الإجابة على السؤالين:
مما لا شك فيه أن البيئة اللبنانية إبان الحرب الأهلية كانت مؤهلة لظهور تيارات شيعية وسط الأطياف المتحاربة في لبنان، لن أخوض في التفاصيل التاريخية عن الفصائل المتحاربة خلال الحرب الأهلية في لبنان، وكيفية نشأة حزب الله والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1982، فغالبية هذه التفاصيل معلومة ومعروفة لدى الجميع، وحالياً الأخوة الأعضاء يتناقشون حولها بالموضوع، سأركز على السؤالين الذيّن طرحتهما حول ما هو الهدف الجوهري وراء تبني ورعاية إيران لحزب الله منذ أن كانت حركة وليدة في بداية تأسيسها عام 1982، ومتى تنتفي حاجة إيران لحزب الله؟.
1 - ما هو الهدف الرئيس من إنشاء إيران لحزب الله ورعايته وتبنيه؟
بالنسبة لإيران يعتبر حزب الله اللبناني أداة لتحذير أعدائها المحتملين من مخاطر التقليل من قدرتها على نقل الحرب إليهم. يسمي القادة الإيرانيون هذه الاستراتيجية بـ "استراتيجية الردع"، لتحذير إسرائيل والولايات المتحدة من الانتقام الجماعي في حال قيامهما بأي إجراء ضد إيران، فإن حزب الله هو مفتاح هذه السياسة. بعبارة أخرى، حزب الله جزء رئيس من آلية الدفاع الإيرانية، وركيزة مهمة لـ "عقيدة الردع العسكرية الإيرانية".
منذ بداية الثورة الخمينية في عام 1979، كان الساسة الإيرانيون يشعرون بأن بلادهم محاصرة في بيئة معادية، وتفاقم الوضع وازداد هذا الشعور لديهم مع دخول بلادهم في حرب الثمان سنوات ضد العراق. وفي ظل هذه البيئة المعادية كان يتحتم على الساسة الإيرانيين اللجوء إلى إمتلاك "سلاح ردع" لتعزيز قدراتهم، وكان الخيار الذي أمامهم استكمال برنامجهم النووي، الذي وضع أساسه شاه إيران قبل الثورة، وكان البرنامج في بدايات مراحله يتطلب جهود كبيرة لتأهيله والوصول به لبر الأمان.
وأثناء ترتيبات القادة الإيرانيون لكيفية استكمال البرنامج النووي، وقع حادث مؤلم لجارهم "العراق"، عندما قامت إسرائيل في سبتمبر 1981 بقصف المفاعل النووي العراقي في عملية "أوبرا" المعروفة أيضاً بعملية "بابل". هذا الحادث كان بمثابة درس للإيرانيين لا يقدر بثمن، فقد شعر الساسة الإيرانيون بأنه لحماية مراحل تنفيذ "سلاح ردع" يتطلب "استراتيجية ردع" ترتكز على ردع أي قوة دولية قد تفكر أو تنوي في يوم من الأيام بقصف وتدمير المفاعلات النووية العسكرية لإيران، وبالتحديد إسرائيل صاحبة السوابق السيئة. فوضعت إيران "إستراتيجية الردع" ومفتاحها حزب الله لردع إسرائيل من القيام بأي تهور يعرض البرنامج النووي الإيراني للخطر، كإرسال مقاتلاتها لقصف المفاعلات النووية الإيرانية، وإذا قامت إسرائيل بذلك فسوف يكون محفوف بالمخاطر ولن تكون نزهة.
بدأت إيران بالعمل سراً على برنامجها النووي في عام 1985، وبالتوازي مع استكمال برنامجها النووي كانت تقوم بتغذية وتقوية حزب الله مفتاح "إستراتيجية الردع" الإيرانية، ولسنوات طويلة لم يكتشف العالم برنامج إيران النووي لأن الإيرانيين حافظوا على سرية العمل، وبعد مرور تقريباً عقدين من الزمن، في نوفمبر 2003 ونوفمبر 2004 أثيرت ضجة كبرى حول برنامج إيران النووي عندما اكتشف المجتمع الدولي بأن إيران تعمل في السر على برنامج نووي ومن المرجح أن يكون الهدف في نهاية المطاف صنع السلاح النووي.
