرة نسبياً إلى قوة أوروبية عظيمة.
مع ذلك، وبينما كان الملك (فريدريك ويليام) مشغولاً ببناء قوة عسكرية بروسيّة، طوّر إعجابًا غير عادي للرجال ذوي البينة الضخمة، وأصبح مسلوباً بفكرة إنشاء فوج من الجنود الذي يحتوي على أطول الرجال في أوروبا، يكون جميع أفراده فارعي الطول، فيما أُصبح يُعرف باسم ”عمالقة بوتستدام“.

لُخِصَ هاجسه الغريب باعترافه لاحقاً بأن: ”أجمل فتاة أو امرأة في العالم ستكون أمراً غير مهم بالنسبة لي، ولكن الجنود طوال القامة هم نقطة ضعفي“.
بدأ سريعاً بجمع العمالقة النادرين من حول مملكته، وفي الواقع، من العالم كُله، مُرسلاً العُملاء إلى أراضٍ أجنبية للبحث والحصول على أي طفل أو رجل بطول غير عادي.

تم جذب الأهل عن طريق دفعات كبيرة لتسليم أولادهم طويلي القامة في حين تم تعويض مُلّاك الأراضي بشكل كبير مُقابل التخلي عن أكبر مزارعيهم، بينما كان المُعلمون عبر المملكة حريصين على إرضاء ملكهم، فقاموا بمُراقبة كل طفل ممن وضِعوا تحت مسؤوليتهم والذين كان من المتوقع أن يكبروا ليُصبحوا بأطوال غير عادية.
عندما تم إفراغ مملكته من جميع رجالها طويلي القامة، تطلّع الملك لأراضٍ خارجية مُستقبلاً العمالقة كهدايا من (روسيا) و(النمسا)، كما أنفق ثروات كبيرة من الذهب لتوظيف مُرتزقة ضِخام مأجورين وشراء جنود طويلي القامة من جيوش أُخرى.

حتى ذلك الحين، لم يكن هناك جهد كافٍ لإرضاء الملك، لذلك بدأ بالنظر في وسائل شريرة لتدعيم صفوف الجيش الخاص بعمالقة بوتستدام، فقام بتجربة أولى غير اعتيادية لتحسين نسل النساء طويلات القامة اللاتي أجبرن على الزواج من عمالقته، والقيام بجهد لخلق نسل خارق طويل القامة، ولكن هذه الطريقة من غير المُرجّح أن تؤتي ثمارها لعدة سنوات.
لذلك لجأ الملك للضغط وخطف الرجال من كل أوروبا. في عام 1730 ورد أن السفير البروسي في (لندن) شارك في خطف رجل أيرلندي يدعى (جيمس كيرتلاند) الذي كان طوله 220 سنتمترًا. حيث قام السفير بإغواء الرجل اليافع بتقديم عرض عمل له كأجير وخدعه للصعود على متن سفينة مُتجهة إلى (بروسيا)، حيث وجد نفسه مُجنّداً ضد إرادته في جيش عمالقة بوتستدام.

عملية خطف مُربكة أخرى تتضمن نجارًا ألمانيًا تم تكليفه ببناء صندوق كبير بقياس 180 سنتمتر، والذي صادف أنه بطول النجار نفسه، في حين كان مثل هذا الطلب علامة تحذيرية، إلا أن النجار قام بتنفيذه كما طلب منه الرائد البروسي، الذي أخبره لاحقًا بأن الصندوق صغير جداً، ;تبعاً للقصة صعد النجار إلى داخل الصندوق ليُثبت أن الأبعاد كانت صحيحة، ليجد نفسه قد أُغلق عليه بسرعة في الداخل من قبل اثنين من مساعدي الرائد. اختنق النجار حتى الموت في الطريق إلى ثكنات عمالقة جيش بوتستدام بسبب النقص في فُتحات التهوية في الصندوق.
أحد عمالة بوتسدام.
أحد عمالة بوتسدام.صورة:
مثل هذه الحالات كانت شائعة للغاية، ويُعتقد أن الرجال المخطوفين كانوا يُشكلون جزءاً كبيراً من أعداد الفوج.

كبرت الوحدة إلى قوة كتيبتين تحتوي على أكثر من 3200 رجل بمُتطلبات أساسية للانضمام، والتي هي طول لا يقل عن 180 سنتمتر، وعلى الرغم من أن هذا الطول يعتبر اليوم فوق المتوسط بقليل، فإنه في ذلك الزمن كان يعتبر طولا فارعاً للغاية، كما كان هناك رجال يبلغ طولهم حتى 220 سنتمترًا.
غير أنّه لم يتم إرسال هؤلاء الجنود المميزين إلى المعركة، لأن الملك كان خائفاً من خسارة أي منهم فيها. عوضاً عن ذلك تم استخدام هؤلاء الرجال كشخصيات احتفالية بهدف تسلية الملك، حيث أمِروا بالقيام بعروض في غرفة نومه عندما كان يُعاني من إحدى أمراضه المُتكررة، والموكب الغريب كان بقيادة دب مُروض قيل إنه مثّل تميمة للفوج، فكان الجنود يرتدون الزي الرسمي مع قُبعات كان ارتفاعها يصل إلى 45 سنتمتراً حتى يبدون أطول قامة.

مُنح هؤلاء الجنود المميزون سكنات فاخرة وكانوا يتناولون أفضل الأطعمة من قبل راعيهم الملك، وتم تدريبهم بشكل مُتكرر من قبل الملك الذي كان مسروراً بعرضهم كلوحات مبهرة أمام ضيوفه الأجانب، بينما تم تعديل رواتبهم على أساس الطول، بحيث يتلقى أطول رجل أعلى أجر مهما كان السَخط داخل الصفوف مُنتشراً.
بما أن الكثير من هؤلاء الجنود قد تم تجنيدهم ضد رغبتهم، وبما أن حياتهم كانت خاضعة لسيطرة الملك شخصياً، حاول الكثير منهم الفرار إلى الصحراء أو إنهاء حياتهم.

كما حاول الملك جعلهم أطول قامة من خلال إخضاعهم لبعض التجارب القاسية، مثل إجبارهم على الخوض في جلسات ”تمديد الأطراف“ القاسية على آلة صممت خصيصًا لهذا الغرض، والتي كانت تسلط عليهم آلامًا فظيعة.
على الرغم من استثمار هذه الموارد الكبيرة في المشروع، فمن غير المُحتمل أن تكون الوحدة فعّالة في أرض المعركة، ناهيك عن كون العديد من الرجال غير مؤهلين جسديًا للقتال بسبب عملقتهم.

بموت الملك في عام 1740، بدا أن ابنه وخليفته (فريدريك العظيم) لم يشاركه هذا الافتتان بالفوج العملاق، وكان يراه على أنه تبذير، وقام بدمجه بوحدات أخرى موجودة.
المصدر:
 
عودة
أعلى