تطبيق مبادئ الحرب في حرب أكتوبر 1973

Tornado.sa

(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
21 سبتمبر 2018
المشاركات
4,694
التفاعل
11,081 1,246 0
الدولة
Saudi Arabia
Nlogo.png


اولا: المبادأة:

1. القوات المصرية

أ. كان لاتخاذ القيادة المصرية قرار دخول الحرب، ونجاحها في تحقيق المفاجأة، أكبر الأثر في الحصول على المبادأة.

ب. الاستخدام الموسع لقوات الإبرار الجوي وقوات الصاعقة ودفع المفارز بأنواعها، كان له أكبر الأثر في تحقيق المبادأة والحفاظ عليها.

ج. كان لإعطاء القادة على جميع المستويات، وخاصة الأصاغر، حرية اتخاذ القرار والتصرف في المواقف في حدود الخطة العامة، أثر كبير في استمرار المبادأة وتحقيق النصر.

د. التعاون والتنسيق الجيد بين ضربات القوات الجوية، وتمهيد المدفعية، والقصف البحري وأعمال قتال القوات البرية، كان لها أكبر الأثر في تحقيق المبادأة.



2. القوات الإسرائيلية
استطاعت القوات الإسرائيلية أن تحصل على المبادأة من القوات المصرية، نتيجة تحول مصر للدفاع عن الخطوط المستولى عليها شرق القناة، واتخاذها وقفة تعبوية في الفترة من 9-13 أكتوبر وبعدم التدخل الفعال من القوات الجوية ضد احتياطي تعبوي العدو في العمق التكتيكي وكذلك كشف الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، بواسطة الأقمار الأمريكية، مما نتج عنه ثغرة الاختراق، ودفع العدو لقواته المدرعة غرباً، ومحاولة توسيع هذه الثغرة حتى إنه حاصر الجيش الثالث الميداني.

ثانياً: المفاجأة

1. القوات المصرية

أ. كان لاختيار القيادة العامة تاريخ الهجوم يوم السبت السادس من أكتوبر، والذي وافق عيد الغفران، والتوقيت الساعة 1400، أثر بالغ في تحقيق المفاجأة، حيث إن هذا التوقيت كان غير متوقع للعدو الإسرائيلي، مما حرمه من القيام بعمل إحباط للهجوم.

ب. هجوم القوات المصرية على طول الجبهة، كان له أثره البالغ في إرباك العدو، ومفاجأته وإخفاء المجهود الرئيسي. (اُنظر شكل هجوم القوات المصرية)

ج. استخدام القوات المصرية لأساليب قتال جديدة، كان له أثر كبير في تحقيق المفاجأة.

د. كان لتغيير نوعية الجندي المصري من حيث التأهيل والثقافة ومستوى التدريب، أكبر الأثر في مفاجأة العدو.

هـ. اشتراك القوات السورية في الهجوم، في التوقيت نفسه، وفي تنسيق تام مع القوات المصرية، حقق مفاجأة كبيرة للعدو.


2. القوات الإسرائيلية
أ. استخدام القوات الإسرائيلية للستائر المضادة للدبابات المخفاة جيداً خلف الهيئات، كان له أثر كبير في تحقيق المفاجأة للقوات المدرعة المصرية، وإحداث خسائر بها أثناء تقدمها.

ب. استغلال القوات الإسرائيلية للثغرة بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين في منطقة الدفرسوار، بدفع مفرزة برمائية عبر البحيرات المرة الكبرى، وتمكنها من إنشاء رأس كوبري غرب القناة، أحدث مفاجأة للقوات المصرية غرب القناة.

ثالثاً: الحشد:

1. القوات المصرية

أ. قامت القوات المصرية بحشد حوالي مائتي طائرة، والقيام بتوجيه ضربة جوية شاملة، مما كان له أكبر الأثر في تدمير المطارات والقواعد الجوية الإسرائيلية. (اُنظر شكل تطبيق القوات الجوية مبدأ المفاجأة)

ب. حشدت القوات المصرية خمس فرق مشاة مدعمة، على طول المواجهة، لاقتحام خط بارليف وإنشاء رؤوس كبار شرق القناة.

ج. حشد أكثر من ألفي مدفع وتنفيذهما للتمهيد النيراني.

د. إنشاء شبكة دفاع جوي قوية، وصفت بأنها غابة صواريخ بطول الجبهة.

