مع المربي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم
الدكتور عثمان قدري مكانسي
الدكتور عثمان قدري مكانسي
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، كَراهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا. /رواه الشيخان/
ذلك أن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود كان يُذَكِّر الناس كل خميس، فَقالَ له رَجُلٌ: يا أَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ إنَّا نُحِبُّ حَدِيثَكَ وَنَشْتَهِيهِ، وَلَوَدِدْنَا أنَّكَ حَدَّثْتَنَا كُلَّ يَومٍ، فذكر له الحديث.
وتخوّلَه:تعهده،واعتنى به، ورعاه، ومنحه الشيء متفضِّلاً . وهذا من حسن تربية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فقد كان ُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيد المعلمين والمربين، يحرص على انتفاعِ أصحابِه واستفادتِهم مِن وَعْظِه وإرشادِه؛ ولم يكُنْ يُكثِرُ عليهم ، وإنَّما يَتعهَّدُهم بالمَوعظةِ في أيَّامِ دونَ أخرى، ويَتحرَّى الأوقاتَ المناسبةَ، الَّتي يراهم مستعدين قلباً ونفساً لها ، ويجدهم متشوقين لذلك خَوفًا عليهم مِن الضَّجَرِ والملَلِ، فلا يستثقلون المَوعظةِ ولا يكرهونها وينفرون منها، إذ تنتفي الفائدةُ المَرجوَّةُ إنْ لم يُحسِنِ المعلمُ اختيار الوقت لدرسه وموعظته.
فهو أسلوبٌ ذكيٌّ فطن في اغتنام اللحظات النافعة لاستقبال العلم والموعظة، فما كل الأوقات تناسب المرء لتلَقّي ذلك.
وقد كان رسول الله يحسن فنّ الإصغاء،ومن أحسَنَ فنّ الإصغاء أحسن فنَّ الرد .
لما جاءه عتبة بن ربيعة يعرض عليه ما عرض من مغرِيات الحياة الدنيا ليترك دعوته استمع حتى انتهى عتبة من حديثه ،
فقال له : أقد فرغت يا أبا الوليد؟
قال :نعم،
قال :فاسمع مني.
قال: أفعل.
وللإصغاء فوائد عديدة ، منها: تحصيل الفائدة ، وفهم القضية فهماً جيداً ،وإصدار الحكم الصحيح،وإشعار المتحدث باهتمامك بكلامه، وكسبُ ثقته ..
وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بجليسه حين يكلمه أو يسأله ،ويشعره بذلك ،
تروي السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة فجاء أعرابي يدخل المسجد ويتخطى الصفوف، ويصيح: يا رسول الله؛ رجل لا يدري دينه فعلِّمْه دينه، فنزل صلى الله عليه وسلم من منبره وتوجه إلى الرجل، وتحدث إليه، وشرح له دينه ثم عاد إلى منبره يكمل خطبة الجمعة.
وهذا يدل على الاستجابة الإيجابية ،والتصرف الحكيم الذي يكسب صاحبه القلوب ،والصدق في الدعوة ،وتقديم الأهم على المُهِمِّ...
وكان جوابه صلى الله عليه وسلم للسائل بما يناسبه ،
فقد جاء رجل يقول يا رسول الله أوصني .
قال: لا تغضب
وكرر السائل الرجل السؤال فكرر النبي صلى الله عليه وسلم الجواب لما رأى من مَخايله سرعته للغضب ،
ورجل قال له أوصني يا رسول الله ،
فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، فإن ذلك هو الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصلِّ صلاة مودع ، وإياك ومما يُعتذر منه،
فكان جوابه لِما تخيل فيه من الطمع والرغبة في الدنيا.
وترى في المعلم الناجح ضبط النفس وعدَمَ التسرع، إن ضبط النفس وكظم الغيظ عند الغضب ليس دليل ضعف، إنه دليل قوة شخصية المسلم الذي يتمتع بهذه الفضيلة، ولذلك كان من أبرز صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلمُ وكظم الغيظ والعفوُ عن المسيء،
وقد قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه:
ما تدعون الصُّرعَة منكم؟
قالوا: الصُّرَعة الذي يصرع الناسَ كثيراً، وهو الرجل القوي الشديد الذي لا يُغلب،
فقال صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب،
كما أن أعرابياً جاء يطلب نوالاً فأمسك بمجمع ثوبه بقوة ويقول: أعطني من مال الله لا من مالك،واثّر ذلك في عنقه ،
فقال له: أرسلني وكظم غيظه وأعطاه فأرضاه،
كما أن الأعرابي الذي بال في المسجد وقام الناس ليضربوه ويطردوه ، فأمرهم النبي لهم بتركه ينهي بوله كي لا يتاذّى ،جعل الأعرابي يُعرب عن امتنانه: اللهم ارحمني ومحمّداً ولا ترحم معنا احداً ..
مواقف تربوية رائعة تدل على حكمة المعلم العظيم أسوتِنا صلوات الله وسلامه عليه ،
ولعلنا في تربية أبنائنا وأهلينا ومعاملتنا مع الجيران والأصحاب ولقاءاتنا بالناس نسلك طريقه صلى الله عليه وسلم ، فنصل إلى قلوب الناس وعقولهم ، فنكون سبباً في هداية الناس إلى الطريق المستقيم والسبيل السويّ.
