ملاحظة
للاستمتاع بالموضوع انصحكم بالاستماع لطرب اندلسي مغربي مع كأس شاي على الطريقة المغربية
عام 1492م سقطت اخر قلاع الاندلس في غرناطة على يد الصليبيين بعد حوالي أربعة قرون من حروب شنتها ممالك الشمال المسيحية على الثغور الأندلسية فيما سُمي بحروب الاسترداد , لكن الامر لم ينتهي هنا ف الممالك الصليبية باروبا قررت نقل المعركة نحو المدن الشمالية المغربية فاحتلت بذالك مدينة مليلية في نفس سنة سقوط غرناطة و الاندلس لتضع لها موطئ قدم في شمال افريقيا و قبلها سيطر البرتغاليون على مدينة سبتة مستغلين في ذالك انهيار القوة العسكرية المغربية و خرج الاف المسلمون و اليهود هاربين من مجازر الصلبيين الذين بدأو في تنفيذها عقب سقوط الاندلس , و استقرو في المدن الشمالية للمغرب حيث مازالت اجيال الاسر اليهودية التي هربت من جحيم محاكم التفتيش في الاندلس مستقرة في بعض مدن شمال المغرب ليومنا هذا . و وفق هذا السياق قرر البرتغاليون تنفيذ حملة صليبية اخرى لاحتلال المدن الساحلية المغربية بقيادة الملك البرتغالي سبستيان حتى لا يعيد المغاربة فتح الاندلس من جديد و لتكون ضربة استباقية
و من ميناء لشبونة باتجاه المغرب انطلق الملك البرتغالي رفقة اسطوله البحري ثم احتل مدينة طنجة كهدف اولي ثم استمرت لأصيلة و احتلتها هي الاخرى كما فعلت بالعرائش و القصر و تطوان، و الهدف كان ضرب المناوئ المغربية المهمة حتى لا تنطلق حملة اخرى لتحرير الاندلس
و حينما علم الملك المعتصم بالله انطلاق هذه الحملة الصليبية ارسل رسالة لسبستيان من مراكش كان مفادها
"إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك فإن ثبت إلى أن نقدم عليك ، فأنت نصراني حقيقي شجاع ، وإلا فأنت كلب بن كلب" و استفزت هذه الرسالة الملك سبستيان لدرجة انه رغب في ملاقاة الجيش المغربي باسرع ما يمكن و بشكل متهور جدا
تكونت الحملة الاوروبية على المغرب
- من 125 الف جندي
- 20 الف منهم من الاسبان
- و 7000 ايطالي
- و 3000 الماني
-مع 40 مدفعا
و اما من جانب الجيش المغربي فقد تم حشد 40 الف جندي و 34 مدفعا لكن الامتياز ان اكثرهم كانو من الفرسان
اختبار عبد الملك المعتصم بالله القصر الكبير منطقة لوضع مقر القيادة العسكري بقوتين رئيستين قدمتا من فاس و مراكش,فلما انتهى من تحضير العتاد و خطوط الامداد بدء يرسل جواسيس لمراقبة تحركات و هفوات الملك سبستيان و جيشه الذي كان متواجدا في مدينة اصيلا و كتب إلى سبستيان مستدرجاً له : ( إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ، فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي )
علم مستشارو الملك سبستيان ان الامر هو فخ لا محالة و نصحوه ان يبقى متحصنا في مدينة اصيلة ليبقى على خطوط الامداد البحرية لكنه رفض هذا الامر و اخد بجيشه يتجه نحو ملاقاة الجيش المغربي في القصر الكبير حتى وصل جيس وادي المخازن و عبره ليخم هو و جيشه هناك ., غير مدرك بالفخ الذي وقع فيه فحينما حل الليل امر عبد الملك المعتصم بالله اخاه احمد المنصور الذهبي فرقة خاصة من الجيش المغربي ان ينسف جسر وادي المخازن بدون علم سبستيان و هو الامر الذي نفده بنجاح فلا يوجد معبر غيره لجيش سبستيان للانسحاب او لخطوط الامداد
و في صبيحة يوم الرابع من اغسطس 1578م وقف السلطان عبد الملك يرفع معنويات الجيش المغربي كما نهض القساوسة في الجيش الاوروبي لاثارة حماس الصليبيين