هـ. تم حشد عناصر مضادة للدبابات مع المشاة في أثناء العبور، مع تدعيم الفرق بسرايا مقذوفات مضادة للدبابات.

و. استخدام الدخان بأكبر حشد لإخفاء القوات القائمة بالعبور، ولإخفاء مرابض المدفعية، والدفاع الجوي، والمعابر على قناة السويس.


2. القوات الإسرائيلية

نجحت القوات الإسرائيلية في حشد قوات كبيرة في الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين وتمكنت من الاختراق وإنشاء رأس كوبري لها غرب القناة.


رابعاً: التعاون:

1. القوات المصرية
أ. التنسيق التام بين الجبهتين المصرية والسورية، والتعاون بينهما كان سبباً في تحقيق النصر لقوات كلا الجانبين، على الرغم من تفوق العدو الجوي والنوعي لقواته البرية.

ب. التنسيق الكامل بين التشكيلات والعناصر المتخصصة والمعاونة، ساعد في عبور القناة وتدمير خط بارليف، بنجاح وبأقل الخسائر.

ج. التنسيق والتعاون الكامل بين عناصر الاستطلاع وعناصر الصاعقة في تأمين الجيوش وإمدادها بالمعلومات.

د. التعاون بين القوات البحرية والجوية والبرية أدى إلى نجاح القوات في تنفيذ المهام وتحقيق النصر.

2. القوات الإسرائيلية
ظهر واضحاً مدى معاونة الولايات المتحدة الأمريكية للقيادة الإسرائيلية، بتقديمها للمعلومات المستقاة من أقمارها الصناعية، وطائرات سطع، وأمكنها من كشف الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، فقامت القوات الإسرائيلية بمهاجمتها بتركيز، واستطاعت التسلل عبر البحيرات، وتمكنت من إقامة رأس كوبري غرب القناة، ودفعت بقوات كبيرة بالتعاون مع القوات الجوية، بتوسيع الثغرة، وتأمين قواتها غرب القناة.

خامساً: العمل الهجومي

1. القوات المصرية
أ. يعتبر قرار القيادة المصرية، بتنفيذ العملية الهجومية ضد العدو الإسرائيلي في حد ذاته، عملاً هجومياً.

ب. كما أن قرار تطوير هجوم يوم 14 أكتوبر كان عملاً هجومياً، وذلك لتخفيف الضغط على الجبهة السورية.

ج. تعتبر أعمال الدفاع النشط والإيجابي التي نفذتها القوات المصرية على رؤوس الكباري عملاً هجومياً.


2. القوات الإسرائيلية
قامت إسرائيل بدفع مفارز برمائية في الثغرة المكتشفة بين الجيشين والتسلل لغرب القناة، كما قامت بدفع احتياطياتها الإستراتيجيتة خلال الثغرة لتعزيز قواتها غرب القناة
.

Tornado.sa @Tornado.sa
اهداء الى الأخ: Amenmobi @عبدالرحمن الكاسر


 
التعديل الأخير:
سادساً: المرونة والمناورة وخفة الحركة:

1. القوات المصرية

أ. تم إنشاء شبكة ضخمة من الطرق الطولية والعرضية غرب القناة لتسهيل مناورة وتحرك القوات.

ب. الاحتفاظ باحتياطيات مدرعة وميكانيكية على مختلف المستويات، أثر كثيراً في حسم المواقف الطارئة.

ج. التوسع في استخدام الهليكوبتر في نقل القوات وإبرارها لأماكنها.


2. القوات الإسرائيلية

تمكنت إسرائيل، نتيجة خفة حركة قواتها، من سرعة استدعاء الاحتياطيات الإستراتيجية من عمق الدولة ودفعها خلال الثغرة، وكذلك المناورة بقواته بين مسرحي العمليات للجبهة المصرية والسورية حسب الضغوط التي يتعرض لها في التوقيتات والاتجاهات المناسبة.

سابعاً: السيطرة

1. القوات المصرية

أ. الوجود الدائم للقادة في الأمام مع الوحدات المرؤوسة، أثر بفاعلية في سرعة التصرف في المواقف الطارئة.

ب. تعدد وسائل السيطرة على القوات، مكن القيادة من تحقيق السيطرة على القوات طول فترة الحرب.