ومع الضجة الكبرى التي أثارها المجتمع الدولي خلال تلك الأعوام (2004، 2005، 2006)، من خلال وسائل الإعلام، وما كان يحدث داخل أروقة الأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن، أماطت إيران اللثام عن "إستراتيجية الردع" في يوليو/تموز 2006 عندما انخرط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل ما يسمى بـ "حرب تموز 2006"، وقدم الحزب في تلك الحرب مفهوم جديد للحرب اللامتماثلة من خلال استخدام تكتيكات الكر والفر وتجنب المواجهة التقليدية مع القوات الإسرائيلية المتفوقة بما لا يقاس، مما سمحت له بالحفاظ والتفوق على عامل خطير، وأجبر إسرائيل على أن تكون في "حالة تأهب شبه دائمة"ـ
بإختصار، هدف إيران من إنشاء ورعاية حزب الله لكي يكون الحزب حارس إيران على حدود إسرائيل للدفاع عن "البرنامج النووي العسكري الإيراني". من خلال استراتيجية الردع التي مفتاحه "حزب الله" هي تذكير لإسرائيل والولايات المتحدة بأن إيران لديها حليفاً راغباً في خوض الحرب على أبواب إسرائيل يخدم هدفاً استراتيجياً مهماً لإيران. أي إنه بمثابة رادع مهم ضد الضربات الجوية الإسرائيلية أو الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية ويمنح إيران ميزة لإظهار القوة.
ولذلك، الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً وتكراراً انتقد الصفقة النووية التي عقدها سلفه باراك أوباما لعدم إحتوائها على بنود تتعلق بتخلي إيران عن عملائها ووكلائها وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، ولهذا السبب انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة النووية، فالرئيس ترامب والمجموعة التي معه في البيت الأبيض لاسيما وزير الخارجية مايك بومبيو إذا عقدوا صفقة جديدة مع إيران يريدون إضافة مواد وبنود تتعلق بتخلي إيران عن عملائها وبالأخص حزب الله ونزع سلاحه.
2 - متى تنتفي حاجة إيران لحزب الله؟، وهل من الممكن أن تتخلى إيران عن حزب الله؟
حزب الله لاعب رئيسي في استراتيجية الأمن القومي لإيران، وهناك إجماع على هذه النقطة بين التيارات المختلفة في إيران من أصوليين إلى إصلاحيين. لهذا السبب يرفض المسؤولين الإيرانيين بشكل قاطع أي اقتراح بتغيير في السياسة فيما يتعلق بحزب الله. بغض النظر عن الرؤساء والوزراء في النظام الإيراني، سيظل حزب الله هو نفس حزب الله بالنسبة لإيران.
لكن من المحتمل جداً إذا امتلكت إيران السلاح النووي، وأعلنت بأنها أصبحت دولة نووية وأنها امتلكت القنبلة النووية فهنا أتصور لا حاجة لها لاستراتيجية الردع التي مفتاحه حزب الله حارس البرنامج النووي الإيراني.
وأيضاً احتمالية أخرى، إذا نجحت الولايات المتحدة بعقد صفقة نووية جديدة مع إيران، وإذا استطاعت أميركا إدراج بنود جديدة في الصفقة تتعلق بتخلي إيران عن عملائها لاسيما حزب الله ونزع سلاحه، وإذا نجحت الولايات المتحدة بعقد "اتفاقية سلام" بين إيران ومحيطها الإقليمي من دول عربية وإسرائيل، فمن المحتمل أن تنتفي حاجة إيران لحزب الله. بحسب بعض المحلليين يقولون بأن بعد اتفاقية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي من المحتمل جداً أن تنخرط الإمارات في مفاوضات مع إيران لجلبها إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل تفضي في نهاية المطاف إلى اتفاقية سلام بين إيران وإسرائيل. ومع ذلك، أشك في أن توافق إيران على نزع سلاح حزب الله أو تتخلى عن "إستراتيجية الردع" التي مفتاحه حزب الله، ومن المرجح جداً أن تظل شراكة التحالف بين إيران وحزب الله قوية في المستقبل المنظور.
