جميعنا لاحظ أن المركبة الفضائية الروسية المأهولة سويوز (Soyuz) تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية في جميع الأحوال الجوية على عكس المركبات الفضائية المأهولة من الدول الأخرى.
وفي ذلك يقول المدير العام لشركة "كوسموكورس" بافل بوشكين:
لكن ما لا يلاحظه الآخرون وهي عملية العودة من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض! ففي بداية عصر الفضاء بالمركبات المأهولة الروسية فوستوك (تتسع لرائد فضاء واحد) كانت عودة رواد الفضاء إلى الأرض أن يقفز رائد الفضاء من المركبة من مسافة 11 كيلومتر عن مستوى سطح الأرض ويبدأ بالهبوط مستخدما المظلة! إلا أن هذا الخيار أصبح غير مقبول في حالة تواجد أكثر من رائد فضاء في المركبة الفضائية! مركبة الفضاء فوسخود تتسع لأكثر من رائد فضاء (من رائدين إلى ثلاثة رواد)
تم تطوير نظام يحقق الهبوط الناعم على متن مركبة الفضاء المأهولة فوسخود باستخدام محرك صاروخي يتم إشعاله عند ارتفاع معين ليكبح معدل الهبوط، مما يوفر ارتطامًا ناعمًا بسطح الأرض. تمت الإستعانة بمسبار معدني تلسكوبي يخرج من جسم المركبة على مسار الهبوط يقوم بإغلاق مفتاح الإتصال لحظة ملامسته سطح الأرض مما يؤدي إلى إشعال المحركات الصاروخية الكابحة.
صورة للمحركات الصاروخية الكابحة:
شكل المحركات المستخدمة:
ولكن وجد أن مفتاح الإتصال غير موثوق به عند إجراء الاختبارات حيث يتأثر بنوع التربة أو الغطاء النباتي مما يؤدي إلى عدم إشعال المحركات الصاروخية الكابحة أو الإشعال المبكر لها. وغالبًا ما يفشل المسبار المعدني بسبب تأثير سرعة الرياح الأفقية العالية.
ولتحقيق الهبوط الناعم بصورة موثوقة، أصبح من الضروري قياس ارتفاع المركبة الفضائية بدقة عالية. وعلاوة على ذلك، يجب أن يكون للنظام قدرات على العمل في جميع الأحوال الجوية وأن يعمل فوق الماء أو الجليد أو الثلج أو الأرض الثابتة مع كل التباين المحتمل في ارتفاع المركبة الفضائية والسرعة الأفقية.
وبما أن كازاخستان هي موقع هبوط المركبات الفضائية المأهولة الروسية إلا أن مساحة كبيرة من جمهورية كازاخستان تغطيها السهوب الكازاخية (سباسب كازاخستان)!
وهنا صورة تعكس البيئة التي تهبط عليها مركبة الفضاء الروسية
صورة لمقاعد رواد الفضاء
أطلق على نظام الهبوط الناعم بـ (كاكتوس) ويحتوي على أجهزة حاسوبية لإتخاذ القرار وهي مبنية على قاعدة منطق القرار (Logical Decisions) ويتم تركيبه أسفل الكبسولة!
صورة لنظام (كاكتوس)
النظام يعتمد على النظير المشع كوبالت-60 أو نظير السيزيوم-137
صورة تظهر أيقونة الإشعاعات المؤينة
مقطع مرئي:
أثبت النظام كفاءة عالية، ففي عام 1976 هبطت مركبة الفضاء المأهولة سويوز (Soyuz-23) بشكل غير متعمد في بحيرة تنغيز والتي كانت متجمدة جزئيا!