2. القوات الإسرائيلية

أ. فقدت القوات الإسرائيلية السيطرة خلال المراحل الأولى من الحرب على قواتها لتحقيق قواتنا للمفاجأة والمبادأة والسيطرة الجوية، والتي أحدثت أكبر خسائر في مراكز قيادة وسيطرة العدو. (اُنظر شكل تطبيق القوات الجوية مبدأ المفاجأة)

ب. وصول سيل الإمداد من الولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذ القوات المصرية الدفاع على رؤوس الكباري، ساعد العدو على سيطرته على قواته، اعتباراً من يوم 16 أكتوبر.

ثامناُ: الأمن

1. القوات المصرية

أ. حققت القوات المصرية مبدأ الأمن، بالحصول على المعلومات الدقيقة عن إمكانيات وقدرات العدو، قبل الحرب ومن خلال دفع مجموعات قنص الدبابات وقبل عبور القوات لتأمينها ضد العدو.

ب. قيام القوات المصرية بدفع المفارز؛ لاحتلال الهيئات الحاكمة ومصاطب الدبابات، مما حرم العدو من استغلالها ضد قواتنا.

ج. لم تستمر المحافظة على هذا المبدأ؛ لعدم التأمين الجيد للفاصل بين الجيشين الميدانيين، فنتج عن ذلك الثغرة.

2. القوات الإسرائيلية

تم تحقيق الأمن في أثناء تأمين قواتها في الثغرة بدفع الاحتياطي الإستراتيجي لتعزيز القوات وتأمينها وحماية الثغرة ومحاولة الحصول على أراضٍ جديدة.

تاسعاً: الروح المعنوية

1. القوات المصرية

أ. التركيز الجيد على تدريب الأفراد على استيعاب واستخدام أسلحتهم ومعداتهم على الرغم من تعقيدها، ساعد على رفع الروح المعنوية.

ب. كان للتركيز على الوازع الديني قبل المعركة، وإيمان المقاتلين بشرف الجهاد في سبيل تحرير الوطن، أثر كبير في رفع الروح المعنوية للقوات.

2. القوات الإسرائيلية

انخفضت الروح المعنوية لدى القوات الإسرائيلية؛ نتيجة مفاجأة قواتنا لها بالهجوم الحاسم، وسقوط خط بارليف، النقطة تلو الأخرى خلال ساعات من بدء القتال

عاشراً: الشؤون الإدارية

1. القوات المصرية

أ. حققت القوات المصرية هذا المبدأ بالآتي:

(1) تنظيم حدود الاستهلاك لقوات الجيش الثالث المحاصرة، ساعد على صمودها.

(2) التوسع في استخدام الرتل الإداري خفيف الحركة المرافق للوحدات والتشكيلات، ساعد على استعواض الوحدات للمستهلك على مدار اليوم.

ب. بينما أثر على القوات المصرية بالآتي:

(1) عدم ميكنة العناصر الإدارية، أدى إلى تأخر وصول الإمدادات الإدارية للوحدات في الوقت المناسب.

(2) صعوبة إخلاء المصابين ونقل الذخيرة خلال مراحل العبور الأولى.


2. القوات الإسرائيلية

أ. تمكن العدو من إمداد قواته خلال سير العمليات بكل الاحتياجات، من أسلحة وذخيرة ومعدات، وذلك بالإمداد الجوي والميكانيكي.

ب. وصول سيول من الإمدادات الأمريكية للعدو عن طريق جسر جوي وبحري لموانئ ومطارات العدو.


حادي عشر: الإخفاء والخداع:

1. القوات المصرية

لجأت القيادة المصرية لعمل الآتي:

أ. خطة الخداع الإستراتيجية، التي نفذتها القيادة السياسية والعسكرية المصرية، على مدار سنوات طويلة قبل الحرب.

ب. الخداع السياسي والإعلامي، بهدف إخفاء نوايا القيادة السياسية في اتخاذ قرار الحرب والتضليل عن الحشود العسكرية.

ج. تحقيق الخداع التعبوي والتكتيكي، بإخفاء نية الهجوم وإخفاء الفتح الاستراتيجي والتعبوي للقوات، وتحقيق المفاجأة الإستراتيجية، كما سبق باختيار يوم وسعت بدء الهجوم.

2. القوات الإسرائيلية

نجح العدو في إخفاء قواته، التي تسللت وعبرت البحيرات من الثغرة بين الجيشين الميدانيين، وإقامة رأس كوبري غرب القناة، وتدفق قواته غرباً.