احسنتي بارك الله فيك
اتفق تماما مع ما تفضلت به
فحزب ابليس هذا كان دوما الضامن لامن إيران من خلال تهديد أمن إسرائيل حالما يهدد الغرب بأي طريقه كانت المصالح الايرانيه الاستراتيجيه
وللأسف إيران ابتدعت تكنيك خطير لتحقيق ذلك وهو القوات الغير نظامية هيكليا المزودة بقدرات صاروخية بالستيه أو كما اسميها انا حرب العصابات البالستية
تستغل إيران التقارب الجغرافي بين جنوب لبنان وشمال فلسطين لتتخذ من ذلك القرب نقطه قوه ضد اسرائيل فمع هذا المسافه يتعذر الدفاع ضد الصواريخ بالذات التي تصنف بالتكتكيه أو التكتيكية البالستية التي اسميها انا تكتكو بالستيه
هذا الصواريخ لا ترتفع بالقدر الذي ينذر بوجودها مبكرا وتتجاوز سرعتها في بعض الاصدرات ال ٣ ماخ او ٣٦٧٢ كلم بالساعه برأس موحد غالبا ٦٠٠ كجم
لتقطع مسافة تقارب ال ٥٠ كلم إلى حيفا
و ١٢٠ كلم الي تل أبيب يصلها الصاروخ ذو ال ٣ ماخ سرعة في ١.٩ دقيقه أو ١١٣ ثانيه
وأمام هذا الرقم لا يوجد دفاع جوي حالي قادر على التعامل معها إلا من باب الصدفة البحتة
فإذا كان الهجوم بعده صورايخ في ذات الوقت فالاصابه مؤكدة وحتمية وتعني انفتاح العمق الإسرائيلي كاملا أمام تلك الصواريخ
والأثر التدميري الذي يحدثه صاروخ براس ٦٠٠ كجم وسرعة ٣ ماخ كافي لبث الرعب في أي مجتمع مهما كان شجاع فضلا أن يكون هذا المجتمع من الجبناء
في الحقيقه هذا الحوار يقودنا إلى أهم سؤال فعلى
لماذا انشاء إذن نظام الملالي في ايران؟
كيف حملت طائره ايرفرنس الخميني من باريس إلى طهران
وهل العداء بين إيران والغرب حقيقي ام أكذوبة؟
هذا السؤال يعيدنا لربط تاريخ المنطقه بشكل أوسع
وهنا أعود بالأحداث إلى حرب أكتوبر ١٩٧٣
وهذه الحرب فيها من الألغاز و الاسرار و الأحداث غير المعلنه أضعاف مضاعفه لكل ماهو معلن عنها
لدرجه تغيير الصوره كامله عن هذه الحرب وليس بنظريه هزيمه الجيش المصري فيها تلك النظريه اللامنطقيه بل بأدوار وأحداث و مفاجآت استراتيجيه للأسف طوها الكتمان للمصلحة العامه
فما علاقه إيجاد إيران بحرب أكتوبر ٧٣ م
كانت الحرب تجري علي محورين قتالين
هو الشمالي في سوريا و الجنوبي في سيناء
وكانت تجري وفق ما خطط لها تماما
انتصار ملموس مصري لكنه مقنن لترويض الإسرائيليين وانكسار في الجبهة السوريه لترويض البعثيين كل ذلك تمهيدا لعملية سلام كبرى برعايه امريكيه وهذه العمليه كان يقف أمامها تعنت جلدمائير من ناحيه ورفضها الانسحاب من سيناء و رفض البعثيين في سوريا مجرد التطرق لكلمه سلام من الناحيه الأخرى فإن السلام يفقدهم تلك الشماعه الذهبيه التي تسمى المقاومه والقضيه الفلسطينية والتي تتيح لهم الاستبداد بالشعب السوري وقمع كل معارض للنظام باسم العماله لإسرائيل