ذلك أن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود كان يُذَكِّر الناس كل خميس، فَقالَ له رَجُلٌ: يا أَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ إنَّا نُحِبُّ حَدِيثَكَ وَنَشْتَهِيهِ، وَلَوَدِدْنَا أنَّكَ حَدَّثْتَنَا كُلَّ يَومٍ، فذكر له الحديث.
وتخوّلَه:تعهده،واعتنى به، ورعاه، ومنحه الشيء متفضِّلاً . وهذا من حسن تربية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فقد كان ُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيد المعلمين والمربين، يحرص على انتفاعِ أصحابِه واستفادتِهم مِن وَعْظِه وإرشادِه؛ ولم يكُنْ يُكثِرُ عليهم ، وإنَّما يَتعهَّدُهم بالمَوعظةِ في أيَّامِ دونَ أخرى، ويَتحرَّى الأوقاتَ المناسبةَ، الَّتي يراهم مستعدين قلباً ونفساً لها ، ويجدهم متشوقين لذلك خَوفًا عليهم مِن الضَّجَرِ والملَلِ، فلا يستثقلون المَوعظةِ ولا يكرهونها وينفرون منها، إذ تنتفي الفائدةُ المَرجوَّةُ إنْ لم يُحسِنِ المعلمُ اختيار الوقت لدرسه وموعظته.
فهو أسلوبٌ ذكيٌّ فطن في اغتنام اللحظات النافعة لاستقبال العلم والموعظة، فما كل الأوقات تناسب المرء لتلَقّي ذلك.
وقد كان رسول الله يحسن فنّ الإصغاء،ومن أحسَنَ فنّ الإصغاء أحسن فنَّ الرد .
لما جاءه عتبة بن ربيعة يعرض عليه ما عرض من مغرِيات الحياة الدنيا ليترك دعوته استمع حتى انتهى عتبة من حديثه ،
فقال له : أقد فرغت يا أبا الوليد؟
قال :نعم،
قال :فاسمع مني.
قال: أفعل.
وللإصغاء فوائد عديدة ، منها: تحصيل الفائدة ، وفهم القضية فهماً جيداً ،وإصدار الحكم الصحيح،وإشعار المتحدث باهتمامك بكلامه، وكسبُ ثقته ..
وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بجليسه حين يكلمه أو يسأله ،ويشعره بذلك ،
تروي السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة فجاء أعرابي يدخل المسجد ويتخطى الصفوف، ويصيح: يا رسول الله؛ رجل لا يدري دينه فعلِّمْه دينه، فنزل صلى الله عليه وسلم من منبره وتوجه إلى الرجل، وتحدث إليه، وشرح له دينه ثم عاد إلى منبره يكمل خطبة الجمعة.
وهذا يدل على الاستجابة الإيجابية ،والتصرف الحكيم الذي يكسب صاحبه القلوب ،والصدق في الدعوة ،وتقديم الأهم على المُهِمِّ...
وكان جوابه صلى الله عليه وسلم للسائل بما يناسبه ،
فقد جاء رجل يقول يا رسول الله أوصني .
قال: لا تغضب
وكرر السائل الرجل السؤال فكرر النبي صلى الله عليه وسلم الجواب لما رأى من مَخايله سرعته للغضب ،
ورجل قال له أوصني يا رسول الله ،
فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، فإن ذلك هو الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصلِّ صلاة مودع ، وإياك ومما يُعتذر منه،
فكان جوابه لِما تخيل فيه من الطمع والرغبة في الدنيا.
وترى في المعلم الناجح ضبط النفس وعدَمَ التسرع، إن ضبط النفس وكظم الغيظ عند الغضب ليس دليل ضعف، إنه دليل قوة شخصية المسلم الذي يتمتع بهذه الفضيلة، ولذلك كان من أبرز صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلمُ وكظم الغيظ والعفوُ عن المسيء،
وقد قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه:
ما تدعون الصُّرعَة منكم؟
قالوا: الصُّرَعة الذي يصرع الناسَ كثيراً، وهو الرجل القوي الشديد الذي لا يُغلب،
فقال صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب،
كما أن أعرابياً جاء يطلب نوالاً فأمسك بمجمع ثوبه بقوة ويقول: أعطني من مال الله لا من مالك،واثّر ذلك في عنقه ،
فقال له: أرسلني وكظم غيظه وأعطاه فأرضاه،
كما أن الأعرابي الذي بال في المسجد وقام الناس ليضربوه ويطردوه ، فأمرهم النبي لهم بتركه ينهي بوله كي لا يتاذّى ،جعل الأعرابي يُعرب عن امتنانه: اللهم ارحمني ومحمّداً ولا ترحم معنا احداً ..
مواقف تربوية رائعة تدل على حكمة المعلم العظيم أسوتِنا صلوات الله وسلامه عليه ،
ولعلنا في تربية أبنائنا وأهلينا ومعاملتنا مع الجيران والأصحاب ولقاءاتنا بالناس نسلك طريقه صلى الله عليه وسلم ، فنصل إلى قلوب الناس وعقولهم ، فنكون سبباً في هداية الناس إلى الطريق المستقيم والسبيل السويّ.