ثاني عشر: انعكاسات مدى تطبيق مبادئ الحرب للقوات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973م

حققت القوات المصرية الكثير من مبادئ الحرب خلال حرب أكتوبر 1973م، وكان لتطبيق مبادئ الحرب والحفاظ عليها، أكبر الأثر في تحقيق مهام القوات. وفيما يلي ما حققته القوات المصرية، وما لم يتحقق خلال حرب أكتوبر 1973م، وانعكاسات ذلك على نتائج الحرب.

1. المبادأة

أ. حققت القوات المصرية المبادأة في بداية الحرب، ببدئها أعمال القتال، مما جعل العدو يتصرف كرد فعل لأعمال القوات المصرية. كما كان اتخاذ القوات المسلحة المصرية المبادأة، في دفع مفارز أمامية، وقوات من الصاعقة، ومجموعات قنص الدبابات عبر قناة السويس، مع بدء التمهيد النيراني؛ السبب الرئيسي في نجاح هذه المفارز في تنفيذ مهامها، وتأمين اقتحام القوة الرئيسية للقوات، ونجاحها في صد وتدمير الهجمات المضادة المحلية للعدو، ومنعه من معاونة أعمال قتال النقط القوية على خط بارليف.

ب. وعلى المستوى التكتيكي، حقق قائد فرقة مشاة المبادأة، بضرب حشد نيران، ليلاً، على 40 مركبة معادية متقدمة، مما أحدث بها خسائر كبيرة، ولم يمكنها من متابعة تقدمها.

ج. كان لعدم دفع فرقة مشاة مفارز قتال قوية، للسيطرة على الأرض أمام رأس كوبري الفرقة يوم10 أكتوبر، أن قام العدو بهجمات مضادة على الجانب الأيسر، وفي منتصف تشكيل قتال الفرقة يوم 11 أكتوبر، وكان لدفع فرقة مشاة مجموعات قنص دبابات في المنطقة العازلة، أن استطاعت هذه المجموعات صد هجمات العدو وتدمير ثلاث دبابات وعربتي جنزير للعدو.

د. انعكس عدم تحقيق القوات المصرية المبادأة، في بعض فترات القتال، وانتزاعها من القوات الإسرائيلية، والتي عبرت قناة السويس، والتي ظلت معزولة لمدة تقرب من 40 ساعة، على نجاح تنفيذ خطة الغزالة للقوات الإسرائيلية، وكان لعدم انتزاع المبادأة بتوجيه هجمات قوية مبكرة ضد العدو غرب القناة زيادة حجم العدو وانتشاره غرباً وجنوباً، ولعدم المبادأة بتنفيذ الخطة لتصفية الثغرة، أن استمرت قوات العدو غرب القناة في قطع الإمداد والإخلاء للجيش الثالث الميدانى، وكان من عناصر الضغط السياسي على المفاوض المصري المفاوضات لصالح إسرائيل.

هـ. انعكاس مدى تطبيق قوات الدفاع الجوى لمبدأ المبادأة

انعكست مبادأة تشكيلات الدفاع الجوي بسرعة الاشتباك مع العدو، في إحداث خسائر كبيرة في طيران العدو، حيث أدت مبادأة الدفاع الجوى فرق المشاة في الاشتباك مع طائرات العدو، إلى إسقاط طائرتين وأسر الطيار، وفي استخدام السد الناري ضد طائرة هليكوبتر، إلى النجاح في إسقاط الطائرة وأسر قائدها.

و. انعكاس مدى تطبيق القوات البحرية لمبدأ المبادأة

تنفيذ المبادأة بإغلاق مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

ز. انعكاس مدى تطبيق القوات الجوية لمبدأ المبادأة

(1) انعكست المبادأة، التي حققتها القوات الجوية بشن الضربة الجوية الأولى في السادس من أكتوبر، في نجاح الضربة في تحقيق جميع أهدافها، مع عدم اعتراض طائرات العدو لها. وعدم حدوث خسائر في قواتنا الجوية، كما كان متوقعاً، والدليل على ذلك أن خسائر الضربة الأولى كانت ست طائرات فقط.

(2) أدى انتزاع العدو المبادأة من قواتنا الجوية، إلى نجاحه في تأمين تدفق قواته غرباً، وإلى نجاح قواته في التمسك بالأرض وتعزيزها بقوات جديدة أخرى، والانتشار غرباً وجنوباً.