كانت الحرب تجري وفق ما خطط لها حتى تدخل السوفييت لهد المعبد وضغطوا على السادات لتطوير الهجوم وانهد المخطط وتدخلت أمريكا و قلبت التقدم المصري إلى إنكسار وسحقت بعنف الجيش السوري وتقدم الجيش الإسرائيلي باريحه تامه في العمق السوري حتى وصول مشارف دمشق
وعبر للجبهة المصريه من شرق الي غرب القناه وحاصر الجيش المصري وطوق الاسماعليه وهاجم السويس
هنا تحديدا حدثت مفاجأه لم تكن في الحسبان
فقد تحركت دول جوار دول الطوق العربيه لتؤدي دور استثنائي بالكامل
فقد عبر الجيش العراقي بسرعه كبيره المسافه بين الحدود العراقيه السوريه ودمشق ليقطع الطريق على احتلالها ولتواجه إسرائيل للمره الاولي في هذه الحرب اسلحه غربيه
العراقيين لم يجدوا الوقت لحمل دباباتهم على شاحنات فدفعوها على لتمشي على جنازيرها كل المسافه حتى وصلت دمشق
فيما دفعت السعوديه و الاردن بقوات إمداد عاجله وتتابعت وصول قواتهما إلى الجبهه السوريه
أحدث هذا التدخل ارباكا عملياتيا لدي جيش الاحتلال الإسرائيلي
فان هذا التدخل تزامن مع شن حرب غير تقليديه كان لها الأثر الاكبر في اعاده رسم نتيجه نهايه الحرب
فقد شنت دول الخليج العربي حرب نفطيه مستعره على كل من يدعم إسرائيل وواصلت القتال في الجبهة السوريه لمده عام كامل بعد وقوف الحرب في جبهة سيناء
*
نقطة للتفكر
كلما نظرت للخريطه ونظرت إلى سيناء وخط حائط الصواريخ ومميزات الأنظمة الروسيه في هذا الحائط ثم نظرت إلى قدرات القوات الجوية الإسرائيلية اتسائل حينها
لماذا لم يتلف سلاح الجو الإسرائيلي من خلال البحر الأحمر على حائط الصواريخ
في حين أنه فعل ذلك من خلال المتوسط وصولا إلى المنصورة ؟
*
لكل ما تقدم كان يجب خلق عدو لهذه الدول المجاوره لدول الطوق
فتدخلها هذا لم يكن ليمر مرور الكرام على المخطط الاستراتيجي الذي يرسم مستقبل المنطقه
وكان هذا العدو نظام الملالي
نظام قائم على عقيده دينيه بغض النظر عن صحتها أو فسادها المهم هو إقناع الاتباع
نظام تكون عقيدته الدينيه مضاده لدول جوار دول الطوق وبنفس الوقت تتوافق مع أقليات تعيش في هذه الدول
ولم يكن أنسب من العقيده الشيعيه
و الاتباع الشيعه
الذين ينتشرون على ساحل الخليج العربي حيث منابع النفط ويعتبرون احد اكبر مكونات الداخل العراقي
لذلك كان نظام الخميني والذي أسس لمرحله جديده من المخاطر للدول العربية الغنيه
وقد كان مع خطاب طريق القدس يمر من بغداد حشدت القوات الايرانيه لحرب العراق
اندلعت حرب الخليج الاولي المدمره
هل العداء الغربي الإيراني عداء حقيقي؟
الاجابه القطعيه هي لا
هناك تدافع فيزيائي طبيعي بينهم
تدافع نفوذ وسيطره
تدافع قائم على مصالح ومصالح مضاده
لذلك لم يقضي الغرب على نظام الملالي
رغم أنه كثيرا ما هدد مصالحهم بل وقتل منهم كما حدث في بيروت ١٩٨٢
للاسف الشديد الأمر مستمر والخطط تتحدث
والله المستعان
تحياتي للجميع