- تشكيل الجيش الاوروبي اخد شكل المربع مع المدافع في الامام
- بينما كان تشكيل الجيش المغربي عادي
الملاحظ ان عدد المغاربة في المعركة كان 20 الفا فقط مع اختفاء لاحمد المنصور الذهبي
بداية المعركة بدأت بالمدفعية من الجانبية , كانت المدفعية الاوروبية متفوقة تقنيا في ذالك الوقت صحيح لكن المدفعية المغربية ايضا و بسبب تموقعها الجيد في ارض المعركة قامت هي الاخرى بخسائر بالصفوف الاولى للجيش الاوروبي
بعد ذالك اراد سبستيان انهاء المعركة بأسرع ما يمكن فأرسل نخبة الجيش الصليبي و هم فرسان الصليب المعروفين بكونهم قادرين عن هزيمة جيش كامل في تلك الفترة , و بالفعل تقدم فرسان الصليب مستهدفين قلب الجيش المغربي و تمكنوا من اختراق الصفوف الاولى للجيش المغربي
لكن المفاجئة ان قام الجيش المغربي بالتفاف على نخبة الجيش الاوروبي بشكل كامل قاطعا بذالك اي طريقة لهم للانسحاب او لقدوم تعزيزات من الجيش الاوروبي الرئيسي
و ما ان بدأ سبستيان يفكر في ارسال تعزيزات حتى ظهر أحمد المنصور الذهبي بفرسان الجيش المغربي من حيث لم يتوقع سبستيان و مستهدفا بذالك الجيش الاوروبي الرئيسي
حينما لاحظ نخبة الجيش الاوروبي ظهور احمد المنصور الذهبي متوجها نحو سبستيان ارادو شق طريقهم للانسحاب لكن القسم الاول من الجيش المغربي حاصر جميع قوات فرسان الصليب و بدأو في استزاف قوتهم و استغلال ارتباكهم بظهور احمد المنصور الذهبي لاسقاط عدد كبير من القتلى و الجرحى في صفوف فرسان الصليب
اثناء ذالك احمد المنصور الذهبي و قوات الفرسان المغربية شكلت طوقا حول الجيش الاوروبي الرئيسي حيث كانت جموع الفرسان تتحرك بشكل دائري و تقترب من قواة المشاة الاوروبية لتطلق النار عليهم و تبتعد في كل مرة حتى تتحقق فيهم اكبر عدد من الخسائر قبل الالتحام المباشر بالسيوف
فرسان الصليب تم سحقهم تماما و بالكاد اصبح يتواجد من يستطيع الوقوف في ارض المعركة
لتتوجه قوات المشاة المغربية بعد مباشرة نحو دعم قوات الفرسان التي تطوق جيش سبتيان
الجيش الاوروبي اصبح محاصرا بشكل كامل و اصيب بالارتباك و الانهيار لدرجة ان سبستيان شوهد يقاتل في المعركة ليدافع عن نفسه بعد مقتل حراسه
بعد ذالك سقط ملك البرتغال سبتسيان قتيلا و انتهى حلمه بغزو المغرب بمقتله
بقايا الجيش الاوروبي منهم من تم أسره و الاخرين فرو باتجاه جسر وادي المخازن ليتفاجأو انه قد تم تفجيره فألقو بأنفسهم في النهر من اجل الهرب
انتهت المعركة بانتصار 40 الفا من الجنود المغاربة ضد 120 الفا من قوات الاوروبية الغازية
نتائج ما بعد المعركة
- خسرت البرتغال ملكها و جيشها و قادتها العسكريين
- تم تحرير مدينة أصيلة و العرائش و تطوان و طنجة و القصر الصغير من قبل الجيش المغربي
- استغلت اسبانيا انهيار الجيش البرتغالي لتقوم بغزو البرتغال و ضمها كأراضي تابعة لها واستلمت ايضا مدينة سبتة من البرتغاليين و تحصن الجيش الاسباني بها قبل ان تصلها سلسلة تحرير المدن خصوصا بعد ظهور تهديد توسعي جديد من الشرق يتمثل في العثمانيين
- من نتائج المعركة ايضا ان بقي المغرب مستقلا من الاطماع الخارجية لـ200 سنة تقريبا حيث اكتسب الجيش المغربي هيبة عسكرية
من خلال نتائج معركة وادي المخازن
- انتصار المغاربة لم يكون مجرد صدفة بل كان للمعنويات الكبيرة للتأثر حول ما حصل في الاندلس و لوعيهم الكبير بأن الخسارة في المعركة يعني احتلال المغرب بشكل مباشر
الموضوع حصري للمنتدى العربي للدفاع