2. المفاجأة

أ. انعكست المفاجأة، التي حققتها القوات المسلحة في المرحلة الافتتاحية للحرب، باختيار توقيت الهجوم من حيث الشهر واليوم والساعة على نتائج هذه المرحلة، والتي كان جميعها لصالح القوات المصرية، حيث لم يتمكن العدو من استكمال تعبئة قواته ورفع استعدادها، وارتباكه في السيطرة على قواته، بعد تدمير مراكز القيادة والسيطرة، ومراكز الإعاقة في جبل أم خشيب.

ب. انعكس تحقيق مبدأ المفاجأة لكل من مصر وسوريا، في شن حرب حقيقية شاملة على أسلوب رد الفعل الإسرائيلي، بتوزيع القوات، وتشتيت جهودها، واضطر إلى دفع عناصره المدرعة من العمق إلى مناطق عملها شرق القناة مباشرة دون التخطيط لمهام محددة لها، مما جعلها تفقد اتجاهاتها، وتعمل بدون تنسيق مسبق.

3. الحشد

أ. كان لحشد القوات الجوية في الضربة الجوية المركزة، سعت 1400 يوم السادس من أكتوبر 1973م، التأثير على الأهداف المعادية، وإصابة القوات الجوية المعادية بالشلل، وعدم القدرة على مواجهة هذا الحشد من الطائرات.

ب. كان لحشد قوات وأسلحة الدفاع الجوي بجميع أنواعها، وإنشاء حائط الصواريخ، إضافة إلى دفاع جوى التشكيلات والجيوش، انعكاس قوي لتأمين أعمال قوات المهندسين العسكريين، في تركيب المعديات والمعابر الثقيلة، وتحقيق الوقاية، وتكبيد العدو الجوي خسائر كبيرة، حيث تم تدمير 13طائرة مقاتلة إسرائيلية في أول يوم، وأصدرت القيادة الإسرائيلية أمراً لجميع الطيارين، بعدم الاقتراب من القناة لمسافة (15ـ20) كم شرقاً؛ خوفاً من زيادة خسائر الطيران.

ج. انعكس أسلوب القيادة المصرية في أسلوب تصفية الثغرة غرب القناة، بعدم تحقيق مبدأ الحشد بدفع القوات المتيسرة غرب القناة على أجزاء وبقوات صغيرة الحجم ضعيفة التسليح، على نتيجة العملية إجمالاً.

4. التعاون

انعكس تحقيق مبدأ التعاون بين مصر وسوريا على نتائج الحرب، فعندما كان التعاون واضحاً يوم السادس من أكتوبر، في شن الدولتين هجوماً مشتركاً على جبهتي سيناء والجولان، قامت إسرائيل بتوزيع قواتها وتشتيت جهودها، ولم تتح لها الفرصة لعملية نقل قواتها من جبهة إلى أخرى بسهولة وسرعة، مثلما حدث في حرب يونيه 1967، أما عندما تلاشت أعمال التعاون والتنسيق بين القوات المسلحة المصرية والسورية، وانفردت كل قيادة بإدارة عملياتها، منفصلة عن الأخرى، أتاح هذا الوضع الإستراتيجي للجبهتين المصرية والسورية، الفرصة للقيادة الإسرائيلية لتحديد أولويات عملها، وجنّبها مواجهة أزمة خطيرة على الجبهتين، في وقت واحد.

5. العمل التعرضي

أ. انعكس تحقيق مصر لهذا المبدأ بالهجوم المفاجئ واقتحام القناة، بأن حققت مصر نصراً لم تتوقعه إسرائيل، وإنشاء رؤوس للكباري للجيشين الثاني والثالث الميدانيين بقوة خمس فرق مشاة ميكانيكية، وإحداث خسائر كبيرة في القوات الإسرائيلية، مع خسائر محدودة في القوات المصرية، بالنسبة للخسائر المتوقعة في مثل هذا الهجوم، واقتحام أقوى الموانع المائية في العالم، وأدى هذا النصر إلى تحريك عملية السلام بالمفاوضات السياسية بين مصر وإسرائيل، وحصلت مصر بعد ذلك على كل شبر من تراب سيناء، واستغلال ثرواتها، مع إعادة فتح قناة السويس للملاحة العالمية.

ب. كما انعكس عدم تعرض القوات المصرية للهجوم الإسرائيلي بقوة ثلاثة ألوية مدرعة، تم دفعها من منطقة المضايق، على تنفيذ هذه الألوية هجمات مستمرة ضد رؤوس الكباري للقوات المصرية، كما أدى عدم تخطيط القيادة المصرية، للتدخل ومنع تحرك الفرق الثلاث المدرعة، التي تم تحريكها من بئر سبع حتى القناة على الطرق الرئيسية والمكشوفة، بواسطة الطائرات المصرية عند دخولها في مدى عملها، إلى تحول سير الحرب، حيث تم حشد هذه الفرق الثلاث، في الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وأحدثت بها الثغرة الإسرائيلية غرب القناة.

6. الخداع

أ. حقق الخداع السياسي والإعلامي، والخداع الإستراتيجي، والتعبوي للقوات المسلحة المصرية، منذ اليوم الأول للمعركة، المبادئ الرئيسية للحرب، مما انعكس على رد الفعل الإسرائيلي وبالتالي على نتائج الحرب.

ب. ساهم الخداع في تحقيق مبدأ الحشد باحتلال فرق المشاة الخمس لمناطقها الابتدائية للهجوم غرب القناة، ومعها جميع أسلحة دعمها من مدفعيات ودبابات ودفاع جوي، إضافة إلى النجاح في حشد الفرق الميكانيكية في المناطق الابتدائية، خلف فرق المشاة، حيث تم ذلك على فترات زمنية متباعدة وغير منتظمة.

ج. انعكس الخداع في إنشاء حائط صواريخ الدفاع الجوي، وفي نجاح الضربة الجوية الأولى، على الروح المعنوية للطيارين، بحيث كانت الطائرات القاذفة المعادية تلقي بحمولاتها بعيدة عن أهدافها المحددة لها، من دون إحداث الخسائر المطلوبة.

7. المرونة والمناورة وخفة الحركة

أ. نجحت القوات المسلحة في تحقيق هذا المبدأ، حيث قامت بإعادة التجميع للجيشين الثاني والثالث الميدانيين في المناطق الابتدائية للهجوم، وفي اقتحام القناة وتدمير خط بارليف، مع دفع المفارز والإبرار البحري والجوي لقوات الصاعقة، وبالمناورة بالقوات والوسائل أمكنها صد الهجمات المضادة للعدو علي رؤوس الكباري وتدميره واستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.

ب. كان لمرونة وخفة حركة ومناورة الدفاع الجوى أن نجح في دفع كتائب الصواريخ سام 6 إلى شرق القناة، يوم الثالث عشر من أكتوبر، ونظراً لعدم توافر الحماية لها، سواء الأرضية أو الجوية، تعرضت لقصف من مدفعية العدو طويلة المدى، أحدثت بها خسائر جسيمة، مما اضطر قائد الدفاع الجوى للمناورة مرة أخرى، وسحب كتائب الصواريخ من شرق القناة، مساء يوم الرابع عشر من أكتوبر.

8. الأمن

أ. حققت القوات المصرية الأمن مع بدء التمهيد النيراني، بدفع مجموعات قنص الدبابات وعناصر الصاعقة ودفع المفارز الأمامية، مما أدى إلى تأمين اقتحام القوة الرئيسية للجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وتأمين إنشاء الكباري والمعديات.

ب. أدى عدم تأمين القوات المدرعة، التي قامت بتطوير الهجوم شرقاً، يوم الرابع عشر من أكتوبر، بالمعلومات، إلى عدم تحقيق الأهداف المخططة، ونتج عنها خسائر في هذه القوات، واضطرت جميعها للارتداد داخل رؤوس الكباري.

9. الروح المعنوية

أ. انعكس اهتمام القيادة العامة بالروح المعنوية للمقاتلين في أثناء عملية اقتحام قناة السويس وبإرادة القتال الكامن في الأفراد، وإيمانهم بالله وبعدالة القضية لاستعادة الأرض، أدى إلى اقتحامهم قناة السويس، وتحطيم خط بارليف، ونجاح معارك يومي 6 و7 أكتوبر، وإنشاء رؤوس الكباري.

ب. كما انعكس اهتمام القوات المسلحة، وإعدادها للفرد المقاتل لخوض المعركة، على أداء الفرد المقاتل في جميع المعارك، التي خاضها، وظهرت البطولات الفردية والجماعية من المقاتلين.

ج. أدى وصول رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إلى جبهة القتال، إلى رفع الروح المعنوية للقادة والضباط والجنود، وأدى اجتماعه بالقادة والضباط في قيادة الجيش الثاني الميداني وحثهم وتشجيعه لهم، إلى رفع الروح المعنوية، التي أدت إلى أعمال بطولية وفدائية عظيمة. انعكست الروح المعنوية والقتالية العالية، التي تحلت بها قوات موقع كبريت شرق القناة، خلال فترة الحصار، التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر على ظهور بطولات كثيرة في صد العدو والحفاظ على الموقع، ثم في الجرأة والشجاعة للحصول على التموين والمياه ونقل الجرحى، خلال عملية الحصار الطويلة.

د. انعكس نجاح إسرائيل في انتزاع المبادأة وعبور قناة السويس إلى الغرب ومحاصرة الجيش الثالث الميداني، على الروح المعنوية للقوات المصرية، خصوصاً الجيش الثالث الميداني؛ نظراً لقطع إسرائيل طرق الإمداد والإخلاء، إضافة إلى عمل القوات الجوية الإسرائيلية في نطاق الجيش الثالث وتدمير بعض قواعد الصواريخ غرب القناة، ولكن تمكنت القوات من اكتساب أرض جديدة وتحسين الأوضاع واحتلال هيئات حاكمة كنقط قتال خارجية، طوال فترة الحصار، حتى تنفيذ اتفاقية الفصل بين القوات من دون أن يتمكن العدو من الاستيلاء على أرض كانت تحتلها قواتنا أو إضعاف الروح المعنوية.

10. الاقتصاد في القوى

أ. على الرغم من عدم تحقيق مبدأ الاقتصاد في القوى، وحشد أكثر من خمس فرق مشاة ميكانيكية لاقتحام قناة السويس، وبالتعاون مع الحشد النيراني للمدفعية والقوات الجوية والدفاع الجوى، فإنها حققت النجاح الباهر خلال مرحلة العبور، واقتحام قناة السويس، وإنشاء رؤوس الكباري، كما أثر حشد كل من فرقة مدرعة داخل رؤوس كباري الجيشين، وبهذه الكثافة العالية من القوات، فسهل ذلك على القوات الجوية الإسرائيلية والمدفعية بعيدة المدى، إحداث خسائر بها وهي داخل رؤوس الكباري، كما أن حشدهما شرق القناة أخل بالنطاق الأمني للجيشين الثاني والثالث الميدانيين غرب القناة، بإخلاء المنطقة من القوات المدرعة لقواتنا معاً، وهذا أدى إلى إحداث الثغرة.

ب. حرصت القوات المسلحة على ضمان وسلامة القوات الجوية المصرية بحالة جيدة، حتى آخر المعركة، وكان لذلك أثره، الذي تمثل في ضعف المعاونة الجوية وتحقيق الحماية للقوات البرية في أثناء مرحلة التطوير شرق القناة، يوم الرابع عشر من أكتوبر، مما أدى إلى تعرضها لنيران القوات الجوية والمدفعية المعادية وإحداث خسائر كبيرة بها.

ج. حققت القوات الجوية مبدأ الاقتصاد في القوى، وركزت مجهودها لعدم حصول العدو على السيطرة الجوية والدخول معه في معارك ضارية للحصول على التعادل في الموقف الجوي


المنتدى العربي للدفاع والتسليح
Tornado.sa @Tornado.sa
اهداء الى الأخ: Amenmobi @عبدالرحمن الكاسر
 
التعديل الأخير:
اشكرك اخي عاى ذلك الاهداء الرائع

موضوع ملخص بشكل ممتاز و رائع

اصبحت واسع الاطلاع والمعرفة ما شاء الله

تستحق ان تأخذ لقب الخبير وعن جدارة واستحقاق


ربنا يديم المحبة والاخوة


هديتك يا محلاها فوق راسي سعيد بها جدا
 
اشكرك اخي عاى ذلك الاهداء الرائع

موضوع ملخص بشكل ممتاز و رائع

اصبحت واسع الاطلاع والمعرفة ما شاء الله

تستحق ان تأخذ لقب الخبير وعن جدارة واستحقاق


ربنا يديم المحبة والاخوة


هديتك يا محلاها فوق راسي سعيد بها جدا
الله يديمك ياصاحبي الأحترام وحسن اخلاقك ومعرفتك افضل من كل الصفات او الألقاب بالنسبه لي
 
موضوع مرتب ومنظم و الاهم انه حيادي بدرجة كبيرة جدا
 
عودة
أعلى